26 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: يرى الكاتب والمحلل السياسي، ضياء أبو معارج الدراجي،أن أزمة الكهرباء في العراق ليست مجرد أزمة فنية أو مالية، بل تمثل انعكاسًا لتشابكات إقليمية ودولية معقدة.

وفي تحليل موسع للوضع، يشير الدراجي إلى أن العراق وجد نفسه وسط لعبة مصالح كبرى، يتداخل فيها النفوذ الأميركي والإيراني والتركي والقطري.

يبدأ الدراجي بتوضيح الخلفية الإقليمية، موضحًا أن سقوط النظام السوري تحت حكم بشار الأسد أدى إلى إعادة رسم خارطة النفوذ في سوريا، حيث سيطرت القوات الكردية المدعومة أميركيًا على المناطق الغنية بالنفط، فيما ذهبت المناطق الفقيرة نفطيًا إلى جماعات أخرى مدعومة تركيًا وقطريًا.

ومع استمرار احتياج تلك المناطق للإمدادات النفطية، استمر العراق في ضخ النفط إليها بطلب دولي، رغم أن إيران أوقفت إمداداتها تمامًا لسوريا بعد سقوط الأسد.

وأوضح الدراجي أن العراق وجد نفسه يدفع ثمن هذا الالتزام من خلال تفاقم أزمة الكهرباء المحلية، إذ أقدمت إيران على قطع إمدادات الغاز والكهرباء عن العراق بحجة الصيانة وتراكم الديون، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الكهربائية في البلاد.

هذا الوضع،  شكل أرضية خصبة لحراك سياسي محتمل، مدعوم من أطراف خارجية تسعى إلى استثمار السخط الشعبي للإطاحة بالحكومة العراقية.

ويشير الدراجي إلى أن الموقف الأميركي كان محوريًا في ضبط إيقاع الأحداث. فرغم أن الولايات المتحدة ترغب في استغلال الأزمة العراقية لصالحها، إلا أنها في الوقت نفسه تخشى من تداعيات أي تصعيد قد يضر بمصالحها في سوريا، لا سيما المناطق النفطية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

وعن محاولات العراق لتجاوز الأزمة، يقول الدراجي إن الحكومة العراقية لجأت إلى دول مثل قطر والسعودية للحصول على الغاز والكهرباء، لكنها اصطدمت بعوائق تقنية وسياسية. وبالنهاية، اضطر العراق إلى العودة للتفاوض مع إيران، التي وافقت على إعادة ضخ الغاز بشرط وقف إمدادات النفط العراقي إلى سوريا.

مع استعادة العراق بعض الاستقرار في قطاع الكهرباء، يعتقد الدراجي أن المشهد السوري قد يزداد تعقيدًا في المستقبل القريب. نفاد مخزونات النفط والغاز في المناطق الخاضعة لنفوذ الجماعات المدعومة تركيًا وقطريًا قد يؤدي إلى صدامات جديدة بين القوى الإقليمية والدولية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء: لابديل عن إستيراد الكهرباء من الخارج

آخر تحديث: 27 مارس 2025 - 11:45 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد وزير الكهرباء زياد علي فاضل، امس الأربعاء، قريباً سنشهد توقيع عقد مع شركة إماراتية لإنشاء محطة للطاقة ‏الشمسية في العراق.وذكرت الوزارة في بيان ، أن “وزيرها زياد علي فاضل، استقبل السفير الإماراتي عبدالله ‏مطر المزروعي، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال الطاقة”.‏وأضاف إن “اللقاء تناول استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، وسبل ‏الاستفادة من الخبرات الإماراتية في هذا المجال”، وشدد على “حرص العراق على تعزيز التعاون والشراكة مع الشركات الإماراتية، كاشفاً ‏عن قرب توقيع عقد مع شركة مصدر الإماراتية لإنشاء محطة للطاقة الشمسية في العراق بقدرة ‏‏1000 ميغاواط”.‏من جانبه، أعرب السفير المزروعي عن “تطلع بلاده لتوسيع آفاق التعاون مع العراق في قطاع ‏الطاقة المتجددة”، مؤكداً “استعداد الشركات الإماراتية للمساهمة في تطوير البنية التحتية للطاقة في ‏العراق”.

مقالات مشابهة

  • العراق يستعد لأكبر قفزة في إنتاج الكهرباء: خطط لتعويض نقص الغاز
  • الزبير محافظة أم تمرد على البصرة؟ الصراع يشتعل
  • مقتدى الصدر يعلن موقفه من المشاركة في الانتخابات العراقية
  • أنا البديل
  • جبن السياسيين يطعن العراق.. قواويد؟ والحكومة تصمت!
  • أكثر من (95) مليون برميل نفط الصادرات العراقية خلال الشهر الماضي
  • وزير الكهرباء: لابديل عن إستيراد الكهرباء من الخارج
  • شرطي يضرم النار في نفسه خلال بث مباشر ..فيديو
  • ولايتي يؤكد على تعزيز العلاقات مع تركيا حتى لو انتهكت السيادة العراقية
  • عائق أوروبي أمام زيادة صادرات الكهرباء التركية إلى العراق