جهود غير مسبوقة تبذلها الدولة لتعميق وتوطين صناعة الدواء، ضمن خطة استراتيجية طموحة تسعى إلى جعل مصر مركزاً إقليمياً فى هذه الصناعة، خصوصاً أن هذا الملف أصبح أولوية قصوى، وأحد ملفات الأمن القومى، فى ظل المتغيرات الصحية فى أعقاب جائحة فيروس كورونا، التى دفعت الدولة إلى اتباع أحدث تقنيات التصنيع العالمية وتوفير المقومات اللازمة لإنتاج الدواء واللقاحات.
وفى هذا الإطار، أعلنت هيئة الدواء المصرية عن مواصلة تصدير المستحضرات الدوائية إلى مختلف الدول، خاصة القارة الأفريقية، وكانت البداية بتصدير أولى شحنات الأدوية من الشركات المصرية إلى دولة زيمبابوى، وقالت الهيئة، فى تقرير لها، إن مصر تتطلع إلى تعميق العلاقات المشتركة بين البلدين، خصوصاً أن زيمبابوى تعد البوابة الرئيسية لدخول مستحضراتنا الدوائية إلى دول جنوب أفريقيا، والتعاون معها هو ثمرة للتخطيط الاستراتيجى السليم وحصول الهيئة على الاعتمادات الدولية المتلاحقة، وعلى رأسها اعتماد المستوى المتقدم من منظمة الصحة العالمية.
استمرار تصدير شحنات المستحضرات الدوائية إلى دول قارة أفريقياوأشارت الهيئة إلى سعيها لدعم جهود تصدير المستحضرات الدوائية إلى أفريقيا، إلى جانب تقديم الدعم الفنى لكل شركاء الصناعة المحليين، فى إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2023 للنهوض بالصحة العامة وفقاً لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
من جانبه، كشف مصدر مسئول بالهيئة، لـ«الوطن»، عن زيادة عدد مصانع الأدوية فى مصر فى ظل اهتمام القيادة السياسية بتوطين صناعة الدواء وزيادة الإنتاج المحلى والتصدير، لافتاً إلى أن مصر عام 2015 كانت تمتلك 500 خط إنتاج فقط، زادت فى 2022 إلى 700 خط إنتاج بنسبة زيادة 40%، وزادت نسبة المصانع إلى 30%.
كما أن مصر فى جائحة فيروس كورونا أثبتت قدرتها الفائقة فى إنتاج الأدوية، حيث كانت أولى الدول التى صنعت عقار المولونيفير المعالج للفيروس، ما يضعها على خريطة سوق الأدوية العالمية.
وأشار المصدر إلى أن منظمة الصحة العالمية أشادت بدور مصر فى الجائحة، وتصنيع الأدوية التى أسهمت فى رفع معدلات الشفاء إلى 90%، كما أنها أكدت التزام مصر بالرعاية الصحية الكاملة خلال الجائحة والعمل على إنشاء أكبر مصنع لتصنيع اللقاحات فى الشرق الأوسط وتطوير مصنع فاكسيرا بالتعاون مع المنظمة.
«تاج الدين»: توطين صناعة الدواء أمن قومى.. و88% من الأدوية يتم إنتاجها محلياًوأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشئون الصحية، لـ«الوطن»، أن هناك توجيهات رئاسية بدعم دول أفريقيا، وتصدير الأدوية إلى دول القارة، لافتاً إلى أن تصدير أولى شحنات المستحضرات الدوائية إلى زيمبابوى حدث عظيم ويبرز فاعلية ومأمونية الدواء المصرى.
وأضاف «تاج الدين» أن الرئيس السيسى تبنى إنشاء مدينة الدواء لصناعة الأدوية التقليدية وغير التقليدية، خصوصاً أن صناعة الدواء أصبحت أمناً قومياً، وفى هذا الإطار قدمت الدولة تسهيلات كبيرة للاستثمار فى هذا المجال، ولاستيراد مستلزمات الإنتاج، إلى جانب إعفاء المواد الخام التى تدخل فى صناعة الدواء من القيمة المضافة، الأمر الذى يضع مصر على خريطة سوق الأدوية العالمية ويدعم تصديرها.
وأشار «تاج الدين» إلى أن «ما يقرب من 88% من الأدوية يتم إنتاجها محلياً، وهناك توازن كبير بين إنتاج الأدوية والحفاظ على اقتصاديات الشركات، وبين تسعير الأدوية، فهو مبنى على عدد من المعايير المختلفة وهيئة الدواء هى المسئولة عن تحديد الأسعار».
«عبدالغفار»: تعزيز الصناعة لتحقيق الاكتفاء الذاتى منها والتصديرأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، اهتمام القيادة السياسية بملف الدواء، خاصة توطين صناعة الدواء، مشيراً، فى تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن مصر تنتج أكثر من 80% من الأدوية التى تعتمد عليها فى السوق المحلية، إذ إن صناعة الأدوية باتت إحدى ركائز الأمن القومى، وأن جهود الدولة فى دعم استثمارات القطاع جعلت من مصانع الأدوية صروحاً عملاقة وضعت مصر فى مصاف الدول الكبرى فى هذا المجال.
وأكد «عبدالغفار» أن هناك توجيهات مشددة من الرئيس السيسى باستمرار العمل لتوطين الصناعات الدوائية فى مصر وتحقيق الاكتفاء الذاتى منها، ومن ثم التصدير لجميع الدول، مشيراً إلى أن تصدير شحنات إلى زيمبابوى خطوة مهمة نحو نفاذ المستحضرات الحيوية إلى القارة، وهو ثمرة تخطيط جيد من قبَل هيئة الدواء.
وأشار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان إلى تنفيذ وزير الصحة لتوجيهات الرئيس الخاصة بالعمل المستمر والتطوير فى المجالات الطبية والدوائية، لافتاً إلى لقاء وزير الصحة بوفد روسى، الشهر الماضى، لتعزيز التعاون بمجالات تطوير نظم الرعاية الصحية وتبادل الخبرات المشتركة فى ملف صناعات الدواء ونقل التكنولوجيا المتطورة من الجانب الروسى إلى مصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هيئة الدواء وزارة الصحة والسكان صناعة الأدوية صناعة الدواء تاج الدین إلى دول فى هذا مصر فى إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الدواء الأمريكية» تحذر من أدوية الربو.. تؤثر على الصحة العلقية
مع انخفاض درجات الحرارة خلال فصلي الخريف والشتاء، تزداد إصابة الأشخاص بالربو الشعبي، الذي يعد من الأمراض المزمنة الشائعة التي تصيب كل الأعمار، ولكنه يصيب الأطفال بنسبة أكبر عن طريق الجهاز التنفسي؛ لذلك يلجأ الكثيرون إلى استخدام الأدوية التي تساعد على التخلص منه.
التحذير من أدوية الربووعلى الرغم من أن هناك العديد من الأدوية التي تساعد في علاج الربو الشعبي، إلا أن مجموعة من الباحثين في هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية «FDA» توصلوا إلى أن دواء الربو الذي يصفه الأطباء على نطاق واسع ثبت أنه يرتبط بمشكلات خطيرة تتعلق بالصحة العقلية لدى بعض الأشخاص.
ووجد الباحثون أن دواء الربو الذي يباع تحت مسمى مونتيلوكاست «Montelukast» يرتبط بمستقبلات دماغية متعددة مهمة للأداء النفسي، وفقا لما ذكرته «رويترز».
وفي عام 1998، جرى إطلاق دواء مونتيلوكاست الذي حظي حينها باهتمام الكثيرين وذلك لأنه كان يوفر الراحة في شكل حبة دواء كبديل لجهاز الاستنشاق، وذكرت الشركة أن الآثار الجانبية له حميدة ولا يوجد بها أي خطورة.
تأثير أدوية الربو على الصحة العقليةوبحلول عام 2019، ظهرت نتائج الدواء بشكل عكسي، إذ تراكمت آلاف التقارير عن وجود حالات نفسية عصبية، بما في ذلك عشرات حالات الانتحار، بين المرضى الذين تم وصف الدواء لهم على المنتديات عبر الإنترنت وفي نظام تتبع هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية.
وفي عام 2020، حذرت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية من دواء مونتيلوكاست، مشيرة إلى أنه له آثار جانبية خطيرة على الصحة العقلية وذلك مثل التفكير أو الأفعال الانتحارية.