صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-26@21:19:35 GMT

إذا غابت الحكمة حضر الخراب

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

إذا غابت الحكمة حضر الخراب

 

إذا غابت الحكمة حضر الخراب

حيدر المكاشفي

والله إن المرء ليحار في أمر بوم الخراب وغربان الدمار هؤلاء الناعقين مع الحرب وضد دعاة ايقاف الحرب ووقف الدماروالقتل ووضع حد للمعاناة المتطاولة التي يكابدها الناس جراء الحرب، فهذا البوم وهذه الغربان لا تملك شيئا غير النعيق والزعيق وتلويث الاجواء بإثارة الفتن والشحناء والبغضاء ونفخ كير الحرب المفضية للخراب والدمار والفرقة والشتات، ليس لديهم فكرا ناضجا يقدمونه ولا رؤية سديدة يطرحونها، ولا بديلا نافعا يحتجون به، ولا حكمة مفيدة ينطقون بها، انهم خلو من كل ذلك ما عدا مقدرتهم الفائقة على بذل الشتائم وابتذال القضايا وممارسة الخصومة بنذالة، ولا غرابة فكل إناء بما فيه ينضح، واناؤهم ملئ بالاحقاد والاحن والضغائن والغبائن العنصرية، ورؤوسهم خاوية من اية قدرات تحتاجها متطلبات قيادة البلاد بحنكة، وسياسة امور العباد باللباقة والكياسة وادارة الشأن العام بعقلية رجال الدولة المحترمين وليس عنتريات الموتورين والمتوترين والمهووسين والمهجسين، ولو سئلوا الآن ما بديلكم لوقف الحرب بدلا عن حافة الهاوية التي توشك البلد ان تتردي فيها، لحاروا جواباً نافعاً ولقالوا هي الحرب وكفى و(بل بس) مع انهم ليسوا من رجالها، وهذا لعمري انما هو فعل الغربان التي قال فيها الشاعر (لو كان الغراب دليل قوم مرّ بهم على جيف الكلاب)، انهم يريدون ان يقودوا الناس إلى هذا المصير، ثم من بعد ان ينداح الدمار ويعم الخراب يستمتعوا مثل البوم بالجلوس على الاطلال والخرائب والتمتع بالنظر لمشاهد الدماء والدموع والاشلاء والجثث، مصداقاً لقول الشاعر الشعبي (كايس للخراب تهدم ولا هماكا، رحمن العباد خيب جميع مسعاكا، يصرف ربنا شر الحروب واياكا) ولكنهم للاسف بعد ان اعمت العنصرية المنتنة والخصومة السياسية الفاجرة بصائرهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وهنا تصدق فيهم الآية الكريمة (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون إلا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).

.

يكفي للانخراط في صفوف المنادين بوقف الحرب وانهاء معاناة السودانيين ومناصرتهم، انهم في هذه المرحلة على الاقل يفتحون كوة للتفاؤل بأن الحكمة الغائبة لابد ان تعود، فعندما غابت الحكمة نعق الغراب وحضر الخراب، وتزايد اعداد المطالبين بوقف الحرب وانهاء عذابات الناس يوما بعد يوم، تؤشر إلى أن من كانوا مغيبين بدأوا يدركون خطورة المماحكة والمخاطر الماحقة المحدقة بالبلاد، وهذا وحده سبب كاف ليناصروا دعاة وقف الحرب، فالاهم الان هو البحث عن الحكمة الغائبة حتى الآن واستعادتها، الحكمة المطلوبة لحل أيما مشكلة أو قضية عن طريق التفاوض والتراضي وليس أي أسلوب اخر غيرها، فتلك هي خبرة البشرية ودرس التاريخ وسنته الماضية، فلا أقل من أن نعتبر بها، ولهذا سنظل دعاة سلام ووئام وتلاق وطني، ولن نسعى بالفتنة مثل

(الفاتيات والحكامات) ندعو لشحن النفوس وشحذ الأسلحة لمزيد من القتل والدمار على غرار (وسّع قدها) حتى يعم الخراب كل الأنحاء والأرجاء، فحاجة البلاد الآن إلى حكماء يطببون جراحها وليس (حكامات) يزيدون حريقها..

 

 

الوسومحرب السودان مستقبل السودان وقف الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: حرب السودان مستقبل السودان وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

"أنتم تحتفلون ونحن نعيش على أمل عودة  أسرانا".. صرخة الأمهات الأوكرانيات يوم عيد الميلاد

تعيش عائلات الأسرى الأوكرانيين حالة من القلق والترقب، وهم ينتظرون بفارغ الصبر عودة أحبائهم المحتجزين لدى الروس خلال الحرب الروسية الأوكرانية. وفي ظل هذه المعاناة، تنظم هذه العائلات مسيرات لتذكير العالم بمأساتهم، قائلة: "بينما تستعدون للاحتفال بعيد الميلاد نحن نعيش على أمل استعادة أحبائنا من الأسر".

اعلان

وتُرفع في هذه المسيرات لافتات تحمل رسائل قوية مثل: "العائلات تُقتل"، "بينما هم صامتون، نحن نصرخ من أجلهم"، "كل يوم في الأسر قد يكون الأخير"، و"قاتلوا من أجلهم كما قاتلوا من أجلنا"، وهي تعبيرات عن ألمٍ عميق وشعورٍ بالمسؤولية تجاه من ضحوا من أجل وطنهم.

ويشارك العديد من الأوكرانيين في هذه المسيرات، فهناك أطفال ينتظرون بفارغ الصبر عودة آبائهم، ونساء يأملن في عودة أزواجهن. بالإضافة إلى ذلك، هناك أمهات لم يتلقين أي خبر عن أولادهن منذ أشهر، بل وربما سنوات، مما يزيد من معاناتهن وقلقهن.

لافتة مكتوب عليها في انتظار حفيدي للعودة من الأسر خلال تجمع لدعم أسرى الحرب الأوكرانيين في كييف 22 كانون الأول ديسمبر 2024The Association of "Azovstal" Defenders' Families

كما يمكن رؤية الأجداد الذين شاركوا في هذه المسيرات، حيث كتبوا على لافتاتهم كلمات تحمل ألمًا عميقًا وأملًا متواصلًا، مثل: "أنتظر حفيدي وإخوته في السلاح" و "أحلم أن أعيش حتى اللحظة التي يعود فيها حفيدي إلى الوطن". وتعكس هذه الكلمات معاناة الأجيال المختلفة، التي تحمل في قلبها انتظارًا مريرًا وصبرًا لا ينتهي.

تجمع في كييف لدعم الأسرى الأوكرانيين 22 كانون الأول ديسمبر 2024The Association of "Azovstal" Defenders' Familiesعيد ميلاد بعيد عن الأحباء

ويمر العيد الثالث على بعض العائلات الأوكرانية بدون أحبائهم، الذين يقبعون في الأسر لدى القوات الروسية.

وفي مايو 2022، استسلم حوالي 2500 جندي أوكراني للقوات الروسية بناءً على أوامر من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أثناء حصار مصنع أزوفستال للصلب. ولا يزال أكثر من 1300 جندي أوكراني محتجزين لدى القوات الروسية.

وقال ممثلو رابطة أسر المدافعين عن آزوفستال في تصريحاتهم لليورونيوز إن أفضل هدية يمكن أن يتلقوها في عيد الميلاد هي رؤية أحبائهم على قيد الحياة وعودتهم إلى ديارهم. وبينما يزداد القلق لدى أقارب الأسرى الأوكرانيين، لا تزال حال الصحة والظروف التي يواجهها أسرهم مجهولة.

أمهات الأسرى الأوكرانيين خلال تجمع في كييف 22 كانون الأول ديسمبر 2024The Association of "Azovstal" Defenders' Families

وأعلن مكتب المدعي العام الأوكراني أن تسعة من كل عشرة أسرى أوكرانيين يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي، والعنف الجنسي، والأحكام غير القانونية.

وأفاد المدعون العامون الأوكرانيون بأنه تم توثيق 177 حالة مؤكدة لإعدام أسرى أوكرانيين على مدار ما يقارب الثلاث سنوات من الحرب الروسية الأوكرانية، منهم 109 حالات وقعت هذا العام فقط.

Relatedمسؤول أمريكي: مقتل مئات الجنود الكوريين الشماليين أثناء مشاركتهم في الحرب إلى جانب روسيازيارة مثيرة لمسؤول أوروبي إلى موسكو.. فيتسو يناقش مع بوتين إمداد الغاز الروسي وأزمة أوكرانياصواريخ روسيا الباليستية تشعل كييف وتسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة

وفيما يتعلق بالرصد الدولي، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها قامت بزيارة حوالي 3500 أسير في كل من أوكرانيا وروسيا. ومع ذلك، اعترفت اللجنة بأنها لم تتمكن من الوصول إلى جميع أسرى الحرب بشكل كامل حتى الآن.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن قصف مصفاة نفط استراتيجية في قلب روستوف الروسية هل أرسل بوتين نجله للقتال في أوكرانيا؟ إليكم الحقيقة كاملة أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد عسكري روسي بارز في موسكو فولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينعيد الميلادأسرىالحرب في أوكرانيا مظاهراتاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. إسرائيل تحدّث خطتها الأمنية في غزة وكاتس يتوعد الحوثيين: "سنلاحق قادتهم في كل مكان باليمن" يعرض الآن Next جنود مصريون في القرن الإفريقي.. ما أسباب مشاركة القاهرة في بعثة حفظ السلام في الصومال؟ يعرض الآن Next حريق في برج إيفل.. إجلاء السياح وإغلاق المعلم الشهير مؤقتًا يعرض الآن Next بين عواصف الشتاء وغارات إسرائيل.. نازحون فلسطينيون يكافحون من أجل البقاء في خيام مهترئة في النصيرات يعرض الآن Next سفينة شحن روسية تحمل شحنات أسلحة إلى سوريا تغرق في البحر الأبيض المتوسط اعلانالاكثر قراءة بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادسوريابشار الأسددونالد ترامبإسرائيلروسياشرطةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني هيئة تحرير الشام غزةحريقأوروباالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • هل أخذ قرض من البنك يجلب الخراب والفقر؟.. انتبه لـ5 حقائق
  • الحزب الإنتهازي
  • عيد الميلاد في غزة: صلوات وقداس هادئ وسط أصوات الطائرات واستمرار القصف الإسرائيلي
  • بريطاني شارك في الحرب العالمية الثانية يحتفل بـ "ربيعه" ال 110.. فما سرّ هذا العمر الطويل؟
  • بيت لحم تُحْرَمُ فرحة عيد الميلاد.. قدّاسٌ هادئ وسط غياب للحجاج بسبب الحرب على غزة
  • الأخطار الأفدح تحت ركام الحرب..!
  • "أنتم تحتفلون ونحن نعيش على أمل عودة  أسرانا".. صرخة الأمهات الأوكرانيات يوم عيد الميلاد
  • والده كان عميلا للمخابرات السوفييتية.. وهو خائن لوطنه: تعرف على قصة جاسوس زاباروجيا
  • من غزة إلى تشيلي.. جدارية تحكي قصص أطفال لم يعرفوا سوى الحرب والشتات