الحَلبوسي في الميزان !
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
ملاحظة :
ليس من عادتي اتناول الأشخاص لأشخاصهم .بل أتناول سلوكهم السياسي ماداموا يعملون في الشأن العام. وعندما أخترت العنوان ( الحلبوسي في الميزان) لا أقصد شخصه بل اقصد الحالة الحلبوسية المثيرة للجدل !
أولا:-
هناك موضوع في غاية الأهمية وهو ان في البيئة السنية لا توجد مرجعية دينية يلتف حولها السنة في العراق مثلما هو موجود في البيئة الشيعية “المرجعية الشيعية ” بحيث العودة لها عند المحن وعند الأزمات الشيعية وغيرها .
ثانيا:-
من الجانب الآخر لم يجد الحلبوسي المعارضة الصلبة من الشيعة. بل نجح بشراء ذمم ساسة ونواب وإعلاميين وصحفيين شيعة . وايران نفسها جعلت الحلبوسي بعبع ضد جهات سنية وكذلك استخدمته ورقة ابتزاز هنا وهناك. ولهذا بقي الحلبوسي لاعبا في الساحة السياسية العراقية .علما كان يفترض ان يكون في السجن الآن ،وكان يفترض منعه قضائيا من ممارسة السياسة بسبب الكذب والتزوير الذي قام به .وبسبب حنثه في اليمين ،وعلاقاته مع جهات اسرائيلية ” حسب ما اشيع ونشر “.ولكن إيران التي تعتبر اللاعب القوي في العراق والآمر الناهي في الملعب الشيعي هي التي ابقت على الحلبوسي كارت تلعب فيه وهي التي تحرك وتوقف تقارب الشيعة نحوه وحسب مصالحها هي!
ثالثا:-
وإلحاقاً بما تقدم شعر الحلبوسي انه شخصية سياسية محورية ولا يمكن الاستغناء عنها( اي وقع في الوهم القاتل ) وهذا ما خططت له ايران لكي يبقى متوسلا بها .ولهذا ارتكب الحلبوسي أخطاء شنيعة تجاه الأكراد ” جناح أربيل” عندما استعدى أربيل بحيث انغمس مع السليمانية / جناح حزب الاتحاد وصعّدَ ضد أربيل ظنا منه سوف يكسب إيران أكثر وأكثر . وفي نفس الوقت ليكون ذو قيمة عند تركيا وأردوغان فيحظى بدعم تركيا بعد ان تذبذبت حظوظه في دول الخليج (فدولة قطر لا تثق بالحلبوسي ولديها حلفاء سنة غير الحلبوسي من مدرسة الاخوان المسلمين ومناصري الحركات الجهادية . والإمارات تعتبر الحلبوسي غير مؤتَمن ويلعب على الحبال لاهداف نفعية!) …بحيث ان الحلبوسي لم ينتبه حتى لتصرفات زوجته التي تهدم بشعبيّته وتهدم بطموحاته شعبيا ووطنيا واقليميا عندما ( عاشت اللقطة ولازالت ) وتقدم نفسها ( السيدة الاولى ) اينما ذهبت ولديها مواكب مضللة وحمايات وجيوش إلكترونية .وهو ادعاء وتزوير يحاسب عليه القانون لانه ليس قط الدستور سيدة اولى. ولكن الأجهزة الامنية ووزارة الداخلية والحكومة لم يقوموا بواجباتهم ويمنعوا هذه المظاهر وهذا اللقب المزور !
رابعا:-
من الجانب الدولي أرتكب الحلبوسي مخالفات كثيرة ( بل ارتكب حماقات سياسية كبيرة فرمى على قدميه ومستقبله السياسي الرصاص ) .علما ومن معلومات مؤكدة حصلت عليها قبل سنوات من جهات اجنبية مهمة ان الحلبوسي تم اختياره من قبل المحفل الدولي ” السري” ليكون بديلا عن الراحل جاسم الخرافي ” رئيس مجلس الامة الكويتي المتكرر” وبديلا عن نبيه بري ” رئيس مجلس النواب منذ ٢٥ سنة في لبنان ” ولمن لا يعرف ان الخرافي ونبيه بري هما اعمدة مهمة جدا لدى المحفل في منطقة الشرق الأوسط. فالاول رحل عن الدنيا والآخر قد شاخ وهرم!
وبالفعل فتح المحفل الابواب كلها للحلبوسي اول صعوده ،والتقوا به في الولايات المتحدة واول وصوله اطلقت المدفعية الخاصة بالمحفل ” عدة إطلاقات ترحيباً بالقائد الجديد في الشرق الأوسط ،واعطوه رئاسة البرلمان العراقي حينها ” ولكنهم اكتشفوا في آخر المطاف انه مراهق سياسي ،وغير منضبط ،وتنقصه الكياسة، ومراوغ وكذاب ووقع في التزوير والفساد والحنث في اليمين ، ولم يتلتزم بتعليمات المحفل الصارمة فقرروا سحب البساط من تحت اقدامه. ومباشرة سحب نفسه عن الحلبوسي الزعيم مسعود البارزاني . وكذلك أمير قطر ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد وكذلك اردوغان والعاهل الأردني وكثيرين سحبوا انفسهم عن دعم الحلبوس. بحيث اعطت إيران الضوء الاخضر للمالكي ليقنعه بترشيح ” المشهداني” بديلا عنه وعن العيساوي ففرح كثيرا وظن ان ايران لازالت تدعمه وهو لا يعرف ان إيران استخدمته لمصالحها وربما هو الاستخدام الأخير !
خامسا:-
بحيث حتى عندما اراد الحلبوسي استغلال مشروع ( التغيير القادم ) في العراق ليكون جزء منه فسافر إلى الولايات المتحدة ومعه حقائب مليئة بملايين الدولارات ونثرها على منظمات صنع اللوبيات في أمريكا ولم يحصل على شيء . بحيث رفض مقابلته مستشاري الرئيس ترامب وكذلك رفض مقابلته رفيق ترامب الجديد وهو إيلون ماسك ( رفض حتى التقاط صورة مع الحلبوسي) وكثير من الرموز الاميركية رفضت التقاط صورة مع الحلبوسي. وابلغوه انه من ضمن المشمولين بالتغيير ولا توجد فرصه له ليكون جزء من النظام الجديد . فعاد فارغ اليدين ومحطم الاماني فسارع ليكون جزء من تحالف سيا سي جديد ليفرض نفسه رقما في المعادلة القادمة بعد التغيير ( وهذا غباء سياسي ونقص في قراءة مايحدث في المنطقة والعالم ! ) لان القادم ليس له علاقة بالدستور الجديد ولا بقوانين الانتخابات ولا بالعملية السياسية الحالية. فهذه العناوين كلها سوف تُجمّد ويكون هناك منطق جديد ونظام جديد ومرحلة انتقالية ( يحاسب من خلاها جميع رموز العملية السياسية وكل حسب فساده ومخالفاته وانتهاكاته) !
سمير عبيد
٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی البیئة
إقرأ أيضاً:
المراكز الصيفية.. حَيثُ تُصاغ الأُمَّــةُ التي كسرت هيبةَ أمريكا
يمانيون/ كتابات/ عدنان ناصر الشامي