في تحليله العميق للواقع، أشار الدكتور علي جمعة إلى رؤية المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي قسم الواقع إلى أربعة عوالم مترابطة: عالم الأشياء، وعالم الأشخاص، وعالم الأحداث، وعالم الأفكار. لكل من هذه العوالم طبيعتها الخاصة، وأساليب مختلفة للتعامل معها، ومنهجيات للفهم والتحليل.

عالم الاشياء 

يُعتبر عالم الأشياء هو الأساس المادي للواقع، حيث يدركه الإنسان بحواسه اليومية أو عبر أدوات متقدمة مثل المجهر.

وأكد جمعة أن هذا العالم يمثل المنطلق التجريبي الذي أرساه المسلمون في عصورهم الذهبية، وهو الأساس الذي تبناه العالم في العلوم الحديثة.

لكن الإشكالية التي طرحها جمعة تتمثل في أن البعض حصر إدراكه للواقع في عالم الأشياء فقط، دون أن يربط هذا العالم بالخالق سبحانه وتعالى. وبهذا، ورغم عمق التحليل العلمي، فإن هذا الإدراك يظل ناقصًا لأنه يتجاهل البعد الإيماني والروحي.

بين الواقع ونفس الأمر

شرح  جمعة الفرق بين الواقع، الذي هو ما يدركه الإنسان بالحواس، وبين "نفس الأمر"، الذي يمثل الحقيقة العميقة للأشياء والتي قد تكتشف تدريجيًا بمرور الزمن. على سبيل المثال، البشر يرون الشمس تتحرك في السماء، بينما الحقيقة العلمية تقول إنها ثابتة والأرض هي التي تدور.

وأشار إلى أن الحقائق العلمية مثل تركيب الماء (الهيدروجين والأكسجين) أو طبيعة الإلكترون هي أمثلة على كيف يكتشف الإنسان جوانب جديدة من "نفس الأمر" مع التقدم العلمي.

النصوص الشرعية والواقع

أكد الدكتور جمعة على أهمية ربط النصوص الشرعية بالواقع، مع إدراك أنها قد تخاطب الكافة بالواقع الظاهري، وليس بالضرورة "نفس الأمر" بصورة تفصيلية. هذا الفهم، وفقًا للدكتور، يمكن أن يحل العديد من الإشكاليات مثل صدام "العلم والدين" الذي حدث في الغرب بسبب النصوص المحرفة للوحي.

عوالم أخرى: الأشخاص والأحداث والأفكار

فيما يتعلق بعالم الأشخاص، يشير جمعة إلى تطور العلاقات الإنسانية وتأثيرها في الواقع. أما عالم الأحداث فيمثل المحرك للتاريخ، بينما عالم الأفكار هو الأكثر تأثيرًا في توجيه الحضارات.

 

أوضح الدكتور علي جمعة أن التعامل مع هذه العوالم يتطلب توازنًا بين العقل والتجربة والإيمان. وربط هذا التوازن هو ما يعزز فهم الإنسان للواقع بشقيه: المادي والروحي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الواقع عوالم عالم الاشياء الحقيقة العلمية

إقرأ أيضاً:

الإنسان الوحيد الذي يعيش بعضو مزروع من حيوان

تجاوزت امرأة من ولاية ألاباما الأميركية مرحلة فارقة، أمس السبت، لتصبح الإنسان الوحيد على قيد الحياة الذي يعيش لفترة أطول بعد عملية زرع عضو من خنزير، وتتمتع بصحة جيدة ومليئة بالطاقة بكليتها الجديدة لمدة 61 يومًا وما زال العد في ازدياد.
ونقل موقع "مديكال إكسبرس" عن توانا لوني قولها في مقابلة صحافية "أنا امرأة خارقة"، وهي تضحك من تفوقها على أفراد عائلتها في المشي لمسافات طويلة حول مدينة نيويورك بينما تواصل تعافيها.
يعد تعافي لوني بمثابة دفعة معنوية في السعي لجعل عمليات زرع الأعضاء من الحيوان إلى الإنسان حقيقة واقعة. ولم يتلق سوى أربعة أشخاص آخرين كلهم أميركيون عمليات زرع تجريبية ضخمة لأعضاء الخنازير المعدلة وراثيا، قلبان وكليتان، ولم يعيش أي منهم أكثر من شهرين.
وقال الدكتور روبرت مونتغمري من "جامعة نيويورك لانجون هيلث"، الذي قاد عملية زرع الكلية للمريضة لوني: "إذا رأيتها في الشارع، فلن تتخيل أنها الشخص الوحيد في العالم الذي يتجول وداخله عضو خنزير يعمل".
ووصف مونتغمري وظيفة الكلى لدى لوني بأنها "طبيعية تمامًا".
يأمل الأطباء أن تتمكن المرأة من مغادرة نيويورك، حيث تعيش مؤقتًا لإجراء فحوصات ما بعد عملية الزرع، إلى منزلها في "جادسدن"، بولاية ألاباما، في غضون شهر آخر تقريبًا.
وأوضح مونتغمري "نحن متفائلون للغاية بأن هذه الكلية ستستمر في العمل بشكل جيد لفترة طويلة من الزمن".
يقوم العلماء بتعديل الخنازير وراثيا بحيث تصبح أعضاؤها أكثر شبها بأعضاء الإنسان لمعالجة النقص الحاد في الأعضاء البشرية القابلة للزرع. فعلى سبيل المثال، يوجد أكثر من 100 ألف شخص على قائمة زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة، معظمهم يحتاجون إلى كلية، ويموت الآلاف في انتظار العثور على متبرع.
وقال الدكتور تاتسو كاواي من مستشفى ماساتشوستس العام، الذي قاد أول عملية زرع كلية خنزير في العالم العام الماضي، إن مدى نجاح لوني هو "تجربة ثمينة للغاية".
وأشار كاواي إلى أن لوني كانت أكثر صحة من المرضى السابقين. لذا، فإن تقدمها سيساعد في توجيه المحاولات التالية. وأضاف: "علينا أن نتعلم من بعضنا البعض".
كانت لوني تبرعت بكليتها لوالدتها في عام 1999. وتسببت مضاعفات الحمل لاحقا في ارتفاع ضغط الدم مما أدى إلى إتلاف كليتها المتبقية، والتي فشلت في النهاية، وهو أمر نادر للغاية بين المتبرعين الأحياء.
أمضت ثماني سنوات في غسيل الكلى قبل أن يستنتج الأطباء أن من المحتمل ألا تحصل أبدًا على عضو تم التبرع به، فقد طورت مستويات عالية جدًا من الأجسام المضادة المجهزة بشكل غير طبيعي لمهاجمة كلية بشرية أخرى.
لذا، سعت لوني، البالغة من العمر 53 عامًا، إلى تجربة كلية خنزير. ولم يكن أحد يعرف كيف سيعمل هذا الأمر لدى شخص "شديد الحساسية" تجاه تلك الأجسام المضادة المفرطة النشاط.
بعد 11 يومًا فقط من الجراحة التي أجريت في 25 نوفمبر، فحص فريق مونتغمري تعافيها عن كثب من خلال اختبارات الدم والقياسات الأخرى. بعد حوالي ثلاثة أسابيع من عملية الزرع، اكتشفوا علامات خفية تشير إلى أن الرفض قد بدأ، وهي علامات تعلموا البحث عنها بفضل تجربة أجريت عام 2023 عندما عملت كلية خنزير لمدة 61 يومًا داخل رجل متوفى تم التبرع بجثته للبحث.
قال مونتغمري إنهم نجحوا في علاج لوني ولم تظهر أي علامة على الرفض منذ ذلك الحين.
تحاول لوني الآن، مساعدة الآخرين، حيث تعمل بمثابة ما يسميه مونتغمري سفيرة للأشخاص الذين يتواصلون معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويشاركونها معاناتهم من الانتظار الطويل لعمليات زرع الأعضاء ويتساءلون عن كلى الخنازير.
وأوضحت "أحب التحدث إلى الناس ومساعدتهم".
ولا توجد طريقة للتنبؤ بالمدة التي ستعمل فيها كلية لوني الجديدة. ولكن إذا فشلت، يمكنها العودة إلى غسيل الكلى مرة أخرى.
وقال مونتغمري "الحقيقة هي أننا لا نعرف حقا ما هي العقبات التالية لأن هذه هي المرة الأولى التي نصل فيها إلى هذا الحد. سيتعين علينا أن نستمر في مراقبتها عن كثب".

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف السابق: من يشتكي دينا يفعل هذا الأمر
  • أكذوبة محاربة الاحتكار الغربية
  • الإنسان الوحيد الذي يعيش بعضو مزروع من حيوان
  • اليوم التالي في غزة بين نرجسية الاحتلال وداعميه وقوة الأمر الواقع الذي فرضته المقاومة!
  • جلال برجس: غجر «معزوفة اليوم السابع» يمثلون المهمشين في الأرض والمدينة السباعية ترمز لصراعات الإنسان الداخلية  (حوار)
  • الحوثي تعلن عن مبادرة إنسانية بإطلاق عشرات الأسرى من جانب واحد‏
  • ما معنى الأمر التنفيذي الذي يوقعه الرئيس الأمريكي.. نظرة على أداة ترامب لتشكيل الحكومة وتسريع عملها
  • الأمم المتحدة تعلن تعليق جميع تحركاتها في مناطق سيطرة الحوثيين
  • الأمم المتحدة تعلق تحركاتها بمناطق سيطرة الحوثيين بعد احتجاز موظفيها
  • نائبة: الرئيس السيسى قدم رؤية متكاملة حول الجهود المبذولة لحماية الأمن القومي