كشفت دار الإفتاء المصرية عن معنى كلمة الإرجاف الوارد في قوله تعالى: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾، الواردة في سورة الأحزاب.

معنى كلمة الإرجاف الواردة في سورة الأحزاب

وقالت الإفتاء إن الله تعالى سمى الترويج للأخبار الكاذبة أو المُحرَّفة بـ"الإرجاف"؛ فقال تعالى: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ۝ مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾ [الأحزاب: 60-61].

وأوضحت الإفتاء أن أصل الإرجاف من الرَّجف وهو الحركة، فإذا وقع خبر الكذب فإنه يوقع الحركة بالناس فسُمِّيَ إرجافًا؛ قال الإمام ابن فورك في "تفسيره" (1/ 394، 2/ 121، ط. جامعة أم القرى): [الرجفة: زعزعة الأرض تحت القدم، ورجف السطح من تحت أهله يرجف رجفًا، ومنه الإرجاف، وهو الإخبار بما يضطرب الناس لأجله من غير تحقق به.. والإرجاف: إشاعة الباطل للاغتمام به] اهـ.

فالإرجاف إذا كان بالغيبة فهو محرمٌ شرعًا؛ قال تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ»، قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ».

وإذا كان بالاستهزاء بالناس فهو أيضًا محرمٌ؛ قال تعالى: ﴿الذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [التوبة: 79]؛ قال الإمام ابن كثير في "تفسيره" (4/ 184، ط. دار طيبة): [وهذه أيضًا من صفات المنافقين: لا يَسْلَم أحد من عيبهم، ولمزهم في جميع الأحوال، حتى ولا المتصدقون يَسْلَمون منهم، إن جاء أحد منهم بمالٍ جزيلٍ قالوا: هذا مراء، وإن جاء بشيءٍ يسير قالوا: إنَّ الله لغني عن صدقة هذا] اهـ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء الإرجاف سورة الأحزاب دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة.. دار الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء ، من خلال الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بالدار، حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة أثناء الصلاة، مؤكدةً أن جمهور الفقهاء أجمعوا على أن المصلي يقرأ في الركعتين الأوليين سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، بينما يكتفي في الركعتين الأخيرتين بقراءة الفاتحة فقط.

وأضاف الشيخ أحمد وسام، خلال بث مباشر أجرته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، ردًا على استفسار حول جواز قراءة سورة قصيرة أو بعض الآيات بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة، أن الأفضل هو الالتزام بالفاتحة فقط في الركعتين الأخيرتين، كما هو مستحب. 

ومع ذلك، إذا قرأ المصلي الفاتحة وما تيسر من القرآن في أي ركعة، سواء في الأولى والثانية أو الثالثة والرابعة، فإن صلاته صحيحة تمامًا، ولا يؤثر ذلك على صحة العبادة.

حكم من نسي قراءة سورة بعد الفاتحة في الصلاة

من جانبه، تناول الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، مسألة نسيان قراءة سورة قصيرة أو آيات من القرآن بعد الفاتحة أثناء الصلاة. 

وأوضح أن قراءة الفاتحة ركن أساسي في كل ركعة من ركعات الصلاة، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف: «لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ».

هل يجوز الاقتصار على سورة الفاتحة في الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيبهل يجوز ترديد أذكار الصباح والمساء إذا خرج وقتهما.. اعرف الموقف الشرعيهل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته بعد قراءة الفاتحة؟.. انتبه للحكمهل يجوز قضاء قيام الليل والوتر في النهار؟.. أمين الفتوى يوضح

وأشار الدكتور شلبي، في رد على سؤال ورد إلى دار الإفتاء عبر منصتها الإلكترونية، إلى أن قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة تعد من السنن المستحبة، وليست واجبة.

 وبالتالي، إذا تركها المصلي سواء عن قصد أو نسيان، فإن صلاته تظل صحيحة ولا تستوجب سجود السهو.

وأضاف أن السنة تقتضي قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين من الصلاة، مشيرًا إلى أن ترك هذه السنة لا يترتب عليه بطلان الصلاة، بل يُكمل المصلي صلاته بشكل طبيعي.

خلاصة الأحكام

خلصت دار الإفتاء إلى أن قراءة الفاتحة تظل الركن الأساسي في كل ركعة، بينما تعد قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة سنة مستحبة وليست فرضًا. 

وعليه، فإن المصلي الذي يقرأ الفاتحة فقط في أي ركعة أو يضيف إليها آيات أو سورة قصيرة في الركعتين الثالثة والرابعة لا يخل بصحة صلاته، ما دام قد التزم بالفاتحة كركن أساسي.

مقالات مشابهة

  • 3 يحبهم الله ويضحك لهم .. حاول أن تكون منهم
  • الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
  • حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية.. الأزهر والإفتاء يحسمان الجدل
  • فضل قراءة سورة يس.. الإفتاء توضح الرأي الشرعي
  • ما معنى الاحتفال برأس السنة الميلادية وما حكمه؟.. دار الإفتاء توضح
  • حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة.. دار الإفتاء توضح
  • ما حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية؟.. الإفتاء: جائز شرعًا ويظهر التعايش أبناء الوطن الواحد
  • حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم.. الإفتاء توضح
  • دار الإفتاء: حث الشرع على التزام الصدق وقول الحق في الأمور كلها دون مواربة أو مداهنة