المجاعة تتمدد بسبب تطاول ليل الحرب العبثية
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
الأمين العام للمم المتحدة يقول إن أكثر من 24 مليون انسان في السودان يواجهون خطر المجاعة، التي تنتشر بالفعل في عدد من المناطق وفق تقرير لجنة مراجعة المجاعة. وخطر المجاعة قد يتمدد إلى مناطق أخرى كثيرة خلال الأشهر القليلة القادمة إن لم يتم تدارك الوضع.
وكيف سيتم تدارك الوضع؟ أهداف الحرب لدى الجماعة التي اشعلتها لم يتم تحقيقها بعد.
حسب إفادات الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، قامت قيادات المؤتمر الوطني بالتخطيط للحرب من داخل المعتقل. افاداته معروفة لدى الكثيرين، لكن تأكيد ذلك من شخص نافذ مع الجماعة، وشاهد من داخل السجن على حجم مؤامرتهم يكتسب أهمية كبيرة ويزيل الكثير من الغشاوة التي حاول أنصار الحزب الوطني اثارتها حول ظروف وملابسات الحرب والجهات التي اشعلتها.
الحركة الإسلامية تريد العودة للسلطة بعد خلق واقع جديد تغطي جرائمه (جرائم الحرب) على جرائم الحركة طوال أكثر من 3 عقود. تريد الحركة الإسلامية غسل جرائمها بالدم، دم المواطنين الأبرياء وخراب الوطن. تريد الحركة ان تلتف على ثورة ديسمبر المجيدة التي كشفت افلاسهم وعزلتهم وانفصامهم عن واقع هذه البلاد وأهلها، وفسادهم الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا.
يدفع المواطنون الأبرياء ثمن عودة الحزب الفاشي إلى السلطة من ارواحهم وممتلكاتهم، ضاع مستقبل الأبناء بسبب توقف او عدم انتظام العملية التعليمية. يموت الناس بالاستهداف المباشر من طرفي القتال او بسبب القصف العشوائي المتبادل. تتفشى المجاعة في مناطق واسعة، وحتى المناطق التي يسود فيها امان نسبي، يعاني الناس من الغلاء الطاحن ومن ضعف وغلاء الخدمات الطبية والتعليمية وغيرها من الخدمات الضرورية، ويعاني النازحون من انقطاع الموارد واستغلال تجار الأزمات.
وبرغم ذلك يستمر التحشيد لاستمرار الحرب رغم وضوح حقيقة صعوبة حسمها، ولم يحدث أن تم حسم حرب في هذه البلاد بغير اللجوء إلى التفاوض الذي يحقن الدماء ويقصّر من امد معاناة المواطن.
أن استمرار الحرب لا يهدد حياة الأبرياء ويدمر ممتلكاتهم ويهدد مستقبل أبنائهم فقط، بل أن وحدة هذه البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي يتعرض لخطر يومي ماحق، بسبب التحشيد والتحشيد المضاد، واستدعاء القبيلة للصراع، وقد وجد التنظيم الفاشي في الحرب فرصة سانحة لإخراج اجنداته العنصرية الانفصالية. ولا يخفي داعميه (النشطين في التعبئة من منافيهم الآمنة) لا يخفون كراهيتهم لأبناء أقاليم الغرب والجنوب حتى لأولئك الذين يتقدمون الصفوف في حرب الجيش على المليشيا!
أعداء ثورة ديسمبر المجيدة، قتلة شهداء الثورة هم من أشعلوا نيران هذه الحرب وهم من يحرصون على استمرارها، لا يحرّك موت الأبرياء أو دمار حياتهم شعرة في رؤوسهم او ضمائرهم الميتة. لا يهمهم موت الناس بسبب الحرب او توابعها من اوبئة ومجاعات، لا يهمهم موت الأطفال في الصحاري بحثا عن بلد آمن يؤويهم، او النازحين الذين تطاردهم العصابات المتفلتة شرقا.
لابد ان يتكاتف كل أبناء هذه البلاد لإنقاذها من براثن العصابة الشيطانية التي تصر على استمرار الحرب، ووقف هذه الحرب المدمرة وتقديم مرتكبي الانتهاكات للعدالة.
#لا_للحرب
أحمد الملك
ortoot@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه البلاد
إقرأ أيضاً:
نتائج غير ملموسة للأحداث!!
نتائج غير ملموسة للأحداث!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
لم يحصل أن حدثًا أوجد انقسامًا في الرأي العام الأردني والعربي، كأحداث السابع من أكتوبر! وامتد الجدل بين نصر استراتيجي، وهزيمة استراتيجية! بل بين بطولة وتخاذل!، وبين تقديس المقاومة وتتفيهها بوصفها أذرُعًا لعدوّ حقيقيّ هو إيران!
لم يكن الانقسام في الرأي العام نتيجة قلة وعينا فحسب، بل كان بفعل فاعل، أو فواعل ربما ساهمت فيها أجهزة استخبارية عالمية ، ومراكز أبحاث، وكتاب تحت الطلب، وربما مفكرون وحكماء! لم يبق أحد إلّا وساهم، وما زال الجدل حول من مع مع من، ومن ضد من يكاد يكون أكثر حِدّة ممن أدخل البندورة إلى الأردن!
هل انتهت حرب” فلسطين وداعميها مع إسرائيل، وداعميها”؟ وهل يمكن الحديث عن نهاية حرب من دون قيام الحد الأدنى من دولة فلسطينية عاصمتها القدس؟
(01)
نتائج هذه الجولة
بعيدًا عن الدمار الواضح، وأعداد الشهداء، والخسائر الواضحة في ضعف كل المقاومات، وأصدقائها ، ومن تجرّأ على دعمها وتأييدها، والتغيرات الإقليمية الحاسمة في سوريا، ولبنان، والتغيرات الدولية السياسية وغيرها، فإننا يمكن أن نرصد عددًا من المتغيرات والنتائج.
(02)
حرب من دون لاجئين!
قد تكون الحرب الفلسطينية الإسرائيلية أول حرب مدمّرة ليس فيها لاجئون! طبعًا لم يكن ذلك بسبب رأفة العدو، وإنسانيته، وليس بسبب الضغوط الدولية، بل بسبب صمود الشعب الفلسطيني، وربما اقتناعه بعدالة المعركة، بوصفها حلقة من سلسلة الصراع الذي لن ينتهي إلًا بدولة فلسطينية مستقلة كاملة حتى لو بعد مئات السنين!! حرب غزة لم تنتج لاجئًا واحدًا!
(03)
اللجوء هدف الحرب
استهدفت إسرائيل تهجير الفلسطينيين من غزة، وفشِلت بشكل كامل! نجحت في تهجيرهم داخليّا لكنهم بقوا في مناطقهم، بل عادوا إليها! ولذلك يحق لأي شخص أن يدّعي بأن هدف الحرب لم يتحقق! ودليل ذلك أن الدعوة الكريمة لمساعدة الفلسطينيين، واستقبالهم في مصر، والأردن هي محاولة، أو وعد أمريكي لإسرائيل بتحقيق ما لم تحققه الحرب! فهل ينجحون في ذلك؟
(04)
إمكان هزيمة إسرائيل
اقتنع داعمو إسرائيل قبل أعدائها أن إمكان القضاء على اسرائيل متاح! وأن الدعم الخارجي التي حظِيت به قد لا يكون متاحًا دائمًا، فالتجارب العالمية والإقليمية، وآخرها نظام الحكم في سوريا، أثبتت أن الدعم الخارجي وحده لا يمكن استمراره في ظروف تاريخية معيّنة، ومع فارق التجربة السورية والتجربة الإسرائيلية إلّا أنّ المبدأ: “ما حكّ جلدَك مثلُ ظُفرك”! السابع من أكتوبر أملٌ دائم للفلسطيني، ولأي مناضل، ورعبٌ دائم لكل إسرائيلي، ولكل محتل!
وأخيرًا، هل صرنا وسط الحدث أم نحن في مأمن!
أين نحن، وأين سنكون؟
فهمت عليّ؟!