"الربا".. علته وتحريمه على المسلم وأقوال العلماء عنه
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
ترجع علة الربا وتحريمه على المسلمين، إلى الأموال الربوية المُتَّفق عليها هي الأصناف الستّة، وهي: الذهب، والفضة، والبُرّ، والشعير، والتمر، والملح، وقد ورد عن جمهور العلماء أنّ الربا لا ينحصر في هذه الأصناف، واستدلّوا على ذلك بحديث ابن عمر -رضي الله عنه- قال :(نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ المُزَابَنَةِ، أَنْ يَبِيعَ ثَمَرَ حَائِطِهِ إنْ كَانَتْ نَخْلًا بتَمْرٍ كَيْلًا، وإنْ كانَ كَرْمًا أَنْ يَبِيعَهُ بزَبِيبٍ كَيْلًا، وإنْ كانَ زَرْعًا أَنْ يَبِيعَهُ بكَيْلِ طَعَامٍ، نَهَى عن ذلكَ كُلِّهِ.
كذلك علة الربا في النقدَين، وهناك وجهين، الوجه الأول: أنّ علة الربا فيهما هي الوزن؛ فالربا يكون في الطعام، وما يُوزَن فقط، وفي الذهب والفضة؛ لأنّهما موزونان. أما الوجه الثاني: أنّ علة الربا فيهما الثمنية، وهذا مذهب الشافعي، ومذهب مالك، ومذهب أحمد في رواية ثانية عنه، وقال بذلك ايضاً ابن القيم، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله -، وهذه هي العلة المُتَّفق عليها، وعلى هذا فإنّ الربا يقع في الأوراق النقدية التي نتعامل بها في عصرنا الحالي.
وحول أقوال العلماء في علة الربا في الأصناف الأربعة، ما يلي: القول الأول: قول أبي حنيفة، والمشهور في المذهب الحنبلي، والذي يتلخّص في أنّ العلة في المكيل بشرط توافق الجنس؛ أي من نوع واحد، وعدم اشتراط أن يكون ممّا يُؤكل؛ فالربا يكون في كلّ ما يُكال؛ سواءً يُؤكَل، أم لا، مثل: الحبوب، والأرز، والقطن، والصوف، والحناء، والحديد، والنحاس، ولا يكون الربا في الطعام الذي لا يُوزَن. القول الثاني: قول الشافعي، ورأي من مذهب الحنبلي، وهو أنّ العلة في الطعام، فهي في كلّ مأكول من جنس واحد؛ سواء كِيلَ، أو وُزِنَ، مثل: الحبوب، والحلوى، والفواكه، والتوابل. القول الثالث: قول المالكية، وهو أنّ العلة في القوت المُدَّخر؛ فهي في الطعام الذي يُدَّخر، والقوت المُدَّخر هو: الطعام الذي يُخزَّن، ويبقى مدّة طويلة مُدَّخراً دون أن يتعرّض لضرر، مثل: الملح، والتوابل.
أثر الاختلاف في علة الربا ما يترتّب على الاختلاف في علة الربا يختلف باختلاف المذهب، والعلّة التي تُحرّم الربا؛ فمثلاً لا يجوز إقراض البيض بالبيض، والتفاح بالتفاح؛ وذلك لأنّه مطعوم بالنسبة إلى الشافعية، ومتماثل الجنس بالنسبة إلى الحنفية، ولا يجوز إقراض ثوب بثوب من الجنس نفسه، ومن قال بهذا القول علّل عدم الجواز أنّه بسبب تماثُل الجنس. بينما يتلخّص القول الآخر في أنّه يجوز؛ لأنّ الجنس لا يُحرّم الربا وحده، كالشافعية، ويجوز أن يُباع ثوب بثوب من جنس آخر، ولا يُحرم هذا البيع؛ لأنّه ليس من الجنس نفسه، وليس طعاماً، ولا يجوز تسليم مال بمال؛ بسبب علة الجنس عند الحنفية، والثمنيّة عند الشافعية، وهكذا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الربا أقوال العلماء علة الربا المسلمين فی الطعام
إقرأ أيضاً:
فضل الصلاة في شهر رمضان.. رحلة روحية تعزز الإيمان وتقرب العبد من ربه
شهر رمضان هو شهر الخير والبركات، شهر تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار، وتُصفد الشياطين، ويُضاعف فيه الأجر والثواب. وفي هذا الشهر الفضيل، تكتسب الصلاة مكانة خاصة، فهي ليست فقط عمود الدين، بل هي أيضاً من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، خاصة في هذا الشهر المبارك.
الصلاة في رمضان.. عبادة مميزةالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة. وفي رمضان، تكتسب الصلاة بعداً روحياً أعمق، حيث يجتمع فيها الصائم مع ربه في لحظات خاشعة، يلتجئ فيها إلى الله طالباً المغفرة والرحمة. الصلاة في رمضان ليست مجرد أداء للفرائض، بل هي فرصة لتعزيز الصلة بالله، والتخلص من هموم الدنيا، والشعور بالطمأنينة والسكينة.
صلاة التراويح.. سمة رمضانية مميزةمن أبرز مظاهر الصلاة في رمضان هي صلاة التراويح، التي يؤديها المسلمون بعد وقت صلاة العشاء. هذه الصلاة تُعتبر من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه".
صلاة التراويح ليست فقط فرصة لأداء المزيد من الركعات، بل هي أيضاً وقت للتأمل والتدبر في آيات القرآن الكريم، حيث يتم ختم القرآن في هذه الصلاة في كثير من المساجد.
الصلاة والقرآن.. توأمان روحيانفي رمضان، يتضاعف أجر قراءة القرآن الكريم، والصلاة هي الوقت الأمثل لتلاوة القرآن والتدبر في معانيه. عندما يقف المسلم في صلاته، خاصة في قيام الليل، يشعر بقربٍ شديد من الله، وكأنه يخاطبه مباشرة. هذا الشعور الروحي الفريد يجعل الصلاة في رمضان تجربة إيمانية لا تُنسى. أنقر هنا لمعرفة مواقيت الصلاة في الرياض و في كل المدن.
الصلاة وتزكية النفسرمضان هو شهر التوبة والاستغفار، والصلاة هي الوسيلة الأولى لتزكية النفس وتطهيرها من الذنوب. عندما يُصلي المسلم بخشوع، فإنه يشعر بالراحة النفسية والطمأنينة، ويتخلص من التوتر والقلق. الصلاة في رمضان تساعد المسلم على مراجعة نفسه، وتقويم سلوكه، والتحلي بالأخلاق الحميدة.
الصلاة وصلة الرحمفي رمضان، تزداد صلة الرحم، وتكثر الزيارات بين الأهل والأصدقاء. والصلاة في المسجد، خاصة صلاة التراويح، تُعتبر فرصة للقاء الأهل والجيران، وتعزيز أواصر المحبة والأخوة بين المسلمين. هذا الجو الإيماني الجماعي يعكس روح رمضان، ويجعل الصلاة أكثر تأثيراً في النفوس.
ختاماً، الصلاة في شهر رمضان، ليست مجرد عبادة يؤديها المسلم، بل هي رحلة روحية تعيد شحن الإيمان، وتجدد العلاقة مع الله. في هذا الشهر الفضيل، ينبغي على كل مسلم أن يحرص على أداء الصلوات في أوقاتها، وأن يكثر من النوافل والقيام، ليكون من الفائزين برضا الله ومغفرته. فلنغتنم هذه الفرصة الذهبية، ولنجعل من صلاتنا في رمضان وسيلة للتقرب من الله، ولننال الأجر العظيم الذي وعد به الصائمين والمصلين.
رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير.