زنقة 20 | الرباط

توقع تقرير لمعهد “تشاتام هاوس” البريطاني، أن يتحول المغرب لساحة حرب تجارية عالمية بين أوروبا والصين فيما يخص قطاع السيارات.

و ذكر التقرير أن توقف الرئيس الصيني شي جين بينغ بالمغرب عند عودته من قمة مجموعة العشرين في البرازيل في نوفمبر ، كانت إشارة على الأهمية التي توليها الصين لحماية هيمنتها على صناعة السيارات الكهربائية بينما تستعد لعودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.

و بحسب تقرير المعهد البريطاني، فإن زيارة الرئيس الصيني، تشير أيضًا إلى موقع المغرب كساحة معركة في حرب تجارية قادمة بين القوى العظمى.

و ذكر التقرير ، أن صادرات السيارات الكهربائية الصينية تواجه سياسات حمائية متزايدة في أوروبا والولايات المتحدة ، في المقابل يهدف قانون خفض التضخم الأمريكي إلى تشجيع “الصداقة” وتقويض جهود الصين للهيمنة على سلاسل التوريد الغربية في صناعات الطاقة الخضراء، وخاصة السيارات الكهربائية والبطاريات.

في عام 2023، ذكر التقرير ، أن الصين صدرت الصين 1.2 مليون سيارة كهربائية، بزيادة قدرها 77.6 في المائة عن عام 2022.

ومن إجمالي الصادرات، ذهب 47 في المائة إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن في أكتوبر، وافق الاتحاد الأوروبي على تعريفات جمركية جديدة تصل إلى 35.3 في المائة على واردات السيارات الكهربائية الصينية بالإضافة إلى الرسوم الجمركية القياسية البالغة 10 في المائة على استيراد السيارات.

في الولايات المتحدة، رفعت إدارة بايدن التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية من 25 في المائة إلى 100 في المائة هذا العام، وهدد ترامب بالفعل بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية.

و من شأن هذه التدابير بحسب التقرير، أن تزيد الأسعار للمستهلكين الأوروبيين والأمريكيين وتضغط على المبيعات وهامش الربح للمصدرين الصينيين. كما أنها ستحمي الأسواق من فائض الطاقة الإنتاجية للصين وتؤدي إلى تكثيف المنافسة بين مصنعي السيارات الكهربائية الأمريكيين والأوروبيين.

المكسيك أوروبا

يخشى صناع السياسات في واشنطن أن يكون هذا جاريا بالفعل في المكسيك، حيث تحاول شركات السيارات الكهربائية الصينية الوصول إلى السوق الأمريكية باستخدام المكسيك كمنصة.

بالنسبة لصانعي السيارات الصينيين، يمكن للمغرب الآن أن يلعب نفس الدور بالنسبة لأوروبا.

و يستحوذ المغرب بحسب التقرير على 72 في المائة من احتياطيات الفوسفاط في العالم، مما يجعله مركزًا عالميًا لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية مع ابتعاد العالم عن بطاريات الليثيوم أيون NMC وتبني بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم الأرخص والأكثر أمانًا.

في عهد ترامب، قد تطرح الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية تدابير جديدة تستهدف استثمارات السيارات الكهربائية الصينية والمشاريع المشتركة في دول الطرف الثالث، بما في ذلك المغرب.

المغرب أيضًا عضو في مبادرة الحزام والطريق الصينية منذ عام 2017 بعد توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصين خلال زيارة الملك محمد السادس إلى بكين عام 2016.

وهذا يجعل المغرب اختيارًا مثاليًا لنقل صناعة السيارات الكهربائية الصينية إلى الخارج.

الميزة الأكبر التي تتمتع بها الرباط بحسب تقرير تشاتام هاوس ، هي اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعضويتها في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

و أيضا قربها الجغرافي من أسواق الاتحاد الأوروبي وأفريقيا والولايات المتحدة ما يقلل من تكاليف الشحن والتأمين.

كما يتمتع المغرب بأكثر البنى التحتية لصناعة السيارات تقدمًا في أفريقيا، وأنظمة السكك الحديدية والطرق، والعمالة المؤهلة والرخيصة وإطار حوكمة التصنيع الناضج، زيادة على الاستقرار السياسي والاجتماعي وانفتاحه الاقتصادي يجعله نقطة جذب للمستثمرين الأجانب.

تطوير الصناعة والبنية التحتية

و بحسب التقرير ، فإن جهود الصين في المغرب ثنائية فهي تسعى إلى بناء قاعدة صناعية بالمملكة، والمساعدة في تطوير البنية التحتية اللازمة للاتصال والصادرات.

و على سبيل المثال ، وقع المغرب وغوشين هايتك مذكرة تفاهم بقيمة 6.4 مليار دولار في يونيو 2023 لبناء مصنع ضخم لبطاريات السيارات الكهربائية بالقنيطرة والذي سيكون الأكبر في أفريقيا.

و في نوفمبر، فازت شركة الهندسة الخارجية الصينية (كوفيك) بعقد ضمن مشروع القطار عالي السرعة بين القنيطرة ومراكش ، وهي رابع شركة صينية تشارك في المشروع الضخم.

التقرير يقول أن الملك محمد السادس مهتم أيضًا بدعم الصين لمشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب (NMGP)، والذي من المتوقع أن يدخل مرحلة العروض الأولية في عام 2025.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة الصینیة الولایات المتحدة فی المائة

إقرأ أيضاً:

هل تقرب "سياسة ترامب الانعزالية" الصين من دول العالم؟

اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانعزالية هي بمثابة "اللعب بالنار" لأنها قد تقرب العالم من العدو الأعظم للولايات المتحدة الأمريكية الذي يأتي من الشرق، في إشارة إلى الصين.

وقالت "معاريف" إن دخول ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية يعد حدثاً دراماتيكياً من شأنه أن يهز الساحة الدولية ويختبر العلاقات مع الصين. وبالنظر إلى حقيقة أن العالم اليوم منقسم ومضطرب ومليء بالتهديدات والأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية الهائلة، فلا شك أن رئاسة شخص توج نفسه باعتباره السياسي الأكثر قوة وأهمية في القرن الحادي والعشرين، أمر بالغ الأهمية.
وتقول الصحيفة إنه بعيداً عن الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خطط لتنفيذها وينفذها بالفعل هذه الأيام (مثل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وإعلان حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك، وغيرها)، فإنه من المتوقع أن يكون لوجهة نظره الانفصالية وسياساته المتقلبة والعدوانية تأثير جذري على الاقتصاد والسياسة الأمريكية والعالمية، وكذلك على ديناميكيات توازن القوى العالمي، وقد يأتي على شكل تراجع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في مقابل تعزيز القوة والنفوذ العالميين للصين.
وعلاوة على ذلك، فإن تمسكه بمبدأ "أمريكا أولاً"، الذي يؤدي بالفعل إلى تغييرات جذرية في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، يحمل في طياته تداعيات جيوسياسية بعيدة المدى. 

كيف تفكر النسخة الجديدة من ترامب؟https://t.co/wCH9M5HUjO pic.twitter.com/1zjlpSQb6E

— 24.ae (@20fourMedia) January 24, 2025   إعادة تشكيل خريطة العلاقات الدولية

أوضحت معاريف، أن هذا قد يؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة العلاقات الدولية والاتفاقيات والتحالفات، وقد يؤثر على التجارة العالمية والنمو العالمي، وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تتسارع الأحداث والتطورات التي تهدف إلى تعزيز المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يعلن ترامب عشية تنصيبه في تجمع النصر الذي أقيم في واشنطن أن "الستار قد أسدل على أربع سنوات طويلة من التراجع الأمريكي، وسنفتتح يوماً جديداً بالكامل من القوة الأمريكية، الرخاء والشرف والفخر"، وكجزء من التحول السياسي وضعف صورة الرئيس المنتهية ولايته جون بايدن، سيقدم ترامب نفسه كزعيم قوي يسعى إلى السلام، وإنهاء الحروب في أوكرانيا وقطاع غزة، والصراع مع إيران.
وبحسب الصحيفة، إن وقف إطلاق النار، من وجهة نظره، ليس سوى "طلقة افتتاحية" وخطوة حيوية على طريق تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي، لذلك حتى قبل دخول البيت الأبيض، أثبت الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة، الذي يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، أنه الرئيس الحقيقي.

التعامل مع قضايا الشرق الأوسط

وبينما يسعى إلى تعزيز مكانة الولايات المتحدة كقوة اقتصادية عظمى في العالم، أعلن ترامب أن إدارته تعتزم إعادة ترسيخ نفوذها في الشرق الأوسط و"استقرار ديناميكيات الأمن وتوازن القوى الإقليمي لصالح حلفائها الرئيسيين"، وفي الوقت نفسه، وعد بدعم إسرائيل ومصالحها بشكل كبير، وزعم أنه سيعمل على توسيع اتفاقيات إبراهيم، ومن ناحية أخرى، وفي إطار التعامل مع القضية النووية الإيرانية، من المتوقع أن يواصل ممارسة "أقصى قدر من الضغط" على إيران ووكلائها العديدين، بما في ذلك تشديد العقوبات الاقتصادية ضدها، وزيادة عزلتها السياسية والدبلوماسية، وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران لتقليص دخلها من التجارة مع روسيا وصادرات النفط، وخاصة إلى الصين.
وقالت إن تعزيز العلاقة الثلاثية بين إيران وروسيا والصين، وتوسيع علاقات الصين مع العديد من دول الشرق الأوسط ومنتجي النفط، كان ولا يزال قضية استراتيجية حادة في نظر البيت الأبيض، مضيفة أن التدخل الاقتصادي المتزايد من جانب بكين وتحركاتها الدبلوماسية في المنطقة، والتي ترمز إلى أهمية الشرق الأوسط في مشروع "الحزام والطريق"، وخصوصاً في طريق تشكيل نظام عالمي جديد مناهض للغرب، يتعارض مع المصالح الحيوية لواشنطن، كما أن "هذه التهديدات تشكل تحدياً كبيراً للأمن القومي الأمريكي"، وفقاً لما قاله وزير الخارجية الأمريكي الجديد مارك روبيو. 

وعلى هذه الخلفية، وبهدف إضعاف النفوذ الإقليمي لبكين وموسكو، من المتوقع أن تعمل إدارة ترامب على الترويج لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهذه هي التحركات من شأنها أن تؤثر على سوق الطاقة العالمية، وأسعار النفط والغاز الطبيعي.

خطوة عسكرية

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب قد يتخذ أيضاً خطوة عسكرية كبيرة من شأنها الحد من هجمات الحوثيين في منطقة البحر الأحمر وإزالة التهديد لمصادر الطاقة في المنطقة، وكذلك طرق الشحن والتجارة الدولية، ومن الممكن أن يؤثر كل ذلك بدوره على المجال الجيوسياسي والجيوستراتيجي في الشرق الأوسط.

زيادة التعريفات الجمركية

وعلاوة على ذلك، إذا نفذ ترامب تهديداته بالفعل وزاد التعريفات الجمركية الوقائية على الواردات من الصين إلى 60% وفرض تعريفات بنسبة 20% على بقية العالم، فإن هذه التعريفات، التي تهدف إلى تقليص الفائض التجاري الصيني في الولايات المتحدة، سوف تصبح أكثر خطورة. وأضافت الصحيفة أن الإطار التجاري بين الصين والولايات المتحدة، والذي بلغ ذروته عند 992.16 مليار دولار في عام 2024، من شأنه أن يحدث هزة في هيكل التجارة العالمية. 

#عاجل| الكرملين: بوتين جاهز لاتصال ترامب pic.twitter.com/h8OzRFS2Um

— 24.ae | عاجل (@20fourLive) January 24, 2025  حالة ركود عالمية

وأوضحت الصحيفة أن هذه السياسات من شأنها أن تدخل العالم في حالة ركود بحلول عام 2028، فضلاً عن حرب تجارية عالمية ستؤثر على الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد وتضر باقتصادات أوروبا وآسيا، وعدد من الدول الأخرى، وهي كلها أمور من شأنها أن تؤدي إلى تدابير متبادلة تسرع الانعزالية الاقتصادية وارتفاع الأسعار والتضخم في الولايات المتحدة وحوال العالم.

مقالات مشابهة

  • أوبجكت ون تكشف عن مشروع إفيرجرين هاوس
  • الصين: توقعات بتسجيل حجم شحن قياسي للمركبات الكهربائية على الطرق السريعة
  • سعر صرف الدرهم تحسن مقابل الدولار وحجم التداول اليومي بين الأبناك تجاوز 2 مليار
  • قصة قناة بنما.. هل تسيطر عليها الصين كما يؤكد ترامب؟
  • KIa كيا توقّع مذكرة تفاهم لإنشاء ورشة تدريب متخصصة في السيارات الكهربائية بمدرسة شنلر المهنية
  • الهجمات والجرائم السيبرانية تقلق نحو ثلثي الشركات المغربية (تقرير)
  • "فاينانشيال تايمز": المكسيك وكندا تنحيان خلافاتهما للتوحد ضد رسوم ترامب الجمركية
  • الصين تستعد لاختبار طائرة مسيرة لأغراض تجارية تفوق سرعتها سرعة الصوت
  • هل تقرب "سياسة ترامب الانعزالية" الصين من دول العالم؟
  • مجلس الأمن الروسي يحذر من تزايد مخاطر التصادم النووي بين القوى العظمى