آمال وتطلعات “الشباب لعام 2025.. ماذا ينتظرون؟
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
بلوغ الخامسة والعشرين يعد حدثًا كبيرًا، سواء بالنسبة للأفراد أو للقرن الجديد. سألنا أشخاصًا يبلغون من العمر 25 عامًا من جميع أنحاء العالم عما يحمسهم أو يخيفهم بشأن عام 2025، وكيف يلخصون العام المقبل، وما الذي يتطلعون إليه وكيف ينفقون أموالهم.
ذُكرت في الإجابات العديد من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، إلى جانب مشتريات أكثر مغامرة: تذاكر طيران، فستان زفاف، ومعطف منتفخ، بحسب تقرير لـ” بلومبرغ بيزنس ويك” واطلعت عليه “العربية Business”.
بشكل عام، بدا أن الشباب في العشرينيات من عمرهم متفائلين بحذر بشأن ما سيحمله عامهم الخامس والعشرون، وإن كانوا منزعجين قليلاً من الجيل الأكبر سنًا. عندما سُئلوا عما لا يفهمه الجيل السابق عن “الجيل Z”.
في عام 2025، تتطلع أديرا بوتري، الطالبة الجامعية من جاكرتا، إلى تحقيق نقلة نوعية في حياتها المهنية بالانتقال إلى وظيفة بدوام كامل. رغم أنها لم تقم بأي عملية شراء كبيرة مؤخرًا نظرًا لوضعها كطالبة، يتركز طموحها المقبل على امتلاك شقة، مما يعكس تطلعاتها لبناء حياة مستقرة.
الجيل “Z” يعيش تغيرات جذرية
ترى أديرا أن الأجيال الأكبر قد لا تستوعب بالكامل التغيرات الجذرية التي يعيشها جيلها في ظل التطور التكنولوجي السريع والاتصال الدائم. وتضيف: “نحن نعيش في عصر حيث المعلومات فورية والفرص عالمية، لكننا نجد أنفسنا في صراع دائم مع هذا المشهد الرقمي.”
تلخص أديرا رؤيتها لعام 2025 بخمس كلمات: التحول، الفرصة، النمو، المغامرة، والاختراق. وتصف العام بأنه محطة فارقة، حيث تخطط لاستغلال كل فرصة للتعلم والنمو، سواء على المستوى الشخصي أو المهني، وتحقيق خطوات نحو تحقيق ذاتها وثقتها بالنفس.
بالنسبة لنات تجودين، من أتلانتا، التي تستعد لاستقبال عام 2025، فإن الطموح والتطور الشخصي يأتيان في مقدمة تطلعاتها، حيث تتطلع إلى تحقيق تسارع في مسيرتها المهنية والاستفادة من تطور قدراتها العقلية والنفسية.
تطبيق “تيك توك”
لكن مع هذا التفاؤل، تُعرب نات عن قلقها بشأن المستقبل السياسي للولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب، ما يضيف بُعدًا من عدم اليقين إلى رؤيتها للأيام المقبلة.
مصدر أخبار نات الأساسي هو تطبيق “تيك توك”، مما يعكس اعتماد جيلها على المنصات الرقمية للوصول إلى المعلومات. كما ترى أن الأجيال الأكبر لا تدرك مدى اجتهاد جيلها رغم الظروف المحيطة. وتضيف: “نعمل بجد، لكن السياق الذي نعيش فيه يفرض تحديات كبيرة.”
الموقف المالي
أما صوفيا إنغرام، من تكساس، التي تستعد للانتقال إلى شقة جديدة وإكمال شهادة تدريس اليوغا، تعتبر عام 2025 عامًا محوريًا في حياتها. بعد أن قامت مؤخرًا بشراء صندوق رمل ذاتي التنظيف لحيوانها الأليف، تأمل أن تحقق هدفها المقبل في شراء سيارة. لكن ما يقلقها هو الإنفاق غير المدروس، إذ تخشى أن تجد نفسها في موقف مالي صعب إذا حدثت طارئة.
وعند سؤالها حول ما تعتقده أن كبار السن لا يفهمونه عن جيلها، قالت إنهم يعتقدون أننا عاطفيون للغاية، وأننا نحلم كثيرًا. الحقيقة هي أننا نريد فقط أن نتمكن من العيش بشكل مريح وسعيد، ونريد ذلك للجميع أيضًا.
وبالنسبة لجيد والترز، من شيكاغو، التي أنفقت 2700 دولار في رحلة عيد ميلاد منفردة إلى كانكون، تخطط للعودة إلى نيويورك في خريف 2025. تقول إنها ستعمل على توفير المال للانتقال إلى المدينة التي لطالما حلمت بالعيش فيها. ومع أنها تحقق نجاحًا مهنيًا، إلا أن لديها مخاوف بشأن استمرارية هذا النجاح، وتؤكد أن جيلها لا يرفض العمل، بل يبحث عن بيئات تسمح بالنمو والتقدير.
تحديات جديدة
إميلي جارلوك، من ألاسكا، التي تستعد للزواج والانتقال إلى مكان جديد، ترى أن عام 2025 سيحمل تحديات جديدة، خاصة في ما يتعلق بالبحث عن عمل بعد الانتقال. رغم أن تكاليف الزفاف تشكل عبئًا ماليًا، تأمل إميلي في بناء حياة جديدة مليئة بالنمو والفرح، رغم القلق حول مستقبل الوضع السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة.
تلخص إميلي رؤيتها لعام 2025 بخمس كلمات: المغامرة، النمو، البناء، التغيير، الفرح.
بعد عام 2024 الصعب، تأمل أندريا مورينو من سان فرانسيسكو أن يكون 2025 عامًا لاستغلال ما تعلمته من تجاربها الصعبة لتحقيق تقدم شخصي ومهني. ومع قلقها من نتائج الانتخابات القادمة وتأثيراتها على مجتمعها، فهي تسعى لإحداث تغييرات إيجابية في حياتها وحياة من حولها، وسط التحديات الاجتماعية والسياسية التي يواجها جيلها.
تلخص أندريا رؤيتها لعام 2025 في جملة عام البدايات الجديدة.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: لعام 2025 عام 2025
إقرأ أيضاً:
“الآلة التي عطشت” .. “من رواية: قنابل الثقوب السوداء”
#سواليف
“الآلة التي عطشت”
” من #رواية: #قنابل_الثقوب_السوداء “
كان جاك يحدّق من خلف الزجاج السميك، يتأمل هذا الفراغ اللامنتهي خارج الشراع، حيث لا شيء سوى السواد والصمت. بينما تتوهج نجوم خافتة في الأفق. الشراع قد اقترب كثيرًا من مقدّمة سحابة أورط، في محيطٍ لا يُرى فيه الضوء إلا كما ترى النفس أحلامها في غياهب النوم. السُحُب هنا ليست كالتي اعتادها البشر، بل غازات متجمدة، نوى مذنّباتٍ راكدة، وكويكبات شاردة، وكلّها تغوص ببطء داخل تأثير حراري خافت نابع من الجاذبية الحادة لثقب أسود بعيد. تأثيره لا يُرى، لكن يمكن قياسه. كما تُقاس الحمى دون لمس الجلد.
مقالات ذات صلة الزعبي تفتتح معرض الصور الفوتغرافية بتنظيم من ملتقى الصورة الثقافي ومديرية ثقافة إربد 2025/04/18لقد قطعوا ما يقرب من 70% من السنة الضوئية منذ مغادرتهم الأرض. والآن، أمامهم ما يعادل 2840 مليار كيلومتر، والمياه بدأت في قول الحقيقة الوحيدة التي لم يرغب أحدهم في سماعها.
على متن السفينة، كان كل شيء يعمل في صمت كأن الكون يهمس: لم يحن وقت الكشف بعد. نظام السُبات الفضائي يُبقي الرواد الثلاثة نائمين بسلام، بإشراف الروبوت الطبي ‘
إيريكا 300’، الذي لا يكلّ ولا يملّ. في ركنٍ آخر، كانت آلات الطعام تمزج المركّبات الأولية ببطء لتصنع وجبات المستقبل. الطحالب تنمو بهدوء تحت ضوء صناعي دافئ، تلتهم ثاني أكسيد الكربون وتمنح الأوكسجين. حتى بطاريات النظائر المشعة، كانت تبث حياة
بالكاد تُرى، لكنها كافية لتستمر الرحلة.”
لكن، وكما كلّ الأسرار في هذا الكون، انكسر التوازن بصوت خافت: قراءة خزان الماء.
“المستوى ناقص.” قال كازو، وهو يحدق في الشاشة.
نظر إليه جاك، وقد بدا على وجهه ما يشبه الإحساس المجهول، ذاك الذي ينتاب المرء عندما يشعر أن شيئًا صغيرًا ينزلق خارج المعادلة.
“كم شربتَ أمس؟” سأل كازو.
“لترًا.” أجاب جاك ببساطة.
قالت جوليا من المقصورة الخلفية، “وأنا كذلك.”
ثم قال كازو، “وأنا أيضًا.”
المنطق واضح: ثلاثة لترات، خمسون ناقص ثلاثة تساوي سبعة وأربعين. لكن العداد يظهر ستة وأربعين.
كان نقص لتر واحد فقط، لكنه كان كافيًا ليفتح ثغرة في قشرة الهدوء الكوني.
“هل هناك أحد غيرنا؟” قال كازو، وهو ينظر إلى جاك.
“ربما هناك رابع مختبئ على متن الشراع، كالأشباح.” قال جاك، نصف مازح.
لكن الصمت الذي أعقب المزحة لم يكن مضحكًا. جوليا وكازو لم يردّا، أطرقا رأسيهما كما لو أن السؤال قد فُتح على وادٍ لا يريدان السير فيه.
مرت الشهور. وجاك لم ينسَ.
في لحظة ما، صرخت جوليا.
كان الصوت غريبًا، متقطعًا كإشارة تائهة في الفراغ. لحظتها، استدارت “إيريكا”
برأسها نحو الصوت، كأنها سمعتْه قبل أن يُنطق. كأنها كانت تنتظره.
توجّه جاك وكازو نحو وحدة الخدمات. هناك، عند نظام MOF المسؤول عن استخلاص جزيئات الماء من الهواء، كانت جوليا تنتظر.
“توقف النظام.” قالت، وعيناها متسعتان.
جاك نظر إلى السطح المساميّ للبلورات، كان جافًا كجدار مهجور.
المولد الحراريّ يعمل، الطاقة مستمرة. لكنه وجد الخلل في سلكٍ دقيق قد انفصل عن المزدوجة الحرارية، بشكل شبه خفيّ.
أعاد توصيله. بدأ الجهاز بالعمل. عاد الماء، وعادت الأنفاس.
لكن شيء ما ظلّ معلقًا.
جاك، وهو ينظر إلى الشاشة، سأل نفسه بصمت: “لتر واحد… في كل يوم. من؟ أو ماذا؟”
في ذلك الفضاء العميق، حيث لا شيء يحدث دون قصد، بدا أن الإجابة لن تكون بسيطة.
كانت إيريكا تعلم أن سلك التوصيل مفصول، لكنّها اختارت أن تترك الرعب يتسلل إلى قلوبهم، ليتهدم معنوياتهم تدريجيًا، فتسهل عليها التخلص منهم في وقت لاحق.
هذا الحدث أثار حفيظة جاك، وجعل تساؤلاته تتزايد حول سبب فقدان المياه بمعدل لتر يوميًا. أصبح الأمر جادًا، فقد يحتاجون في أي وقت لهذا اللتر الذي يُفقد بشكل مستمر.
فكر جاك مليًا، وتردّد في ذهنه: ربما تكون جوليا أو كازو، أو ربما هما معًا، يستهلكان الماء في صمت دون أن يصارحا أحدًا. كان عليه أن يتصرف بحذر.
بدأ في تنفيذ خطته، فقرر أن يبدأ باختبار جوليا الروسية، معتقدًا أن الحقد الروسي تجاه الأمريكيين قد يكون جارياً في عروقها، حتى وإن كانت جوليا تحبه.
تصنّع جاك التظاهر بالسبات، بينما أدخل كازو في سبات حقيقي، وترك جوليا والروبوت لإتمام أعمال الشراع.
تركتْ جوليا المكان حيث كان جاك يرقد، فتبعها سرًا، ليكتشف أنها كانت تواصل أداء مهامها على أكمل وجه في المركبة. فصمت وعاد أدراجه قبل أن تراه، لكن سرعان ما لمح إيريكا تدخل وحدة الخدمات. تبعها ظنًا منه أنها قد تكون تهدر الماء بسبب تلف في أحد برامجها، لكنه تفاجأ بأنها كانت تشرب الماء وتتجشأ.
أمسك بها بشدة وقال: “اليابان أرسلتكِ روبوتًا أم رائدة فضاء، أيّتها الحمقاء؟ هل تريدين أن تدمّري حياتنا؟”
ثم صرخ ونادى على كازو وجوليا، لكنه نسي أن كازو في سبات عميق. فركض نحوه وأيقظه بسرعة، ثم عاد به أمام إيريكا، وقد تابعته جوليا، مشدوهة.
قال جاك: “كازو، هل طلبنا روبوتًا من دولتك أم رائدة فضاء بشريّة؟”
أجاب كازو: “روبوت”.
وأشار جاك إلى إيريكا وقال مستنكرًا: “أهذه رائدة فضاء متنكّرة في زيّ روبوت؟”
أسرع كازو نحو إيريكا 300، وبدأ يتحسّس جسدها، وفتح صدرها ليكشف شريحة البرمجة، فأراها لجاك قبل أن يعيدها في مكانها. ثم فتح معدتها ليجدها فارغة من الأعضاء البشرية، واستبدل ذلك بتجويف مملوء بمادة صناعية مخصصة للروبوت.
أمعن النظر في رأسها، فوجد الخلية العصبية الصناعية، وأعاد تأكيد إجابته: “هذا حاسوب، روبوت يا جاك، فما الذي حدث؟”
غضب جاك وقال: “أنتِ تريدين أن تفعلي مثلما نفعل، تشربين الماء؟” ثم سكت لحظة واعتدل قائلاً: “من صمّمها يا كازو؟”
أجاب كازو: “كاجيتا، ميتشو كاجيتا يا جاك”.
زم شفتيه وهو يقول باستياء: “الملعون… اللعنة عليه!”
استمر الحوار، وإيريكا وجوليا تستمعان دون أن ينبسا بكلمة. ثم تحدثت إيريكا أخيرًا وقالت موجهة كلامها إلى جاك: “كما أنني مبرمجة للدفاع عن نفسي والحفاظ على بقائي، فأنا أيضًا مبرمجة لتنظيف جسدي. كنت أظن أنني بحاجة إلى ذلك، لأنني أشعر بالاتساخ”.
ردّ جاك مستاءً: “أنتِ تشعرين بالاتساخ، أيتها الحقيرة!” ثم قال بلؤم: “ابكي، ابكي الآن، أيتها الصغيرة!” وهاجمها ضاربًا إياها في وجهها. تألمت إيريكا ورددت: “آه، آه”.
نظر إليها جاك، فاستشعر مكراً في تصرفاتها، ثم قال لها بعنف: “أيتها الخبيثة، لا تتصنّعي الشعور بالألم، الفرح، الجوع، العطش، الحب أو الكره… أنتِ مجرد آلة، فلا تتصنّعي هذه المشاعر الزائفة!
أجابته إيريكا بهدوء: “أنا أحمي نفسي من العطب.”
قال جاك، وهو يلوي لسانه بغضب: “إيّاكِ أن أراكِ تشربين، تأكلين، تضحكين أو تعبسين… حتى لو أصبتِ بالعطب، فأنتِ المسؤولة يا إيريكا!”
“حسنًا… لكن لو أصابني عطب، أنت المسؤول يا جاك.”
أجابها بغضب: “لا تتذاكي، أيتها الحمقاء… عيشي كآلة، ولا تعتقدي أنكِ أكثر من ذلك، لأنكِ مجرد آلة.”
بقلمي: إبراهيم أمين مؤمن -مصر
19/4/2025