موقع 24:
2025-02-27@12:39:20 GMT

تقرير: المشروع العثماني يقود طموحات تركيا في سوريا

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

تقرير: المشروع العثماني يقود طموحات تركيا في سوريا

لأكثر من عقدٍ من الزمان، ترأسَ بشار الأسد نظاماً قمعَ المعارضة، وأشعل حرباً أهلية مدمرة، وحوَّلَ سوريا إلى ساحة حرب بالوكالة للقوى الإقليمية والعالمية. ويُمثِّل رحيله المفاجئ إلى روسيا نهاية حقبة سوداء في تاريخ سوريا الطويل والدموي.

تمتد تداعيات صعود نجم تركيا إلى ما وراء سوريا




وعلى الرغم من أن رحيل الأسد قد يبدو وكأنه نقطة تحوُّل، فهو ليس ستاراً يُسدَل على معاناة سوريا.

وإنما يشير إلى بداية مرحلة جديدة في صراعات السلطة القديمة، التي رسمَت منذ فترة طويلة الخطوط العريضة لمفترق الطرق الحاسم للإمبراطوريات، وفق أندرو لاثام، أستاذ العلاقات الدولية في كلية ماكاليستر في سانت بول، بولاية مينيسوتا. النزعة العثمانية الجديدة

وقال لاثام، وهو باحث أول في معهد السلام والدبلوماسية، وباحث غير مقيم في مؤسسة أولويات الدفاع في واشنطن العاصمة، في مقاله بموقع صحيفة "ذا هيل" التابعة للكونغرس، من بين الجهات التي تتنافس على النفوذ في سوريا ما بعد الأسد، برزت تركيا بوصفها جهةً رابحة بوضوح.

 

Neo-Ottoman Turkey’s triumph over its regional rivals https://t.co/hcxecMkNj1

— The Hill (@thehill) December 24, 2024


على مدى العقد الماضي، اتَّبَعت أنقرة سياسة غالباً ما توصف بـ "النزعة العثمانية الجديدة"، وهو مصطلح يُلخِّص طموحها لاستعادة النفوذ على الأراضي التي كانت تحكمها الإمبراطورية العثمانية. وتشير النزعة العثمانية الجديدة إلى إطار إستراتيجي وأيديولوجي، تسعى فيه تركيا إلى توسيع نطاق نفوذها الاقتصادي والسياسي والثقافي عبر المناطق الخاضعة تاريخياً للسيطرة العثمانية، بما في ذلك الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والبلقان.
وأشار الكاتب إلى أنه في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، استفادت تركيا باستمرار من هذا النهج لتوسيع نطاق وجودها في سوريا. في البداية، وُضِعَ تدخل تركيا في الصراع السوري في إطار الاستجابة للتهديد الكردي على طول حدودها الجنوبية والجهود الإنسانية الرامية إلى معالجة أزمة اللاجئين.
ومع ذلك، أصبحت دوافع أنقرة الأعمق واضحة عندما فرضت سيطرتها العسكرية على شمال سوريا، وشيَّدت البنية التحتية ونفذت سياسات تُعزِّز الثقافة التركية والحكم في المناطق المحتلة. وبحلول الوقت الذي سقط فيه الأسد، كانت تركيا قد رسَّخَت نفسها بوصفها الجهة الفاعلة الأجنبية المهيمنة التي تُشكِّل مستقبل سوريا.

رحيل الأسد لم يأت من فراغ

وأوضح الكاتب أن الأسد لم يرحل عن منصبه من فراغ. وإنما كان رحيله نتيجةً لتحولات متغيرة بين القوى المتنافسة الرئيسة في سوريا، ألا وهي روسيا وإيران وتركيا والأكراد. وشاركت كل من هذه الجهات الفاعلة في الصراع السوري، غير أن إستراتيجية تركيا العثمانية الجديدة أثبتت أنها الأكثر قابلية للتكيف والديمومة.

 

“United States of Türkiye 2053”

says an impressive map which became viral on Greek ,Turkish and Arab social media and not only

The accuracy of the details on the map don’t matter but the visualization of Turkey’s expansionist project ! Turkey’s neo- imperialism at a glance… pic.twitter.com/vl13Q3jSxI

— Marios Karatzias (@MariosKaratzias) December 25, 2024


ورغم أن روسيا أدّت دوراً حاسماً في دعم نظام الأسد، فقد ضعف موقفها في سوريا بسبب حربها في أوكرانيا التي أنهكتها. ويسلط تنظيم موسكو لفرار الأسد إلى روسيا الضوء على حدود نفوذها.
وبالمثل، انحسر دور إيران. رغم أن طهران دعمت الأسد في البداية حفاظاً على "محور المقاومة"، فقد أدّى النهج البراغماتي لتركيا إلى تقويض إستراتيجية إيران الطائفية.
وفي الوقت نفسه، قُوِّضَ الأكراد السوريون، الذين سعوا إلى الحكم الذاتي في خضم فوضى الحرب، من خلال العمليات العسكرية التركية والمناورات الدبلوماسية، مما جعلهم عرضةً للخطر في ظل تقليص الولايات المتحدة لوجودها الإقليمي.


أسباب النجاح التركي في سوريا


وعزا الكاتب نجاح تركيا في سوريا ما بعد الأسد إلى إستراتيجيتها متعددة الأوجه التي تجمع بين القوة العسكرية والاستثمار الاقتصادي والجاذبية الأيديولوجية. وقد فرضت تدخلاتها العسكرية سيطرتها على المناطق الرئيسة في شمال سوريا، مما أدى إلى إقامة منطقة عازلة تُؤمِّن حدود تركيا وتُعزِّز التسوية السياسية المستقبلية في سوريا.
وفي الوقت نفسه، ضخّت أنقرة الموارد لإعادة بناء البنية التحتية في المناطق التي تحتلها تركيا، مما عزَّز التبعية وخلق شعوراً بالاستقرار غابَ عن أماكن أخرى في سوريا.
ومن الناحية الثقافية، تتجلى رؤية تركيا العثمانية الجديدة في تعزيز اللغة والمناهج التركية، فضلاً عن التكامل الاقتصادي الذي يربط هذه المناطق برباط أوثق بأنقرة.
وتمتد تداعيات صعود نجم تركيا إلى ما وراء سوريا. فإذ تعيد تركيا تأكيد ذاتها خليفةً للإمبراطورية العثمانية، فهي تعيد تشكيل النظام الإقليمي الذي أُنشئ بعد الحرب العالمية الأولى. وهذا التحوُّل يُوهن إرث القومية العربية ويقدم نموذجاً عملياً للحكم يروق للسكان الذين أنهكتهم الحرب.
فضلاً عن ذلك، لدى تركيا القدرة على إعادة رسم التحالفات في الشرق الأوسط، إذ ربما تسعى دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى التعامل مع أنقرة لموازنة قوى إيران وروسيا.
وفي حين أن تصرفات تركيا لا تشي صراحةً بسعيها إلى إعادة رسم الحدود الوطنية، فإن إدارتها للأراضي السورية تطمس المفاهيم التقليدية للسيادة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل سوريا كدولةٍ موحدة.


تحديات تواجه مشروع تركيا العثماني الجديد


ومع ذلك، يقول الكاتب، إن مشروع تركيا العثماني الجديد لا يخلو من التحديات، مشيراً إلى أن أردوغان يواجه انتقادات داخلية بسبب الضغوط الاقتصادية والاستقطاب السياسي الذي تفاقم بسبب التدخلات المكلفة في الخارج.
وعلى الصعيد الدولي، تُخاطِر تركيا بإبعاد الشركاء الغربيين، بما في ذلك أمريكا وحلف شمال الأطلسي، بسبب المخاوف بشأن الميول الاستبدادية لأنقرة وتعاونها مع الجهات الفاعلة غير الغربية مثل روسيا.
فضلاً عن ذلك، من الممكن أن يثير الاستياء من السيطرة التركية في شمال سوريا مقاومة محلية، مما يهدد الاستقرار الذي تسعى أنقرة إلى ترسيخه.
وقال الكاتب: لقد شقَّت تركيا لنفسها طريقاً جديداً بوصفها خليفة للامبراطورية العثمانية. وما يزال من غير المؤكد ما إذا كانت النزعة العثمانية الجديدة تمثل إطاراً قابلاً للتطبيق للاستقرار الإقليمي أم شكلاً جديداً من أشكال الإمبريالية.




المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات سقوط الأسد الحرب في سوريا ترکیا إلى فی سوریا ت ترکیا ل سوریا التی ت

إقرأ أيضاً:

كيف يستطيع حكام سوريا الجدد الحفاظ على السلام بالبلد؟

نشرت صحيفة فايننشال تايمز تحقيقا مطولا عن مدى قدرة حكام سوريا الجدد في الحفاظ على السلام الذي وصفته بالهش في ظل التحديات السياسية الكبيرة التي تواجهها البلاد، وخاصة ما يتعلق بالتعامل مع الجماعات المسلحة والأقليات.

وجاء في التحقيق -الذي أعده أندرو إنغلاند محرر شؤون الشرق الأوسط وراية حلبي مراسلة الصحيفة في مدينة حمص السورية- أن عشرات الفصائل التي كانت تقاتل قوات الرئيس المخلوع بشار الأسد، تمسك الآن بمفاتيح الاستقرار والأمن في مستقبل البلاد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مظاهرات في مدن سورية تنديدا بتصريحات نتنياهوlist 2 of 2هل تنجح مساعي تركيا لتشكيل تحالف رباعي إقليمي يشمل سوريا؟end of list

ويتعين على هذه الفصائل التعامل مع التهديدات المحتملة من قوات النظام السابق وخلايا تنظيم الدولة الإسلامية، لكن الصحيفة تقول إن استعداد المجموعات المسلحة لحل نفسها والاندماج في قوات وطنية تحت قيادة مركزية سيحددان أيضا الكيفية التي يستطيع بها القادة الجدد في سوريا بسلاسة بناء ركيزة حيوية للدولة الجديدة تستند إلى مؤسسة أمنية احترافية ومتماسكة.

الاقتصاد والأمن

وفي هذا الصدد تعتقد دارين خليفة، كبيرة المستشارين في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، أن الاقتصاد والأمن هما المسألتان الجوهريتان للبلاد، إذ لن يتسنى للقادة الجدد المضي قدما في وجود هذه الفسيفساء من قوات الأمن التي تتحرك في كل مكان "وعليهم إعادة السلطة والسيادة إلى وضعهما الطبيعي".

إعلان

وتضيف أن على هؤلاء القادة كبح جماح الفصائل وإظهار قدرتهم على السيطرة خارج المدن المركزية ودمشق، وإلا سيكون هناك الكثير من بؤر التوتر التي يمكن استغلالها.

وتوضح أن هذه المهمة تقع على هيئة تحرير الشام "أقوى الجماعات المسلحة (…) التي لا ينازعها أي من فصائل المعارضة".

غير أن الصحيفة تستطرد قائلة إن المدى الذي تسيطر عليه الهيئة خارج دمشق ومعقلها في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، متذبذب بين مد وجزر.

وتنقل عن المحلل السوري مالك العبدة أن التحدي الأكبر الذي تواجهه هيئة تحرير الشام لا يتمثل في عدم قبول الفصائل الأخرى لرئاسة أحمد الشرع، أو عدم الامتثال لأوامر دمشق، بل يكمن في قدرتها على التوسط بين الجماعات المسلحة المتنافسة لإقناعها بتلقي التعليمات من أشخاص كانوا حتى وقت قريب يعدونهم خصوما.

معضلة "قسد"

على أن الفصيل الأكبر والأكثر تعقيدا الذي يتعين على هيئة تحرير الشام التعامل معه -بحسب فايننشال تايمز- هو قوات سوريا الديمقراطية، التي يهيمن عليها الأكراد وتستحوذ على رقعة واسعة في شمال شرق سوريا. ويضم هذا الفصيل عشرات الآلاف من المقاتلين الذين دربتهم الولايات المتحدة وسلحتهم.

وفي الشمال أيضا هناك الجيش الوطني السوري، وهو عبارة عن مجموعة متنوعة من الجماعات المتمردة التي تدربها وتسلحها وتمولها تركيا.

وفي جنوب البلاد، تهيمن فصائل عديدة على محافظتي درعا والسويداء. وعن ذلك يقول العبدة إن "المفارقة هي أن الشرع ورث تقريبا نفس المعضلة التي عانى منها الأسد"، حيث كان هذا الجزء من سوريا يتمتع بدرجة من الاستقلالية الأمنية. وأردف قائلا إن لم تكن لدى النظام الجديد القوة الكافية للسيطرة على كامل البلاد، فلا أقل من أن يتبنى نموذج الأمن اللامركزي.

ومضى التحقيق الصحفي إلى الإفادة بأن "الأمة السورية المنقسمة" تحدت حتى الآن المتشككين والرافضين، وتنعم بهدوء نسبي منذ سقوط الأسد. وفي العلن، تؤكد معظم الفصائل أنها تتشارك في الهدف نفسه المتمثل في بناء الدولة السورية الجديدة، وأن الشرع هو الرجل المناسب لقيادتها خلال المرحلة الانتقالية.

إعلان حل سياسي

لكن فايننشال تايمز تحذر من استمرار القتال في شمال شرقي البلاد مع قوات سوريا الديمقراطية التي تصر أنقرة على ضرورة حلها وتتوعدها بعمل عسكري إذا لم تفعل ذلك.

ومن جانبه، صرح الشرع مرارا وتكرارا أنه يريد حلا سياسيا للأزمة، فيما قال زعيم قسد مظلوم عبدي في وقت سابق من هذا الشهر إنه منفتح على "حل يعكس إرادة جميع السوريين".

بيد أن لدى قوات سوريا الديمقراطية خلافات أيديولوجية مع النظام الجديد، وطالبت بأن تبقى كتلة واحدة إذا تم دمجها في جيش وطني.

وتفيد الصحيفة أن السوريين عازمون على عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبها حزب البعث في العراق بزعامة صدام حسين، ومعمر القذافي في ليبيا.

ويقول ناصر النهار، قائد كتيبة الجيش الوطني السوري في حمص، إنهم لن يسمحوا بتكرار تلك الأخطاء على الإطلاق، وإنهم سيعملون مع هيئة تحرير الشام "لإصلاح البلد ولن نسمح لأحد بإشاعة الفوضى".

مخاطر

وينصب تركيز السلطات في حمص بوسط البلاد بشكل أساسي على الطائفة العلوية، وهي أقلية ينحدر منها آل الأسد وكانت تهيمن على قيادة الأمن والجيش سابقا.

ووفقا للصحيفة، فإن الخوف هو أن يبدأ الجنود السابقون الساخطون في تنظيم صفوفهم ضد الإدارة المؤقتة والاصطفاف مع الموالين الآخرين للأسد، الذين فروا إلى القرى والجبال المحيطة بمعقل العلويين في طرطوس واللاذقية.

غير أن فايننشال تايمز تشير إلى أنه لا يوجد دليل يذكر على وجود تمرد، ومع ذلك، فإن أحد الأخطار هو أن يسعى داعمو الأسد السابقين إلى زعزعة استقرار سوريا من خلال مناصرة الموالين للأسد.

وتعليقا على ذلك، يقول جيروم دريفون، وهو محلل بارز في مجموعة الأزمات الدولية: "إنه ليس تهديدا استراتيجيا فوريا، لكنه شيء يلوح في الأفق ويمكن أن يتحول إلى شيء أكبر".

مقالات مشابهة

  • تقرير: مقابر جماعية قرب مطار عسكري في دمشق
  • العراق يؤكد وجود 130 عسكريا سوريا من الرتب العليا.. رفضوا العودة
  • هل تكون إدلب نموذجاً لمستقبل سوريا؟
  • تقرير..ترامب بدأ حربه الجديدة على الصين
  • من جهادي إلى رئيس.. كيف تطور زعيم سوريا الجديد على مدى سنين الثورة؟
  • قصة الهزيمة التي صنعت النصر
  • سوريا.. القبض على أحد ضباط التحقيق بفرع فلسطين
  • رقمنة القبور العثمانية برمز الاستجابة السريعة!
  • كيف يستطيع حكام سوريا الجدد الحفاظ على السلام بالبلد؟
  • هل تنجح مساعي تركيا لتشكيل تحالف رباعي إقليمي يشمل سوريا؟