بغداد اليوم - متابعة

نشرت وسائل إعلام، اليوم الخميس (26 كانون الأول 2024)، دراسة تقارن بين تشخيص الذكاء الاصطناعي والأطباء، للحالات المرضية المستعصية.

وكشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية الطب بـ"جامعة هارفارد" و"جامعة ستانفورد" أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على الأطباء في تشخيص الحالات الطبية المعقدة.

وأظهرت النتائج أن نموذج o1-preview تمكن من تشخيص 78.3% من الحالات التي حُللت بدقة. وفي مقارنة مباشرة شملت 70 حالة محددة، ارتفعت دقة النظام إلى 88.6%، متفوقًا بفارق كبير على نظام GPT-4 السابق الذي سجل نسبة قدرها 72.9%.

في المقابل حقق الأطباء المتمرسون درجات عالية في 28 حالة فقط، في حين لم يستطع الأطباء المقيمون (المتدربون) الحصول على الدرجات العالية سوى في 16 حالة.

وفي تعليق له عبر منصة "إكس"، صرح الدكتور آدم رودمان، أحد المشاركين في الدراسة، قائلًا: "إن هذه أول مرة أروّج لمسودة دراسة قبل مراجعتها بالكامل، ولكنني أعتقد أن نتائجنا تحمل انعكاسات كبيرة على الممارسة الطبية، لذا كان من الضروري نشرها سريعًا".

وبرز نموذج الذكاء الاصطناعي o1-preview بنحو خاص في إدارة الحالات الطبية المعقدة التي صممها 25 أخصائيًا لتكون تحديًا للنموذج والأطباء. وعلّق رودمان قائلًا: "واجه البشر صعوبات متوقعة، في حين أظهر النموذج أداءً مذهلًا لا يحتاج إلى إحصائيات لتوضيح تفوقه".

وفي هذه الحالات، سجل النموذج 86% من النقاط، وهو أكثر من ضعف ما حققه الأطباء باستخدام نموذج GPT-4 أو الأدوات التقليدية الأخرى.

وكانت شركة OpenAI قد أعلنت حديثًا إطلاق الإصدار الكامل النهائي o1، بالإضافة إلى الإصدار الجديد o3 الذي أظهر تحسينات كبيرة في التفكير التحليلي، لكن ما زالت هناك انتقادات للنموذج بشأن التكلفة المرتفعة للفحوصات التي يقترحها، وصعوبة تطبيقها في بيئات الرعاية الصحية الفعلية.

وحذر رودمان من المبالغة في التوقعات قائلًا: "إن هذه دراسة معيارية. وهي تستخدم معايير ‘ذهبية’ لتقييم الأطباء البشريين، لكنها لا تعكس واقع الرعاية الطبية. لا تتخلوا عن أطبائكم لصالح o1".

ودعا الباحثون إلى تطوير طرق تقييم أفضل لأنظمة الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي تشمل تجارب سريرية واقعية وبنية تحتية تقنية متقدمة لتعزيز التعاون بين الأطباء والذكاء الاصطناعي، بهدف تحقيق استخدام أكثر فعالية في بيئات الرعاية الصحية.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي

في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.

إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.

والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.

واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.

ولتسليط الضوء على  تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.

ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.

تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.

في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.

مقالات مشابهة

  • دراسة بحثية لـ«تريندز» تناقش دور الذكاء الاصطناعي في تحوُّل الطاقة
  • دراسة بحثية لـ”تريندز” تناقش دور الذكاء الاصطناعي في تحوُّل الطاقة
  • دراسة تكشف تفوق أنظمة OpenAI على الأطباء في تشخيص الأمراض المعقدة
  • هل تؤثر ميكروبات الأمعاء على مناعة الجهاز التنفسي؟.. دراسة تجيب
  • تناول القهوة والشاي يحميك من مرض خطير | دراسة جديدة
  • حسام موافي يوجه نصائح صحية للوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين الحياة
  • ضوابط التعامل مع الحالات الطارئة بمشروع قانون المسئولية الطبية
  • د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
  • عدم إفشاء سر المريض.. محظورات على الطبيب وَفق المسؤولية الطبية -تفاصيل