ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابها من تشاد والسنغال؟
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
يشهد الوجود العسكري الفرنسي في أفريقيا تحولاً متسارعاً مع نهاية العام الجاري، حيث قرّر كل من تشاد والسنغال إنهاء اتفاقيات الدفاع التي تربطهما بباريس، وقد جاء هذا القرار دون انتظار ما تنويه فرنسا في المستقبل.
وعلى الرغم من تقديم جان ماري بوكيل، المبعوث الشخصي للرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدول الأفريقية المعنية بإعادة هيكلة الوجود العسكري الفرنسي، تقريره إلى قصر الإليزيه في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، فإن هذا التقرير الذي لم يُنشر بعد وأصبح متجَاوَزاً.
ومع نهاية عام 2024، اختار شريكان تاريخيان لفرنسا قطع الروابط العسكرية، منهيين بذلك وجوداً عسكرياً يعود إلى حقبة الاستعمار، وخلال أسابيع أو أشهر قليلة، لن يكون هناك أي وجود عسكري فرنسي في داكار، كما سيختفي العلم الفرنسي من معسكر كوسي في نجامينا.
أما في الغابون وساحل العاج، فقد بدأ تطبيق فلسفة جديدة في معسكر ديغول في ليبرفيل وفي أبيدجان، تقوم على مشاركة المواقع العسكرية أولاً، ثم وضعها تحت السلطة الكاملة للدول المضيفة. وبدلاً من القواعد الكبيرة، ستكون هناك وحدات اتصال مشتركة بين القوات، تضم نحو مئة عسكري، مهمتها استقبال وحدات مؤقتة يتغير حجمها وفقاً للتدريبات والعمليات.
Relatedفلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشماليةالقوات الفرنسية في إفريقيا.. هل ينفرط عقدها فتصبح من دون قواعد عسكرية ثابتة؟مالي تتسلم دفعة جديدة من مقاتلات ومروحيات روسية.. فهل حلت روسيا محل فرنسا في إفريقيا؟وتبقى جيبوتي القاعدة العسكرية الفرنسية الأخيرة في القارة الأفريقية، وهي قاعدة استراتيجية موجهة نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتنشر فرنسا فيها 1500 جندي بشكل دائم لخدمة القاعدة البحرية والجوية، بالقرب من مضيق باب المندب الذي يمر عبره 15% من حركة الملاحة العالمية.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أكثر من 33 مليون نيجيري في دائرة الخطر: أزمة الجوع تهدد أكبر دولة في إفريقيا روسيا رغّبت نساء إفريقيات بالمال ومهنة لائقة فانتهى بهن العمل بتصنيع السلاح والمسيّرات لضرب أوكرانيا بدء محاكمة حسين حبري في السينغال المجاعة في إفريقيافرنساقوات عسكريةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: عيد الميلاد السنة الجديدة احتفالات المسيحية قطاع غزة سوريا ضحايا عيد الميلاد السنة الجديدة احتفالات المسيحية قطاع غزة سوريا ضحايا المجاعة في إفريقيا فرنسا قوات عسكرية عيد الميلاد السنة الجديدة احتفالات المسيحية قطاع غزة سوريا ضحايا قتل رومانيا تزلج وفاة دونالد ترامب یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
فنلندا تطالب واشنطن بخارطة طريق أمريكية لآلية انسحابها من أوروبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلق وزير الدفاع الفنلندي أنتي هاكانين تحذيرًا استراتيجيًا واضحًا حول مستقبل الأمن الأوروبي، داعيًا إلى ضرورة إعداد "خارطة طريق واضحة" بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تحسبًا لأي تحول في السياسة الدفاعية الأمريكية تجاه آسيا.
وجاءت تصريحات هاكانين في مقابلة هاتفية مع مجلة بوليتيكو عقب اجتماع غير رسمي لوزراء الدفاع الأوروبيين في وارسو، حيث أكد أن وجود خطة مشتركة أمر بالغ الأهمية في حال قررت الولايات المتحدة تقليص حضورها العسكري في أوروبا لصالح منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تتصاعد التوترات مع الصين.
تأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه القلق الأوروبي بشأن اتساع الفجوة في القدرات الدفاعية بين أوروبا والولايات المتحدة، خاصة أن أوروبا – كما أشار هاكانين – "ضعيفة للغاية بدون القدرات الأمريكية".
وتشارك فنلندا، التي أصبحت عضوًا كاملًا في "الناتو" ولديها حدود برية تمتد 1340 كيلومترًا مع روسيا، هذا القلق بدرجة أكبر نظرًا لموقعها الجغرافي وحساسيتها الأمنية المباشرة.
هاكانين أبدى تفهمه لضغوط واشنطن، خصوصًا في ظل التصعيد الصيني في منطقة المحيطين، إلا أنه حذّر من أن انسحابًا غير منسق قد يفتح ثغرات تستغلها روسيا لزعزعة أمن القارة، داعيًا إلى ضرورة توافق أي تحول أمريكي استراتيجي مع خطط الاتحاد الأوروبي لتعزيز دفاعاته.
في هذا السياق، رحّب هاكانين بمقترحات المفوضية الأوروبية الهادفة لتعزيز البنية الدفاعية للاتحاد عبر تسهيلات مالية تشمل تخفيف قواعد الإنفاق وزيادة الاستثمارات العسكرية، والتي قد تصل إلى 800 مليار يورو بحلول 2030، منها 150 مليار في شكل قروض دفاعية. هذه الخطط تمثل محاولة حقيقية لبناء استقلالية دفاعية أوروبية تدريجية عن الدعم الأمريكي.
دعوة هاكانين تتقاطع مع تصريحات مماثلة من وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي طالب سابقًا بوضع "خارطة طريق لتقاسم الأعباء" في حال تقليص الوجود الأمريكي.
ورغم هذه المخاوف، أكدت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بروكسل التزام بلاده بالناتو ورفضه لما أسماه "الهيستيريا" الأوروبية، مشددًا على بقاء الولايات المتحدة داخل الحلف، لكن مع إعادة ترتيب الأولويات.
ورغم تطمينات قادة الناتو – وعلى رأسهم الأمين العام مارك روته – بأن أي تحولات أمريكية ستكون "منسقة"، فإن التحركات الجارية داخل الاتحاد الأوروبي تعكس قلقًا حقيقيًا من اعتماد مفرط على المظلة الأمريكية، في وقت يهدد فيه صعود اليمين الأمريكي، ممثلًا في دونالد ترامب، مستقبل التحالفات التقليدية.