بالتزامن مع خطاب «الحوثي».. غارات إسرائيلية عنيفة على اليمن
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
خلال الخطاب الأسبوعي لزعيم “جماعة أنصار الله-الحوثيون” الحاكمة في شمال اليمن، عبد الملك الحوثي، شنت طائرات إسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على العاصمة اليمنية صنعاء، بما فيها المطار الدولي.
وبحسب التقارير الأولية، “استهدف الهجوم، مواقع في ميناء الحديدة ومحطة طاقة قرب صنعاء، وبرجا في مطار صنعاء الدولي، ويأتي في ظل التهديدات التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون”.
وأفادت مصادر يمنية بأن “6 غارات جوية استهدفت قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء الدولي”، وذكرت أن “الغارات على مطار صنعاء استهدفت برج المراقبة ومدرج المطار”.
وذكرت المصادر “أن 3 غارات إسرائيلية استهدفت مواقع في الحديدة؛ فيما تحدثت تقارير إسرائيلية عن استهداف محطة لتوليد الطاقة قرب صنعاء وميناء صنعاء الدولي وميناء الحديدة”.
ومؤخرا، كثف “الحوثيون” هجماتهم على إسرائيل بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة؛ وفشلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التصدي لهجمات حوثية في أكثر من مناسبة”.
ومساء أمس الأربعاء، هدد نتنياهو “الحوثيين”، وقال إنهم “سيتعلمون الدرس الذي تعلمه كل من “حماس وحزب الله ونظام الأسد”، حتى لو استغرق ذلك وقتا”.
بدوره، صرح قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، “بأن إسرائيل ستزيد وتيرة الهجمات ضد الحوثيين في اليمن “وفق الضرورة”.
وقال بار: “إننا نعمل بقوة كبيرة حيثما يطلب منا ذلك”، وأضاف “هاجمنا الحوثيين في اليمن ثلاث مرات، وسنزيد وتيرة الهجمات وكثافتها بقدر الضرورة”.
ويعتبر هجوم اليوم هو الهجوم الإسرائيلي الرابع على اليمن، إذ شنّت إسرائيل هجمات جوية على اليمن ثلاث مرات خلال الأشهر الماضية، كان آخرها في 19 ديسمبر الجاري، استهدفت موانئ وبنى تحتية للطاقة في صنعاء والحديدة.
آخر تحديث: 26 ديسمبر 2024 - 17:04المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اسرائيل واليمن الحوثيون اليمن جماعة أنصار الله الحوثيين
إقرأ أيضاً:
اليمن في الوعي الفلسطيني المقاوم
ارتبطت اليمن منذ بداية المعاناة الشعبية العربية الفلسطينية مع القوى الاستعمارية بدءا من الحروب الصليبية مرورا بالاستعمار العثماني ثم الإنجليزي وصولا للاحتلال الصهيوني، وفي كل هذه المحطات الاستعمارية كانت اليمن حاضرة بفرسانها ورجالها وبوعيها الجمعي الديني والفكري والسياسي والثقافي والاجتماعي، غير أن اليمن التي ارتبطت بهذه القضية بصورة فردية أو جماعية محدودة وكان للبعد الجغرافي دور في هذا السياق، إلا أن ما حدث مؤخرا من قبل اليمن فعل غير مسبوق وغير متوقع حتى من قبل ألد أعداء اليمن وهم الصهاينة والأمريكان، والبريطانيون، بل شكل موقف صنعاء وقرار قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بدعم وإسناد المقاومة العربية في فلسطين صدمة مثيرة للحيرة لدى البعض من النخب اليمنية في الداخل، فيما كانت بمثابة كارثة وجرس إنذار لدول المحيط اليمني الذين شكل لهم الموقف اليمني ليس سابقة غير معهودة لفعل طبيعي بل نظروا لموقف صنعاء باعتباره يحمل من المخاطر لهم ما يفوق قدرتهم على التعامل معه وليس ثمة إمكانية لتطويق موقف صنعاء التي تجاوزتهم وتجاوزت أدوارهم ونسفت بموقفها كل مشاريعهم الاستراتيجية ذات الأبعاد الجيوسياسية التي كانت بعض أنظمة المنطقة تسعى للوصول إليها عبر فلسطين التي اتخذت منها بعض الأنظمة إن لم يكن كلها بمثابة جسرا لتحقيق أهداف ومصالح جيوسياسية واستراتيجية والتي نسف الموقف اليمني جسور تواصلها واضعا أمام الأنظمة العربية مجتمعة ودون استثناء خيارات مصيرية يصعب تجاوزها أو التحايل عليها، وكما وضعت صنعاء السفن العابرة لمضيق باب المندب ومياه البحرين الأحمر والعربي أمام خيارين هما مقاطعة الموانئ الصهيونية أو الاستهداف، الأمر الذي اضطر بعض ملاك هذه السفن إلى وقف تعاملهم مع الكيان، فيما اختار البعض الآخر (رأس الرجاء الصالح) الأمر ذاته بالنسبة للأنظمة العربية فإن صنعاء وضعتها أمام خيارين إما (الحياد) وهذا ما اتخذته تقريبا غالبية الأنظمة العربية، وإما (التطبيع) مع العدو والمجاهرة به، وكلاهما بطعم المر بالنسبة لهذه الأنظمة التي ترتبط بعلاقة مع العدو من تحت الطاولة وبرعاية أمريكية بريطانية غربية، فيما أخرى وعددها محدود كانت قد جاهرت بعلاقتها مع العدو من قبل أن يتحول الموقف اليمني من موقف تابع لبعض الأنظمة العربية والدولية إلى موقف مستقل، استطاع أن يذهب بعيدا في قراره فيما يتعلق بالقضية المركزية العربية الأولى للأمة قضية فلسطين ويتحول موقف اليمن من موقف الإسناد الفردي والجماعي المحدود المتعارف عليه تاريخيا، على الصعيد الشعبي، ومن موقف رسمي محدود يقتصر على التعاطف وبيانات الإدانة والشجب، إلى آخر غير متوقع ومفاجئ لكل العالم خاصة بعد أن تحول هذا الموقف من موقف إسناد إلى آخر فاعل ومواجهة ميدانية مع العدو، ساحبة البساط من تحت أقدام أنظمة ونخب تاجرت بالقضية ووظفتها لتحقيق أهداف سياسية محلية وعربية ودولية بحرص لا يؤدي لخسارتهم أو يفقدهم طرق العبور نحو واشنطن ولندن وباريس وبقية عواصم الاستعمار القديم المتجدد من خلال رعاية الكيان الصهيوني.
ولم يكن دافع صنعاء سياسياً ولا جيوسياسياً كما يذهب المتخوفون في تفسير موقف صنعاء التي انطلقت في مواقفها من وازع ديني عقائدي غير قابل للمساومة وغير قابل للتوظيف السياسي أيضا، وهذا ما دفع البعض في الداخل و المنطقة من خصوم صنعاء إلى تبني حملة تشويه وتضليل ضد صنعاء ومحاولة الانتقاص من دورها في معركة الطوفان والتقليل من هذا الدور وإظهاره بصورة (العبث) تارة وأخرى وصفه بالهروب إلى معركة خارجية تلهي الشعب عن أزمته الداخلية فيما هناك من ذهب بعيدا بغيظه واعتبر أن صنعاء بموقفها الداعم لفلسطين وشعبها إنما تستدعي العدوان الصهيوني لتدمير قدرات الشعب اليمني..
أصحاب هذا التوصيف الأخير الذين يتهمون صنعاء بأنها استدعت العدو ربما كانوا أكثر من أقرانهم المنتقدين لموقف صنعاء ارتهاناً وتبعية لأسباب عدة، أهمها أن لا شيء بقي من قدرات اليمن سالما ولم تدمره قوات التحالف الدولي التي تستهدف اليمن وقدراتها منذ مارس 2015م.. ويعلم أصحاب هذا المنطق وكانوا حين تدمرت واستهدفت كل هذه القدرات لا يزالون شركاء في المواجهة ضد العدوان الذي دمر كل شيء بالوطن حتى منازلهم الخاصة ومقراتهم دمرت وكانوا لا يزالون جزءا من المشهد الوطني المواجه قبل أن ينقلبوا على الوطن والشركاء لدوافع سياسية زينتها لهم جهات خارجية إقليمية ودولية بهدف شق الصف الوطني غير أن محاولتهم فشلت فذهبوا ليعاد تجنيدهم من قبل دول العدوان الذين حاولوا أن يتخذوا منهم أوراق مساومة بهدف الضغط على صنعاء عند الحاجة..
وأعتقد أن رد الفعل المقاوم فلسطينيا على موقف صنعاء ما عبره عنه المجاهد (أبو عبيدة) في طلته الأخيرة الذي وصف موقف صنعاء بأنه ( موقف تاريخي فريد) بل وذهب أبعد حين (ربط اليمن بفلسطين وجوديا) ولم يذكر (أبو عبيدة) أي نظام عربي غير اليمن، وأن حياء الشعوب العربية الحرة التي شاركت إخوانهم في فلسطين معاناتهم وجدانيا وفكريا ومعنويا.
استراتيجيا يمكن القول أن صنعاء التي انتقلت من حالة الإسناد المحدود إلى المواجهة المفتوحة مع العدو وشركائه أمريكا وبريطانيا تحديدا جعلت صنعاء تقلب الطاولة على رؤوس الجميع متسلحة بوعيها الإيماني وبقناعتها بدورها والتفاف الشعب حولها، وتوظيفها لموقع اليمن الجغرافي لأول مرة في تاريخ اليمن وهو السلاح الأخطر في سياق الصراع المحتدم على الخارطة الدولية لما في ذلك الصراع الجاري في فلسطين الذي بدوره متصل اتصالاً مباشراً بالصراع الدولي القائم.