الماضي يصنع المستقبل.. «البطولة» أمل جديد لصناعة بطل على منصة دورة الألعاب الأولمبية
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
تعد لعبة الجودو من الألعاب الأولمبية التى منحت مصر ميداليات فى تاريخها الأولمبى، ولها باع كبير فى المنافسات بين اللاعبين واللاعبات والتى تجعل البطولة العربية للجودو ملتقى للأبطال المصريين لخوض تحديات تساعدهم فى المستقبل للمنافسة على ميدالية أولمبية جديدة.
وحصدت مصر الميدالية 18 مرة فى تاريخها الأولمبى عبر لعبة الجودو، وكانت الأولى بعد 24 عاماً من الغياب عبر البطل المصرى محمد على رشوان فى أولمبياد طوكيو 1984 بحصد الميدالية الفضية.
مصر وقتها كانت غائبة عن الميداليات منذ أولمبياد روما 1960 بعد حصد عثمان سيد الميدالية الفضية فى منافسات المصارعة، فى وزن أقل من 52 كجم وعبدالمنعم الجنيدى برونزية الملاكمة وزن أقل من 51 كجم.
كان «رشوان» قريباً من الميدالية الذهبية فى المباراة النهائية أمام البطل اليابانى ياسوهيرو ياماشيتا، والذى كان قد تعرض لإصابة، ورفض «رشوان» استغلالها ليفضل الخسارة على الفوز الخادع، ويكتفى بالفضية، إلا أنه نال احترام العالم كله وأصبح ما فعله أنشودة يتحاكى بها كل من يخوض منافسات الأولمبياد فى أى لعبة، وهو رفض استغلال إصابة المنافس، ليقدم الجودو المصرى الدرس.
عاد هشام مصباح فى دورة الألعاب الأولمبية فى بكين 2008 وحصد الميدالية البرونزية بعد فوزه بالترضية لتكون الميدالية الثانية والأخيرة لمصر فى هذه اللعبة. وفى دورة 2008، وصل أمين الهادى حتى الترضية الثالثة والأخيرة أمام الأوزبكى شاريبوف ولكنه خسر بصعوبة ليفقد الميدالية الذى كان قريباً منها، وكان فى حالة الفوز سيصعد للنهائى للعب على الميدالية.
وحاول رمضان درويش فى المنافسة على الميدالية البرونزية بعد خسارته من الأذربيجانى جاسيموف فى الدور ربع النهائى، ليلعب الترضية ويفشل فى الوصول للمباراة النهائية حينها.
وللسيدات نصيب أيضاً فى المحاولة حيث كانت سماح رمضان، البطلة المصرية فى الجودو أيضاً قريبة من الميدالية البرونزية، فى محاولة فى أولمبياد بكين 2008، وذلك بعد خوض منافستين للترضية فازت فى الأولى إلا أنها خسرت الثانية والأخيرة وخسرت المحاولة التى كان الفوز يصعد بها للعب على الميدالية مباشرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البطولة العربية مدينة العلمين وزارة الشباب
إقرأ أيضاً:
استقلال القرار يصنع المعجزات
احمد الشريف
اهتمام حكومة البناء والتغيير بصرف جزء من المرتبات للموظفين بحسب المتاح في ظل أوضاع اقتصادية صعبة ومعقدة بسبب العدوان والحصار الذي مضى عليه ما يقارب عشرة أعوام ولا يزال مستمرا
وتضرر الموظفين من هذا الوضع خاصة ذوي الدخل المحدود الذين لا يوجد لديهم مصدر دخل آخر واعتمادهم في نفقاتهم فقط على مرتباتهم يعد خطوة إيجابية تحسب للحكومة على أمل أن يستمر الصرف شهريا ولو في أضيق الحدود وهي قادرة إذا ما صلحت النية وجعلت ما يعاني منه الموظفون أولوية لها ولذلك فقد وجدت أنه من العدل أن نعود قليلا إلى الوراء ونقارن الوضع الحالي بما كان عليه في العقود الماضية في ظل زمن السلم ووجود وتوفر الموارد المحلية المتدفقة والمساعدات الخارجية وما كان أكثرها إلا أن كل الحكومات اليمنية المتعاقبة كانت تشكو وتلجأ في كثير من الحالات إلى اتخاذ إجراءات قاسية وأحيانا جرع تنعكس سلبا على الحياة المعيشية للمواطنين بحجة العجز عن دفع مرتبات الموظفين ولا تزال ما يسمى بالشرعية المزعومة تشكل امتدادا لتلك الحكومات رغم ما تمتلكه من موارد ومساعدات وودائع بمليارات الدولارات ولا يوجد عليها لا عدوان ولا حصار ومع ذلك لم تستطع حتى أن تحافظ على سعر العملة التي تنهار تباعا لدرجة أن أصبح سعر صرف الريال السعودي في المناطق التي تسيطر عليها مثل سعر صرف الدولار في المناطق الحرة ولم تف بصرف مرتبات الموظفين نتيجة للفساد الذي يمارسه مسؤولوها، وعليه أجد نفسي حائرا بل ولا اجد تفسيرا لما يحدث اليوم في ظل الحصار الخانق الذي فرضه العدوان الظالم على اليمن للعام العاشر على التوالي من الجو والبحر والبر وانعدام الموارد المحلية وانقطاع المساعدات الخارجية ومع ذلك تكاد الحياة تكون طبيعية ومؤسسات الدولة متماسكة وجزء من مرتبات الموظفين يصرف بحسب المتاح فهل يعني ذلك أن الفساد الذي كان متمثلا في الموازنات الشهرية التي كانت خاصة للقادة العسكريين والمشايخ والوجاهات وكبار المسؤولين هي سبب الأزمات المالية التي شهدتها الحكومات السابقة وعندما تم تجفيف منابع هذه الموازنات الخاصة وقطعها على اصحابها كونها كانت تصرف دون وجه حق استطاع اليمنيون أن يعتمدوا على أنفسهم بإمكانياتهم المتواضعة ويكتشفون مكامن الخلل التي كانت سببا في رهن القرار السياسي اليمني للخارج وكان الاعتقاد لدى البعض بأن أي حكومة يمنية لا تعتمد على مساعدات الخارج سيكون مصيرها الفشل وهو اعتقاد خاطئ أثبتت التجربة فعلا أنه مجرد وهم في مخيلة اولئك الذين جعلوا مصالحهم الشخصية فوق مصالح الشعب والوطن وإن كان ما يزال الكثير منهم حتى اليوم يمارسون هذه اللعبة القذرة بما فيهم أناس محسوبون صوريا على المسيرة القرآنية وهو ما جعل قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك الحوثي يوجه لهم انتقادا شديدا في أكثر من مناسبة ويطالب بإنزال أشد العقاب بحقهم وفضحهم على الملأ في وقت لا يزال فيه عظمهم طريا يمكن كسره قبل أن يتحولوا إلى مراكز قوى ونفوذ داخل الدولة فيصعب التخلص منهم كما كان يحدث خلال العقود الماضية حيث كان الفساد هو المتحكم في طبيعة القرار السياسي اليمني للحكومة والدولة بشكل عام.
والدليل أن الوضع القائم رغم صعوبته في ظل العدوان البربري والحصار صامد في مختلف الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية بفضل الإرادة القوية والجبارة التي برهن الشعب اليمني من خلالها وبتوكله على الله أنه قادر على أن يدافع عن نفسه وعن سيادة وطنه واستقلال قراره بل وتحول من الناحية العسكرية إلى دولة اقليمية يحسب لها ألف حساب وما قام به من دعم وإسناد لمظلومية غزة وقصف إسرائيل في عمقها ومحاصرتها اقتصاديا من البحر وكذلك مواجهة القوات المسلحة اليمنية ممثلة في القوة الصاروخية والطيران المسير بشكل مباشر لأمريكا وبريطانيا وضرب أساطيلهما أكبر برهان على ما وصل إليه اليمن من قوة وما يجري في الميدان في مختلف الجبهات خير شاهد حيث لا تراجع إلى الوراء وإنما تقدم إلى الأمام وهو ما جعل أعداء الشعب اليمني يعيدون حساباتهم من جديد ويعلنون بكل وضوح بأنهم أعجز من أن يحققوا الأهداف التي رسموها قبل وبعد شن العدوان لا بالسلاح ولا بالسياسة ولا بالحصار الاقتصادي رغم استخدامهم لكل الوسائل والخطط الخبيثة المرسومة و المعدة سلفا من قبل خبراء متمرسين صقلتهم التجارب والحروب بعضهم ينتمون إلى دول عظمى مثل امريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وأصبح اليمن أنموذجا يمكن أن تحتذي به الشعوب العربية وتسير على خطاه.
لكن مع الأسف الشديد العرب قرارهم ليس بأيديهم بسبب تبعية الحكام للدول الكبرى وخاصة أمريكا التي صارت تتحكم في مصائرهم وتفرض عليهم توجهاتها بدليل موقفهم من العدوان الصهيوني على غزة ولبنان وهو ما يؤكد أن ضعف العلاقات العربية- العربية لم يأت من فراغ وإنما هو محصّلة لتفاعل مجموعة من المتغيرات والعوامل في البيئة العربية نفسها التي تتواجد في إطارها الدول العربية وإن كانت مثل هذه التفاعلات تعكس آثارها السلبية على كافة الأطراف الداخلة في عملية التفاعل من خلال جذور ممتدة في عمق الماضي، كما أن لها جوانبها السياسية والاقتصادية المرتبطة بهذا النظام الدولي أو ذاك والذي في كل الأحوال يفرض وصايته عليها بحجج ومبررات واهية لا يستسيغها عقل ولا منطق، وقد أثبتت الأيام أن من يرهن نظامه لدول استعمارية من أجل حمايته والدفاع عنه سرعان ما يجد نفسه وحيدا عندما تضعف الدولة التي يستند على حمايتها وهذا ما هو حادث للنظام السعودي اليوم بعد أن وجد أن أمريكا التي تعد ظهره القوي للدفاع عنه أصبحت مشغولة بمشاكلها رغم مئات مليارات الدولارات التي التزم بها محمد بن سلمان لإدارة ترامب الجديدة لاستثمارها في أمريكا مقابل أن ترضى عنه وهذا الهوان مالا نتمناه أن يستمر لاسيما وأن الضعف قد أصاب العرب جميعاً ولا يجب أن نحمّله للغير من الدول الكبرى سواءً كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها لسبب بسيط وهو أن مبعث هذا الضعف والهوان وسببه هم الحكام العرب ومواقف الشعوب السلبية لأنهم لم يدركوا حقيقة ما يجري لهم وليس عندهم بعد نظر لما سيأتي وما حدث في سوريا يجب أن يكون عبرة لمن لا يعتبر.