قبل انتهاء عام 2024 تفاجئ العماء بكارثة متوقعة قد تصيب العالم هذا القرن حيث حذر العلماء من أن الأرض تواجه فرصة "بنسبة 1 من 6" لحدوث ثوران بركاني ضخم هذا القرن قد يؤدي إلى "فوضى مناخية" مشابهة لتلك التي حدثت عقب ثوران جبل تامبورا في إندونيسيا عام 1815،  وأوضحوا أن البشرية لا تمتلك خطة لمواجهة آثار هذا الحدث الكارثي المحتمل.

وفي عام 1815، أطلق ثوران جبل تامبورا 24 ميلا مكعبا (100.032 كم مكعب) من الغازات والغبار والصخور إلى الغلاف الجوي، ما أدى إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة العالمية، وهذا الحدث تسبب في "عام بلا صيف"، حيث فشلت المحاصيل الزراعية وانتشرت المجاعة، كما تفشت الأمراض ما أسفر عن وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص.

ومع ذلك، فإن تأثيرات ثوران بركاني ضخم في القرن الحادي والعشرين قد تكون أسوأ بكثير، بالنظر إلى الظروف البيئية الحالية التي تشهدها الأرض نتيجة للاحتباس الحراري الناتج عن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري.

وقد تزيد الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تم إطلاقها في القرن الماضي من تأثير التبريد الناتج عن ثوران بركاني. ووفقا للدكتور توماس أوبري، فإن الغلاف الجوي الأكثر سخونة سيساهم في انتشار الغاز الكبريتي بشكل أسرع وأكثر فعالية، ما يزيد من قدرة الجسيمات المعلقة في الهواء على عكس أشعة الشمس وتقليل درجات الحرارة العالمية.

وقالت الدكتورة أنيا شميت، عالمة الغلاف الجوي في جامعة كامبريدج: "هناك نقطة مثالية من حيث حجم الجسيمات الدقيقة التي تكون فعالة للغاية في تشتيت ضوء الشمس". وأضافت أن دراستها التي نشرت في Nature Communications عام 2021، تشير إلى أن الاحترار العالمي سيزيد من قدرة هذه الجسيمات على تقليص 30% من الطاقة الشمسية، ما قد يساهم في تبريد سطح الأرض بنسبة 15%.

وعلى الرغم من هذه الاكتشافات، يبقى التنبؤ بالثورات البركانية أمرا صعبا. وقال الدكتور ماركوس ستوفيل، أستاذ المناخ بجامعة جنيف: "نحن في بداية الفهم لما يمكن أن يحدث"، مشيرا إلى ضعف البيانات المتاحة حول البراكين القديمة.

لذلك، يعتمد العلماء على بيانات نوى الجليد وحلقات الأشجار القديمة لتحليل تأثيرات البراكين في الماضي.

وتشير الدراسات إلى أن العديد من الثورانات البركانية في العصور الماضية أدت إلى تبريد مؤقت للأرض، مثل ثوران جبل تامبورا الذي أدى إلى انخفاض درجة الحرارة العالمية بنحو درجة مئوية واحدة. كما تشير الأدلة إلى أن ثوران بركان سامالاس في إندونيسيا عام 1257 قد ساعد في بداية "العصر الجليدي الصغير"، الذي استمر لعدة قرون. أما ثوران جبل بيناتوبو في الفلبين عام 1991 فقد أدى إلى تبريد الأرض لمدة عدة سنوات بمقدار نصف درجة مئوية.

وبالإضافة إلى ذلك، قد يساهم تغير المناخ في تعديل سلوك البراكين.

وقال الدكتور توماس أوبري: "الذوبان السريع للأنهار الجليدية فوق البراكين يمكن أن يزيد من الضغط تحت الأرض ويؤدي إلى ثورانات بركانية". كما أن هطول الأمطار المتزايد بسبب تغير المناخ قد يتسبب في انفجارات بركانية مشابهة لـ "قنبلة البخار"، حيث تتسرب المياه إلى الشقوق القريبة من البراكين النشطة.

وأظهرت دراسة أجريت في 2022 أن حوالي 58% من البراكين النشطة في العالم قد تكون معرضة للانفجار نتيجة لتغير المناخ وزيادة هطول الأمطار المتطرف، ما يعزز فرص حدوث تبريد عالمي مشابه "لعصر جليدي صغير".

وبالرغم من صعوبة التنبؤ بتوقيت حدوث ثورانات بركانية، فإن العلماء يحثون على أهمية الاستعداد لهذه الكارثة المحتملة. وقال ستوفيل: "يجب على صناع السياسات الاستعداد من خلال وضع خطط إخلاء وتنظيم المساعدات الغذائية في حالة فشل المحاصيل نتيجة للثوران البركاني".

كما أشار الخبراء إلى أن ثورانا بركانيا في القرن الحادي والعشرين قد يؤثر على عالم أكثر اكتظاظا بالسكان، حيث يمكن أن تكون الاضطرابات الناتجة عنه غير متوقعة وقد تتردد تأثيراته في أنحاء مختلفة من العالم بطرق مميتة وغير مباشرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ثوران بركاني إندونيسيا الغلاف الجوي درجات الحرارة العالمية المحاصيل الزراعية المجاعة ثوران برکانی ثوران جبل إلى أن

إقرأ أيضاً:

قصة كهف فيروفكينا.. النقطة الأقرب لمركز الأرض

الكهوف واحدة من الظواهر الجغرافية الطبيعية التي تتواجد في مختلف أنحاء العالم، وعادة ما تكن مصدر جذب قوي للجيولوجيين والخبراء، لكن عمق كهف فيريوفكينا يجعله يشكل أهمية بالغة للعلماء وذلك لوقوعه على أكثر من 1.3 ميلًا وهو أعمق كهف معروف في العالم والأقرب لمركز الأرض بحسب الدراسات العلمية.

موقع كهف فيريوفكينا

يقع كهف فيريوفكينا في جمهورية جورجيا المنفصلة التي تعتبر موطنًا لأربعة من أعمق الكهوف المعروفة في العالم، بما في ذلك كهف كروبيرا، الذي كان ذات يوم أعمق كهف والآن يأتي في المرتبة الثانية بعد فيريوفكينا، الذي يحمل الرقم القياسي بموسوعة جينيس على عمق 1.3 ميل أي ما يعادل 2212 مترًا، وفق موقع «atlasobscura» العالمي.

تم توثيق عمق هذا الكهف لأول مرة في عام 1968 حيث كان يقع على عمق 377 قدمًا فقط، لكن مع حدوث العديد من الرحلات الاستكشافية أصبح أعمق وأعمق.

أصبح من الصعب الوصول إلى هذا الكهف العميق والنائي، حيث استغرق الأمر عشرات الرحلات الاستكشافية و50 عامًا حتى حطم الرقم القياسي بكونه الأعمق والأقرب لمركز الأرض وفق تقارير العلماء في عام 2018.

مدة الرحلة لكهف فيريوفكينا

تستغرق الرحلة ذهابًا وإيابًا إلى كهف فيريوفكينا من الأعلى إلى الأسفل ثم نحو أسبوعًا تقريبًا بالنسبة لعلماء الكهوف المحترفين، وتعتبر هذه الرحلة محفوفة بالمخاطر إلى حد لا يصدق أو يستوعبه العقل البشري.

قبل عامين كادت إحدى البعثات الاستكشافية أن تغرق بسبب وقوع فيضان مفاجئ حدث في الجزء السفلي للكهف، وعلى الرغم من تعدد المخاطر يواصل العلماء والمستكشفين حول العالم العمل في فيريوفكينا، أملًا منهم في الوصول لعماق أخرى واحتمالية اكتشاف كوكب الأرض. 

 

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: الرد المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين يعكس قوة الدولة
  • عصر الفاشية الجديدة وبما يتميّز
  • خبراء المركز المصري يحذرون من التحولات السياسية في الشرق الأوسط وعودة صعود التنظيمات الإرهابية
  • 555 هزة أرضية في اليونان ومخاوف من ثوران بركاني وتسونامي
  • يناير يفاجئ العالم.. الأعلى حرارة على الإطلاق وعلماء يتوقعون أمرا أكثر غموضا
  • علماء الفلك يراقبون كويكبا يمكن أن يصطدم بالأرض في ديسمبر 2032
  • السودان يتعرض لأكبر عملية نهب وسرقة تتم في العالم في القرن الواحد والعشرين
  • قصة كهف فيروفكينا.. النقطة الأقرب لمركز الأرض
  • من العالم.. إحراق «القرآن» في كوبنهاغن وحريق هائل في الولايات المتحدة وقتلى بحريق قرب باريس
  • نهر القيامة الجليدي.. علماء يحذرون من كارثة محتملة للكوكب