مظاهر اهتمام القرآن الكريم بالمساجد وبيان فضلها
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إنًّ المتدبر في آيات القرآن الكريم يراها قد اهتمت بالحديث عن المساجد، ومن مظاهر هذا الاهتمام أنَّ القرآن الكريم قد نوَّه بعلو شأنها؛ كما في قوله تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ ٱللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [النور: 36-38].
كذلك من مظاهر هذا الاهتمام أنَّ الله تعالى قد بيّن أنَّ هذه المساجد التي تُقَام فيها العبادات يجب أن تنسب إليه وحده وأن تُنزَّه عن أن يوجد فيها ما يتنافى مع دينه وشريعته؛ فقال: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فلَا تَدْعُوا مَعَ ٱلله أحَدًا﴾ [الجن: 18].
كما أن القرآن الكريم مدح الذين يحرصون على تعمير المساجد عن طريق بنائها وتنظيفها والتردد عليها لعبادة الله تعالى فقال سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة: 18].
وفي موطن أخر أمر القرآن الكريم كل مسلم عند توجهه لمساجد الله تعالى للصلاة أن يتخذ زينته من اللباس المادي ومن اللباس المعنوي وهو التقوى؛ قال تعالى: ﴿يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31].
ونهى القرآن الكريم المؤمنين عن مباشرة النساء في حالة اعتكافهم فيقول سبحانه: ﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187]؛ وذلك لأنّ الاعتكاف لون من العبادة، والمساجد هي خير مكان للعبادة وهو لا يكون إلا فيها، فيجب أن تكون منزهة عن شهوات النفس وعن مقاربة النساء فيها.
كما توعد القرآن الكريم الذين يسعون في خراب مساجد الله بأشد ألوان الوعيد في الدنيا والآخرة فيقول: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 114].
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (2/ 77، ط. دار الكتب المصرية): [وخراب المساجد قد يكون حقيقيًّا؛ كتخريب بُخْتَ نَصَّرَ والرومان لبيت المقدس حيث قذفوا فيه القاذورات وهدموه، ويكون مجازا لمنع المشركين للمسلمين حيث صدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه عن المسجد الحرام. وعلى الجملة: فتعطيل المساجد عن الصلاة وعن إظهار شعائر الإسلام فيها خراب لها] اهـ بتصرف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء المساجد القرآن القران الكريم القرآن الكريم والمساجد القرآن الکریم م س اج د
إقرأ أيضاً:
أمير منطقة الرياض يرعى الحفل السنوي للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض “مكنون”
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، مساء اليوم، الحفل السنوي للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض “مكنون”.
ورفع سمو الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية، بهذه المناسبة، الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على الاهتمام ودعم كل ما يخدم القرآن الكريم وحفظه وتعليمه في المملكة.
وقال سموه: نحمد الله أن وفق جمعية “مكنون” وغيرها من الجمعيات لتحفيظ القرآن الكريم والقيام بهذا الدور المهم، وجمعية “مكنون” لها مكانة عظيمة خصوصًا أنها أسست على يد سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الذي أولاها الدعم والاهتمام، معربًا سموه عن سعادته برعاية وحضور الحفل.
وهنأ سمو الأمير فيصل بن بندر، المكرمين من حفظة كتاب الله، شاكرًا سموه جمعية “مكنون” على جهودها في خدمة القرآن الكريم وحفظته على مدى ستين عامًا في الرياض، ومواكبة التطورات التقنية التي تعكس اهتمام العاملين به، سائلًا سموه المولى جل وعلا أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
عقب ذلك تجول سموه في المعرض المصاحب للحفل، ثم بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية عبدالرحمن بن عبدالله الهذلول، كلمة قدم فيها الشكر والتقدير لسمو أمير منطقة الرياض على رعايته وتشريفه للحفل، مثمنًا دعم سموه للجمعية والاهتمام بها وبحفظة كتاب الله.
وأكد أن الجمعية تمكنت خلال هذا العام من تخريج عددٍ من حفظةِ القرآن الكريم، الذين تمكنوا بإصرارِهم وعَزِيمتهم من النجاح، مشيرًا إلى أن احتفال الجمعية هذا العام دعوة للجميع للاستمرارِ في العملِ على بناءِ جيل يعي أهمية القرآن الكريم، ويؤمن بأثره في تشكيل هويته وتوجيه مسيرته، ليخدم دينه ووطنه ومجتمعه.
اقرأ أيضاًالمملكة“اغاثي الملك سلمان” يوزّع 641 سلة غذائية في عدن ولحج
عقب ذلك دشن سموه خدمة تسميع القرآن بالذكاء الاصطناعي من خلال تطبيق “ريان وبيان” الخاص بتعليم القرآن الكريم للنشء، ثم كرم سموه المجمعات التعليمية، ومجمعات تحفيظ القرآن الكريم في الرياض المشاركة في مسابقة “وسام مكنون”.
كما دشن سموه نظارة الواقع الافتراضي والمعزز التي تهدف إلى دمج التكنولوجيا الحديثة في التعلم، مما يُتيح للطلاب وعموم المجتمع تجربة تفاعلية في دراسة القرآن الكريم، ثم كرم سموه الداعمين من الأفراد والجهات التي قدمت الدعم للجمعية.
ثم استمع سموه والحضور إلى عدة تلاوات من القرآن الكريم لعدد من الطلبة.
وفي ختام الحفل شاهد سموه والحضور مسيرة الطلاب حفظة كتاب الله الذين ختموا الحفظ من أبناء الجمعية.