ممرضة تكشف الكلمات الأخيرة للمرضى قبل الموت
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
في مواجهة الموت، ما هي الكلمات الأخيرة التي تخرج من أفواه المرضى على سرير الوفاة؟ هذا ما كشفه مقدمو الرعاية الطبية، والذي انقسم إلى فئتين: مؤثرة ومحزنة.
وقالت ممرضة الرعاية التلطيفية جولي ماكفادن لـ "دايلي ميل" إن الناس نادوا على والديهم الذين توفوا قبل فترة طويلة، أو حتى حبيب سابق لم يروه منذ سنوات.
لكنها سمعت أيضاً المرضى يقولون بسلام لمن حولهم "أحبك".
وأضافت ماكفادن: "يعتقد الكثير من الناس أنه مثل الأفلام - إعلان درامي أخير لشيء ندموا عليه دائماً، أو شيء أرادوا دائماً أن يعرفه الجميع؛ إنه ليس كذلك حقاً".
عبارات شائعةوأشارت إلى أن عبارات "شكراً لك"، و"سامحتك"، و"من فضلك سامحني"، و"وداعاً" تُقال أيضاً بشكل شائع.
ومكفادن ممرضة مسجلة في لوس أنجليس، وعملت في رعاية المسنين لأكثر من 7 سنوات، ضمن مسيرة مهنية في التمريض امتدت 15 عاماً.
وعن خبرتها في موقف الاحتضار، قالت ماكفادن: "مات المرضى بسلام قائلين إنهم لم يندموا، بينما عبر آخرون عن حزنهم لأخذ حياتهم كأمر مسلم به".
وأضافت: "نحن نأخذ الكثير من الأشياء كأمر مسلم به؛ القدرة على الرؤية، القدرة على الأكل، والبلع، والمشي، والعيش دون ألم تماماً. يقول الكثير من الناس إنهم لم يقدروا ذلك، ويتمنون لو فعلوا ذلك".
الندمويقول الناس أيضاً، بحسب ماكفادن، إنهم "يتمنون لو لم ينهوا حياتهم بالعمل" والنساء على وجه الخصوص "يتحدثن عن اتباع نظام غذائي، ويندمن القلق بشأن شكل أجسادهن، أو عدم تناول هذا أو ذاك بسبب الحميات الغذائية، ومحاولة الظهور بطريقة معينة".
الأسف والذكرياتوقالت ماكفادن: "إذا كان شخص ما في شجار كبير، يقول: لماذا لم أقل إنني آسف في وقت سابق؟". و"الآن بعد أن واجهوا الاحتضار، يفكرون في وفاة والديهم. "ويقولون، "لم أسألهم أبداً، ما هي ذكريات طفولتهم المفضلة؟"
وأضافت: "إن هذا يجعلهم يفكرون فقط في الأشخاص الذين فقدوهم، وما يريدون فعله بشكل مختلف الآن وهم يموتون، وكيف يريدون إخبار أطفالهم أو عائلاتهم".
وتعتقد ماكفادن أن مناداة الأقارب المتوفين قد يكون له علاقة بكون الوالدين "مصدراً للراحة". وقالت: "أتحدث دائماً عن الموت باعتباره مثل الولادة. الناس مثل الأطفال".
لغة الكلمات الأخيرةويمكن أيضاً أن تتغير اللغات التي يتحدث بها الناس أيضاً في اللحظة الأخيرة. وعن هذا قالت ماكفادن: "لغتهم الأولى هي الإيطالية، وهم يعيشون في مكان يتحدثون فيه الإنجليزية منذ 50 عاماً، ولكن عندما يقتربون من الموت، سيعودون إلى التحدث بالإيطالية، ولم تسمعهم أسرهم يتحدثون الإيطالية لسنوات".
أحياناً سيقولون أشياء لا معنى لها. ولكن في بعض الأحيان، لا معنى لها بالنسبة لنا، لكنها قد تكون منطقية بالنسبة لهم. سيقولون، "أحتاج فقط إلى العودة إلى المنزل".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات صحة
إقرأ أيضاً:
«نجار الكلمات» و«حقيبة عسكر».. اتّكاء على الانقطاع الزمني
العُمانية: الراصد لأعمال الكاتب العُماني يوسف الكندي يجد ما تم العمل عليه لبناء السرد في نتاجه القصصي بصورة عالية، مستخدمًا تقنيات تتمثل في الانقطاع الزمني، والاشتغال على المقاطع المقتضبة، والمفارقة الفجة، والتقليل من ديكور الوصف.
وبحسب تعبير «الكندي» فإن تلك التقنيات لم تأتِ لتفسح الطريق لذهن القارئ وتجعله يتوجّه إلى الحدث، بل على العكس تمامًا، إنها تضيّق التفاعل مع نتاج الكتاب فيضطر إلى محاولة إعادة التموضع في نطاق المحاولة مرارًا وتكرارًا. ويقول: إنها خارطة نصية شائكة لا تكتمل بياناتها ولا تحافظ على مظهرها سوى أن تكون عدة القارئ مكتملة أو هكذا يراد منه؛ لأنه في النهاية سيعود إلى «حافة النسيان مرارًا وتكرارًا»، هذا لأن «القصص لا تفهم عاداتنا في النسيان» كما في النص الختامي للمجموعة.
في إصداره القصصي (نجّار الكلمات) الذي يضم أكثر من 50 نصًّا قصيرًا، يأتي الكاتب «الكندي» من خلال تلك النصوص ليفتح شبّاك القول ليتحدث عن الإنسان ومكابداته في المكان والتاريخ والزمن، فهي تكشف ومن خلال صياغتها الخاطفة والمكثّفة عن أعماق الذات الإنسانية، وتحتشد بالتساؤلات عن أفق الحياة والوجود.
يستخدم الكاتب لغة رمزية توظف المفارقة والسخرية والغرائبية والألم أحيانًا، وتتوجه تلك النصوص القصص إلى سبر أغوار التجربة الإنسانية المحتدمة مع هشاشة الزمان والمكان، ويتداخل في هذا السرد الواقع مع الخيال والأحلام في محاولة لدمج المكونات المعرفية وإنتاجها في قالب سردي لافت يزعزع القناعة الداخلية الراسخة لدى القارئ، حيث تفتح له نهاية النص مشهدًا آخر لا يقوده إلى المعنى بل إلى أسئلة أخرى.
تشارك في هذه النصوص شخصيات متناقضة ومتهكمة، تظهر من جريان الواقع أو تخرج من غابة الخيال، لكنها في النهاية تقدم جانبًا من تحدي الوجود في العمق الإنساني المتواري خلف الوعي الجمعي، فنرى -مثلا - «كيف استقال الضبع» من وظيفته وهي التسبب بآلام الأذن؛ لأنه بكل بساطة لا يستطيع أن يجاري ما تنتجه الآلة الدوائية العالمية من أدوية ليس هدفها سوى التربح المالي، وكيف تورط ذلك الرجل بعد أن خرج من عزلته فوقع في مأزق الكينونة الرسمية التي لا يفلت أحد من قبضتها، وكيف تم تحميل ذلك الميت الذي خرج من قبره ذنب الكارثة التي حلّت بمساجين القلعة حين خرجوا بالموت أو مصابين بالعجز والعاهات، وغيرها من المقاربات الوجودية المتنوعة التي تخترق الزمن والمكان.
لا تبتعد تفاصيل تلك النصوص عن واقعية المكان بما يحمله من تجارب وما يقدمه من قيم وسلوك حتى إن تم استدعاء شخصيات رمزية، بل إن ذلك يساعد على تحفيز ذهن المتلقي وقطع السبيل عليه حتى لا تتكون لديه فكرة سابقة عن الشخصية وسلوكها. ولا يكتفي الكاتب هنا بتناول قضايا محلية فحسب إذ إن النصوص تنطلق أحيانًا لتسبر قضايا إنسانية تجتاح هذا العالم ولها تأثيرها المباشر فيما يعانيه الإنسان وهو يمضي في رحلته المضنية.
وفي إصداره السردي «الروائي» الآخر (حقيبة عسكر) يتحدث عن «عابد عسكر» الشخصية المحورية في الحكاية، ومحاولته البائسة في كسر الحلقة التي تلتف حول كينونته الهامشية والتي تلقيه في جبٍّ سحيق من التهميش الوجودي الصلب.
يحاول عابد عسكر أن يثبت للمكان والزمان أنه ما يزال موجودًا، رغم السنوات الطويلة التي مرّت عليه وهو يشبه جدارًا منسيًّا لا يكترث به أحد، وهذا ما يقوده في ذلك اليوم العجيب إلى أن يرتكب فعلته الحمقاء، لتمضي الأحداث بعد ذلك بكل تناقضات شخصيته الهامشية وتاريخه المهمل ليكتشف في النهاية أنه غير مؤهل حقًّا سوى للنسيان أو الموت، لكنه يرضخ لهذه القناعة الوجودية المشروعة في نظره لأن العالم في حقيقته العميقة مجموعة من المتواليات الرصينة.
يرصد الراوي في هذا العمل تلك المسافة التي تقيمها الشخصية الرئيسية بينها وبين بنية الواقع المحيط، وكيف تحاول هي الأخرى أن تحدث ذلك الاختراق من أجل أن يخرج من نمطه الخانق والثقيل، يقرر «عابد عسكر» وهو يقترب من الستين حثيثًا أن يتعامل ويتفاعل جديًّا مع عالمه الوجودي، حتى لو اضطر ذلك إلى فتح بوابة الجحيم وفق حدود معرفته وطاقته الصغيرة، لا يفوِّت «عابد» وهو يمضي في خطته المجنونة أن يشحذ نفسه بما يظنه ميزات إضافية، إنه يستعين بما يظنه ميزات ظلت مخبأة لسنوات طويلة وحان الآن استخدامها، وهذا ما جعله يتصالح مع لقبه «عسكر» بعد أن عاش حانقًا منه سنوات طويلة، وها هو الآن يستعيد كل طاقته المخبأة من أجل أن ينجز كارثته الصغيرة.
قد يعتقد قارئ هذه الرواية أنها تسير في اتجاه واحد، إلا أن مسار الحكاية يتشجر وفق منطقية وظيفية توجد عالم الشخصية وعلاقتها المتشعبة مع المكان، هذه المتتاليات يتم نسجها في بنية النص لترسم الصورة الوجودية للشخصية، «كان عابد يمقت ثلاثة أشياء في هذا العالم وهو في عمر الثامنة والخمسين: البحر، والصخرة التي فشل في دحرجتها، والذين يطيلون المكوث».