نسرين مالك- قلم سوداني في الصحافة البريطانية
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
زهير عثمان
في نسيج الصحافة البريطانية المعقد، يبرز اسم نسرين مالك كدليل على الصمود والذكاء وقوة الهوية. الصحفية السودانية-البريطانية التي شقت طريقها كواحدة من أبرز الكتّاب، تكتب ببراعة عن العرق والجنس والطبقة والإسلام في بريطانيا. يعكس عملها، الذي يتميز بتحليله العميق وصدقه الجريء، ليس فقط رحلتها الشخصية ولكن أيضًا النضالات والانتصارات الأوسع للمجتمعات المهاجرة.
جسر بين الثقافات من خلال الصحافة
وُلدت نسرين مالك في السودان، وتجسد رحلتها إلى أن أصبحت واحدة من أبرز المعلقين في بريطانيا تقاطعًا بين المنظورين الإفريقي والغربي. من خلال كتاباتها في صحيفة The Guardian، تناولت بعضًا من أكثر القضايا الاجتماعية والسياسية إثارة للجدل في عصرنا، بما في ذلك الهجرة وعدم المساواة المنهجية ومعاملة الأقليات. صوتها يجمع بين التعاطف والسلطة، ويقدم رؤى دقيقة تتحدى السرديات السائدة.
مساهمة أدبية: نحن بحاجة إلى قصص جديدة
في عام 2019، نشرت مالك كتابها المشهود له نحن بحاجة إلى قصص جديدة، الذي ينتقد ستة من الخرافات المقبولة على نطاق واسع التي تدعم الخطاب الاجتماعي الحديث، مثل وهم حرية التعبير المطلقة وحياد الإعلام. وقد وُصف الكتاب، الذي أشيد به لوضوحه ودقته الفكرية، بأنه تدخل ضروري في عالم يزداد استقطابًا بسبب المعلومات المضللة والحروب الثقافية. تؤكد الطبعة الثانية، التي صدرت في عام 2021، على أهمية الكتاب ودوره في تشكيل الفكر التقدمي.
التكريم والاعتراف
لم تمر مساهمات مالك دون أن تُلاحظ. فقد تم اختيارها في القائمة الطويلة لجائزة أورويل عام 2019 لعملها في كشف "البيئة المعادية" في بريطانيا. كما حصلت على جائزة "المعلق الاجتماعي لهذا العام" في حفل جوائز الذكاء التحريري لعام 2017، وتم ترشيحها لجائزة "الصحفي/الكاتب لهذا العام" في جوائز التنوع في الإعلام. تؤكد هذه الجوائز على تأثيرها كصحفية لا تخشى مناقشة المواضيع الشائكة.
دور النساء السودانيات-البريطانيات في الفضاء الثقافي
مالك جزء من مجموعة متزايدة من النساء السودانيات-البريطانيات اللواتي يتركن بصماتهن في الفضاءات الثقافية والفكرية في المملكة المتحدة. هؤلاء النساء، اللاتي يوازين بين هوياتهن المزدوجة، يقدمن وجهات نظر فريدة على المسرح العالمي. من خلال أعمالهن، يتحدين الصور النمطية، ويضفن أصواتًا للمهمشين، ويُلهمن أجيالًا جديدة من الأفراد المغتربين ليعتنقوا تراثهم بينما يتفاعلون مع العالم.
إرث قيد التقدم
بالنسبة للعديد من النساء السودانيات والإفريقيات، تُعد إنجازات مالك مصدر فخر وإلهام. قدرتها على التعبير عن قضايا معقدة بوضوح وتعاطف تظهر الدور الحاسم للصحافة في تعزيز الفهم وتحفيز التغيير الاجتماعي. ومع استمرار مالك في الكتابة والتحدث، يذكرنا عملها بقوة السرد وأهمية التمثيل في الإعلام.
ونسرين مالك ليست مجرد صحفية؛ بل هي جسر بين الثقافات، وصوت للمهمشين، ومنارة أمل لأولئك الذين يسعون لترك بصمتهم في عالم غالبًا ما يتجاهلهم. ومع تقدم مسيرتها المهنية، سيستمر تأثيرها في الصحافة البريطانية ومساهماتها في الحوار العالمي حول العرق والهوية والعدالة في النمو بلا شك. بالنسبة للمجتمع السوداني-البريطاني، وخاصة نسائه، فهي تمثل الإمكانيات غير المحدودة للمثابرة والموهبة والشجاعة في قول الحقيقة للسلطة.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تركيا.. سجن مالك فندق ومهندس بسبب زلزال 2023
قضت محكمة تركية، اليوم الأربعاء، بسجن مالك ومهندس معماري لفندق كان قد انهار في الزلزال المدمر الذي وقع في عام 2023، وأسفر عن مقتل 72 شخصاً، لأكثر من 18 عاماً.
كما أصدرت المحكمة أحكاماً بالسجن لفترات تتراوح بين 8 وأكثر من 17 عاماً، على 4 متهمين آخرين.
وكان من بين ضحايا انهيار الفندق، 26 فرداً كانوا أعضاء في فريق مدرسي للكرة الطائرة، من شمال قبرص.
وكان أعضاء الفريق يقيمون في "فندق إسياس" بولاية أديامان في جنوب شرق البلاد، للمشاركة في إحدى البطولات، عندما وقع الزلزال في فبراير(شباط) من عام2023.
وأسفر الزلزال عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص في جنوب شرق تركيا، وسوريا المجاورة.
زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب شرق تركيا - موقع 24قال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إن زلزالاً بقوة 6.1 درجة ضرب شرق تركيا اليوم الأربعاء.وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية أن محكمة أديامان حكمت على مالك الفندق أحمد بوزكورت، ومهندسه المعماري إرديم يلماز، بالسجن لمدة 18 عاماً ولمدة 5 أشهر بتهمة "التسبب في وفاة أو إصابة أكثر من شخص بسبب الإهمال الجسيم".
وأفادت "الأناضول" بأن المحكمة برأت 5 أشخاص من إجمالي 11 متهماً.