«الأوقاف» تستكمل محاضرات «المعايشة المهنية» لمفتشي الوزارة بالتعاون مع «البحوث الجنائية»
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
استكملت وزارة الأوقاف سلسلة المحاضرات المتخصصة الموجهة لمفتشي الوزارة ضمن برنامج «المعايشة المهنية» بالتعاون مع معهد البحوث الجنائية والتدريب التابع لمكتب النائب العام، والتي تهدف إلى تعزيز كفاءاتهم المهنية وتطوير معارفهم في مختلف المجالات القانونية والإدارية، استجابة لتوجه الوزارة نحو الارتقاء بآليات العمل المؤسسي وتحقيق أعلى معايير الجودة.
بدأت المحاضرات بمحاضرة ألقاها الأستاذ عادل العبساوي، وكيل أول وزارة الإعلام الأسبق، بعنوان «علاقة السياسة التحريرية بصناعة المحتوى»، وأكّد «العبساوي» أنَّ المحتوى التحريري هو حجر الزاوية في نجاح المؤسسات الإعلامية، مشيرًا إلى أن فهم الجمهور المستهدف ووضع سياسات تحريرية محكمة، يُسهمان في إيصال الرسائل الإعلامية بشكل فعال يحقق الأهداف المنشودة.
وألقت الدكتورة إيمان صالح القائم بأعمال رئيس مكتب براءات الاختراع، محاضرة بعنوان «الملكية الفكرية وضرورة حمايتها»، تناولت فيها أهمية الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية كأداة أساسية لتعزيز الابتكار وحماية حقوق المبدعين، مشددة على ضرورة التوعية بالقوانين التي تحمي هذه الحقوق، مؤكدة أن الإلمام بها يسهم في تفادي النزاعات وحماية الحقوق المادية والمعنوية.
مكافحة التعدي على أملاك الأوقافوضمن المحاضرات القانونية، ألقى المستشار محمد الزنفلي رئيس الاستئناف بإدارة التفتيش القضائي، محاضرة بعنوان «مكافحة التعدي على أملاك الأوقاف والنصوص العقابية»، مستعرضًا التشريعات التي تهدف إلى حماية أملاك الأوقاف، موضحًا أهمية تفعيل تلك القوانين لضمان استرداد الحقوق المسلوبة وتحقيق العدالة، مؤكّدت أنَّ التصدي للتعديات يؤكد الالتزام بحماية المال العام وممتلكات الدولة.
كما حاضر الدكتور يحيى مروان رئيس النيابة بإدارة التفتيش القضائي، في موضوع «غسل الأموال»، مشددًا على خطورة هذه الجريمة وآثارها السلبية على الاقتصاد الوطني، وأوضح مروان أن التصدي لغسل الأموال يتطلب تطوير آليات الرقابة المالية وتطبيق القوانين الرادعة، إلى جانب بناء القدرات المهنية للمفتشين لاكتشاف تلك العمليات والتعامل معها بكفاءة.
مفتشين الأوقافواستعرضت المحاضرات قضايا أخرى تمس الجوانب الإدارية والمؤسسية، إذ تناولت طرق تعزيز النزاهة والشفافية في العمل الإداري، ودور المفتشين في تحسين الأداء المؤسسي بما يتماشى مع متطلبات العصر.
وأشاد المشاركون بالمستوى العلمي المتميز للمحاضرات، معربين عن تقديرهم للجهود المبذولة في تنظيم هذا البرنامج، وأكّد المسئولون أنَّ هذه الفعاليات تأتي استكمالًا لخطة وزارة الأوقاف لتطوير كوادرها البشرية، وتحقيق رسالتها في خدمة المجتمع وتعزيز القيم المؤسسية
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأوقاف التعدي على أملاك الأوقاف وزارة الأوقاف
إقرأ أيضاً:
كلمة الرئيس منشورة...... رئيس الجمهورية يوجه كلمة مهمة للأئمة خلال احتفال الأكاديمية العسكرية
تشرفت وزارة الأوقاف اليوم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفل تخريج دورة الأئمة الثانية (دورة الإمام محمد عبده) عقب تأهيلهم لدى الأكاديمية العسكرية المصرية على مدار ستة أشهر، وذلك بمركز المنارة في التجمع الخامس.
وفي ختام الحفل، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة مهمة للأئمة في احتفال الأكاديمية والوزارة الأوقاف بتخريج الدفعة، وفي ما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أبنائي الخريجين من الأئمة الكرام،
السيدات والسادة الحضور…
نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي.
وكنت قد وجهتُ وزارة الأوقاف، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبي متكامل يُعنى بصقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نبراساً للوعي، متمكناً من البيان، بارعاً في الإقناع، أمينًا في النقل، حاضرًا بوعيٍ نافذ وإدراكٍ عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.
وها نحن اليوم أمام ثمار هذا التعاون البناء، نرى فيه هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقَّوا إعدادًا نوعيًا يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاءٍ لله ثم للوطن، وإدراكٍ واعٍ لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت.
السادة الحضور … أبنائي الأئمة
في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسئولة، تتجلّى مكانتكم بوصفكم حَمَلة لواء هذا النهج القويم.
وقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعي الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عمليةٍ للناس، تداوي مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.
ولا تنحصر مهمة تجديد الخطاب الديني في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب؛ بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلّت في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور.
واليوم وأنتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره.
وإن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة.
وما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثباتٍ وعزمٍ في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.
ختامًا… أُحيي كل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا.
وفقكم الله جميعًا، وبارك في جهودكم، وجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد انتهاء الرئيس من كلمته المكتوبة، وجه عدة رسائل تحمل رؤية الدولة في إعداد إنسان متوازن ومسئول، قادر على الإسهام الإيجابي في المجتمع، مشيرًا إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطي كنموذج يحتذى به، إذ حاز علومًا متعددة وأتقنا فأنتج ١١٦٤ كتابًا في حياته التي لم تزد عن ٦٢ عامًا.
وأكد الرئيس أن الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع؛ بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ، وضرب مثالًا على ذلك بحسن استغلال المساجد والارتقاء برسالتها، وترسيخ القيم التي تحض على محاسن الأخلاق كحُسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت.
واختتم الرئيس حديثه بتأكيد أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة في أن يكونوا حماة للحرية، بما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، مؤكدًا سيادته أن الدورة التي حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون في علم النفس والاجتماع والإعلام وكل المجالات ذات الصلة؛ إلى جانب الدراسات الدينية والعربية التخصصية التي تولت وزارة الأوقاف اختيار محتوياتها وأساتذتها.
وعقب انتهاء الكلمة، تقدم الرئيس بخالص التعازي لوفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان؛ مؤكدًا أن الانسانية قد خسرت بوفاته قامة كبيرة.