سرايا - والله لسه ما شاف ابنه" جملة قالتها والدة الصحافي الشهيد أيمن الجدي، تلخص قصة وجعٍ طويل، قصة شاب دخل حياة الزوجية بعد أن تعب هو وعروسه في انتظار اليوم الذي ستنتهي فيه الحرب ليتزوجا كما حلموا، لكن الحرب طال أمدها.


أمسك أيمن بيد عروسه وتزوجا في خيمة نزوح، دون فرح، مجرد بداية جديدة في عالم ملتهب بالدماء والدمار.

كانا يظنان أن الفرج قريب، وأنهما على بعد خطوة من يومٍ يعيدان فيه بناء حياتهما بعيدًا عن شبح الحرب. لكن الحرب كانت أطول مما توقعا، وبدلاً من أن يستقبلوا الفرحة، أتى خبر حمل زوجته بالطفل الأول، ضوء صغير في نهاية النفق المظلم.



وبينما كانت العروس في غرفة العمليات تنتظر وضع مولودهما الأول، كان أيمن يجلس مع رفاقه في سيارته أمام مستشفى العودة، ينتظر في قلق، مع حلمٍ يوشك أن يتحقق.

في تلك اللحظة، وفي نفس اللحظة التي وُلد فيها طفلهما عبد الله، أطلقت طائرة الاحتلال الإسرائيلي صاروخًا فتناثرت أشلاء خمسة صحافيين، كان من بينهم أيمن الجدي، بالإضافة إلى الشهيد فيصل أبو القمصان - مراسل قناة القدس اليوم الفضائية، الشهيد إبراهيم الشيخ علي - صحفي، الشهيد محمد اللدعة - صحفي، والشهيد فادي حسونة - صحفي.



السيارة التي كانوا يجلسون فيها كانت موسومة بكلمة "صحافة" من الأعلى، ليتم التعرف عليها بسهولة من قبل طائرات الاحتلال. ولكن ذلك لم يمنع الاحتلال من قصفها، رغم أنها كانت تقف على بعد بضعة أمتار فقط من مستشفى العودة. السيارة كانت تحمل أجهزة بث فضائي وأجهزة مونتاج، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها بكثافة، وخرجت الجثامين متفحمة من داخلها.



جاء الخبر في الساعة الثانية فجرًا، خبر عابر أمام العالم، بينما كانت أم في آلام المخاض، وأب لم يشهد لحظة ولادة ابنه، بل استشهد قبل أن يدرك ذلك الحلم البسيط. وُلد الطفل عبد الله في نفس اللحظة التي رحل فيها والده، ليحمل اسمًا لا يحمل معه إلا الفراغ والألم، حيث لم يرَ وجه والده قط.



أيمن الجدي، مثل غيره من الصحافيين الذين ارتقوا، كان يحمل كاميراته على أكتافه ليحكي قصة شعبه للعالم، لكنه رحل قبل أن يتمم تلك المهمة. استهداف الاحتلال لسيارة البث، رغم وضوح علامات الصحافة عليها، لم يكن حادثًا عشوائيًا. هو ضربة موجهة من قبل الاحتلال الذي لم يكتفِ بمجازره في ساحات الحرب، بل استهدف الصحافيين في ملاذات آمنة، بعيدًا عن المعارك، كما حدث في مستشفى العودة.



أيمن الجدي، الذي كان جزءًا من 201 صحافيًا ارتقوا منذ بداية العدوان، كان في أول الطريق نحو حلمه بأن يصبح أبًا. لكنه رحل، تاركًا خلفه طفلاً لم يرَ وجهه قط، اسمه عبد الله. تلك الحكايات تتكرر في غزة، حيث لا يوجد مكان للسلام، ولا وقت للانتظار.



في قصة أيمن الجدي، كما في قصة فيصل أبو القمصان، إبراهيم الشيخ علي، محمد اللدعة، وفادي حسونة، حرقة قلب ووجع كبير، حيث أحلام الشباب المبعثرة والمؤجلة للحظة انتهاء الحرب، ثم تأتي طائرات الاحتلال لتقتل الأمل في لحظة ولادة، تمامًا كتلك الولادة التي حدثت في لحظة رحيل الأب.



في قصة هؤلاء الصحافيين الخمسة، تنطوي حرقة قلب ووجع كبير، حيث تتناثر أحلامهم بين ركام الحرب، وتظل مؤجلة لانتظار لحظة الفرج. لكن ما من فرج جاء، بل جاءت طائرات الاحتلال لتقتل الأمل في لحظة ولادة. في تلك اللحظة، بينما كانت العروس على موعد مع فرحة الأمومة، كان الأب يستعد للرحيل. وكأن الحرب لا تترك مكانًا حتى للحظات السعادة البسيطة. هؤلاء الصحافيون رحلوا، تاركين خلفهم أحلامًا لم تتحقق، وحياة لم تكتمل، وفي غزة وحدها تُسرق الأرواح قبل أن تُحتفل بحياة جديدة.

إقرأ أيضاً : لافروف: العلاقات مع سوريا استراتيجية ولا نريد "هدنة ضعيفة" في أوكرانياإقرأ أيضاً : توغل "إسرائيلي" مفاجئ نحو بلدتين لبنانيتين جنوبيتينإقرأ أيضاً : إحباط مؤامرة أوكرانية لقتل ضباط كبار وعائلاتهم في روسيا



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#العالم#سوريا#اليوم#الله#الصحافة#القدس#مستشفى#غزة#الاحتلال#علي#الفضائية#قلب#فيصل#محمد



طباعة المشاهدات: 880  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 26-12-2024 04:03 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
العثور على 250 سفينة غارقة فيها "كنوز ثمينة" قبالة الساحل البرتغالي دول آسيوية تحيي الذكرى الـ20 لكارثة تسونامي حظر استضافة العرّافين والمنجمين في الفضائيات والاذاعات في مصر مصر تلغي ظهور المنجّمين في البرامج .. ما مصير ليلى عبد اللطيف؟ بالفيديو .. 3 وفيات وإصابتين إثر حادث تصادم... الداخلية السورية تنشر تفاصيل جديدة حول "كمين... "بمئات الآلاف" .. "سلطة إقليم... موظفة في مياه اليرموك داومت "10 أيام فقط"... جريمة قتل تهز شرق عمان: طعن ثلاثيني حتى الموت... بعد تدهور حالتها الصحية .. ما مصير أسماء الأسد؟لافروف: العلاقات مع سوريا استراتيجية ولا نريد...توغل "إسرائيلي" مفاجئ نحو بلدتين...إحباط مؤامرة أوكرانية لقتل ضباط كبار وعائلاتهم في...وصفه بـ"المقاتل الشرس" .. ترامب يرشح...العدوان على غزة يدخل يومه 447 والاحتلال يعرقل...الداخلية السورية تنشر تفاصيل جديدة حول "كمين...أرتال إدارة الأمن وقوات الشرطة السورية تنتشر في...صحيفة: أسماء الأسد مريضة بشدة بسرطان الدم وفرصتها... بعد غياب عامين .. "إيمان أيوب" تثير... رنا رئيس تكشف حقيقة صلتها بماجد الكدواني هنا الزاهد تعلق على تعاونها الأول مع كريم عبد العزيز سلمى أبو ضيف تشن هجوماً عنيفاً على السوشيال ميديا:... رنا رئيس تكشف حقيقة صلتها بماجد الكدواني خمسة لاعبين في كرة القدم وصلوا لمناصب سياسية رفيعة بالبيجاما والشجرة .. محمد صلاح يهنئ متابعيه بعيد الميلاد .. صورة ليفربول يخشى على أمواله من صلاح .. والضمان "ورقة" البحرين تتغلب على العراق بثنائية في كأس الخليج منتخب السعودية يحقق فوزا دراماتيكيا على اليمن في خليجي 26 كيت تعانق مريضة سرطان لمدة 20 عاماً بعد قداس عيد الميلاد كيف أتخلص من “وسواس النظافة”! "لا يُعاني نفسياً" .. تأييد حكم الإعدام على "سفاح التجمع" في مصر دراسة تكشف .. أمر خطير جدا ينتظرنا بسبب تغير المناخ رسميًا .. "النسر الأصلع" الطائر الوطني في الولايات المتحدة كارثة بيئية في البحر الأسود: تسرب نفطي ضخم يهدد الحياة البرية عالم مصريات ألماني يكشف أسرار مقبرة عمرها 4000 عام مسبار باركر يصل لأقرب نقطة للشمس عشية عيد الميلاد محكمة إيطالية تغرّم شركة أوبن إيه آي 15 مليون يورو الاحتفال بالطلاق .. عادة غريبة تنتشر في الجزائر

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: اليوم مستشفى الاحتلال فيصل القدس اليوم علي محمد الاحتلال مستشفى الله الاحتلال الصحافة الاحتلال مستشفى فيصل محمد قلب الاحتلال قلب الاحتلال غزة روسيا العالم سوريا اليوم الله الصحافة القدس مستشفى غزة الاحتلال علي الفضائية قلب فيصل محمد لحظة ولادة

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. أيمن أبو عمر: الألعاب النارية في رمضان ترويع محرم

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن شهر رمضان هو شهر ضبط النفس والتحكم في السلوكيات، مشددًا على ضرورة تجنب العادات السلبية التي تنتشر خلاله، ومنها استخدام الألعاب النارية في الشوارع، والتي وصفها بأنها نوع من الترويع المحرم شرعًا.

وأوضح د.أيمن أبو عمر، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، أن النبي ﷺ نهى عن أي سلوك يؤدي إلى تخويف الآخرين، مستشهدًا بحديثه ﷺ: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

كما دعا الأسر إلى توجيه الأطفال نحو اللعب بطرق لا تؤذي الآخرين، مؤكدًا أن القدوة الحسنة تبدأ من الوالدين، لافتا إلى أن العصبية والغضب في رمضان تتعارض مع مقاصد الصيام، حيث قال النبي ﷺ: "الصيام جنة"، وأن رمضان فرصة للتغيير والتحكم في النفس، وليس للتوتر والانفعال.

كما أشار إلى أن قضاء الوقت في رمضان يجب أن يكون فيما ينفع، وليس في مشاهدة المحرمات أو القيام بأفعال غير لائقة بحجة "تسلية الصيام".

مقالات مشابهة

  • 3 أسباب ستمنع جيش الاحتلال من تنفيذ مناورة أخرى في غزة
  • سعد: على الحكومة أن تدرك أن الدبلوماسية وحدها لن تزيل الاحتلال
  • محمد صلاح: زيزو لن يرحل عن الزمالك
  • «مابيصرفش على ابنه».. رنا سماحة تكشف سبب انفصالها عن زوجها |فيديوجراف
  • شاهد بالفيديو.. اللاعب علاء الدين طيارة ينبه جنود الدعم السريع لمواعيد تحرك الجيش والأوقات التي يكثف فيها هجماته في رمضان وساخرون: (انت بعد الحرب تنتهي مفروض يربطوك في سوخوي وتموت خلعة بس)
  • إفطارهم فى الجنة.. محمد جبر شهيد الواجب الذى لم يرحل
  • برج الجدي حظك اليوم السبت 8 مارس 2025.. حافظ على مرونتك
  • الخارجية تطالب بتدخل دولي لتمكين الفلسطينيين من حرية دخول القدس والصلاة فيها
  • لصوص لكن أغبياء.. حرامى المتجر ترك ابنه خلفه وتم القبض عليه فى المستشفى
  • بالفيديو.. أيمن أبو عمر: الألعاب النارية في رمضان ترويع محرم