تواصل المجازر في قطاع غزة.. استهداف مباشر للصحفيين وتجمد للرضع في الخيام
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الجرائم المختلفة المجازر في قطاع غزة لليوم 447 للإبادة المستمرة لأكثر من 14 شهرا، وأبرزها استشهاد 5 صحفيين في استهداف مباشر، و3 رضع نتيجة البرد والنوح في الخيام.
وارتفع عدد الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا مؤخرا الماضية بسبب البرد الشديد داخل خيام الموح إلى ثلاثة، حيث قال الأطباء إنهم تجمدوا حتى الموت أثناء وجودهم في مخيمات غزة.
ليست خيامًا بل ثلاجات موت.. استشهدت رضيعتان خلال أسبوع واحد بسبب البرد القارس في خيام النزوح بقطاع غزة، وما زلنا في الأيام الأولى من فصل الشتاء.
These are not tents but refrigerators of death.. Two infants passed away within a single week due to the bitter cold in displacement… pic.twitter.com/KaODSgmEFq — Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) December 25, 2024
وأعلن المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش، على منصة "إكس" (تويتر سابقا) وفاة طفلة حديثة الولادة، تبلغ من العمر 3 أسابيع، وتدعى سيلا محمود الفصيح، أمس الأربعاء بعد أن تجمدت حتى الموت في مخيم النازحين بمنطقة المواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة.
سيلا محمود الفصيح، تجمّدت من البرد القارس في الخيام الموجودة على شاطئ البحر في مواصي خان يونس، في المنطقة التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي “منطقة إنسانية آمنة مؤقتة للنازحين”.
Sila Mahmoud Al-Faseeh, froze to death from the extreme cold in the tents located on the beach in Mawasi… pic.twitter.com/LTIQh6utnQ — Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) December 25, 2024
ومن جهته، أعلن الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم طب الأطفال والتوليد في مستشفى ناصر في خانيونس، وفاة طفلين آخرين في مخيمات غزة خلال اليومين الماضيين يبلغان من العمر ثلاثة أيام وشهر واحد، بسبب انخفاض درجات الحرارة وعدم القدرة على الوصول إلى مأوى دافئ.
الغارات المستمرة
واستشهد 14 فلسطينيا وأصيب عدد آخر الخميس، في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة بقطاع غزة، وأفاد مصدر طبي باستشهاد 8 فلسطينيين، بينهم طفلان و3 سيدات، بقصف طائرة إسرائيلية منزلا لعائلة "الدهشان" في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
واكد شهود عيان أن "إسرائيل تنفذ قصفا مدفعيا متواصلا على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق نار من آليات عسكرية وطائرات مسيرة"، بحسب وكالة "الأناضول".
وأضاف الشهود أن فلسطينيين أُصيبوا بعد استهداف مجموعة مواطنين في "شارع المغربي" بمدينة غزة، ونقلوا على إثرها إلى المستشفى المعمداني.
وفي شمال قطاع غزة، استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون؛ جرّاء قصف مقاتلات إسرائيلية منزلا لعائلة "رضوان" في شارع غزة القديم بجباليا البلد.
وقال جهاز الدفاع المدني بغزة، في بيان الخميس، إن "الاحتلال يكثّف قصفه للمنازل في مختلف مناطق قطاع غزة، خاصة خلال ساعات الليل، وبفواصل زمنية متقاربة".
وأوضح أن هذا الأمر يربك مستوى استجابة طواقم الجهاز ويعيق تدخلها ويرفع أعداد الشهداء، نتيجة عدم تمكنه من الوصول في الوقت المناسب.
وفجرَّ جيش الاحتلال "روبوتا" مفخخا أمام مستشفى "كمال عدوان" في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ووصلت الشظايا إلى أقسام الجراحة ومبيت المرضى، وأصيب ممرض بجروح خطيرة في الرأس أثناء تأدية عمله في قسم العناية المركزة.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية بشكل عنيف محيط المستشفى، كما جرى نسف مبانٍ سكنية في بلدتي بيت لاهيا وجباليا، وأطلق النار بشكل متواصل في منطقة الصفطاوي ومشروع بيت لاهيا.
كما قالت إدارة مستشفى "العودة" في تل الزعتر شمال قطاع غزة، عبر بيان، إن "قوات الاحتلال فجرت روبوتا مفخخا بجوار المشفى"، دون أن توضح التداعيات.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية بعنف شمال غرب مخيم النصيرات (وسط القطاع)، ومناطق شرق قرية المصدر جنوب شرق مخيم المغازي (وسط)، وبلدة خزاعة شرق خانيونس (جنوب)، وفق شهود عيان.
وفي جنوب قطاع غزة، أفاد مصدر طبي بوصول جثماني فلسطينيين مجهولي الهوية إلى مستشفى ناصر الطبي غرب خانيونس، بعد أن استشهدا برصاص إسرائيلي شمال رفح.
وقال شهود عيان إن طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" أطلقت النار باتجاه فلسطينيين اثنين في منطقة مصبح قرب محطة العبادلة والأسطل شمال رفح، ما أدى إلى استشهادهما على الفور.
استهداف الصحافة
واستشهد 5 صحفيين فلسطينيين، فجر الخميس، جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة بث متواجدة أمام مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأكد مصدر طبي أن "طائرة إسرائيلية قصفت سيارة بث متواجدة أمام البوابة الجنوبية لمستشفى العودة، ما أدى إلى مقتل 5 صحفيين كانوا بداخلها واشتعال النيران فيها".
وأضاف المصدر أن "جثامين الصحفيين الشهداء انتشلت من داخل السيارة المحترقة وكانت متفحمة"، موضحا أن "الغارة الإسرائيلية تسببت بحالة من الذعر للمرضى والجرحى والكوادر الطبية داخل المستشفى".
من جهته قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، إن "عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 201 صحفي وصحفية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بعد استشهاد كوكبة من الزملاء الصحفيين العاملين في قناة القدس اليوم الفضائية".
وأوضح أن "الصحفيين الشهداء هم: فيصل أبو القمصان مراسل صحفي، وأيمن الجدي مصور صحفي، وإبراهيم الشيخ علي ومحمد اللدعة، وفادي حسونة وثلاثتهم يعملون صحفيين في القناة".
وأدان "استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين".
ودعا المكتب الإعلامي الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل الأجسام الصحفية في العالم إلى "إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال غزة غزة الاحتلال ابادة استهداف الصحفيين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مستشفى كمال عدوان إخلاء تحت الظلام والنار
«لا أريد سوى إنقاذ طفلي».. بهذه الكلمات الموجعة وصفت أُمٌ في الثلاثين من عمرها حالها من داخل ممرات مستشفى كمال عدوان. احتضنت بين يديها طفلها المولود حديثًا، الذي يحتاج إلى رعاية طبية مستمرة داخل حاضنة، لكنها اضطرت للجلوس في الممرات تحت وابل من النيران والقصف، خوفًا من انهيار السقف فوق رأسها ورأس صغيرها.
حصار وتجويع
منذ مساء السبت، 21 ديسمبر، وحتى لحظة كتابة هذه السطور، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العنيف على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة. الطائرات المسيرة، والقذائف المدفعية، والغارات الجوية لم تتوقف عن استهداف هذا الحصن الطبي الأخير، في محاولة لإخلائه بالقوة، رغم خطورة ذلك على حياة مئات المرضى والجرحى.
منذ الساعات الأولى للهجوم، لجأ المرضى والطواقم الطبية إلى ممرات مستشفى كمال عدوان ومرافقها الضيقة. تُركت الغرف والأقسام فارغة بينما بات الخوف هو سيد الموقف. مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية، وصف الوضع بعبارات مروعة: «نحن نموت، ولا أحد يبحث عنا». مشيرًا إلى منع الاحتلال الطعام والشراب عنهم.
غارقون في الظلام والنار
الدكتور حسام أبو صفية أوضح أن المستشفى يتعرض لقصف مكثف ومباشر، مؤكدًا أن المولدات الكهربائية قد استُهدفت، مما تسبب في تدمير أحدها واشتعال النيران ففيه
وأضاف لـ«عُمان»: «حاول الاحتلال استهداف خزان الوقود، وهو ممتلئ، مما يهدد بكارثة محققة إذا اشتعل. هذا المستشفى يقدم خدمات أساسية للأطفال والنساء والجرحى. لا توجد مرافق بديلة شمال القطاع».
وفي شهادة أخرى، قال ممرض: «نحن محاصرون. غارقون في الظلام بعد انقطاع الكهرباء، ولا نعرف بعضنا إلا من خلال أصواتنا. نفدت مقومات الحياة الأساسية تمامًا»، وأضاف أن عددًا من المرضى استشهدوا، ولا يستطيع أحد دفنهم خشية القصف المستمر.
مستشفى كمال عدوان يُعد الحصن الطبي الأخير الذي يقدم الخدمات العلاجية لأكثر من 190 مريضًا وجريحًا وطواقم طبية.
هذا الوضع دفع مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، إلى وصفه بأنه جريمة إبادة جماعية تهدف لإخلاء شمال القطاع بالكامل من مظاهر الحياة.
وأوضح أن «إخلاء المستشفى دون توفير سيارات إسعاف مجهزة لنقل مرضى العناية المركزة والأطفال حديثي الولادة يعرض حياتهم للخطر الفوري»، واستطرد: «حتى الفرق الطبية تواجه الاستهداف أثناء محاولتها نقل المصابين ودفن الشهداء».
مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة ناشد منظمة الصحة العالمية التعجل في إرسال وفد دولي إلى شمال القطاع ومستشفى كمال عدوان، لمتابعة ما يجري هناك على الطبيعة، والتوصل إلى تهدئة مع الاحتلال تسمح بنقل المرضى دون تعريض حياتهم للخطر.
صمود ولا مجيب
رغم نداءات الاستغاثة المتكررة إلى المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية، لم تتوقف الهجمات. العالم يشاهد بصمت فيما تسعى قوات الاحتلال إلى فرض إخلاء قسري دون أي اعتبار للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية أثناء النزاعات.
الدكتور محمد الشريف، أحد الأطباء العاملين في المستشفى، قال إن الطواقم الطبية لن تسمح بإخلاء المستشفى وتعريض حياة المواطنين للخطر.
وأكد عزمهم «مواصلة تقديم الخدمة الطبية لأهالي شمال قطاع غزة بما يملكون من إمكانيات بسيطة، رغم الظروف المستحيلة».
نحو إبادة جماعية للشمال
مع قصف المولدات الكهربائية ط، بات المستشفى غارقًا في الظلام، مما زاد من معاناة المرضى والطواقم الطبية. الطفل حديث الولادة الذي يحتاج إلى حاضنة قد لا ينجو في ظل هذه الظروف القاسية.
استهداف مستشفى كمال عدوان ومحيطه بالقصف المستمر يُظهر نية الاحتلال المبيتة لارتكاب جريمة إبادة جماعية. هذه المنشأة ليست فقط ملاذًا للجرحى والمرضى، لكنها تمثل رمزًا للصمود الإنساني والطبي في شمال القطاع.
مدير المستشفى، د. حسام أبو صفية، ختم حديثه بنداء مؤلم: «نطالب بتحييد المستشفى فورًا والسماح لنا بالعمل دون تهديد. هذا هو نداءنا الأخير إلى العالم».
وفي ظل هذا الوضع الكارثي، يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والضغط على قوات الاحتلال لوقف استهداف المنشآت الطبية، وضمان دخول الإمدادات الإنسانية. مستشفى كمال عدوان ليس مجرد بناء، بل هو حياة مئات الأرواح التي تنبض بالأمل رغم الحصار.
«طفلي لا يعرف العالم بعد، لكنه الآن يعرف الخوف». بهذه الكلمات أنهت الأم حديثها، وهي تحتضن صغيرها. بين هذه الجدران المهددة، يبقى الأمل هو السلاح الأخير في مواجهة بطش الاحتلال، الذي لا ينفك عن محاولات نزع الحياة في قطاع غزة من المهد إلى اللحد.