لبنان ٢٤:
2025-01-27@19:32:41 GMT

الساحة اللبنانية… ثوابت تحدّد شكل المرحلة المقبلة

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

تعمل أوساط ديبلوماسية على بناء مرحلة جديدة من التعاطي مع الساحة اللبنانية تقوم على عدّة ثوابت خصوصاً بعد الحرب الكبرى على لبنان والتي برأي غالبية القوى الدولية والاقليمية أضعفت "حزب الله" وفرضت عليه انفتاحاً على مستويات جديدة من التفاهمات.

 اولى هذه الثوابت التي يتعاطى على اساسها المجتمع الدولي مع الساحة اللبنانية هي مسألة الاستقرار، إذ من الواضح أن قرار إرساء الاستقرار بات عابراً لكل الدول، ولبنان يبدو حتى هذه اللحظة خطاً أحمر لا مجال لخلق أي نوع من أنواع الفوضى فيه سواء كانت أمنية أو سياسية.

لذلك نرى اهتماماً واضحاً بالملف الرئاسي وسرعة إنجازه بمعزل عن التفاصيل وتمايز هذه الدولة عن تلك، الا أن القرار حاسم بضرورة الاستقرار ولا عودة عنه.

 الثابتة الثانية هي عدم الذهاب مجدداً الى أي تصعيد عسكري مع اسرائيل أقلّه في السنوات المقبلة، وهذا الأمر يحتاج الى جهد ديبلوماسي ودولي مضاعف ليس مع لبنان فقط وإنما أيضاً مع إسرائيل، لذلك من المتوقّع أن تلتزم اسرائيل بمترتّبات تطبيق القرار 1701 بعد انتهاء مهلة الستين يوماً وأن تتوقف بالتالي كل خروقاتها الحاصلة. 

ترى مصادر سياسية مطّلعة أن عودة الحرب الاسرائيلية على لبنان سواء بهجوم من "حزب الله" أو بذرائع من اسرائيل لم يعد وارداً على الإطلاق، إذ ثمة ارادة سياسية دولية لوقف الحرب نهائيًا في لبنان على ان ينسحب الأمر كذلك على غزة لاحقا. وتضيف المصادر أن مسألة وقف إطلاق النار في لبنان ليست مرتبطة بالقرار الدولي وحسب وإنما أيضاً بواقع يؤشر الى استحالة اندلاع الحرب من جديد، حيث أن العدوّ الاسرائيلي لم يعد يملك أي ذرائع أو مبررات امام المجتمع الدولي الذي اعتبر في مرحلة فائتة أن عدوان اسرائيل هو دفاع عن النفس ضدّ هجوم "حزب الله".
ولفتت المصادر إلى أنه لا مصلحة لدى "الحزب" بشنّ أي ضربات مباغتة على اسرائيل سيما بعد عودة الاهالي الى مناطقهم وقراهم وبدء مسار الإعمار، اضافة الى ذلك فإن الحرب على غزّة قد شارفت على نهايتها ما يؤكد اكثر عدم اندلاع الحرب مجددا.

 وبالعودة الى الثوابت، فإنّ الاميركيين لا يبدون رغبة بإقصاء "حزب الله" عن المشهد السياسي اللبناني، لأنّ هذا الإقصاء من شأنه أن يولّد نوعاً من الغضب داخل الحزب وقاعدته الشعبية قد ينتج عنه ردود فعل ومسارات لا مصلحة لأحد بها، ولعلّ الظروف اليوم تشكّل فرصة ملائمة لتجنب هذه المسارات وإقناع "الحزب" بالتركيز على الداخل اللبناني وتعزيز حضوره في المشهد السياسي. 

وتعتقد المصادر أن كل هذه التفاصيل التي يمكن البناء عليها مرهونة بتطورات الساحة السورية التي ليست مضبوطة من أي طرف اقليمي ودولي على الاطلاق، وأن كل الاحتمالات في الداخل السوري لا تزال مفتوحة ولا يمكن بشكل أو بآخر تحديد طبيعة المسار في المرحلة المقبلة والنتائج الخارجة عنه، لذلك فإن الحراك السوري ونتائجه وتردداته سيكون لها دور كبير في تحديد واقع الساحة اللبنانية.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الساحة اللبنانیة حزب الله

إقرأ أيضاً:

الجبهة اللبنانية: السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة

الصيغة التي دخلت فيها إسرائيل الحرب على لبنان تكشف الكثير عن استراتيجية خروجها من هذه الحرب، فالعملية التي بدأت باسم “سهام الشمال” تشير إلى نطاق محدود يُطلق فيه السهم من مسافة بعيدة، أي أن الجهد الحربي سيتركز على سلاح الجو، وسيتوقف عند الحدّ الذي يُجنّب القوات التورط في “الوحل اللبناني”، وذلك في إطار تسوية دولية.

بالنسبة لإسرائيل لا يكمن التحدّي الرئيسي لوقف إطلاق النار الجديد في لبنان في صياغة بنود التسوية، بقدر ما  هو الواقع الذي سيخرجه الاتفاق على الأرض ومدى قدرتها على التحكم بالأجزاء المتحركة في بنوده (آلية المراقبة الدولية- حق الدفاع عن النفس) لضمان مصالحها الأمنية والسياسية، كي لا تجد نفسها في واقع ما بعد 2006 مجدداً.

على أن ما انتجته “معركة طوفان الأقصى” أعاد ترتيب المفاهيم الأمنية وأولوياتها، بحيث لم يعد بإمكان إسرائيل التكيّف مع واقع يتواجد فيه “عدو” على حدودها قادر على تهديد أمنها، وربما ما يتعداه إلى عملية ابتدائية. كما لم يعد بإمكانها “احتواء” مخاطر مستجدّة قد تهدد أمنها القومي كخسارة سكان الشمال، بعد أن عجزت عن توظيف الانجازات التكتيكية في “معركة أولي البأس” إلى انجازات استراتيجية تضمن بها استقرار أمنها.

بين التعقيدات الإشكالية لما أفرزته الحرب وبين قيود الاتفاق وعوائق القدرات، عمل الجيش الإسرائيلي على انتهاج سياسات ميدانية تخدم مبدأ تظهير القوة، آملاً بتثبيت قواعد اشتباك جديدة، أو أقله تأمين سياسات بديلة قادرة على استكمال نهج تقويض حزب الله ومحاصرته، بعد أن تبين فشل المفهوم الأمني الجديد القائم على اجتثاث التهديدات.

إذاً ما هي الوضعية على الحدود، وبالتحديد استراتيجية الجيش التي اتبعها خلال الهدنة؟ وهل نجح في توظيف هذه المرحلة لصالحه على ضوء الرهانات المستجدّة؟ والسؤال الأهم في تصادم الدوافع والكوابح الخاصة باحتمال صمود الاتفاق، ما هي التقديرات المستقبلية والسيناريوهات المتوقعة لما بعد مرحلة انتهاء مدة الهدنة؟

استندت هذه الورقة إلى تتبع زمني لمسار التفاعلات والتحركات الميدانية خلال الهدنة، وتقاطعها مع تحليلات الباحثين والمختصين العسكريين وتوصيات مراكز الدراسات، وتبيان مدى تداخلها وتأثرها بالقيود الظرفية والخيارات المتاحة، بدراسة الواقع الحالي وقياس التوجه والتصريحات الرسمية.

تشابك المسارات:

يفترض الموقف الرسمي أن هناك تقييماً للوضع سيتم عند انتهاء المهلة المحدد (60 يوماً) حسب تصريحات القادة الميدانيين خلال الهدنة، والذي سبيُنى عليه خطة الجيش لليوم التالي. على أن التصور المستقبلي قد سبق وتم ترسيم محدداته منذ لحظة إعلان وقف إطلاق النار، بين ضرورة استكمال وتخريج المنجزات استراتيجياً واستثمار واقع الهدنة، وبين مواءمة التحرك مع المصلحة القومية للكيان المؤقت بعدم التورط في “الوحل اللبناني” مجدداً.

يبقى التحدي في خطة التحرك بين الألغام في فترة ما بعد إعلان وقف إطلاق النار، والفهم الصحيح لواقع الحسابات الدقيقة، وقياسها في ميزان المسارات المتقاطعة وبيئة العمل الميداني والدولي، ليبنى عليه تقديراً يراكم الانجازات وينقلها إلى المربع الاستراتيجي من دون خسارة ما تم بناؤه.

وعليه، كلما ازدادت المسارات تشابكاً كلما ازدادت عملية صنع القرار تعقيداً، مع ذلك تثبت إسرائيل بسلوكها أنها تعمل على مبدأ تظهير الإنفاذ العسكري  الفعّال والنشط، لتصميم قواعد جديدة للعبة تضمن أمن إسرائيل.

لقراءة الورقة الكاملة

* الخنادق

مقالات مشابهة

  • حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
  • مقرب من حزب الله: 7 مقاتلين أسرى لدى إسرائيل
  • تحذير اسرائيلي جديد .. ادرعي: حزب الله كعادته يضع مصلحته الضيقة فوق مصالح الدولة اللبنانية
  • محمد بن راشد: إعلان 2025 «عام المجتمع» رسالة بأولويات المرحلة المقبلة
  • الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد الشهداء برصاص الاحتلال إلى 11
  • الجبهة اللبنانية: السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة
  • الصحة اللبنانية: 3 شهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي صباح اليوم
  • أبعاد المحنة اللبنانية ودور إسرائيل
  • نقاط ضعفٍ.. هكذا يتحضّر حزب الله للمعركة المُقبلة مع إسرائيل
  • اسرائيل ترفض الانسحاب من الجنوب وفق اتفاق وقف النار ولبنان يلجأ الى الدول الضامنة