تلفزيون السودان يقحم الكنيسه فى الصراع بين الكيزان والدعم السريع
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
كنت اتمنى ان يكون الجامع والكنيسه بعيدين عن الصراع السياسى الدائر فى بلادنا ولكن للاسف لقد اقحم الاخوان المسلمين الدين فى هذا الصراع واستغلوا الجوامع لاستقطاب مرتاديها لجانبهم وللاسف اصبحت خطبة الجمعه ملك للاخوان المسلمين يبثوا من خلالها مايريدوا ان يقولونه وهذا خطا فالطرفان مسلمين وكنا نتمنى ان يكون هذا صراع عسكرى وسياسي فقط ويحصر فى هذا المجال ولكن الاخوان المسلمين وكدابهم نقلوا هذا الصراع للجوامع واستغلوا الجوامع لبث وجهة نظرهم واستقطبوا ائمة الجوامع
واليوم استمعت لبرنامج مؤسف جداً فى تلفزيون السودان وهو استغلال الكنيسه سياسياً
ففى برنامج باسم سلسلة جرائم الدعم السريع انتقل التلفزيون لبعض الكنائس وجعلهم يشيدون بالجيش والمخابرات العام وهذا اقحام الكنيسه فى صراع سياسى وهذا سلوك غير محمود فيجب ان نبعد دور العباده سواء الجوامع او الكنائس بعيداً عن السياسه وعن صراعاتنا السياسيه فدور العباده يجب ان تظل للعباده فقط ولا غير وليستمر صراعنا السياسى خارج دور العباده
محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
دستور السودان لعام 2025 الموقع في نيروبي يحرر العلمانية من الموروث الشعبوي الغوغائي للتنظيم الدولي الدولي للاخوان المسلمين ؟!
(١) تم وضع الدستور الانتقالي لجمهورية السودان لعام 2025 استنادا الي ( عقد اجتماعي جديد ) تمت صياغته بواسطة اصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري في الدولة السودانية وهم اهل الأطراف المهمشون الذين حرمتهم دولة 56 - دولة السودان القديم من المشاركة العادلة في قسمة السلطة والثروة .. وحكم انفسهم عبر نظام فيدرالي يحترم خصوصيتهم المحلية والثقافية واللغوية .. فلم يجدوا مناصا من حمل السلاح في مواجهة السلطة المركزية من اجل (تحرير شعوب السودان) من استعمار دولة 56التي لم تسعهم او تعبر عنهم .. مما أدي في نهاية المطاف الي حرب 15/ ابريل 2023المدمرة الشاملة وذلك بسبب اصرار الحركة الاسلامية للعودة للسلطة علي قاعدة (يا نحكمكم يا نقتلكم ) استنادا الي فتوي فقيه السلطان عبدالحي يوسف للبشير بجواز قتل ثلث الشعب السوداني مقابل ان تبقي الحركة الاسلامية في السلطة !
نعم .. الهدف من الدستور الانتقالي لعام ٢٠٢٥ هو تأسيس دولة علمانية ديمقراطية فيدرالية (لا مركزية) .. والانتقال من السودان القديم الفاشل الذي قسم البلاد الي جنوب وشمال ويرفض التفاوض لتحقيق السلام بالتوافق الوطني من اجل الانتقال للسودان الجديد العلماني الفيدرالي الديمقراطي ) . لذلك تواضع الموقعون علي ميثاق التأسيس في نيروبي فبراير ٢٠٢٥ لخلق (عقد اجتماعي جديد ) يشرعن لقيام سودان جديد .. ذلك المشروع الذي دشنه الشهيد دكتور جون قرنق ووجد القبول تباعا من ابناء جبال النوبة وأبناء جنوب النيل الأزرق وأبناء شرق السودان واخيراً ابناء دارفور .
(٢) لعل اعظم انجاز حضاري يليق بإنسان السودان وانسان وادي النيل من نملي الي الإسكندرية هو الدستور الانتقالي لجمهورية السودان ٢٠٢٥ الموقع في نيروبي لانه حرر العلمانية من الموروث الشعبوي للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين الذي يعتبر العلمانية كفرا بواحا .. مع ان الدول الأفريقية المجاورة للسودان علي امتداد منطقة الساحل والصحراء مثل تشاد ومالي والسنغال كلها دول علمانية مع ان إسلامها إسلامها اكثر عراقة وأصالة من اسلام جلابة السودان ! فقد عاش تنظيم الاخوان المسلمين قرنا كاملا من الزمان (١٩٢٥ -٢٠٢٥) علي امتداد وادي النيل (من نملي حتي الإسكندرية ) مهتما بقشور الاسلام (الحجاب والنقاب واللحية والثوب القصير ) .. وفشل في تقديم مشروع وطني (يرضي تطلعات الشعوب بتنوعها الديني والعرقي والجندري ) وتقديم برنامج اقتصادي تلتف حوله شعوب المنطقة .. وبرنامج سياسي ( علماني ديمقراطي فيدرالي ) يعالج مسألة التنوع الديني والثقافي واللغوي ويحقق المساواة بين هذه الشعوب بغض النظر عن العنصر او اللون او الجنس (من ذكر او انثي ) او الدين .. فالدولة المصرية هي التي جلبت للمنطقة كلها (بدعة دين الدولة) مع العلم بان الدولة شخصية اعتبارية لا تتوضأ ولا تصلي ولا تصوم . فبالنسبة للدولة السودانية فقد ثبت ان سقف الإسلام السياسي المرفوع (الإسلام هو الحل ) لا يوحد السودانيين من نملي الي حلفا كما ظل يردد الراحل جون قرنق .. ومن باب اولي فان سقوفات مثل المسيحية او العروبة او الأفريكانية كلها قاصرة عن توحيد شعوب السودان .. لذلك فان (العلمانية ) والتي تعني حياد الدولة تجاه الاديان والتعامل معها علي قدم المساواة بحيث لا يجد المسيحي مثلا نفسا (مواطنا من الدرجة الثانية) مقارنة بالمسلمين في وطنه السودان .. هي (اي العلمانية) البلسم الشافي لعلة دولة ١٩٥٦ منذ تأسيسها .
وارجو ان الفت النظر الي ان الاباء الذين أسّسوا (مبدأ العلمانية ) في الميثاق التأسيسي والدستور الانتقالي ٢٠٢٥ كانوا علي دراية تامة بان (العلمانية وحدها لا تكفي ) .. لذلك نصوا عليها مصحوبة بروافعها وهي قيم حضارية عالمية بذات درجة اهمية العلمانية وهي (الديمقراطية والفيدرالية ) .. نعم .. الاباء المؤسسون الذي اجتمعوا في نيروبي في ٢٢ / فبراير ٢٠٢٥ وصاغوا الميثاق التأسيسي كانوا يدركون جيدا ان هتلر كان علمانيا وصدام حسين كان علمانيا ولكنه لم يكن ديمقراطيا .. والنماذج كثيرة في العالم وأقربها الينا دولة جنوب السودان الوليدة .. انها دولة علمانية ولكنها ليست ديمقراطية .
(٣) التكييف القانوني للميثاق التأسيسي الموقع في نيروبي في ٢٢ فبراير ٢٠٢٥ بين الأطراف التي سنبينها تفصيلا في الفقرة (٤) ادناه - هو انه (عقد اجتماعي جديد لتأسيس سودان جديد علماني ديمقراطي فيدرالي ) .. وهذا الميثاق نظيره في الإرث الدستوري السوداني هو (ميثاق العمل الوطني لنظام مايو القائم علي فكرة تحالف قوي الشعب العاملة ) في الاتحاد الاشتراكي السوداني .. وقد ابان لنا استاذنا الراحل بروف / عبدالسميع عمر احمد رحمه الله استاذ فلسفة القانون في كلية القانون / جامعة الخرطوم ان ميثاق العمل الوطني لنظام مايو اعلي مرتبة من الدستور .. بل هو (مصدر الدستور الدائم لسنة ١٩٧٣) لانه يمثل ( العقد الاجتماعي ) المبرم صراحة او ضمنا بين الشعب والنظام الحاكم طبقا لفلسفة (العقد الاجتماعي ) التي وضع قواعدها فلاسفة التنوير ( الإنجليزي توماس هوبز / جون لوك / والفرنسي جان جاك روسو ) .
(٤) مقارنة بين اطراف العقد الاجتماعي التأسيسي نيروبي ٢٢ فبراير ٢٠٢٥ - من طرف .. وبين برلمان الاستقلال ١٩٥٤ - ١٩٥٨ المؤسس لدولة ٥٦ نجد ان الأخير يتكون من (ابناء النخب النيلية - من الجيلي الي حلفا .. مع ملاحظة هامة هي ان نواب البرلمان الذين يمثلون دارفور وكردفان وشرق السودان جلهم كانوا جلابة مصدرين من الخرطوم يطلق علي النائب (مرشح السيد ) .. والسيد المعني هو السيد عبدالرحمن المهدي في حالة دوائر غرب السودان .. والسيد علي الميرغني في حالة دوائر الولايات الشمالية و شرق السودان .
بالمقابل إذا نظرنا للكادر البشري والمؤسسات والأحزاب التي حضرت ووقعت علي الميثاق التأسيسي نيروبي فبراير ٢٠٢٥ هي مؤسسات تمثل اطراف السودان اي الهامش الذي صنع ثورة الهامش ضد مركز الجلابة الذي استأثر بالسلطة والثروة في دولة ٥٦ منذ تأسيسها وحتي سقوطها بحرب ١٥ /أبريل ٢٠٢٣ والأطراف الموقعة علي الميثاق التأسيسي حسبما ورد في تقرير مركز تقدم للسياسات الذي كتبه ذو النون سليمان هي : (
تقديم: وقعت قوات الدعم السريع، ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة، مساء السبت 22 فبراير، ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة في الأراضي خارج سيطرة الجيش. من أبرز الموقعين على الميثاق قوات الدعم السريع، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، فضلا عن تحالف الجبهة الثورية التي يقودها عضو مجلس السيادة السابق الهادي إدريس، وتنظيمات عسكرية وسياسية من شرق السودان” الأسود الحرة والبجا” إلى جانب حزب الأمة القومي والإتحادي الأصل ومنظمات مدنية ومهنية).
المصدر : ذو النون سليمان :مركز تقدم للسياسات / ٢٤ / فبراير ٢٠٢٥ .
(٥) حول طبيعة العناصر والمؤسسات والكيانات التي وقعت علي (العقد الاجتماعي التأسيسي في نيروبي ولاحقاً وقعت علي دستور جمهورية السودان لسنة ٢٠٢٥ ابدّي الملاحظات التالية :
(أ) الشيء الهام الذي اريد لفت الأنظار اليه هو أن العناصر المبينة بالتفصيل أعلاه و التي وقعت علي هذا الميثاق السياسي لتأسيس سودان جديد هي مؤسسات تمثل مناطق كانت مشتعلة بحروب الهامش ضد دولة السودان القديم - دولة الجلابة .. دولة ٥٦ .. وتعرضت حواضنهم الاجتماعية من المدنيين للابادة بواسطة براميل طائرات الانتينوف الغبية التي تسقط عليهم البراميل المتفجرة عشوائيا بلا تمييز فتقضي علي البشر وحيواناتهم ومصدر رزقهم بلا رحمة كانهم ابناء دولة اجنبية معادية للسودان القديم العنصري المستبد !!
هذه القوي والكيانات التي اجتمعت في نيروبي وابرمت (عقدا اجتماعيا لتأسيس (سودان جديد علماني / ديمقراطي / فيدرالي ) لها كل الحق في إبرام مثل هذا العقد التأسيسي الذي يعتبر (مصدر الشرعية لتأسيس دولة وحكومة بديلة لدولة ٥٦ العنصرية ) التي فشلت في ان تكون دولة لكل السودانيين .. ففي دولة ٥٦ المقصود بالشعب السوداني هم فقط ابناء المنطقة الجغرافية : (من الجيلي الي حلفا ) ! فهم وحدهم يحتكرون الوظائف في الدولة خاصة في الجيش والأمن والشرطة والجمارك والاقتصاد ويكفي ان نعلم ان عائدات البترول قد ذهبت كلها لجيوب الجلابة ولم تنزل في الخزينة العامة وميزانية الدولة بوزارة المالية .. لذلك فان ميثاق التأسيس نيروبي ٢٠٢٥ هو ترجمة لفكرة (تحرير شعوب السودان ) التي وردت في منفستو الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق وقد انداحت حركات التحرير التي خرجت كلها من رحم الحركة الشعبية الام (بما في ذلك حركة العدل والمساواة السودانية منذ ٢٠٠١ ) بقيادة دكتور خليل ابراهيم .. وشملت شعوب مناطق جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وشرق السودان واخيراً دارفور .. والمقصود بالتحرير بلا مواربة او دغمسة هو (التحرير من استعمار الجلابة - ابناء الاقلية - المنطقة من الجيلي الي حلفا ) .. ونسبة لانهم اقلية فان الديمقراطية لم تكن تناسبهم .. لذلك لم يفكروا في تأسيس احزاب ديمقراطية تعبر عن كل الشعب السوداني في أقاليمه الجغرافية المختلفة .. وانما ركنوا في حكمهم للدولة السودانية علي الجيش الذي هو عبارة عن (مليشيا الجلابة وحدهم ودون غيرهم ) .. لذلك لن يحدث تحرير إلا بتفكيك الجيش الاستعماري الجلابي وتأسيس جيش وطني جديد نواته قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال وحركات المقاومة المسلحة المنظمة في الجبهة الثورية .. باختصار تأسيس جيش جديد من كل اقاليم السودان حسب نسبة السكان .. جيش يحمي الحدود من الاعداء ولا يقتل الشعب السوداني . وهذا ما تضمنه ميثاق التأسيس لسودان جديد في ٢٢ / فبراير ٢٠٢٥ .
(ب) وفي هذا المقام التأسيسي احيي بصورة خاصة دكتور الهادي ادريس رئيس الجبهة الثورية ورفاقه من قيادات الجبهة الثورية .. وتحية للرفيق سليمان صندل ورفاقه جبريل بلال وأحمد تقد الذين حالوا دون غياب حركة العدل والمساواة التي أسسها الراحل الشهيد دكتور خليل إبراهيم من هذا المحفل التاريخي للمهمشين ودكتور خليل إبراهيم الذي نطلق عليه زعيم المهمشين كان مدركا لاهمية صياغة عقد اجتماعي تأسيسي مثل هذا .. ومن يقرأ الميثاق التأسيسي ودستور السودان الانتقاليي لسنة ٢٠٢٥ (يتلمس بحواسه الخمسة منفستو وأدبيات حركة العدل والمساواة السودانية وأدبيات الحركة الموثقة وهذا يدل علي سماحة وسعة صدر الاباء المؤسسين الذين صاغوا هذه الوثائق التأسيسية .. وانا حين اذكر الرفيق صندل ورفاقه بالخير لا أغازلهم تمهيدا للاتحاق بهم .. ليس لعيب فيهم كأشخاص وانما العيب في (وسائل المشروع) .. فضلا عن اني لا اريد (تجريب المجرب ) .. اقصد ان العيب الحقيقي يكمن في (تجربة الحركات المسلحة كلها ) فهي في تقديري المتواضع (حركات لم تجلب خيرا لحواضنها الاجتماعية الاقليمية .. بل تسببت في منح دولة الجلابة وجيشها العنصري الفرصة لابادة هذه الحواضن عن طريق طائرات الانتينوف الغبية .. ولم تجلب هذه الحركات خيرا لكوادرها البشرية من العساكر الاشاوس ولم تجلب خيرا للسودان الوطن الكبير .. حسنة الحركات المسلحة كلها بما فيها الحركة الشعبية بقيادة دكتور جون قرنق انها (تصنع التغيير في الخرطوم .. ثورة اكتوبر صنعتها حركة انانيا ون .. وانتفاضة ابريل ١٩٨٥ صنعها تمرد الحركة الشعبية وراديو قرنق الساعة الثالثة بعد الظهر .. الحركات المسلحة تصنع التغيير لكن السلطة بعد سقوط النظام تؤول للجلابة المنظمين في الخرطوم محل الرئيس بينوم والطيارة بتقوم . شاهدنا ان الحركات المسلحة كلها كانت مصدر نحس بالساحق والماحق ) حتي علي قياداتها بدءا بالشهيد داود بولاد والشهيد دكتور جون قرنق والشهيد خليل ابراهيم ) ..
بل تسببت هذه الحركات في إيقاف التنمية وإفقار الهامش .. كما تسببت في إيقاف التنمية في السودان كله باستثناء ما نسميها (مشاريع التنمية العنصرية الجهوية التي لا تخدم التنمية الشاملة .. مثل ( طريق التحدي وطريق شريان الشمال) .. وذلك بسبب فاتورة الحرب وتاثيرها علي الاقتصاد القومي .
ويعنيني بيان ان حركة العدل والمساواة قدمت ارتالا من الشهداء بسبب طريقة الاشتباك مع العدو التي تجعل القائد الميداني هو الأرجح في الاستشهاد .. والغائب الحاضر في هذا المحفل التأسيسي هو دكتور جبريل إبراهيم ونحن نتحدث عن التضحيات .. فقد قدمت اسرته أعلي التضحيات من الدماء والأرامل في سبيل قضية المهمشين واني علي ذلك من الشاهدين للتاريخ .. وانا لا أغازله هنا ولا اريد منه شيئا .. انتقده علنا بلا خوف ولا وجل داخل قروب المكتب التنفيذي للحركة وهذه محمدة له .. بيننا العشرة والملح والملاح .. فالسيد د جبريل ابراهيم (وهو كوز ) قد نام علي الجنبة التي تريحه مع الكيزان ولا احد في السودان يستغرب منه هذا الموقف .
شاهدنا ان حركات الكفاح المسلح كلها لا خير فيها حتي لكوادرها البشرية المسلحة .. فشلت كلها في ادماج قواتها الاشاوس في الجيش عبر تنفيذ بند الترتيبات الآمنية واكتفت القيادات (برشوة الوظائف التافهة - الاستوزار ) عبر قسمة السلطة .. بخ بخ !! وهذا ما اعنيه بعدم تجريب المجرب . فقد تعلمت من تجاربي النضالية ما يجعلني أتجنب التجارب الفاشلة والمؤلمة !!
افتقدت في منصة التوقيع علي (العقد الاجتماعي لتأسيس سودان جديد رفاقا عزاز يطلق عليهم اولاد قرنق هم الرفيق مالك عقار والرفيق ياسر عرمان لا نزايد عليهم في الفهم والدراية بالعلمانية والديمقراطية والفيدرالية ولكنها مقتضيات السياسة . وسوف افرد فقرة خاصة بالحركة الشعبية شمال والرفيق عبدالعزيز الحلو - الفقرة (د) - داخل المقال بإذن الله .
(ب) قوات الدعم السريع التي تمثل احد الأركان المهمة الموقعة علي الميثاق التأسيسي في نيروبي هي (قوة المشاة للجيش السوداني ) وهي قوة قومية تمثل كل التراب السوداني والشعب السوداني ) . وحين زحفت جماهير ثورة ديسمبر المجيدة للقيادة العامة للجيش طالبة منه الحماية من الأجهزة الامنية لنظام الإنقاذ الهالك في يوم ٦ / ابريل ٢٠١٩ وطالبة من القيادة العامة الانحياز للشعب ولثورة ديسمبر المجيدة لم تجد هذه الجماهير الهادرة الجيش السوداني الذي عوده الانحياز كما جري في ثورتي اكتوبر ١٩٦٤ وانتفاضة أبريل ١٩٨٦ .. وانما وجدت الدعم السريع وقائده محمد حمدان دقلو (حميدتي) فهتف الشعب : (مادام حميدتي معانا ما همانا ) .. ولكن سرعان ما تنكرت العقلية الجلابية العنصرية لقوات الدعم السريع .. لانهم كانوا يريدون انحياز الجيش الذي هو (مليشيا الجلابة ) لان اكثر من ٧٥٪ من ضباطه من خريجي الكلية الحربية من ابناء المنطقة من الجيلي الي حلفا .
(ج) شاهدنا ان قوات الدعم السريع في خضم ثورة ديسمبر ٢٠١٨ قد وجدت نفسها امام خيارين : اما ان تنحاز لنظام عمر البشير الذي يحمل في يديه فتوي من فقيه السلطان / شيخ عبدالحي يوسف بجواز قتل ثلث الشعب السوداني من اجل ان يستكين بقية الشعب .. ويقبل كرها بحكم واستبداد (الكيزان ) .. وإما ان ينحاز للشعب السوداني ويوفر له الحماية من نظام الانقاذ .. فاختار حميدتي الانحياز للشعب السوداني . شاهدنا ان الدعم السريع كان العنصر الأساسي لنجاح ثورة ديسمبر ٢٠١٨ وهذا هو الدور الذي يسعي إعلام (ابناء الجلابة كلهم وليس فلول المؤتمر الوطني وحده لمحوه او التقليل منه ) .. وعلي صلة بذات الموضوع فان عناصر الجبهة الثورية المقاومة لنظام الإنقاذ بالسلاح هي التي صنعت ثورة ديسمبر ودفعت حواضن نظام الإنقاذ من الشرائح الاجتماعية الضعيفة مثل العمال في عطبرة للخروج والتظاهر ضد النظام وتدحرجت الثورة في المدن خارج الخرطوم حتي انتقلت الثورة الي قلب العاصمة وامام القيادة العامة في ٦ / ابريل ٢٠١٩ .
شاهدنا ان الاطراف التي وقعت علي الميثاق التأسيسي في نيروبي (العقد الاجتماعي الجديد لسودان جديد) .. وكذلك وقعت لاحقا الدستور الانتقالي لجمهورية السودان لسنة ٢٠٢٥ هذه الأطراف هي التي صنعت ثورة ديسمبر المجيدة وهي صاحبة المصلحة في التغيير والانتقال من السودان القديم العنصري الي مشروع السودان الجديد والذي كان حلم الشهيد دكتور جون قرن ويوسف كوة مكي وداود يحي بولاد .
(د) من الذين وقعوا علي (ميثاق العقد الاجتماعي لتأسيس سودان جديد ) الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو : الحركة الشعبية (اقليم جبال النوبة ) بقيادة الراحل المقيم في قلوبنا يوسف كوة هي التي أعطت للحركة الشعبية لتحرير (شعوب )السودان معني تطبيقي علي ارض الواقع حين انضم ابناء جبال النوبة بكامل وعيهم للجيش الشعبي بقيادة دكتور جون قرنق . لابد من الاعتراف بان الميثاق التأسيسي ودستور الانتقالي لعام ٢٠٢٥ قد آتيا بمكاسب حقيقية لشعوب الهامش واذكر في هذا المقام ان احزاب الجلابة بكافة لافتاتهم في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية قد تواطأوا ضد شعب جبال النوبة ووقفوا دوت ضد حق تقرير المصير لشعب جبال النوبة .. ومن نفحات ثورة ديسمبر وحرب ١٥ /ابريل ٢٠٢٥ انتهاء وصاية جلابة المركز علي شعوب الاطراف وسيطرة الدعم السريع علي حوالي ٧٠٪ من الاراضي السودانية ان نال شعب جبال مطالبه المشروعة التي حمل من اجلها السلاح منذ حوالي 50 سنة وهي العلمانية وحق تقرير المصير كدفع احتياطي في حالة رفض العلمانية لاي سبب من الاسباب وذلك من الميثاق التأسيسي ودستور السودان لعام ٢٠٢٥ .
من الاشياء التي اذكرها ان حضور القائد عبدالعزيز الحلو لمقر المباحثات في نيروبي لتوقيع الميثاق التأسيسي للسودان الجديد قد أضفي علي الاجتماع نكهة خاصة سيما وان الحلو هو رفيق رسل السودان الجديد : دكتور جون قرنق /يوسف كوة / داود يحي بولاد .. بمعني ان حضور الحلو قد اعطي مصداقية لمنصة تأسيس السودان الجديد .. ومما لا شك فيه ان غياب الاستاذ عبدالواحد محمد احمد النور قد شان المحفل لان حضوره كان سيكون اضافة حقيقية . بصمات الحلو كانت واضحة علي الميثاق التأسيسي والدستور الانتقالي .. فنحن الجيل الذي عاصر اعلان فرانكفورت ١٩٩٢ الذي وضع اول بذرة لتقرير المصير وعاصرنا بكامل وعينا اسمرا للقضايا المصيرية ١٩٩٥ ومشاكوس ٢٠٠٢ ونيفاشا ٢٠٠٥ .. لقد كانت هذه التجارب كلها حاضرة في نيروبي وهي مخزنة في ذاكرة الشعبين السوداني والكيني علي السواء وهي التي اختصرت الطريق علي مباحثات نيروبي لصناعة الميثاق التأسيسي الذي هو الاب الشرعي لدستور السودان لسنة ٢٠٢٥ . ان العلمانية التي تم التواثق علي تثبيتها بالميثاق التأسيسي ودستور السودان لسنة ٢٠٢٥ قد اتت لتبقي وهي ثمرة لتراكم نضال (المهمشين بقيادة د جون قرنق ) وسوف تكون بحول الله العنصر الأساسي للوحدة الطوعية الجاذبة لشعوب السودان ولوطن الجدود (من نملي الي حلفا ) .. ومن واجبنا ان نحلم بتحقيق الوحدة الطوعية الجاذبة خاصة وقد زالت الاسباب التي تحول دون تحقيق هذه الوحدة الطوعية (زوال الدولة الدينية وشرعنة العلمانية والفيدرالية والديمقراطية كحزمة ) وقد ترك الجنوبيون الباب مواربا حين سموا دولتهم (جنوب السودان ) تيمننا (بالمانية الشرقية وألمانيا الغربية) حيث حطم الشعب الألماني جدار برلين الذي يفصل الشعب الواحد في دولتين .. وبحول الله سيتوحد الشعب السوداني قبل الكوريتين الشمالية والجنوبية لان إرادة الشعوب الوطنية اقوي من المصالح الإمبريالية واقوي من وادي السيلكون وتوابعه .
ابوبكر القاضي
نيوبورت /ويلز UK
٦ /أبريل / ٢٠٢٥
aboubakrelgadi@hotmail.com