في منتصف شهر ديسمبر، أصدرت السلطات المغربية أمرًا بنقل موظف جمارك يعمل في المعبر الحدودي الذي يفصل بين المغرب وسبتة إلى مدينة الحسيمة. لم تُقدَّم أي تفسيرات رسمية إضافية بشأن هذا القرار، الذي أُدرج ضمن إجراء تأديبي مرتبط بشكاوى من مواطنين.

جاء أمر النقل بشكل مفاجئ، ومع غياب تفسير رسمي، نشأ جدل يدور بين روايتين متعارضتين تمامًا.

الأولى، رواية المواطنين الذين قدموا شكاوى رسمية تتجاوز مجرد الإشاعات، مطالبين باتخاذ إجراءات بسبب شعورهم بالإهانة في التعامل، بالإضافة إلى عدم رضاهم عن أوامر مصادرة البضائع التي كانوا يحملونها والتي اعتبروها غير مبررة.

الثانية، رواية من يرون أن نقل موظف الجمارك تم لأنه كان يلتزم بتطبيق القوانين بدقة شديدة، مما أثار استياء البعض. ويضيف هؤلاء أن الموظف كان يعامل الجميع على قدم المساواة بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي.

الواقع أن هناك حادثتين تم تسجيل شكاوى رسمية بشأنهما، تطالبان بفتح تحقيق في الممارسات المتبعة في الجمارك المغربية. هذا يتعارض مع صمت السلطات المغربية وعدم تأكيدها ما إذا كان يتم التحقيق في هذه الوقائع بالفعل.

شكوى عائلة من تطوان

إحدى هذه الحالات تتعلق بعائلة من تطوان قدمت شكوى بشأن سوء المعاملة التي تعرض لها رب الأسرة أمام زوجته وأطفاله، مطالبة بفتح تحقيق لضمان حقوق المواطنين عند الحدود.

في الشكوى المقدمة إلى مسؤول الجمارك في الرباط في أواخر أكتوبر، تم وصف كيفية تنفيذ مصادرة البضائع من قبل هذا الموظف بطريقة وُصفت بأنها « مهينة وتعسفية ».

وأوضح المتضرر، المقيم في مدريد، أنه تعرض لمصادرة أغراض اشتراها من الخارج. طلب إيصالًا أو مستندًا يثبت المصادرة لكنه لم يحصل عليه.

وأفاد في شكواه بأن « البضائع المصادرة لا تتجاوز قيمتها 400 درهم »، وأنها كانت « مواد غذائية قابلة للتلف للاستخدام الشخصي »، وبالتالي لم يكن هناك أي انتهاك للقانون.

شكوى أخرى من عائلة عائدة إلى المغرب

شكوى أخرى تعود إلى نوفمبر من هذا العام وتتعلق بعائلة أخرى كانت تعود إلى المغرب عبر معبر باب سبتة. بعد رحلة سياحية عائلية، طُلب منهم فتح السيارة وإخراج بعض الأغراض الموجودة في صندوقها. وتمت مصادرة « أغراض بسيطة مثل فرشاة أسنان، شوكولاتة وبسكويت، لا تتجاوز قيمتها 300 درهم ».

المشتكي، الذي يحمل تأشيرة سياحية قانونية، أشار إلى أنه صاحب شركة متخصصة في الألمنيوم والزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ، ويملك سيارة تُقدَّر قيمتها بـ 54 مليون سنتيم. وقال: « من غير المعقول أن أُتهم بتهريب بضائع بهذه الطريقة، خاصة عندما تكون الأغراض المصادرة أشياء بسيطة لا تبرر مثل هذا الإجراء ».

في شكواه، أكد شعوره بالإهانة وطالب بفتح تحقيق في الحادثة لتحديد قانونية هذا الإجراء، والتحقق من صحة الاتهامات الموجهة إليه « في غياب أي دليل على مخالفتي للقانون »، وكذلك البدء بإجراءات تأديبية.

غموض القرار

نفذت السلطات المغربية نقل الجمركي دون تقديم أي معلومات إضافية، ليس فقط حول هذا الإجراء، ولكن أيضًا حول ما إذا كان قد تم فتح تحقيق في الموضوع.

هذا الغموض والتعتيم هو ما يجعل الروايتين المتناقضتين تتصادمان بشأن هذا القرار الذي يأتي في سياق حدودي يخضع لمعايير متغيرة وقوانين يطعن فيها المواطنون.

 

عن (إلفارو دي ستوا)

كلمات دلالية المغرب جمارك حدود

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المغرب جمارك حدود تحقیق فی

إقرأ أيضاً:

جرعة اللبننة تزداد في خطاب قاسم

مثّل تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين انطلاقة لمرحلة جديدة في تاريخ "حزب الله" وفق أولويات واستراتيجيات كان السيد نصر الله قد عمل عليها سنوات لجهة تطوير رؤية سياسية شاملة حول العلاقة بين المقاومة والدولة اللبنانية، وهذه الرؤية التي لم يُظهرها الحزب من قبل، نتيجة الأزمات التي عصفت بلبنان والمنطقة منذ العام 20211، كانت تؤكد على أهمية قيام دولة قادرة وعادلة وفقاً للآلية التي نص عليها اتفاق الطائف والدستور اللبناني. فالسيد نصر الله ورغم موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، كان يعترف بخصوصية الكيان اللبناني ويؤمن بأن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه وأن أبناء الطائفة الشيعية جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني.
وتقول أوساط سياسية في هذا السياق أن حزب الله رغم انتمائه العقائدي يتفهم الخصوصية اللبنانية ويتمسك بها ويبدي اهتماماً بإصلاح الدولة وإعادة بناء مؤسساتها واقتصادها.

مما لا شك فيه أن السيد نصر الله كان شخصية مؤثرة ووطنية ونادرة، ولذلك كان يوم أمس يوماً تاريخياً بامتياز مع الحشود الغفيرة التي ملأت المدينة الرياضية والطرقات المؤدية إليها، ورغم أن الحضور الرسمي لم يكن كما يفترض أن يكون، إلا أن الطوفان البشري ثبت أن الحزب لا يزال حاضرا رئيسياً في المشهد السياسي وأن الخسائر العسكرية لا تؤدي إلى خسارة سياسية.
في إطلالته يوم أمس بايع الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم السيد نصر الله، وتناول في كلمته عدة نقاط، فأشار إلى حرب الإسناد وما تبعها من حرب إسرائيلية طالت لبنان وأدت إلى استشهاد السيد نصر الله وعدد من قادة حزب الله، مع تأكيده أن إسرائيل خططت للحرب ضد لبنان، مروراً بالاتفاق على وقف إطلاق النار، على اعتباره أن استمرار القتال لم يكن في مصلحة المقاومة، ومع ذلك، لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، مما يجعل الوضع الآن، احتلالاً وعدواناً يجب مقاومته سياسياً وعسكرياً، ليصل إلى التشديد على أن المقاومة مستمرة وقوية، وهي ليست مجرد حق بل واجب وطني، مبدياً رفضه لأي تدخل أميركي أو فرض شروط سياسية على لبنان، ليبقى الأهم إعلانه الالتزام ببناء دولة عادلة وقوية وأن الجيش له دور أساسي في الدفاع عن السيادة، مع الإشارة إلى أن الشيخ قاسم، أكد في خطابات سابقة استعداد الحزب للتعاون والتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد في إطار اتفاق الطائف والعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية.

وعليه، يمكن القول، بحسب الأوساط السياسية، أن حزب الله سيكون في المرحلة المقبلة تحت سقف الدولة التي عليها مسؤولية حماية السيادة وضرورة العمل على إنهاء الاحتلال وفق ما ورد في اتفاق الطائف مع تمسكه بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، ويبدي الحزب اهتماماً بضرورة أن تكون السياسة الداخلية أكثر تنسيقاً في مواجهة الضغوط الخارجية، بالتوازي مع العمل على تحقيق الإصلاحات الداخلية التي ستساهم في بناء دولة قادرة ومستقرة.

يحدِّد حزب الله الخطوط الأساسية التي تشكّل إطاراً فكرياً – سياسياً لرؤيته اتجاه الانخراط في الدولة والتمسك بالخيارات الدبلوماسية التي يجب أن تأخذ مداها وهو ما يعكس تغيراً في النهج التقليدي للحزب، فهو يتعامل بمرونة تكتيكية، حيث يسعى للحفاظ على دوره ضمن الدولة اللبنانية، ويتبنى بناء استراتيجية دفاعية تشكل عامل ردع لإسرائيل، فهو طوى مرحلة إقليمية، فلبنان وكما أكد الرئيس جوزاف عون أمس خلال استقباله وفداً ايرانياً برئاسة رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، تعب من حروب الآخرين على أرضه ودفع ثمنًا كبيرًا دفاعًا عن القضية الفلسطينية.وما قاله الرئيس عون حيال القضية الفلسطينية، يؤكده حزب الله، لا سيما وأنه قدم خيرة قادته ومقاتليه شهداء على طريق نصرة غزة والشعب الفلسطيني.

يمكن الحديث عن تطور أو تحول جديد في سياسة حزب الله، وإن كان أفق المرحلة الجديدة لم يتضح بعد، لا سيما وأن لبنان دخل العصر الأميركي، ولذلك أراد الحزب من خلال الزحف الشعبي الذي حصل إلى المدينة الرياضية أن يبعث برسائل إلى الداخل والخارج، إلى الحليف والخصم والعدو أنه لا يمكن لأحد أن يتجاوزه أو يظن أنه انتهى، وأنه سيكون أقوى من قبل فهو بدأ التحضير للانتخابات البلدية والنيابية وسوف تكون خطواته السياسيّة تحت سقف الطائف. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • سكوب. زلزال بقطاع الإتصالات بطرد أحيزون الذي كبد إتصالات المغرب 650 مليار غرامة وحبيبة لقلالش مرشحة لرئاسة شركة إنوي
  • نقيب الفلاحين: تراجع سعر الطماطم فرصة للمواطنين للتخزين والاستفادة
  • وزير الخارجية المغربي يعلن ترحيل 4 برلمانيين أوروبيين بسبب عدم احترام القانون
  • مجلس المنافسة يفتح تحقيقًا في أسعار السردين بعد جدل فيديو مراكش الذي تضمن سعر 5 دراهم
  • الشرطة المغربية توقف فرنسي من أصول جزائرية بناءً على أمر دولي بإلقاء القبض
  • إسبانيا تزيد وارداتها من الحبوب المغربية بنسبة 625% وتخفض أسعار منتجها المحلي بنسبة 45%
  • "شوكولاتة" كلها حشيش مخبأة داخل علب كيندر وسمارتيز وإمينيمز في طريقها إلى إسبانيا
  • إغلاق المستودع الذي أخفى "نفق الحشيش" في سبتة دون الوصول إلى مدخله على الجانب المغربي
  • مدير الـBCIJ يكشف هوية قيادي داعش الذي حرض على تنفيذ مخطط إرهابي بالغ الخطورة بالمغرب
  • جرعة اللبننة تزداد في خطاب قاسم