محمد حسن "كنجو" ضابط في جيش نظام بشار الأسد، حصل على شهادة في الحقوق من جامعة دمشق، ثم التحق بالجيش وتدرج في سلك القضاء العسكري، بدءا من منصب قاضي الفرد العسكري الثاني في حلب، ثم مستشارا بمحكمة الجنايات العسكرية في دمشق، وصولا إلى منصب النائب العام العسكري بالمحكمة الميدانية العسكرية.

ويلقب كنجو بـ"سفاح صيدنايا" إذ يعد من أبرز المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت في سجن صيدنايا سيئ الصيت والمسؤول الأول عن الإعدامات الميدانية فيه، ويتهمه ناشطون ومعارضون وسجناء سابقون بارتكاب جرائم إعدام جماعية وأحكام تعسفية بحق آلاف السجناء في هذا السجن العسكري.

المولد والتكوين العلمي

ولد محمد حسن المعروف بـ "كنجو" عام 1957 في قرية خربة المعزة التابعة لمدينة طرطوس. وحصل على شهادة في الحقوق من جامعة دمشق مطلع ثمانينيات القرن العشرين قبل أن يتطوع في جيش نظام الأسد.

التجربة العملية

فور تخرجه من الجامعة انضم كنجو إلى قوات جيش نظام الأسد وبدأ مسيرته في القضاء العسكري. وعمل قاضيا للفرد العسكري الثاني في حلب، ثم عين مستشارا بمحكمة الجنايات العسكرية في دمشق، وتدرج ليصبح النائب العام العسكري في المحكمة الميدانية العسكرية.

الثورة السورية

في مارس/آذار2011 ومع اندلاع الثورة السورية كان كنجو يشغل منصب النائب العام العسكري بالمحكمة الميدانية العسكرية في دمشق، برتبة عميد. وقد قام خلال توليه هذا المنصب بمحاكمة عدد من المعتقلين المدنيين، إلى جانب ضباط وعناصر عسكرية متهمين بمحاولات الانشقاق عن الجيش أو بناءً على خلفيات مذهبية.

ويُعد كنجو المسؤول الأول عن إصدار آلاف الأحكام بالإعدام أو السجن المؤبد، إضافة إلى السجن لفترات طويلة بحق المعتقلين. وفقا لشهادة أحد الضباط المنشقين، تعاون كنجو مع رؤساء أفرع التحقيق في الأجهزة الأمنية على إدخال عبارة في إفادات المعتقلين تنص على "كما أقدمت بالاشتراك مع آخرين على مهاجمة حاجز كذا أو مركز كذا أو النقطة كذا (مواقع عسكرية للنظام) بالأسلحة النارية، مما أدى إلى استشهاد عدد من عناصر هذه المواقع أو إصابة آخرين".

إعلان

وإضافة لذلك يتم إجبار المعتقلين على توقيع الإفادات دون الاطلاع على محتواها، وتُستخدم العبارة المتفق عليها باعتبارها حجة لفرض أحكام الإعدام بالتنسيق بين كنجو والأجهزة الأمنية، حتى في الحالات التي يثبت فيها براءة المعتقل.

وأشارت إفادات كثير من المعتقلين الناجين إلى أن المحاكمة الواحدة لا تستغرق أكثر من دقيقة إلى 3 دقائق، يُمنع خلالها المحكوم من الحديث، ويتم إخراجه فور صدور الحكم. وعلى الرغم من أن المحكمة كانت تُدار لفترة من الزمن برئاسة اللواء شيخ جابر الخرفان، فإن النائب العسكري كنجو كان يتمتع بالسلطة المطلقة.

واستمر الوضع على ما هو عليه حتى تمت ترقية كنجو إلى رتبة لواء وتعيينه رئيسا للمحكمة.

وفي شهادة أحد الناجين من سجن صيدنايا ذكر أنه "عند دخول المعتقلين إلى القاضي، لا تُعقد محاكمة حقيقية، بل الجلسة شكلية وسريعة لإقرار التهم الواردة في الملفات المُحالة من فروع الأمن، وكان كنجو يقرأ التهم علينا. ورغم إنكارنا، كان يخاطبنا كخصم وليس كقاض يُفترض أن يكون حياديا. وكان سلوكه سياسيا بحتا وليس قانونيا. وكان يعلم بما يحدث من انتهاكات على أيدي عناصر الأمن خارج المحكمة، لكنه ينكر ذلك علانية. ورأيت صديقا لي ينزف دما بسبب تعرضه للضرب قبل الجلسة. وعندما سأله كنجو عن السبب أجابه "اسأل عناصرك بالخارج، هم من فعلوا ذلك" فرد عليه "أنت هنا في محكمة، وهذا لا يحدث".

كما أشار تقرير صادر عن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا -حول قانون مكافحة الإرهاب رقم 19- إلى أن كنجو كان من بين القضاة البارزين الذين استخدموا أساليب غير إنسانية في التعامل مع المعتقلين.

عملية طرطوس

عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت حكومة تصريف الأعمال السورية عملية أمنية يوم 26 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه بريفي طرطوس ودمشق ضد "فلول النظام" المخلوع، وحددت مهلة لتسليم السلاح بعد اشتباكات جرت في اللاذقية وحمص أسفرت عن قتلى وجرحى.

إعلان

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات التي وقعت يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 2024، جاءت أثناء محاولة القوات الأمنية القبض على كنجو الذي وصفه بأنه "أحد المسؤولين عن جرائم سجن صيدنايا".

وأثناء العملية، اعترضت القوات الأمنية شقيق كنجو وشبابا مسلحين آخرين وطردوا الدورية الأمنية من خربة المعزة، ونصبوا لها كمينا قرب القرية، واستهدفوا إحدى سيارات الدورية مما أدى لمقتل 14 عنصرا من قوى الأمن العام.

ويوم 26 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت إدارة العمليات العسكرية إلقاء القبض على كنجو في مسقط رأسه بقرية خربة المعزة في ريف طرطوس الجنوبي.

الوظائف والمسؤوليات مدير إدارة القضاء العسكري. رئيس المحكمة الميدانية العسكرية. النائب العام العسكري بالمحكمة الميدانية العسكرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دیسمبر کانون الأول

إقرأ أيضاً:

النائب العام يتفقد سير العمل في عدد من نيابات الحديدة والمحويت وصنعاء

الثورة نت /..

تفقد النائب العام القاضي عبدالسلام الحوثي، اليوم، سير العمل في نيابات المرواعة، باجل بمحافظة الحديدة، خميس بني سعد وملحان بالمحويت، الحيمتين، ومناخة بصنعاء.

وخلال الزيارة، التقى النائب العام، رئيس محكمة المراوعة القاضي مدين طنقر، ووكيل النيابة القاضي عبدالله الواقدي، ومدير المديرية عبدالله المروني.

ناقش اللقاء، سبل تعزيز التنسيق والتعاون بين النيابة والمحكمة والسلطة المحلية في ضبط القضايا، وحل النزاعات، وتوفير مقر للنيابة.

كما التقى القاضي الحوثي، وكيل نيابة باجل محمد العليي، وأعضاء النيابة، واطلع على آلية قيد القضايا وجدولتها، وتحريز المضبوطات، والتصرفات حيالها، إلى جانب متابعة جلسات المحاكم وتنفيذ قراراتها.

ووجّه النائب العام بمراعاة الضوابط القانونية المتعلقة بإجراءات الضبط والتفتيش والحبس، وسرعة التصرف بالقضايا، وعدم تجاوز المدد القانونية، خاصة التي يوجد سجناء على ذمتها.

وأشار إلى أن عملية التقييم مستمرة لأداء النيابات، بما في ذلك نسبة الإنجاز للقضايا من العام القضائي 1446هـ، موجهًا باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المتغيبين عن أعمالهم.

وشدد القاضي الحوثي، على مضاعفة الجهود لتحسين الأداء، ورفع وتيرة الإنجاز، والالتزام بالقوانين والتعليمات العامة، ولما فيه حماية المجتمع وصون الحقوق والحريات.

رافقه مدير مكتب النائب العام القاضي محمد الحرفي، وعضو جهاز التفتيش على أعضاء النيابة العامة القاضي عبدالرقيب اسحم.

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة السوري يستقبل عميد المعتقلين السوريين الطيار رغيد الططري
  • اللقطات الأولى من شخصية أحمد الفيشاوي في «سفاح التجمع»
  • تعلن دائرة القضاء العسكري نيابة المنطقة العسكرية الثالثة أن على المتهمين المذكورة اسماؤهم الحضور الى المحكمة
  • النائب العام يعلن حبس شخصين من ميليشيا الكاني بتهمة الخطف والتعذيب
  • عاجل | المتحدث العسكري باسم أنصار الله: قررنا تصعيد عملياتنا العسكرية والبدء في المرحلة الرابعة من الحصار على العدو
  • لحضور جلسة النطق بالحكم عليه.. وصول «سفاح المعمورة» إلى المحكمة
  • حبس أحد عناصر الكاني بتهمة قتل شقيقين بالعام 2020
  • النطق بالحكم على سفاح المعمورة اليوم بعد رأى فضيلة المفتى.. تفاصيل
  • النائب العام يتفقد سير العمل في عدد من نيابات الحديدة والمحويت وصنعاء
  • النائب العام: 99 % ﺍﻧﺠﺎﺯ ﻧﻴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1446هـ