تشاتام هاوس: المغرب يتحول إلى ساحة حرب تجارية بين القوى العظمى
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
توقع تقرير لمعهد “تشاتام هاوس” البريطاني، أن يتحول المغرب لساحة حرب تجارية عالمية بين أوروبا والصين فيما يخص قطاع السيارات.
و ذكر التقرير أن توقف الرئيس الصيني شي جين بينغ بالمغرب عند عودته من قمة مجموعة العشرين في البرازيل في نوفمبر ، كانت إشارة على الأهمية التي توليها الصين لحماية هيمنتها على صناعة السيارات الكهربائية بينما تستعد لعودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.
و بحسب تقرير المعهد البريطاني، فإن زيارة الرئيس الصيني، تشير أيضًا إلى موقع المغرب كساحة معركة في حرب تجارية قادمة بين القوى العظمى.
و ذكر التقرير ، أن صادرات السيارات الكهربائية الصينية تواجه سياسات حمائية متزايدة في أوروبا والولايات المتحدة ، في المقابل يهدف قانون خفض التضخم الأمريكي إلى تشجيع “الصداقة” وتقويض جهود الصين للهيمنة على سلاسل التوريد الغربية في صناعات الطاقة الخضراء، وخاصة السيارات الكهربائية والبطاريات.
في عام 2023، ذكر التقرير ، أن الصين صدرت الصين 1.2 مليون سيارة كهربائية، بزيادة قدرها 77.6 في المائة عن عام 2022.
ومن إجمالي الصادرات، ذهب 47 في المائة إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن في أكتوبر، وافق الاتحاد الأوروبي على تعريفات جمركية جديدة تصل إلى 35.3 في المائة على واردات السيارات الكهربائية الصينية بالإضافة إلى الرسوم الجمركية القياسية البالغة 10 في المائة على استيراد السيارات.
في الولايات المتحدة، رفعت إدارة بايدن التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية من 25 في المائة إلى 100 في المائة هذا العام، وهدد ترامب بالفعل بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية.
و من شأن هذه التدابير بحسب التقرير، أن تزيد الأسعار للمستهلكين الأوروبيين والأمريكيين وتضغط على المبيعات وهامش الربح للمصدرين الصينيين. كما أنها ستحمي الأسواق من فائض الطاقة الإنتاجية للصين وتؤدي إلى تكثيف المنافسة بين مصنعي السيارات الكهربائية الأمريكيين والأوروبيين.
المكسيك أوروبا
يخشى صناع السياسات في واشنطن أن يكون هذا جاريا بالفعل في المكسيك، حيث تحاول شركات السيارات الكهربائية الصينية الوصول إلى السوق الأمريكية باستخدام المكسيك كمنصة.
بالنسبة لصانعي السيارات الصينيين، يمكن للمغرب الآن أن يلعب نفس الدور بالنسبة لأوروبا.
و يستحوذ المغرب بحسب التقرير على 72 في المائة من احتياطيات الفوسفاط في العالم، مما يجعله مركزًا عالميًا لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية مع ابتعاد العالم عن بطاريات الليثيوم أيون NMC وتبني بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم الأرخص والأكثر أمانًا.
في عهد ترامب، قد تطرح الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية تدابير جديدة تستهدف استثمارات السيارات الكهربائية الصينية والمشاريع المشتركة في دول الطرف الثالث، بما في ذلك المغرب.
المغرب أيضًا عضو في مبادرة الحزام والطريق الصينية منذ عام 2017 بعد توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصين خلال زيارة الملك محمد السادس إلى بكين عام 2016.
وهذا يجعل المغرب اختيارًا مثاليًا لنقل صناعة السيارات الكهربائية الصينية إلى الخارج.
الميزة الأكبر التي تتمتع بها الرباط بحسب تقرير تشاتام هاوس ، هي اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعضويتها في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
و أيضا قربها الجغرافي من أسواق الاتحاد الأوروبي وأفريقيا والولايات المتحدة ما يقلل من تكاليف الشحن والتأمين.
كما يتمتع المغرب بأكثر البنى التحتية لصناعة السيارات تقدمًا في أفريقيا، وأنظمة السكك الحديدية والطرق، والعمالة المؤهلة والرخيصة وإطار حوكمة التصنيع الناضج، زيادة على الاستقرار السياسي والاجتماعي وانفتاحه الاقتصادي يجعله نقطة جذب للمستثمرين الأجانب.
تطوير الصناعة والبنية التحتية
و بحسب التقرير ، فإن جهود الصين في المغرب ثنائية فهي تسعى إلى بناء قاعدة صناعية بالمملكة، والمساعدة في تطوير البنية التحتية اللازمة للاتصال والصادرات.
و على سبيل المثال ، وقع المغرب وغوشين هايتك مذكرة تفاهم بقيمة 6.4 مليار دولار في يونيو 2023 لبناء مصنع ضخم لبطاريات السيارات الكهربائية بالقنيطرة والذي سيكون الأكبر في أفريقيا.
و في نوفمبر، فازت شركة الهندسة الخارجية الصينية (كوفيك) بعقد ضمن مشروع القطار عالي السرعة بين القنيطرة ومراكش ، وهي رابع شركة صينية تشارك في المشروع الضخم.
التقرير يقول أن الملك محمد السادس مهتم أيضًا بدعم الصين لمشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب (NMGP)، والذي من المتوقع أن يدخل مرحلة العروض الأولية في عام 2025.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة الصینیة الولایات المتحدة فی المائة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الصينية تطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن تسليح تايوان
طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "ماو نينغ" اليوم الثلاثاء الولايات المتحدة بالتوقف عن تسليح تايوان، والكف عن تسييس القضايا العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والتجارية واستعمالها كسلاح، والتوقف عن السعي لإيجاد أعذار لزيادة الإنفاق العسكري والحفاظ على الهيمنة .
الخارجية الصينية: التعاون العلمي مع الولايات المتحدة يتماشى مع مصالح شعبي البلدين وزير الخارجية والهجرة يلتقي رئيس "الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي"
وقالت " ماو " إن الصين قدمت احتجاجا رسميا للولايات المتحدة بشأن توقيع قانون تفويض الدفاع الوطني للعام المالي 2025، الذي يحتوي على محتوى سلبي متعلق بالصين ، مؤكدة أن الصين ستتخذ إجراءات صارمة وقوية لحماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية.
جاء ذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية " شينخوا " خلال مؤتمر صحفي يومي ردا على استفسار حول توقيع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على قانون تفويض الدفاع الوطني للعام المالي 2025 يوم الاثنين.
وأكدت ماو أن الجانب الأمريكي عمل على تضخيم سردية "التهديد الصيني" عاما تلو الآخر، وأعلن تقديم الدعم العسكري إلى تايوان، وأساء استخدام سلطة الدولة لكبح التنمية العلمية والتكنولوجية والاقتصادية في الصين، وعمل على تقييد التبادلات الاقتصادية والتجارية فضلا عن التبادلات الشعبية بين الصين والولايات المتحدة.
الخارجية الصينية: بكين تعارض المساس بسيادة لبنان وأمنهوأوضحت ماو أن الخطوة الأمريكية أضرت سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية، وعطلت الجهود التي يبذلها الجانبان من أجل استقرار العلاقات الثنائية.