الإمارات وإثيوبيا.. علاقات تاريخية متنامية
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
الإمارات وإثيوبيا.. علاقات تاريخية متنامية
زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، الرسمية، إلى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الصديقة، على رأس وفد رفيع المستوى، وما واكبها من مراسم ومظاهر احتفالية عارمة احتفاء بالضيف الكبير، وما تخللها من مباحثات مع معالي الدكتور أبي أحمد رئيس الوزراء حول تنمية مختلف أوجه التعاون لخدمة التطلعات المستقبلية، وأهمية الشراكات الفاعلة لتحسين جودة حياة الشعوب وازدهارها، وحضور سموه انطلاق فعاليات “معرض المياه والطاقة” في مجمع المتحف العلمي في أديس أبابا، وما شهدته من توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون.
الصداقة الوثيقة بين الإمارات وإثيوبيا تعود لعقود وتتميز برؤى عصرية وشهدت الكثير من الإنجازات التي تعكس متانة العلاقات في قطاعات حيوية كالاقتصاد خاصة أن الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإثيوبيا، وبلغ حجم التجارة البينية غير النفطية 1.4 مليار دولار في العام 2022، والاستثمارات الإماراتية فيها 2.9 مليار دولار، بالإضافة إلى التعاون في قطاعات عديدة كالثقافة والنقل والمناخ والطاقة حيث أن الإمارات أبرز الداعمين والممولين لمشاريع الطاقة المتجددة في إثيوبيا وتدعم تحقيق تطلعاتها في التنمية إذ بلغت المساعدات المقدمة إلى إثيوبيا 5.05 مليار دولار 89% منها تنموية مع ما يمثله ذلك من داعم لاستقرارها.
الإمارات تحرص على إقامة أفضل العلاقات مع دول العالم، وتولي القارة الإفريقية أولوية كبرى في توجهاتها، وإثيوبيا من الدول التي تجمعها معها علاقات استراتيجية وتحظى بأهمية خاصة لما لها من ثقل في القارة ولدورها الرئيسي في معادلة الأمن الإقليمي في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي كما بيّن صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، ومشدداً على أن دولة الإمارات مع كل ما يحقق السلام في القارة الإفريقية وتدعم الجهود الهادفة لتسوية أزماتها من منطلق نهجها الداعم للاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم .. كما أكد سموه الترحيب باتفاق مصر وإثيوبيا على التفاوض للتوصل إلى تسوية بشأن ملف سد النهضة.
التعاون المتزايد يدعم زخم التطور المتسارع للعلاقات بين الإمارات وإثيوبيا ويقدم نموذجاً حضارياً يقتدى لما يجب أن تكون عليه الروابط بين مختلف مكونات المجتمع الدولي.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الإمارات وإثیوبیا
إقرأ أيضاً:
الإمارات وعُمان.. أخوة متجذرة وعلاقات تزداد رسوخاً
هالة الخياط (أبوظبي)
تكتسب العلاقات بين الإمارات وسلطنة عُمان الشقيقة، خصوصية فريدة، وتعتبر مثالاً للعلاقات النموذجية الراسخة التي تستند إلى الأخوة المتجذرة والتاريخ المشترك، والتقارب الشعبي والمجتمعي، والإرادة السياسية المشتركة لقيادتي البلدين للارتقاء بالتعاون والتنسيق إلى أعلى المستويات.
وترتبط الإمارات وسلطنة عُمان الشقيقة بعلاقات تاريخية راسخة تقوم على أسس مشتركة تمتد لأكثر من 4 عقود، وتعتبر نموذجاً يحتذى به لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ تحظى هذه العلاقات بطبيعة خاصة واستثنائية تفرضها معطيات التاريخ المشترك والتقارب الشعبي والمجتمعي، وحرص قيادتي البلدين على تطوير وتعزيز التعاون المثمر لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين. ويرتبط البلدان الشقيقان بعلاقات قوية على مختلف الأصعدة، كما يمثل تعميق هذه العلاقات أولوية مهمة لدى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.
تشارك دولة الإمارات اليوم الاثنين سلطنة عُمان الشقيقة احتفالاتها بيومها الوطني الـ 54، في تأكيد على متانة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين التي شهدت خلال العقود الماضية نمواً سريعاً في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطان عُمان، لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في المجالات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ويأتي الاحتفال تحت شعار «عُمان منا، ونحن منهم»، حيث تشهد الإمارات مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة احتفاءً بالذكرى الـ 54 للنهضة المباركة لسلطنة عُمان الشقيقة التي تصادف 18 نوفمبر من كل عام، وتتضمن الفعاليات إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة العمرانية بالعلَم العُماني، واستقبال الزوار العُمانيين القادمين إلى الإمارات عبر المعابر الحدودية والمطارات بالورد والهدايا التذكارية، إلى جانب تنظيم فعاليات خاصة للاحتفال بالمناسبة في عدد من مراكز التسوق التجارية.
أخوة متجذرة
وتمتد العلاقات بين البلدين الشقيقين بجذورها إلى عمق التاريخ، ومرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة، ومنها اللقاء التاريخي بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد «رحمهما الله» في عام 1968، والزيارة التي قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، إلى سلطنة عُمان في عام 1991 والتي شهدت تشكيل لجنة عليا مشتركة أسهمت في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدولتين في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والعمل والاتصالات والنقل، إلى جانب تعزيز فرص ومجالات الاستثمار المشترك.
زيارات متبادلة
ودخلت العلاقات الإماراتية العُمانية الراسخة والتاريخية مرحلة جديدة بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عُمان الشقيقة في سبتمبر 2022، والتي شكلت محطة فارقة في علاقات البلدين، وشهدت توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياسية والأمنية.
وشكلت زيارة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد إلى دولة الإمارات ومباحثاته مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أبريل 2024، دفعة قوية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث شهدت الزيارة توقيع اتفاقيات ومذكرات بين البلدين في مجالات حيوية شملت الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة والسكك الحديدية والتكنولوجيا والتعليم.
وشهد أبريل الماضي الإعلان عن عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات والشراكات الاستثمارية بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان بقيمة 129 مليار درهم في مجالات عدة، حيث تضمنت الاتفاقيات مشاريع الطاقة المتجددة، والمعادن الخضراء، والاتصال بالسكك الحديدية، والاستثمارات في البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا.
ومن بين أبرز المشاريع التي تضمنتها مذكرات التفاهم والاتفاقيات الموقعة والشراكات الاستثمارية بين البلدين مشروع للصناعة والطاقة بقيمة 117 مليار درهم، واتفاقية مساهمين لإطلاق صندوق يركز على التكنولوجيا بين القابضة وجهاز الاستثمار العُماني بقيمة 660 مليون درهم. واتفاقية مشروع ربط السكك الحديدية بين سلطنة عُمان والإمارات بقيمة 11 مليار درهم، واتفاقية تعاون ثنائي استثماري تغطي قطاعات متعددة تشمل البنية التحتية الرقمية والأمن الغذائي والطاقة، واتفاقية شراكة بين شركة الاتحاد للقطارات وشركة مبادلة وشركة مجموعة أسياد العُمانية بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ 3 مليارات درهم.
رؤية مشتركة
ويحرص البلدان على التنسيق والتشاور المستمر حيال القضايا الثنائية والعربية والدولية، وتجمعهما رؤية مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة، ورغبة صادقة في تعزيز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموماً.
وتمثل علاقات البلدين القوية أحد مرتكزات التنسيق والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز مسيرة المجلس، ودعم العمل الخليجي والعربي المشترك، انطلاقاً من رؤية وأهداف البلدين وحرصهما على تعزيز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي.
استثمارات
تعتبر الإمارات أكبر مستثمر عربي وثالث أكبر مستثمر عالمي في سلطنة عُمان، وتساهم بأكثر من 8.2% من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عُمان برصيد تراكمي 3.1 مليار دولار في 2022.
وتعد الإمارات أهم سوق تجاري والأولى عالمياً في التجارة السلعية لسلطنة عُمان في العام 2023، وتستحوذ على 26% من مجمل واردات عُمان من العالم، وهي أهم مصدر لاستقبال الصادرات العُمانية غير النفطية وإعادة التصدير عالمياً، حيث تستأثر الإمارات بنسبة تتجاوز 17% من إجمالي صادراتها غير النفطية وإعادة التصدير، كما تستحوذ الإمارات على 23% من التجارة الخارجية السلعية لسلطنة عُمان مع العالم.
التعاون الثقافي
تجسد العلاقات الثقافية ركيزة مهمة في علاقات دولة الإمارات وسلطنة عُمان، حيث يتقاسم البلدان موروثاً مشتركاً من التراث والعادات والتقاليد والفنون والآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما.
وتنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
مذكرة
وقع البلدان في عام 2022 على مذكرة تفاهم نصت على أن يتبادل الطرفان الخبرات والمعلومات والخبراء في المجال الثقافي والشباب، خاصة ضمن قطاعات الفنون والمكتبات، بما يعزز من دور الحوار الثقافي واللقاءات الشبابية، وتبادل الزيارات بين المسؤولين عن قطاع الثقافة والشباب، والكُتَّاب والمفكرين والخبراء العاملين في مجال الشباب للتعاون في السياسات الشبابية والعمل الشبابي.
وتخدم مذكرة التفاهم واقع العمل في قطاع المكتبات، حيث ستعزز من مجالات التعاون وتبادل الكتب والمطبوعات التي تتناول ثقافة البلدين، كما تتيح المجال نحو تبادل زيارات مجموعات فنون الأداء، مثل: فنون السينما، والمسرح، والموسيقى، والفنون الشعبية، إلى جانب تبادل المشاركة في الأنشطة والفعاليات الثقافية والشبابية بين البلدين، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بذلك.