قفزة كبيرة.. الذكاء الاصطناعي يستطيع تحديد عمر الإنسان
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد العمر «الحقيقي» للشخص بمجرد النظر إلى صدره، وفقًا لدراسة جديدة. قال باحثون يابانيون إن الذكاء الاصطناعي يمكنه معرفة عمر المريض بعد فحص الصدر بالأشعة السينية، ما يمثل قفزة كبيرة في التصوير الشعاعي الطبي. وأوضحت الدراسة اليابانية أن هذه الخطوة تمهد الطريق لتحسين الكشف المبكر عن العديد من الأمراض التي يحتمل أن تكون مميتة.
تحذير من أمراض مزمنة أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الأربعاء 16 أغسطس 2023، أن باحثين في جامعة أوساكا متروبوليتان اليابانية طوّروا نموذجًا متقدمًا للذكاء الاصطناعي لاستخدام صور الأشعة السينية للصدر لتقدير العمر الزمني بدقة، وأن التفاوت بين العمر الذي قدره الذكاء الاصطناعي والعمر الفعلي للمريض، يُعد علامة تحذير من مرض مزمن. وأضاف أن فريق البحث صمّم نموذج ذكاء اصطناعي قائمًا على التعلم العميق لتقدير العمر باستخدام الصور الشعاعية لصدر الأفراد الأصحاء، ثم طبّقوا هذا النموذج على الصور الشعاعية للمرضى الذين يعانون أمراضًا معروفة لتحليل العلاقة بين العمر المقدر بالذكاء الاصطناعي وكل مرض محدد.
قوي جدًا ذكر الموقع أن فريق البحث حصل، بين عامي 2008 و2021، على أكثر من 67 ألف صورة شعاعية للصدر من أكثر من 36 ألف متطوع، وخضع هؤلاء المتطوعون لفحوصات طبية في 3 منشآت، واستخدم فريق البحث بيانات هذه الصور الشعاعية للتطوير والتدريب والاختبار الداخلي والخارجي لنموذج الذكاء الاصطناعي لتقدير العمر. اقرأ أيضًا: أزمة طبية في أمريكا.. التشخيص الخاطئ يودي بحياة مئات الآلاف سنويًّا ووفقًا للنتائج المنشورة في مجلة (The Lancet Healthy Longevity) الطبية، أظهر نموذج الذكاء الاصطناعي معامل ارتباط يبلغ 0.95 بين العمر المقدر والعمر الزمني للمريض، ولاحظ الفريق الياباني أن معامل الارتباط البالغ 0.9 أو أعلى يُعد “قويًا جدًا”. اقرأ أيضًا: «خلايا زومبي».. الذكاء الاصطناعي يجد أدوية للشيخوخة وأمراضها ولمزيد من التحقق من فائدة العمر المقدر بالذكاء الاصطناعي باستخدام صور الصدر الشعاعية كمؤشر حيوي، جمّع الفريق 34197 صورة شعاعية إضافية للصدر من العدد نفسه من المرضى الذين يعانون أمراضًا معروفة، من مؤسستين أخريين.
ارتباط إيجابي كشفت النتائج عن أن الاختلاف بين العمر التقديري للذكاء الاصطناعي والعمر الزمني للمريض كان مرتبطًا إيجابيًّا بعدة أمراض مزمنة، التي تشمل ارتفاع ضغط الدم ومرض الانسداد الرئوي المزمن وفرط حمض يوريك الدم. وأوضح الباحثون “كلما زاد التباين بين العمر المقدر بالذكاء الاصطناعي والعمر الزمني، زاد احتمال إصابة الأفراد بهذه الأمراض”.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة في تشخيص سرطان الجلد
يُعدّ سرطان الجلد الميلانيني من أصعب أنواع سرطان الجلد تشخيصًا، إذ يُحاكي غالبًا الشامات أو الآفات الجلدية الحميدة. وبينما تعتمد معظم أدوات الذكاء الاصطناعي على صور الجلد المجهرية وحدها، فإنها غالبًا ما تُغفل معلومات المريض الأساسية (مثل العمر، والجنس، أو مكان ظهور الآفة في الجسم) والتي يُمكن أن تُحسّن دقة التشخيص. وهذا يُبرز أهمية نماذج الاندماج متعددة الوسائط التي تُتيح تشخيصًا عالي الدقة.
ولسد هذه الفجوة، ابتكر البروفيسور غوانجيل جيون من قسم هندسة النظم المدمجة بجامعة إنتشون الوطنية في كوريا الجنوبية، بالتعاون مع جامعة غرب إنجلترا (المملكة المتحدة)، وجامعة أنجليا روسكين (المملكة المتحدة)، والكلية العسكرية الملكية الكندية، نموذج تعلم عميق يدمج بيانات المريض وصور الجلد المجهرية.
وقد نُشرت الدراسة في مجلة "Information Fusion".
يقول البروفيسور جيون: "يُعدّ الكشف المُبكر عن سرطان الجلد، وخاصةً الميلانيني، بالغ الأهمية لتحديد معدلات البقاء على قيد الحياة. نظرًا لصعوبة تشخيص الورم الميلانيني بالاعتماد فقط على السمات البصرية، أدركتُ الحاجة إلى تقنيات تقارب الذكاء الاصطناعي التي يمكنها مراعاة كلٍّ من بيانات التصوير ومعلومات المريض".
تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي
باستخدام مجموعة بيانات SIIM-ISIC واسعة النطاق للأورام الميلانينية، والتي تحتوي على أكثر من 33,000 صورة جلدية مُرفقة ببيانات وصفية سريرية، درّب الفريق نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بهم على تمييز الروابط الدقيقة بين ما يظهر على الجلد وهوية المريض. حقق النموذج دقةً بنسبة 94.5% ودرجة F1 قدرها 0.94، متفوقًا بذلك على نماذج الصور الشائعة مثل ResNet-50 وEfficientNet.
اقرأ أيضا... نظام مجاني مدعوم بالذكاء الاصطناعي يُشخص مرض ألزهايمر مبكراً
أجرى الباحثون أيضًا تحليلًا لأهمية السمات لجعل النظام أكثر شفافيةً ومتانةً. وتبيّن أن عوامل مثل حجم الآفة وعمر المريض والموقع التشريحي تُسهم بقوة في دقة الكشف. يمكن أن تُساعد هذه الرؤى الأطباء على فهم التشخيص الذي يُجريه الذكاء الاصطناعي وتوفير خارطة طريق للثقة به.
أداة عملية لنقلة نوعية
يقول البروفيسور جون "هذا النموذج ليس مصممًا للأغراض الأكاديمية فحسب، بل يمكن استخدامه كأداة عملية تُحدث نقلة نوعية في فحص سرطان الجلد في العالم الحقيقي. ويمكن تطبيق هذا البحث مباشرةً على تطوير نظام ذكاء اصطناعي يُحلل صور الآفات الجلدية ومعلومات المريض الأساسية لتمكين الكشف المبكر عن سرطان الجلد".
في المستقبل، يُمكن لهذا النموذج تشغيل تطبيقات تشخيص الجلد عبر الهواتف الذكية، وأنظمة الطب عن بُعد، أو الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في عيادات الأمراض الجلدية، مما يُساعد على تقليل معدلات التشخيص الخاطئ وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية.
ويوضح البروفيسور جون "تُمثل هذه الدراسة خطوةً إلى الأمام نحو التشخيص الشخصي والطب الوقائي من خلال تقنية تقارب الذكاء الاصطناعي".
تُسلط الدراسة الضوء على كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط في سد الفجوة بين التعلم الآلي واتخاذ القرارات السريرية، مما يُمهد الطريق لتشخيصات أكثر دقةً وموثوقيةً وسهولةً في الوصول لسرطان الجلد.
مصطفى أوفى (أبوظبي)