اتفقت وزارة الأوقاف مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي على توحيد خطبة الجمعة المقبلة 27 ديسمبر 2024، للحديث عن أضرار التدخين وتعاطى المخدرات، وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان 2024 / 2028، التي تم إطلاقها تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

جاء ذلك بالتنسيق بين الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.

نص خطبة الجمعة 27 ديسمبر 2024

الحمد لله الذي أحل لعباده الطيبات، وحرم عليهم الخبائث والمنكرات، وأشهد ألا إله الا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماوات، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله، نبي الهدى والمكرمات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

أحبتي في الله:

حديثا اليوم سيدور حول آفة خطيرة، وسلاح فتاك يستهدف الأفراد والمجتمعات، وبه تضيع عقول، وتهدر أموال، وتتردى أخلاق، وأشد صرعى هذه الآفة، وقتلى هذه المعركة هم الشباب والفتيات الذين هم هدف أعداء الأمة.

ترى أي آفة تلك إنها (المخدرات)..

تابع / خطبة الجمعة القادمة 27 ديسمبر 2024: المخدرات ضياع للإنسان

وما أدراك ما المخدرات؟

أمُّ الخبائث، ورأس الفتن والشرور، وكبيرةٌ من كبائر الذنوب، متعاطيها معِّرضٌ نفسه لوعيد الله ولعنته وغضبه، كما أنه مفسد لدينه وبدنه، وأسرته ومجتمعه.

فيا لله كم خربت المخدرات من بيوت كانت بأهلها عامرة، وكم شتت من أسر وعائلات كانت ملتئمة آمنة.

إني والله لا أحب أن أذكر لكم أحداثا مؤلمة وقصصا مفجعة ولكني أجد نفسي مضطرا لأذكر لكم اليسير منها لأشعركم بمدى خطورة هذه المخدرات على شبابنا ومجتمعنا

أما بلغكم أحبتي في الله خبر المدمن الذي نحر ثلاثة من أطفاله ولا حول ولا قوة إلا بالله، أوما قرأتم في الصحف خبر مدمن قام برمي أمه من الدور الثاني ومدمن آخر يقتل والده ذا التسعين من عمره وهو قائم يصلي.. وآخر يحرق زوجته واثنين من أطفاله وهو ينظر إليهم وهم يضطربون ويستمع إليهم وهم يصطرخون، وينتهي به المطاف إلى مستشفى الأمراض النفسية،

وصورةٌ أخرى هي أشدُّ وأنكى: إنَّه ربُّ أسرةٍ سعيدةٍ، الوالدةُ والأولادُ يستقبلون أباهم قد عاد من عمله ببِشْر وبشاشة، يرتمون في حضنه الدافئ، ويأمنون تحت ظِلِّه الحاني، وإذا هو بينَ عشية وضحاها قد انقلب وحشًا كاسِرًّا، قد أتاهم بوجه غير الذي خرَج به، فَحلَّ الخوفُ في دارهم، وغطَّى الظلامُ ساحتَهم، وعاشوا في قَلَق، فتغيرت الحياةُ الجميلةُ إلى كدَرٍ، ونكدٍ، وظلامٍ

وها هو شابّ في مقتبَل العمر مُطيع لربِّه، بارٌّ بوالديه، مستقيمٌ في أخلاقه، متفوقٌ في دراسته، يعيش حياةً جميلةً، مليئةً بالتفاؤل والتخطيط، وبين عشيةٍ وضُحاها وقَع في شِباك رفاقِ السوءِ، وأصدقاءِ الإثمِ، ذئابٌ كاسرةٌ، خادعونَ واهمونَ، فكانت بدايةَ النهايةِ، تحوَّلَت الحياةُ الجميلةُ إلى أشباح، وانطفأ ضوءُ المصباحِ، وأصبحت الطاعةُ فسوقًا، والبِرُّ عُقوقًا، والأخلاقُ تمرُّدًا ونفورًا، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

والله إن هذه الحوادث المفجعة ليست من نسج الخيال لترهيبكم من خطورة هذا الداء العضال.. بل هي من واقعنا وفي حياتنا.. إنها حوادث مؤلمة ومآسي محزنة تدمي القلوب وتفتت الأكباد.. فلا عجب والله من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم للخمر وما شابهها في الإسكار وتغييب العقل..

كما نفى النبي صلى الله عليه وسلم كمال الإيمان عمن يتعاطى الخمر والمسكرات والمخدرات، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ ” [أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له].

فالمؤمن الذي يؤمن بالله واليوم الآخر، يعلم علم يقين أن الخمر حرام فليحذر منها هي والمخدرات فهي أساس الشرور، ومفتاح كل بلاء، ومن شربها ضارباً بنواهي القرآن والسنة عرض الحائط، فهذا مكذب بالله واليوم الآخر فهو على خطر عظيم.

ومما يدل على تحريمها ما ورد في صحيح مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: “كلُّ مسكرٍ خمرٌ، وكلّ خمرٍ حرامٌ”، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن كلِّ مُسكِرٍ ومفتِّر، وعن جابر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كلُّ مسكرٍ حرام، إنّ على الله عزّ وجلّ عهدًا لمن يشرب المسكر أن يسقيَه من طينةِ الخبال”، قالوا: يا رسول الله، وما طينةُ الخبال؟ قال: “عرقُ أهل النار أو عصارة أهل النار”، والحديث في مسلم، وفي الحديث الصحيح أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: “مُدمن الخمر إن مات لقِيَ الله كعابدِ وثنٍ”.. وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: “أتاني جِبريلُ، فقال: يا محمدُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لعَنَ الخَمرَ، وعاصِرَها، ومُعتَصِرَها، وشارِبَها، وحامِلَها، والمَحمولَةَ إليه، وبائِعَها، ومُبتاعَها، وساقيَها، ومُستَقيَها”.. والله جل وعلا يقول عن نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) [الأعراف: ١٥٧].

تابع / خطبة الجمعة القادمة 27 ديسمبر 2024: المخدرات ضياع للإنسان

وإن كان هناك من يشك في حرمة المخدرات، فنقول له: إن الله أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، فيا ترى تحت أي منها تندرج المخدرات؟ فإذا لم تندرج تحت الطيبات فإنها تندرج تحت الخبائث. والخبائث لا تحتاج إلى دليل من الشرع حتى يحرمها، بل بالعقل والفطرة يدرك الإنسان أن ما يضره لا يجوز له أن يتناوله، فلماذا الجدال؟

** أحبتي في الله: أوما علمتم أن أهل الجاهلية منهم من كان يَمْتنع عن المسكرات، لما ظهر له من خطرها وأثرها، فهذا أحدُهم كان شرَّابًا للخمر، مولعًا بها، وذات يوم سكر، فغَمَز مؤخِّرةَ ابنته، وهو سكران، وشتم والديه، وأعطى الخمارَ مالاً كثيرًا، فلمَّا أفاقَ وأخبروه بما فَعَل، حرَّمها على نفسه، وقال:

رَأَيْتُ الخَمْرَ صَالِحَةً وَفِيهَا *** خِصَالٌ تُفْسِدُ الرَّجُلَ الحَلِيمَا.

فَلا وَاللهِ أَشْرَبُهَا صَحِيحًا *** وَلا أَشْفِي بِهَا أَبَدًا سَقِيمَا.

وَلا أُعْطِي بِهَا ثَمَنًا حَيَاتِي *** وَلا أَدْعُو لَهَا أَبَدًا نَدِيمَا.

فَإِنَّ الخَمْرَ تَفْضَحُ شَارِبِيهَا *** وَتَجْنِيهِمْ مِنَ الأَمْرِ العَظِيمَا.

وممّن حرّمها في الجاهليّة أيضاً: قيس بن عاصم، وذلك أنّه سكر ذات ليلة فقام لابنته أو لأخته، فهربت منه، فلمّا أصبح سأل عنها فقيل له: أوما علمت ما صنعت البارحة، فأخبر القصّة، فحرّم الخمر على نفسه.

ولما سُئِلَ أبو بكرٍ الصديقُ رضي اللهُ عنه: هل شربتَ الخمرَ في الجاهليةِ؟ قال: أعوذُ باللهِ! فقِيلَ لهُ: ولِمَ؟ قال: كنتُ أصونُ عرضِي، وأحفظُ مروءتِي، فإنَّ مَن شربَ الخمرَ كان مضيعًا في عرضِه ومروءتِه، وصدقَ رضي اللهُ عنه، فكم من الأعراضِ التي انتهكتْ وبيعتْ بسببِ شربةِ خمرٍ، أو جرعةِ هروينٍ، أو حبةِ مخدرٍ!

فيا أخي الحبيب:

دعِ الخمرَ واجْتنبِ المخدِّر*** ودعْ سينًا وسوف ولا تؤخر.

فعقلك أنتَ مؤتمن عَليـه *** فَلا تخن بالأمَانةِ أو تقصِّـر.

بذلتُ نصِيحتي لكَ يَا أُخَيَّا ***. فـفكِّرْ ثم فكِّـرْ ثم فكِّـرْ

تابع / خطبة الجمعة القادمة 27 ديسمبر 2024: المخدرات ضياع للإنسان

أحبتي في الله: عالَمُ المخدِّراتِ عالَم مظلمٌ، الداخل فيه مفقود، والخارج منه مولود، المخدِّرات جِماعُ الشر، ومجمعُ الضر، ومستودع المفاسد، وملتقى المصائب، ومكمَن الشرر، المخدِّراتُ كلُّ بلاءٍ يَصغُر دونَها، هي آفةُ العصرِ، ومصيبةُ الدهرِ، وقاصمةُ الظَّهْرِ، تَذهَب بالعقول، وتُهلِك النفوسَ، وتهدر الكرامة، أصلُ كلِّ بليةٍ، وأساسُ كلِّ رذيلةٍ، ومفتاحُ كلِّ شرٍّ، ورجسٌ مِنْ عملِ الشيطانِ، تُوقِع في العداوةِ والبغضاءِ، وتَصدُّ عن ذكر الله، وعن الصلاة، وعن كلِّ عملٍ صالحٍ في الدين والدنيا، تُمزِّق الحياءَ، وتُطفئ الغيرةَ، وتَذهَب بالمروءة، انتحار بطيء، ما جلبَتْ على البشريَّة إلا السوءَ، والفحشاءَ، والبغضاءَ، كم قصَّرت من أعمار! وكم أهدرت من أموال! وكم هدمَتْ من بيوت! وكم شتَّت من أُسَر! وكم أفقدَتْ من آمال! وكم أضاعت من أحلام! أوقعَتْ في جرائم اغتصاب، وأدت إلى الانتحار، وجرأت على السرقة وجرت إلى النهب والرشوة والبِغاء.

فيا أخي الحبيب:

لا تبكِ مَنْ قُتِلُوا ولا مَنْ جاعوا *** وابكِ الذين بِخُطى المخدِّرِ ضاعُوا.

المـوت أجملُ من حياةٍ لم تصن *** عقـلاً ومـن لندائها أسمـاع.

بئسَ امرؤٌ يَشْري مُدمِّرَ جسمِه *** ولَبئس مَن صَنعوا له أو باعُـوا

فيا شباب الأمة، احذروا المخدرات والمسكرات والمفترات فإن تعاطيها عدوان على الجسم والعقل والنفس والمجتمع، وليس من عاقل منحه الله العقل أن يعير عقله غيره ليعبث به كما يشاء، فكما أن أحدنا لا يسره أن يسرق ماله، أو يراق دمه، أو تدمر صحته، فكذلك العقل الذي هو مناط التكليف، وما أحسن ما قاله ابن الوردي في لاميته المشهورة:

وَاهجُـرِ الخْمَـرةَ إنْ كُنتَ فـتىً * * * كَيفَ يَسعى فـي جُنـونٍ مَنْ عَقَـلْ

واتَّـقِ اللهَ فَتقـوْى اللهِ مَـا * * * جاورتْ قَلبَ امـرئ إلا وَصَـلْ

ليسَ مـنْ يقطعُ طُرقاً بَطلاً * * * إنـما مـنْ يـتَّقي الله البَطَـلْ

حمى الله شبابنا من كل سوء ومكروه، وحفظ علينا أمننا وأماننا وعقيدتنا، إن ربي قريب مجيب.

اقرأ أيضاً«الأوقاف» و صندوق مكافحة الإدمان يتفقان على توحيد خطبة الجمعة المقبلة

«الطفولة بناء وأمل».. الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة اليوم 20 ديسمبر 2024

«صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان».. موضوع خطبة الجمعة القادمة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزارة الأوقاف خطبة الجمعة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي موضوع خطبة الجمعة خطبة الجمعة القادمة صلى الله علیه وسلم دیسمبر 2024 رضی الله ی الله

إقرأ أيضاً:

"عام الوفود" وإرساء دعائم الدولة

شهر شوال أوشك على الرحيل، وهو شهر مبارك، فيه تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة عائشة رضي الله عنها فى السنة الأولى للهجرة، وهو أول أشهر الحج: "شوال، ذو القعدة، ذو الحجة"، وفيه يبدأ استعداد المسلمين لهذه الفريضة العظيمة، وقد شهد العديد من الأحداث المهمة في تاريخ الإسلام، من أبرزها: غزوة بني قينقاع التى حدثت في السنة الثانية للهجرة، وكانت هذه الغزوة نتيجة لنقض بني قينقاع ـ وهم إحدى قبائل اليهود في المدينة ـ للعهود والمواثيق مع المسلمين، ومحاولتهم الاعتداء على امرأة مسلمة، وانتهت الغزوة بانتصار المسلمين وإجلاء بني قينقاع عن المدينة، وفيه غزوة أحد التى وقعت في السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة، ثم غزوة الخندق "الأحزاب": وقعت في شوال من السنة الخامسة للهجرة، حيث حاصرت فيها قوى مشركة متحالفة المدينة المنورة، وبفضل الله أولا، ثم بحكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومشورة سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة، استطاع المسلمون الصمود وهزيمة الأحزاب. وغزوة حنين: كانت في شوال من السنة الثامنة للهجرة، حيث واجه المسلمون فيها قبيلتي هوازن وثقيف، وفي البداية حدث بعض التراجع في صفوف المسلمين، لكن بثبات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعودة المسلمين، تحقق نصر كبير.

وكانت غزوة الطائف، بعد غزوة حنين مباشرة في شوال من السنة الثامنة للهجرة، توجه المسلمون إلى الطائف لمحاصرة فلول هوازن وثقيف الذين تحصنوا فيها، وانتهى الحصار دون فتح، وعاد المسلمون إلى مكة.

وتتابعت وفود القبائل إلى المدينة المنورة فى شوال من السنة التاسعة للهجرة، لإعلان إسلامهم ومبايعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد سمى هذا العام "عام الوفود" وهو علامة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث شهد اكتمالا لجهود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نشر الدعوة وتوحيد العرب تحت راية الإسلام. وفيه تم إرساء دعائم الدولة الإسلامية القوية التي انطلقت منها الفتوحات فيما بعد، ونشرت نور الإسلام في أرجاء واسعة من العالم.

السبب الرئيسي لهذه التسمية هو الكثرة غير المسبوقة للوفود التي قدمت إلى المدينة في هذه السنة، بعد أن أظهر الله ـ عز وجل ـ قوة الإسلام وعزته بفتح مكة وهزيمة الأحزاب وغيرها، فأدركت القبائل العربية أن أى قوة لا تستطيع الوقوف في وجه هذه الدعوة المنتشرة. كما أن شخصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسماحة الإسلام كانت عوامل جاذبة للكثيرين، وبقدوم هذه الوفود وإعلانها الإسلام وولائها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتسعت رقعة الدولة الإسلامية بشكل كبير، ولم يكن دخول هذه القبائل في الإسلام نتيجة للحروب أو الإكراه ـ كما يزعم بعض الحاقدين على الإسلام ـ بل كان عن قناعة وإدراك لقوة الإسلام ورسالته السامية، إذ لا يصح إسلام المكره، لقوله تعالى: "لا إكراه فى الدين.. "

ومع ازدياد أعداد المسلمين واتساع الدولة، بدأ تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل أوسع في مختلف جوانب الحياة، حيث وحد الإسلام بين هذه القبائل المتناحرة تاريخيا، وغرس فيهم مبادئ الأخوة والتآزر، ولم يبقَ إلا القليل من القبائل التي لم تدخل في الإسلام بحلول نهاية هذا العام، وأصبح لدى الأمة قاعدة واسعة من المسلمين الذين يحملون مسؤولية نشر الإسلام والحفاظ عليه من بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى يومنا هذا.

وتجدر الإشارة إلى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستقبل الوفود بحفاوة وتكريم، ويحسن ضيافتهم. وكان يجلس معهم ويستمع إليهم، ويعلمهم أمور دينهم، ويجيب على أسئلتهم. وكان يرسل معهم معلمين وقراء لتعليم قومهم القرآن والسنة. كما كان يبرم معهم الاتفاقيات التي تحفظ حقوقهم وتوضح واجباتهم.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • دعاء السيدة عائشة.. واظب عليه كل يوم ييسر أمرك ويفرج همك
  • هل يجب الاستئذان قبل دخول البيوت للزيارة؟.. الإفتاء توضح
  • "عام الوفود" وإرساء دعائم الدولة
  • أسامة فخري: التصوف ليس مجرد موائد بل منهج تربوي
  • صيام العشر الأوائل من ذي الحجة فضل وثواب عظيم
  • ماذا قال عمرو بن العاص في خطبة شم النسيم؟.. الإفتاء توضح وصيته
  • تحذير للرجال.. هذا الفعل يجعلكم أبغض الناس عند الله
  • خمس أعمال قبل النوم أوصى بها رسول الله.. كم تعرف منها؟
  • دعاء مستجاب في نفس اللحظة بعد العشاء .. ردده وتجنب 5 أفعال
  • آداب زيارة المريض في الإسلام .. تعرّف عليها