سودانايل:
2025-03-10@04:59:42 GMT

تاريخنا حروب في حروب وهدن لا تصمد

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

عكس لنا المؤرخون تاريخ السودان منذ أقدم العصور وحتي قيام الأحزاب الحديثة علي أنه حروب في حروب وهدن لا تصمد واليوم ليس احسن من الامس فالحرب هذه المرة شاركت فيها جميع الدول بما فيها نحن والضحية حصرا هو المواطن السوداني !!..

أتعجب أشد العجب أن اري صورة واحدة للامام محمد احمد المهدي ويبدو فيها صارما لايفتر ثغره عن ابتسامة ولو عابرة .

..
مهدي السودان بعد انتصاراته المدوية علي المستعمرين وتطهير البلاد منهم وبصفته الزعيم المستحق ليكون رأس الدولة وهذا الاستحقاق يجعل يومه مزدحما وهو يصرف شؤون البلاد فيستقبل الوفود الأجنبية ولابد من نظام بروتكولي غاية في الدقة لهذه المهمة التي من خلالها يري الزوار مكانة النظام الجديد هذا مقارنة بنظرائه في الخارج ... طبعا كل هذا الجهد يحتاج الي سكرتارية ومكتب صحفي ومشاركة من ذوي اختصاص وخبرة كثيرين حتي يتم الروتين اليومي بتخطيط محكم مع التوثيق له بآلات التصوير والتسجيل ومع وجود ( ارشيف ) وراءه أصحاب كفاءة عالية يتعهدونه بالرعاية والاهتمام والتجديد والتحديث كلما دعا الأمر لذلك خدمة لهذا العمل بالغ الأهمية والخطورة !!..
لم نشاهد الامام المهدي في مجلس حرب أو مجلس سلم او مجلس نيابي ولم نراه في زيارة خارجية لدولة بالجوار أو دولة ما وراء البحار ... هنالك اكيد كثير من المناسبات الدينية والقومية والاجتماعية وهنالك موسم الحصاد وعيد الشجرة وعيد التعليم فهل كانت الدولة تحتفل مع الشعب بهذه المناسبات وتؤخذ الصور التذكارية وتحفظ للأجيال المقبلة !!..
لماذا يكتب لنا المؤرخون كل تاريخنا القديم والمعاصر علي أساس أنه أحداث دامية ونزاع يكاد لا ينقضي وكأنه ممنوع علينا أن نري في دولة المهدية فعاليات رياضية وثقافية ومهرجانات وفصول دراسية مكتملة الأركان تقدم المعارف وتتبادل الأفكار مع العلماء والأدباء والمفكرين الذين توفروا في ذاك الزمان ... هل كانت في دولة المهدية لغات متداولة غير اللغة العربية وهل عرف أهل السودان الاغتراب في تلك الحقب سواء كان التغرب من أجل العلم أو التجارة والاقتصاد والعمل ؟!
ونلاحظ أن معظم تاريخ السودان حصروه في المهدية وحتي هذا التاريخ أغفل الحياة الاجتماعية والثقافية وعادات الناس وانشطتهم والتركيز كله كان علي المعارك والغزوات والاستعداد للحرب ولبس المرقع من الثياب علي أساس أن هذا زهد وليس هو كذلك إذ أن الإنسان لابد أن يكون حسن الهندام من غير تكلف ومبالغة ومن غير تقليل لشان الآخرين !!..
هل نحن معشر السودانيين أمة وبما وقع عليها كثير من الظلم خاصة من ذوي القربي أصبح عندنا تحمل الالم شيء طبيعي بتنا نهزج مع اهل الجزيرة العربية القدماء ونقول في تلذذ :
نحن قوم إذا الشر ابدي ناجذيه لنا
طرنا إليه زرافات ووحدانا ........
هذه الحرب التي تستعر فينا الآن ونصطلي جميعا من لهيبها أليست هي مصداقا للاندفاع نحو المحرقة من غير تفكير مثل الفراش الذي يرمي نفسه طائعا مختارا في النار !!..
وحتي خليفة المهدي كانت له صورة واحدة وهو يخوض النيل بحصانه الاسطوري وهو ملوح بسيفه البتار في طريقه الي سرايا غردون !!..
ايها المؤرخون لقد بانت كتاباتكم حمراء قانية علي الدفاتر والصفحات وكانكم عن عمد تغفلون عن اجمل ما في البلاد من صور زاهية وطبيعة ساحرة وخضرة وجمال وعلم ومعرفة وثقافة وتصرون علي أننا شعب ( مبشتن ) خالي من اي ( اتيكيت ) ... ونحن لسنا كذلك وانا متاكد أن الإمام المهدي كان من العلماء ومن الزهاد لكن ليس زهدا يقلل من المكانة لرجل هو في مقام راس دولة سطرت بأحرف من نور مكانا لها بين الأمم لكن المؤرخون طمسوا هذه الأحرف المضيئة وحولوها الي عتمة ومازلنا نعاني من هذه العتمة حتي اليوم بنزاعات ليست من طبعنا ولكنها مفروضة علينا فمتي نكتب التاريخ بأنفسنا ولا نترك للاقلام الشيطانية أن تتصرف في ارثتا وحضارتنا واحترامنا لأنفسنا ولغيرنا !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع.. مجلس الصحوة الثوري يرفض فكرة انفصال دارفور ويؤكد على وحدة السودان

أعلن مجلس الصحوة الثوري عن رفضه مشروع الحكم العلماني في السودان الذي أقره مؤتمر نيروبي ويتمسك بالشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع في حكم البلاد باعتبار أن غالبية أهل السودان مسلمين، معتبرأ خطاب عبدالله حمدوك عبارة عن دعوة لتدخل سافر وإنتهاك لسيادة السودان الوطنية ومتاجرة وإستخفاف بإرادة الشعب السوداني ويعبر فيه عن أجندة معلومة ومكشوفة تخدم جهات متعددة إقليمية ودولية معادية لحكومة السودانوقال أحمد محمد أبكر الناطق الرسمي باسم مجلس الصحوة الثوري السودانيأن التآمر والإستهداف الممنهج والمخطط المدروس مستمر على دولة السودان وشعبها الأبي والتربص بها منذ أمد بعيد عبر دعاوي ومزاعم وترهات متعددة تارة بإسم الثورة المصنوعة وتارة بإسم الديمقراطية الراشدة وتارة بإسم حقوق الإنسان والمجاعة و غيرها وفي نفس الوقت هؤلاء الذين يدعون الديمقراطية وممارسة الحكم الرشيد ويأمرون عملائهم في البلدان الأخرى بتطبيقها وهي عندهم عبارة عن أداء لإستعمار الشعوب في دول العالم الثالث ووسيلة للتدخل في شؤون الغير بغرض نهب ثروات وخيرات البلاد ، ويمارسون في دولهم أسوأ وأبشع أنواع الديكتاتورية والإنتهاكات الصارخة و المحرمة دوليآوأضاف أن ما يحدث في السودان كنموذج الهدف الأساسي والخفي والحقيقي منه هو إستعمار السودان أو تقسيمه إلى دويلات ( إعلان دارفور دولة مُستقلة في حالة فشل السيطرة كل السودان ) من الراعي الرسمي والكفيل من خلف الكواليس عبر أدواتهم من مليشيا الدعم السريع ومرتزقتهم وعملائهم الخونة السياسيين.وتأتي هذه التحركات والهرطقات الأخيرة من قبل مليشيا الدعم السريع وداعميها السياسيين للتغطية علي هزائمها التي منيت بها من قبل القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى في كآفة محاور القتال والجبهات المختلفة في السودانوأضاف في تصريح (لسونا) أن مجلس الصحوة الثوري السوداني يؤكد رفضه الحكم العلماني في السودان الذي أقره مؤتمر نيروبي المزعوم ويتمسك بالشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع في حكم البلاد و يعتبر خطاب عبدالله حمدوك تدخل سافر وإنتهاك لسيادة السودان الوطنية ومتاجرة وإستخفاف بإرادة الشعب السوداني العزيزويعبر فيه عن أهداف وأجندة معلومة ومكشوفة تخدم جهات إقليمية ودولية معادية لحكومة السودانوقال الناطق الرسمي باسم مجلس الصحوة الثوري أن عبدالله حمدوكيتابع المشهد في السودان عن بعد ولا زال يسبح في بحور الأوهام والأحلام والخدع التي تجاوزها الشعب والزمن ولكن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراءوجدد مجلس الصحوة الثوري موقفه الثابت والمبدئي الرافض لقيام أي حكومة منفى موازية لحكومة السودان القائمة حاليآ برئاسة الفريق أول ركن عبدالفتاح عبدالرحمن البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية وأنها هي الحكومة الشرعية التي تمثل سيادة السودان وشعبه الكريم في كآفة المحافل الإقليمية والدوليةوقال ابكرأن المجلس يؤكد أن الإعتماد والرهان على الحلول والمعالجات الخارجية يعتبر تخدير وتأجيل للأزمات وتعميقهاوأن الحل الوحيد والجذري والنهائي لمشاكل السودان المتجذرة والمتراكمة تحل عبر الحوار السوداني – السوداني وداخل السودان بمشاركة كآفة مكونات الشعب السوداني بمختلف تنظيماتهم السياسية والعسكرية والمدنية والمجتمعية دون إقصاء لأي أحد إلا من إرتكب جرائم وإنتهاكات في حق الشعب السوداني وصدر حكم قضائي ضدهكما انه يرفض أي تدخلات خارجية في الشأن السوداني الداخلي تتعارض مع إرادة الشعب السوداني وسيادة ومصالح السودان العلياويؤكد أنه مع وحدة السودان أرضآ وشعبآ وسيادة وضد فكرة مشروع إنفصال دارفور وإعلانها دولة مُستقلة عن السودان.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع.. مجلس الصحوة الثوري يرفض فكرة انفصال دارفور ويؤكد على وحدة السودان
  • مناوي : حزب الأمة انتهى برحيل الأمام الصادق المهدي
  • الإمارات تدين الاعتداء على قوات أممية ومن جنوب السودان
  • الإمارات تدين الاعتداء على قوة الأمم المتحدة وقوات جنوب السودان
  • الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع في جنوب السودان
  • تنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة.. الإمارات تفتتح مستشفى مادهول الميداني في جنوب السودان
  • الإمارات تفتتح مستشفى مادهول الميداني في جنوب السودان
  • دولة القانون
  • حروب جنوب السودان .. حروب حواكير
  • بعد مستشفى أم جرس في تشاد..  الامارات تفتتح مستشفى ميداني في موقع حدودي جديد