جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-27@17:16:25 GMT

الخلل بقطاع العقارات في عُمان

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

الخلل بقطاع العقارات في عُمان

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

تهتم الدول بمختلف القطاعات الاقتصادية باعتبارها المكونات الأساسية لخلق فرص العمل وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية على مختلف فترات السنة. ويأتي قطاعا العقار والمال في المنطقة في مُقدمة القطاعات التي تنال اهتمامًا كبيرًا من مختلف الفئات؛ سواء من المؤسسات الحكومية أو الخاصة ويعززان من التنمية.

ويهتم الناس بهذين القطاعين باعتبارهما من القطاعات التي يمكن أن يحققا الأرباح في فترة زمنية قصيرة، عكس القطاعات التي تتطلب وقتًا كبيرًا لإعطاء النتائج الإيجابية كما هو حاصل بقطاعات الزراعة والصناعة والسياحة وغيرها من القطاعات الأخرى. ويبدو أنَّ القطاع العقاري في البلاد تعرَّض لبعض الركود خلال السنوات الأخيرة، ولا يتحرك بصورة جيِّدة منذ فترة، ويحتاج إلى إصدار مزيد من التشريعات والقوانين ليتحرك تدريجيًا خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن الكثير من المؤسسات والأفراد استثمروا أموالهم في هذا القطاع على أمل أن يتمكنوا من بيع وحداتهم إلى الآخرين، وتسوية أوضاعهم مع المؤسسات المصرفية التمويلية نتيجة حصولهم على تمويلات مصرفية من البنوك على أساس فائدة سنوية من أجل إنشاء تلك العمارات والمباني، خاصة في محافظة مسقط. ونتيجة للظروف الاقتصادية التي مرّ بها العالم منذ عدة سنين مضت، فإن سوق العقار في السلطنة تراجع بصورة كبيرة من حيث بيع الوحدات وكذلك حصول تراجع في قيمة الإيجارات، في الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة قرارًا بإنشاء مدن ومجمعات سكنية كبيرة، الأمر الذي يؤثر بصورة مباشرة على تصريف الوحدات القائمة، ويتطلب إعادة النظر في التشريعات والقوانين والسماح لمختلف فئات المجتمع من بيع هذه الوحدات التي يمتلكونها، بحيث لا يقتصر البيع على المجعات والمدن السياحية الجديدة فقط.

القطاع العقاري في عُمان تأثر بتباطؤ النمو الاقتصادي؛ ابتداءً من منتصف عام 2014 بسبب تراجع أسعار النفط العالمية، ومن ثم تعرّض العالم إلى بعض الأزمات المالية، فيما شهد عام 2020 انتشار وباء "كوفيد-19" لمدة 3 سنوات متتالية، وما زالت آثاره السلبية باقية على المجتمعات، الأمر الذي يشكّل ضغوطًا على القطاع العقاري أيضًا، وأدى إلى تراجع أسعار الإيجارات والبيع، خاصة مع خروج العمالة الأجنبية من البلاد، وعدم تمكن المواطنين من شراء الوحدات بسبب الفائدة العالية للمؤسسات المصرفية، في الوقت الذي ما زالت فيه العمالة الأجنبية وأسرها تمثّل حوالي 40% من عدد السكان الحالي للبلاد.

الأرقام الأخيرة تشير إلى أن أعداد الوحدات السكنية غير مأهولة وفق بيانات تعداد عُمان 2021 بلغت حوالي 87 ألف وحدة سكنية (ما يقرب من 20% من إجمالي المعروض السكني)، وقد تزايد عددها خلال السنوات الخمس الماضية، وهذه الوحدات الشاغرة معروضة للإيجار؛ باعتبار أن معظم العُمانيين يمتلكون منازلهم الخاصة. وحصل ذلك نتيجة لزيادة بناء الوحدات السكنية لسوق الإيجار، خاصة من الشقق السكنية ذات الدرجة المنخفضة، وأدى إلى فائض كبير في المعروض، في الوقت الذي انخفض فيه الطلب بسبب تراجع أعداد العمالة الأجنبية خلال الفترة الماضية وتأثر الطلب والعرض في السوق؛ الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الطلب على الشقق والفلل.

ورغم هذا التراجع إلّا أن بعض التقارير الحديثة تُشير إلى أن سوق العقار في عُمان سوف يزدهر خلال السنوات الخمس المقبلة وحتى عام 2029؛ ليرتفع حجمه من 4.38 مليار دولار أمريكي في العام الحالي 2024 إلى حوالي 6.80 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9%.

كما يعمل المطورون التركيز على بناء الوحدات السكنية الكبيرة في المجمعات والمدن السياحية المرخصة للتمليك، وتمكين الراغبين من الأجانب الذين تزيد أعمارهم عن 23 عامًا من شرائها، بجانب تمكينهم من شراء الوحدات في المباني السكنية والتجارية متعددة الطوابق بموجب نظام حق الانتفاع لمدة 99 عامًا، خاصة أولئك الذي يحملون تصاريح إقامة سارية المفعول لمدة عامين على الأقل. ويرى أصحاب العقار من المواطنين أنه من الضروري خلال هذه الفترة فتح نفس الباب لهم وإعطائهم المجال لبيع ما لديهم من المعروض؛ سواء من الفلل أو الشقق القائمة في العديد من الاماكن في مسقط وخارجها، للتقليل من الاضرار المالية والديون التي يعانون منها لصالح المؤسسات المصرفية، خاصة وأن السوق بامكانها أن تستوعب المشاريع الجديدة التي يمكن أن يُقدم عليها الشباب وفق إمكاناتهم وقدراتهم المالية لتوفير الاستقرار والترفيه لهم مع عائلاتهم؛ الأمر الذي سوف يساعد على زيادة تغطية الفجوة القائمة بين العرض والطلب على الوحدات الجاهزة، والقضاء على الركود في المبيعات.

هذا يمكن أن يتحقق من خلال السماح للأجانب- وخاصة المُقيمين في البلاد من مختلف الشرائح- بتملُّك هذه الوحدات المعروضة للبيع خارج نطاق المجمعات والمدن السياحية الجديدة، إضافة إلى القضاء على التحديات القائمة؛ كتقديم إعفاءات ضريبية أو تخفيضات في رسوم الأراضي للمطورين، وتسريع وتيرة الإجراءات الإدارية، علاوة على إنشاء صندوق لدعم الاسكان المُيسَّر للشباب الراغب في امتلاك وحدة سكنية حديثة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. هشام سليم نجم الدراما الذي تنبأ بموعد رحيله

يحل اليوم السبت 27 يناير، ذكرى ميلاد الفنان هشام سليم، الذي ولد بمثل هذا اليوم عام 1958، ورحل عن عالمنا يوم الخميس 22 سبتمبر عام 2022، عن عمر يناهز الـ 64 عاما.

 ولد هشام سليم في 27 يناير 1958 بالقاهرة، لعائلة مميزة، فوالده هو أسطورة الكرة والفن صالح سليم، وشقيقه خالد سليم، زوج الفنانة الكبيرة يسرا.

بدأ هشام مسيرته الفنية مبكرًا، حيث خطف الأنظار وهو طفل صغير في فيلم “إمبراطورية ميم” عام 1972، أمام الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، التي لعبت دورًا في إقناع والده بالموافقة على دخوله عالم الفن،تميز هشام منذ تلك اللحظة بموهبته الفريدة، التي استمرت في الإبهار لعقود، من خلال مشاركته في أكثر من 100 عمل فني بين السينما والدراما.

 هشام سليم يروي حكايته

قبل 4 سنوات من رحيله، قال الفنان هشام سليم، إن والده حذره من الغرور وأن يوقف نفسه عند الحدود وألا يتعالى على أحد، مفيدًا بأنه بدأ مشواره الفنى منذ أن كان عمره 13 عاما، لافتًا إلى أن والده كان يضربه كثيرًا فى الصغر بسبب شقاوته هو وأخوته.

وأضاف هشام سليم، خلال حديثه ببرنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا"، أنه بدأ تدخين السجائر وهو في عمر 8 أعوام، مشيرًا إلى أن أصدقائه كانوا أكبر منه وهم أول من علموه شرب السجائر، موضحا أن والده لم يكتشف تلك العادة إلا بعد بلوغه 16 عاما.

محطات هامة في مسيرة هشام سليم 


بعد تخرجه في معهد السياحة والفنادق عام 1981 ودراسته الحرة بالأكاديمية الملكية في لندن، قدم هشام العديد من الأدوار البارزة. من أهم أعماله السينمائية والتلفزيونية:
    •    فيلم “أريد حلًا” (1975)
    •    فيلم “عودة الابن الضال” (1976)
    •    مسلسل “ليالي الحلمية” بجميع أجزائه
    •    مسرحية “شارع محمد علي”
    •    فيلم “يا دنيا يا غرامي”
    •    مسلسل “أماكن في القلب”

رحيله وتنبؤه بموعد وفاته
 

توفي الفنان هشام سليم، صباح اليوم الخميس 22 سبتمبر، بعد صراع مع مرض السرطان ، عن عمر يناهز 64 عاما، وتم تشيع الجثمان اليوم بعد صلاة العصر باحدي المساجد مدينة 6 أكتوبر.

و قالت نهال عنبر، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج " آخر النهار" المذاع على قناة النهار، تقديم الإعلامي تامر أمين، أن الجميع علم أن هشام فى اللحظات الأخيرة، و خلال دقائق سيتوفى، و الجميع قام بتجهيز نفسه.

ولفتت إلى أن الراحل كان راقيا، و جميلا، وكان خفيفا فى حياته، وخفيفا فى وفاته، و الجميع شارك فى العزاء اليوم.
 

 

مقالات مشابهة

  • ما أسباب تراجع مبيعات العقارات للأجانب في تركيا؟
  • مجلة عبرية: الدبلوماسية والغارات الجوية لم توقف الحوثيين.. فما الذي سيوقفهم؟ (ترجمة خاصة)
  • في ذكرى ميلاده.. هشام سليم نجم الدراما الذي تنبأ بموعد رحيله
  • القطاع العقاري بالإمارات يواصل زخم النمو في 2025
  • تنمية المحافظات والنمو الاقتصادي
  • منها الترجمة لـ25 لغة.. خدمات قدمتها وزارة الداخلية بقطاع الأحوال المدنية
  • المالية النيابية:نرفض بيع العقارات عن طريق المصارف واستضافة (العلاق) خلال هذا الأسبوع
  • تراجع أسعار الذهب بعد تسجيل الغرام مستوى قياسي (أسعار 25 يناير 2025)
  • «ائتلاف ملاك العقارات القديمة».. ينفي زيادة القيمة الإيجارية 15%
  • ائتلاف ملاك العقارات القديمة: نتوقع تغيير القانون قبل نهاية شهر يونيو المقبل