الجزيرة:
2024-09-22@01:52:46 GMT

كيف تتوقفين عن الصراخ في وجه أطفالك؟

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

كيف تتوقفين عن الصراخ في وجه أطفالك؟

تمر مراحل الأمومة بكثير من الإحباطات، فالحياة اليومية ليست وردية كما تصورها مؤثرات منصات التواصل الاجتماعي، وبينما تحاولين تطبيق قواعد التربية الإيجابية، ستواجهك مجموعة من المواقف الضاغطة التي تفقدك التحكم السليم في مشاعرك، فتلجئين إلى الصراخ في وجه الأبناء لإنهاء الموقف. ولكن هل يصبح الصراخ حلا أو وسيلة تربوية لحل مشكلات الأبناء؟

الصراخ في وجه الأطفال قد تكون له آثار ضارة على رفاههم العاطفي والنفسي والاجتماعي، لا سيما حينما يصبح أداتك الوحيدة لإجبار الطفل على اتباع التعليمات أو فض النزاعات بين الأشقاء أو حتى لتوجيه الأوامر بالتوقف عن الحركة والبكاء المستمر.

آثار سلبية

قد يؤدي الصراخ المستمر من الآباء والأمهات إلى عواقب دائمة، من بينها التأثيرات التالية:

1- نقل الخوف

تقول خبيرة التربية وتعديل السلوك عبير مصطفى "ربما لا تتخيلين أبدا ملامح وجهك المخيفة حينما تصرخين في وجه طفلك، هو وحده الذي يرى تلك الملامح، حتى لو كان هناك آخرون في المكان، فهو وحده من توجه إليه كلمات لوم عنيفة وتهديدات مخيفة من شخص يظنه الأقرب إليه".

وأضافت خبيرة التربية للجزيرة نت أنه "في الوقت الذي تتجنب فيه الأمهات الواعيات لقواعد التربية السوية الضرب كوسيلة للتأديب، تلجأ بعضهن إلى الصراخ كبديل آمن وغير بدني للعقاب، لكن ما يجب أن تدركه الأمهات أن الصراخ مخيف جدا للطفل، فأنت تنقلين إليه مشاعر الخوف، مع رسالة مبطنة أنني كأم لن أساعدك على تخطي هذا الخوف الآن".

الصراخ قد يؤدي إلى تآكل الثقة بين الوالدين والأطفال (شترستوك) 2- الأذى العاطفي

وتضيف عبير مصطفى "يفترض أن البيت وأفراد الأسرة هم مساحة الأمان المطلق في عالم الطفل، فإذا كان العالم الخارجي مليئا بالإحباطات لطفلك، يجب أن يصبح بيته الملاذ الآمن له، وكذلك تصبح أمه أول من يلجأ إليه ليشعر بالطمأنينة، ولكن إذا تعرض الطفل للصراخ المتكرر من أمه، قد يشعر بالخوف أو القلق أو عدم الأمان في المنزل، مما يؤثر على نموه العاطفي".

قد يؤدي الصراخ إلى تآكل الثقة بين الوالدين والأطفال، مما يجعل من الصعب على الأطفال الوثوق بوالديهم. بمرور الوقت، قد ينمو لدى الأطفال تدني احترام الذات، لأن الصراخ المستمر يمكن أن يخلق صورة سلبية عن الذات.

3- السلوك العدواني

يتعلم الطفل معظم سلوكياته الإيجابية والسلبية من بيئته، وإذا كان الصراخ هو وسيلة التفاهم والتعبير عن الغضب، ستصبح الطريقة المعتمدة لدى طفلك للتواصل مع الآخرين، سواء كانوا أصدقاء وأشقاء، أو حتى في تعامله مع البالغين.

توضح عبير مصطفى أن "الأطفال الذين يتعرضون للصراخ المستمر يرون أنه سلوك مقبول لحل المشكلات والمواقف الحياتية، ومن ثم يفشلون في بناء علاقات صحية مع الآخرين، ويواجهون صعوبة في إدارة الخلافات والأوقات العصيبة".

4- الإجهاد

تعرفين جيدا أن الصراخ يؤدي إلى إجهاد الجسم، لكن لست وحدك من يتعرض لهذا الإجهاد، قد يؤدي التعرض المستمر للصراخ إلى إضعاف النمو المعرفي للطفل.

تشير الأبحاث إلى أن التعرض لفترات طويلة للبيئات المجهدة قد يؤثر على وظائف المخ، مما يؤدي إلى صعوبات في التركيز والذاكرة وقدرات حل المشكلات، وهو ما ينعكس على أداء طفلك أكاديميا.

5- زيادة مستويات التوتر

يمكن أن يؤدي التوتر إلى ضعف جهاز المناعة، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، واضطرابات النوم، حسب موقع "ماريدج".

لا بد أن تتذكري أن طفلك يتعلم من الأخطاء، فالطفل الذي لا يخطئ إنسان خائف جدا لا يقدم على التجارب تجنبا للعقاب (بيكسابي) ما الحل؟

يوجه الصراخ رسالة غير مباشرة للطفل أن طرق التواصل بينه وبين أمه قد انقطعت، واللجوء إلى العنف اللفظي هو الحل، فكيف تمكن إعادة بناء الثقة بين الطرفين، وكيف يمكن للأم أن تعبر عن رفضها من دون تعريض طفلها لآثار الصراخ.

توقفي عن الصراخ: قد تبدو نصيحة نظرية غير قابلة للتطبيق في بعض المواقف، لكن هناك بعض الإستراتيجيات التي يقدمها خبراء التربية، والتي قد تساعدك على التحكم في مشاعرك في المواقف الصعبة التي تستفزك فيها سلوكيات طفلك الخارجة عن السيطرة. اسألي نفسك "لماذا أصرخ؟": تذكري دائما أن رد فعلك يجب أن يتناسب مع السلوك الخاطئ، وليس مع الحرج الذي تسبب فيه طفلك. فإذا سكب طفلك العصير في مكان عام، يجب علاج الموقف، وليس الصراخ لإرضاء المحيطين، لا تشتتي انتباهك بمواجهة نظرات من حولك، ولا بإثبات أنك تعاقبين طفلك على سلوكه، بقدر ما يجب أن توجهي طفلك لعلاج الخطأ -بمساعدة منك إن تطلب الأمر- مع توضيح أن هذا السلوك غير مقبول ويجب ألا يتكرر بوعي مرة أخرى. هل أنت غاضبة من طفلك أم من مواقف سابقة؟: نحن لا نفقد أعصابنا بصورة مفاجئة، فهناك مقدمات خفية مثل الضغوط اليومية، ومشكلات العمل وأعباء الأسرة وبعض المواقف المزعجة التي نتعرض إليها، وربما لأننا نثقل أنفسنا بمتابعة أخبار سيئة تترك أثرا في النفوس مثل أخبار الحوادث والحروب.
ربما لا تدركين أن هذه المواقف كانت سببا في إثارة غضبك، بينما السلوك الخاطئ لطفلك كان مجرد محفز لإشعال ثورتك، امنحي نفسك 10 ثوان لإدراك سبب ثورتك قبل أن تطلقي العنان لمشاعرك الثائرة. ضغوط العمل والمواقف الحياتية اليومية قد تصبح سببا في إثارة غضبك تجاه أطفالك (شترستوك) تمارين التحكم في الغضب: ابتعدي عن مكان الأزمة، قومي بممارسة تمارين التنفس العميق (4-7-8)، استخدمي هذا التمرين في المواقف الحرجة للتحكم في غضبك.
يعتمد التمرين على التنفس من الأنف مع غلق الفم لمدة 4 ثوان. وحبس النفس لمدة 7 ثوان، ثم إطلاق الزفير بهدوء لمدة 8 ثوان. مع تكرار التجربة، ستشعرين بتحسن كبير، يمكنك بعدها اتباع طريقة هادئة للتعبير عن رفضك السلوكيات الخاطئة. طفلك يتعلم من أخطائه: التوقعات المثالية لا يمكن تحقيقها في الواقع، تذكري أن طفلك يتعلم من الأخطاء، فالطفل الذي لا يخطئ إنسان خائف جدا لا يقدم على التجارب تجنبا للعقاب. استخدمي أسلوب التعزيز الإيجابي: لا تتجاهلي السلوكيات الخاطئة، يجب أن ينتبه طفلك لأفعاله، ولكن في الوقت ذاته، ينبغي تقديم البديل الإيجابي لعلاج الخطأ. فإذا استخدمنا المثال السابق، وشارك طفلك في تنظيف مكان العصير المسكوب، يجب أن توجهي طفلك للجلوس في أثناء شرب العصير مع تجنب اللعب والحركة العنيفة، كما يجب أن ينتبه ليديه في أثناء حمل الكوب، وأن يعتذر عن الخطأ الذي ارتكبه.
بهذا السلوك الإيجابي، تعلم طفلك من أخطائه وقام بعلاجها من دون أن يتعرض لسلوك لفظي عنيف يخيفه ويفقده الثقة بنفسه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قد یؤدی فی وجه یجب أن

إقرأ أيضاً:

كيف تشجع طفلك على الحديث عن يومه الدراسي؟

غالبا ما يكون من الصعب الحصول على إجابات واضحة من الأطفال عند سؤالهم عن يومهم الدراسي، فكثيرا ما يردون بقولهم: "لا شيء" أو "لا أتذكر"، وأحيانا يكتفون بكلمة مثل "جيد". وهذا يجعل من الضروري أن نبحث عن طرق فعالة للتواصل معهم لاكتشاف ما مروا به خلال يومهم، بهدف تقديم الدعم المناسب وحمايتهم من أي مشكلات قد تواجههم في البيئة المدرسية.

أهمية التواصل

ينصح الخبراء بألا تتوقف عن المحاولة إذا بدا الطفل غير مرحب بالسؤال، فإن التواصل حتى لو كان ذلك عبر حديث قصير متكرر أفضل من حديث طويل على فترات متباعدة، ويؤكد الخبراء أهمية هذا التواصل للصحة العقلية للطفل، إذ يحمي الطفل من خطر تدني تقدير الذات، وضعف الأداء الأكاديمي، كما يعزز الترابط بين الآباء والأطفال، وفق موقع ذا كونفرزيشن.

أكدت دراسة أجراها باحثون بالمعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، في ولاية ميريلاند بالولايات المتحدة، ارتفاع نسبة التكيف في المدرسة والقدرة على الإنجاز لدى الطلاب الذين حظوا برعاية جيدة من جانب الوالدين مقارنة بغيرهم ممن لم يحظوا بها، إذ ارتفعت لديهم نسبة المشاكل السلوكية وانخفض أداؤهم الدراسي.

الأطفال لا يتذكرون الأحداث كما يتذكرها البالغون لسبب بيولوجي يتعلق بنمو الدماغ (إنفاتو) لماذا لا يخبروننا؟

مثلنا نحن البالغين، يحتاج الأطفال إلى بعض الراحة لتخفيف التوتر واستيعاب لحظة الانتقال من المدرسة إلى المنزل، وأدمغة الصغار ليست بمهارة أدمغة البالغين في إجراء هذا التحول، خاصة حينما يشعرون بالتعب، وفق موقع لايف هاكر.

كذلك، لا يتذكر طفلك الأحداث كما تتذكرها، لسبب بيولوجي يتعلق بنمو الدماغ، وعلينا استخدام أساليب تدفعهم للتذكر والاسترسال.

كما يشير موقع واشنطن بوست إلى أن بعض الأطفال يصبح لديهم فضول لمعرفة كيف قضت الأم يومها بعيدا عنهم، وهنا يجب اتباع أسلوب مختلف بأن تسرد الأم أولا ما فعلته خلال اليوم، إذ يشجع ذلك الطفل على المشاركة، فيحكي بدوره عن نفسه وكيف مضى يومه.

هكذا يمكن دفعهم للحديث

التواصل مهارة لا يزال الطفل في حاجة لتنميتها، أحيانا يكمن السر في السؤال، فبالنسبة إليه فقد مر بـ100 حدث، الكبير منها والصغير؛ وإزاء سؤالك فهو لا يعرف ما الذي تريد معرفته تحديدا، وربما لذلك يجيبك فقط بأنه "كان يوما جيدا"، فإليك نصائح الخبراء ليمكنك التواصل مع الطفل:

اطرح أسئلة مفتوحة

أسئلة مثل "كيف كان يومك؟" يمكن أن تنتهي بكلمة واحدة، رغم أن بعض الأطفال يسهبون في الرد عليها؛ لذا عليك أن تطرح أسئلة تساعد في تدفق الحوار، مثل "ما أكثر شيء أعجبك اليوم".

بعد قسط من الراحة

تجنب طرح الأسئلة بعد عودته من المدرسة مباشرة، إذ يشعر الأطفال بالتعب أحيانا؛ بعد الاسترخاء وتناول وجبة خفيفة، يكون الطفل أكثر استعداد للحديث ومشاركتك أحداث اليوم.

استمع باهتمام وأبعِد الهاتف

استماعك له باهتمام يساعده على التحدث بحرية، لذا انتبه واترك الهاتف جانبا وتواصل معه بصريا وامنحه اهتماما كاملا.

الأطفال يحتاجون إلى بعض الراحة لتخفيف التوتر واستيعاب لحظة الانتقال من المدرسة إلى المنزل (إنفاتو) دعه يحل المشكلات

حين يشكو الطفل من مشكلة ما مع أقرانه أو مشكلة في أداء الواجب المدرسي، لا تمنحه ردا فوريا باقتراح الحل، إنها فرصة مناسبة لتشجعه وتنمي لديه مهارة حل المشكلات، دعه يطرح الحلول وتناقش معه فيها ليختار معك الحل الأفضل.

أسئلة مثيرة

الاهتمام من جانبك بطرح الأسئلة المثيرة وتخصيص الوقت يدفع طفلك للحديث، بعض الأسئلة تفتح له الباب للحديث، مثل "مع من لعبت في الاستراحة؟" أو "ما الذي أضحكك اليوم؟" أو "أخبرني عن شيء تعلمته"، كما يشير موقع ذا كونفرزيشن، فإنه تدريجيا قد يكتسب هذه العادة في مشاركتك أحداث اليوم من دون حتى أن تبدأ أنت الأمر.

شاركه أحد الأنشطة

وفقا لموقع بارنتس، يتمتع الأطفال بالذكاء الذي يمكنهم من إدراك مدى اهتمامك بمعرفة تفاصيل حياتهم والاطمئنان عليهم. هذا الشعور بالمراقبة قد يدفعهم للتردد في مشاركة التفاصيل. لذلك، يمكن أن يساعدك القيام بنشاط مشترك مثل اللعب أو الطهي، والتحدث أثناء ذلك، في تخفيف التوتر وجعل الطفل يشعر براحة أكبر. كما يُنصح بعدم الإكثار من الأسئلة حتى لا يشعر الطفل بالضغط، بل دعه يتحدث بحرية وبطريقته الخاصة.

الاهتمام من جانبك بطرح الأسئلة المثيرة وتخصيص الوقت يدفع طفلك للحديث (إنفاتو)

في عمر صغير، يصبح الطفل في حاجة فقط لأسئلة جيدة لكي يتمكن من تذكر التفاصيل والتعبير عن شعوره، في عمر أكبر قليلا، حين يبدأ الطفل يرى الأسئلة متطلبات، يمكن طرح أسئلة عن أقرانه كبداية للحديث، مثل "ما رأي أصدقائك في المدرس الجديد؟".

مع بداية سنوات المراهقة، ورغبة الطفل في الخصوصية والاستقلالية، يمكن تشجيع التواصل بإظهار الاهتمام بآرائه والسماح له بالمشاركة في القرارات العائلية، مع إتاحة الفرصة له لبعض الخصوصية.

أخيرا، قد يحتاج الأمر إلى تدخل المختصين، إذا فشلت محاولاتك معه أو إذا كان منفتحا على الحديث معك وتوقف فجأة عن الثرثرة المعتادة منه، إذ قد يعني هذا أنه يواجه مشكلة أكبر.

مقالات مشابهة

  • كيف تشجع طفلك على الحديث عن يومه الدراسي؟
  • نصائح لإقناع أطفالك بترك الهاتف المحمول
  • الوطني الحر يدين الإعتداء على الضاحية الجنوبية: هذا السلوك الإجرامي يؤكد نية إسرائيل بالدفع إلى حرب شاملة
  • حزب الوفد يناقش مشكلة نقص سيارات الأجرة بخط سنورس الفيوم
  • كنعاني: السلوك الجنوني للكيان الصهيوني تهديد حقيقي للسلم والأمن الدوليين
  • حساسية فصل الخريف.. نصائح ضرورية لحمايتك وحماية أطفالك
  • بدء تشغيل مجمع المواقف الجديد في حي غرب سوهاج
  • بدء تشغيل مجمع المواقف الجديد أعلى المفيض بحي غرب سوهاج
  • مصطفى بكري: هناك توافق تام في المواقف بين مصر والمملكة العربية السعودية
  • محافظ الدقهلية يعلن الطفطف بديلا لاستغلال التوكتوك بمدينة بلقاس والأجرة 3 جنيه