أطياف
صباح محمد الحسن
قرار جمهوري!!
طيف أول:
وتُعرّفك الأيام كيف تكون القوة بالرغم من أن مطارقك يعلو صوتها فوق الرؤوس!!
وتكشف مصادر دبلوماسية رفيعة بالأمس أن إدارة جو بايدن ستغلق آخر صفحة في ملف القضية السودانية والتي تنتهي بسطور دعوة الأمم المتحدة لطرفي الصراع في السودان الي طاولة جنيف، وأن رمطان لعمامرة أبلغ البرهان بذلك ، ووعده الأخير بحرص مجلس السيادة على تحقيق السلام والعودة الي التفاوض، وقال المصدر إن إجتماعا مهما ضم عددا من فريقي بايدن وترامب وقف على آخر التطورات في القضية السودانية وآخر التقارير التي تتحدث عن تفاقم حجم الكارثة الإنسانية التي تتطلب حلا فوريا وعاجلا.
وأضاف المصدر أن امريكا ترى أنه في حال عدم إيفاء الجنرال بوعده فإن ادارة ترامب ستتكفل بحسم الملف في بداية حكمها وفق ما اتفق عليه في الإجتماع أي أن البت في القضية السودانية سيكون بقرار جمهوري وليس ديمقراطي.
ورجح المصدر أن إدارة ترامب ستضغط على الجنرال عبر روسيا في صفقة قادمة وصفها بأنها مضمونة النتائج يتكرر فيها سيناريو سوريا بإفلات روسيا يدها عن حكومة البرهان الأمر الذي سيعجل بقبول التفاوض).
ويبدو أن البرهان يبحث علي نصر ليس من الضروري أن يحسم له المعركة ويقضي به على التمرد ولكن ذاك الذي يجعله برصيد يمكنه من شراء سلام مقبول له.
وبالرغم من أن هذه الرغبة مشروعة إلا أن ميادين الصراع تعج الآن بالمعارك العشوائية هنا وهناك تتبادل فيها الأطراف حملات الإنتقام المشحون بروح الغبينة التي تتجاوز رغبة السيطرة على الأرض الي مضيق التشفي من الحواضن الإجتماعية ، وإعلام الحرب يدعو الطرفين الي سفك مزيد من الدماء.
ومعركة الكرامة قد لا يعني معناها الآن الإنتصار عسكريا فقط فخوض بعض المواجهات قد يكون الهدف منه سياسيا في المقام الأول.
ولو ان جنيف فتحت ابوابها للتفاوض ولبى البرهان الدعوة فحضوره ربما يشكل فرقا في الميزان التفاوضي اكثر مما كان عليه في جدة.
وقد تتعارك الأبواق الآعلامية الداعية للحرب ايضا حول إثبات ونفي التقدم والتأخر في الميدان ، ولكن مايهم القيادات العسكرية هو أن النتيجة تسبقها الي ساحات التفاوض لتهيء لها مقعدا مريحا.
ولو أن جنيف ايضا لم تجد دعوتها قبولا من القيادة العسكرية فهذا يعني أن البرهان أضاع الطريق المؤدية الي الخلاص وألقى بنفسه في الهاوية.
وقد لايكون هناك جديدا عاجلا ستقدمه ادارة بايدن في ماتبقى لها من ايام ، لكن تعمل الإدارة الجديدة على وقف الحرب عبر صفقة جاهزة مع روسيا، فهذا يؤكد ما ذهبنا اليه من قبل أن ماستقوم به امريكا في عهد ترامب سيكون عبارة عن صفقة ستهزم خطة الإنقلابيين الرامية لمواصلة الحرب.
والضغوط لا تنتهي بآخر فرصة او آخر قرار لإدارة بايدن، ولكنها قد تأتي بطريقة أخرى بلغة الحرب حيث لايهزم الطلقة إلا صوت أخرى.
فخيوط اللعبة الخبيثة تظهر توقيعات جديدة على الميادين التي بدأت في الفترة الأخيرة تكشف عن ظهور سلاح متطور في المعارك الأخيرة وهذا يعني أن لاعبين دوليين جدد في الملعب.
وأن ثمة من يضغط بورقة يضعها داخل الكتاب تحتوي على أهم من الذي تحويه صفحاته الأصلية.
وانسحاب قوات الدعم السريع من المنازل التي وصلها الجيش دون معركة تكشف أن حالة إفراغ تحدث بخطة مرتبة فالإنسحاب من المنازل قد لايعني نهاية هذه القوات لأن عدم وجودها في البيوت إن كان نهاية وهزيمة فسيقابله بلا شك عدم وجود لها في المواقع العسكرية.
أي أن هذا الإنسحاب السلمي يعني انها حريصة على المواقع والمقار وزاهدة في المنازل وهي مسألة حسابية جوهرية يعود فيها النفع الي ميزان التفاوض .
إذن بحسابات الربح التفاوضي والخسارة فإن سلاح الإشارة أهم للجيش من المدينة كلها لأن حصاده إن كان يتم بوعي وتخطيط فيجب أن يتم الفوز بمقر عسكري اهم له بكثير من الوصول الي البيوت الفارغة المسروقه المنهوبة.. لانها لاتزن!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
كانت وما زالت وتظل فكرة تشكيل حكومة مدنية فكرة خاطئة وحتى مناقشتها يجب أن تتم بعيدا عن مشاورة ومشاركة الدعم السريع حتى لاتكون إنتحارا سياسيا للقوى المدنية وضربة بداية تعلن عن النهاية فيجب الحذر!!
الوسومالسودان بايدن حرب السودان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان بايدن حرب السودان
إقرأ أيضاً:
البرهان: لا مصالحة مع "الدعم السريع".. وحميدتي: الحرب لم تنته بعد
القاهرة- رويترز
استبعد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أي مصالحة مع قوات الدعم السريع وذلك في بيان مصور صدر اليوم السبت تعهد فيه بسحق الميلشيا العسكرية.
وقال البرهان إنه "لا تفاوض ولا مساومة" مؤكدا التزام الجيش باستعادة الوحدة الوطنية والاستقرار. وأضاف أن من الممكن منح العفو للمقاتلين الذين يلقون أسلحتهم، خاصة أولئك الموجودين في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع.
وأوضح قائلا "أبواب الوطن مفتوحة لكل من يُحكِّم عقله ويتوب إلى الحق من الذين يحملون السلاح فالعفو عن الحق العام ومعالجة الأمر العسكري ما زال ممكنًا ومتاحًا".
كان الجيش قد أعلن في وقت سابق اليوم السبت أنه سيطر على سوق رئيسية في مدينة أم درمان كانت تستخدمها قوات الدعم السريع لشن هجمات خلال الحرب المستعرة منذ نحو عامين.
وأعلن الجيش السوداني أيضا انتصاره على قوات الدعم السريع في الخرطوم، مؤكدا السيطرة على معظم أنحاء العاصمة.
وأجج الصراع بين الطرفين موجات من العنف العرقي، وتسبب في اندلاع ما وصفتها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وانتشار الجوع في عدة مناطق.
وقالت القوات المسلحة في بيان "قواتنا تبسط سيطرتها على سوق ليبيا بأم درمان وتستولي على أسلحة ومعدات خلفها العدو أثناء فراره". وتعد سوق ليبيا واحدة من أكبر وأهم المراكز التجارية في السودان.
وسيطر الجيش بالفعل على معظم مدينة أم درمان، التي تضم قاعدتين عسكريتين كبيرتين. ويبدو أنه عازم على بسط السيطرة على كامل منطقة العاصمة التي تتألف من ثلاث مدن هي الخرطوم وأم درمان وبحري.
ولم تصدر قوات الدعم السريع تعليقا على تقدم الجيش في أم درمان حيث لا تزال القوات شبه العسكرية تسيطر على بعض المساحات.
واندلعت الحرب في خضم صراع على السلطة بين الطرفين قبل انتقال كان مزمعا إلى الحكم المدني.
ودمرت الحرب أجزاء كبيرة من الخرطوم وأجبرت أكثر من 12 مليون سوداني على النزوح من ديارهم وجعلت نحو نصف سكان البلاد، البالغ عددهم 50 مليون نسمة، يعانون من الجوع الحاد.
ومن الصعب تقدير العدد الإجمالي للقتلى لكن دراسة نشرت العام الماضي قالت إن عدد القتلى ربما وصل إلى 61 ألفا في ولاية الخرطوم وحدها خلال أول 14 شهرا من الصراع.
وزادت الحرب من عدم الاستقرار في المنطقة حيث شهدت دول الجوار، ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، نوبات من الصراع الداخلي على مدى السنوات القليلة الماضية.
في المقابل، أقر قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي) اليوم الأحد بأن قواته غادرت الخرطوم الأسبوع الماضي مع تعزيز الجيش مكاسبه في العاصمة، لكنه قال إن الحرب لم تنته بعد؛ بل إنها في بدياتها.
وجاء ذلك في أول تصريح له منذ إعلان هزيمة قوات الدعم السريع وطردها من معظم أنحاء العاصمة على يد الجيش السوداني بعد حرب مدمرة استمرت لنحو عامين.
وتعهد دقلو، المعروف أيضا باسم حميدتي، في رسالة صوتية نشرت على تيليجرام بأن تعود قواته إلى العاصمة الخرطوم أقوى من ذي قبل.