موقع النيلين:
2025-07-29@17:40:22 GMT

القيمة الاجتماعية للزرق: ما وراء القاعدة

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

القيمة الاجتماعية للزرق: ما وراء القاعدة..
دخول القوات المشتركة فى منطقة الزرق يمثل ضربة شديدة التأثير على آل دقلو وخاصة الأسرة ، فهذه المنطقة بإمتداداتها تعتبر (ملاذ خلفي) لبدايات تشكيل دولة العطاوة ، أو العطوية ، هى ليست نقطة عسكرية أو إرتكاز فحسب ، وإنما (دار جديدة) للقبيلة ولمجتمع الشتات ، هنا بدأت أحلام كثيرة لإعادة امجاد غابرة ، كانت بداياتها فى العام 1171م ، واستمرت حتى 1501م .

. وذلك هو السر وراء كثير من الضباب..

فمنذ العام 2023م ، سحبت مليشيا كل المدرعات من قاعدة الزرق وتم الدفع بها إلى الخرطوم فى اطار حملة مليشيا الدعم السريع احكام السيطرة على البلاد ، والكثير من العتاد تم الحصول عليه من خلال اموال وفرها الاتحاد الاوربي تحت غطاء محاربة الهجرة غير الشرعية ، واتخذت المليشيا من ذلك ستارا لبناء قاعدة عسكرية للتدريب والتاهيل وكانت اهم محطات التاهيل وتطوير القدرات دون رقابة لصيقة من الحكومة المركزية..

وفى اطار خطوات السيطرة على الخرطوم ، اشاع اعلام المليشيا تفكيك قاعدة الزرق ونقل العتاد العسكري والسيارات إلى الخرطوم و منها 170 عربة قتالية اتجهت إلى مروى ، و73 عربة قتالية وصلت إلى المدينه الرياضية يوم 13 ابريل 2023م لدخول القيادة العامة والسيطرة عليها ، وشوهدت عربات مدرعات محمولة على شاحنات تدخل الخرطوم ، وبقية التفاصيل معلومة..
ومنذ ذلك الوقت وكافة المتغيرات العسكرية فإن قاعده الزرق ظلت (نقطة عبور) للأسلحة القادمة من ليبيا أو المجموعة الزاحفة إلى الفاشر ، ومخزن مرجعي للفاشر..

ومع قلة الفاعلية العسكرية للزرق على المستوى الآجل ، إلا إنها ظلت ذات قيمة استراتيجية كبيرة فى المنظور الإجتماعي والعسكرى للمليشيا..

فبعد سقوط آخر الممالك الفاطمية فى الشمال الافريقي وتفرق مجموعات كثيرة جنوبا ، وتحالفهم مع ممالك النوبة نشأت تشكلات و سلطات جديدة فى الشمال السوداني وامتدت غربا إلى وادى الملح شمال دارفور ، بما يعرف (مملكة خذام) عام 1310م ، وامتد سلطانهم حتى منطقة (الجنيق) قرب (الزرق) وتقريبا فى ناحية (دونكى) الوخائم الحالى ، ومع سقوط دولة علوة فى شمال السودان لصالح دولة الفونج ، فإن سلطة الخزام تراجعت خاصة بعد نشوب معركة (ناقة فنى) عام 1501م ، وهو معركة بين ابناء العمومة ، وتراجعت السلطنة وبقيت مسميات القبيلة (ومنهم العطاوة وخزام) وقد تراجع وجودهم إلى حدود شمال كردفان وجزء من دارفور ، بينما اصبحت هذه المنطقة من حواكير الزغاوة وامتداداتهم التجارية،..
و خلال السنوات القليلة الماضية نشط آل دقلو فى إعادة إعمار المنطقة و إجراء تغيير ديمغرافى حتى تصبح مرة اخري (دارا) جديدة للعطاوة أو نواة دولة (الجنيد) وابناء راشد..
وهناك الكثير من الاشارات التى تعزز هذه الفرضية:

– واولها: إنتقال أسرة (آل دقلو) ، إلى هذه المنطقة ، فقد تم منذ وقت مبكر تعيين (جمعة دقلو) عم حميدتي عمدة فى المنطقة ، ولحقه شقيقه حمدان دقلو والد قائد المليشيا وكل الأسرة من النساء والاخوات والأصهار ، وغالب القاطنين فى المنطقة من خاصة آل دقلو ، وكذلك القوة العسكرية فى المنطقة من الرزيقات فقط..

– تم تركيز الاهتمام على تشجيع الرعاة للعودة للمنطقة ، مع قلة المرعى ، ولكن تم مضاعفة عدد (دوانكي المياه) ، وهذا وضع مناسب (للأباله) ..

– تتحكم المنطقة فى حركة التجارة العابرة ، وهو وضع جيد لأسرة تمتلك الكثير من المال ولديها الرغبة فى المزيد ، هنا تمر كل التجارة العابرة من ليبيا للسودان ، وكل السلع والمنتجات الحيوانية فى طريق التهريب إلى مصر ، ومن هنا يتم تهريب الصمغ العربي والذهب السوداني ، فهذا سوق آمن..

وفوق ذلك ، فإن الامتداد الجديد لأسرة آل دقلو سيجنبهم أى تداخل مع القيادات التاريخية للرزيقات فى مناطق الضعين حيث التأثير القبلي لآل مادبو أو مناطق كبكابية وجبال سي وتأثير موسي هلال ، واصبح العمدة جمعة دقلو فى أرض جديدة وأطيان جديدة..

بعد نهاية المعركة ، ظهر العمدة جمعة دقلو فى فضاء الزرق متوعدا منى اركو مناوى واشار إلى اهله وعشيرته من الزغاوة ووجودهم فى الاسواق وكذلك الفور والتنجر والميدوب..
والواضح هو الحرص على تغييب المظهر العسكري ، ومع أن والد حميدتي ظهر بزي عسكرى وعربة مدرعة إلا أن العمدة دقلو كظهر بالجلباب وقفطان ودون سلاح ظاهر أو رتبة عسكرية أو حتى عربات قتالية ، وحديثه اقرب للرجاء منه إلى خيار المواجهة..

لقد فتت ضربة (منطقة) الزرق مخطط كبير جرى الاعداد له منذ فترة طويلة.. ضمن سياقات التغيير الناعم فى دارفور خاصة وفى السودان بشكل عام.. وسيكون للتحركات فى شمال دارفور تأثير كبير على الروح المعنوية للمليشيا ولمن استقر فى ذهنهم دوام الأمر أو الخروج منه برقعة ارض ، ووجدت المليشيا حقيقة شعار (لستم آمنين)..

حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
25 ديسمبر 2024م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: آل دقلو

إقرأ أيضاً:

الخرطوم اليوم محررة، حرة ،أبية، وسط وضع اقليمي خطير ومضطرب

الخرطوم اليوم محررة، حرة ،أبية، وسط وضع اقليمي خطير ومضطرب.
اليوم نتنياهو و وزير دفاعه المتطرف يسرائيل كاتس في سباق مع الزمن لفرض واقع رفض قيام الدولة الفلسطينية ولو شكليا بإعتراف دول مثل فرنسا بها ، على أرض الواقع هم عمليا يسعون للتنكيد على فلسطينيي الضفة الغربية لدفعهم للهجرة الى الأردن لإحداث إضطراب في الأردن، و دفع فلسطينيي غزة الى مصر وليبيا واثيوبيا ، كما يسعى ذات الثنائي مدعوما من ترامب والجموريين المؤدلجين لتقسيم سوريا الى كنتونات دروز و مسيحيين واكراد وعلويين وسنة رغم اعتدال القيادة السورية الحالية وتقديمها لكل التنازلات لكن اسرئيل اليوم منفلتة من كل عقال، في المقابل تسعى الدول العربية بقيادة السعودية ومصر جاهدة لتثبيت حق قيام الدولة الفلسطينية لمنع سيناريو الفوضى.

أي السيناريويين ستأخذه مسارات الأحداث الله أعلم، لكن الحمد لله ان هذه الأهوال قادمة على الإقليم والمنطقة والخرطوم محررة، أنت فقط تخيل ان كنا لازلنا في الخرطوم والوسط تحت حكم ال دقلو، مستباحين، نذبح ليل نهار.

حتى الشتاء القادم مع مطلع العام الجديد واكتمال تباشير عودة الناس، ستتوحد الخرطوم شعبا وشبابا وجيشا وشرطة وأمن وأمان ، الشباب الذين كانوا عام 2018م ، وهم بعمر 18 عاما في المتوسط ، كانوا يقتلعون طوب البلك من الطرقات ويقصفون به الشرطة والجيش، اليوم أعمارهم 27 عاما وقد شاب شعر رأسهم مما رأوه من أهوال، ومن حقد على بلادهم ومن إستهداف لها، هم اليوم، والغد ، سيكونوا خير سند لجيش وشرطة بلادهم. لقد نضجوا ووعوا سياسيا وعرفوا مدى خيبة قادتهم في قحت ما بين قابض للثمن بائع لوطنه وما بين مغفل سياسي وضيع القدرات، الشباب رأو بأم أعينهم مدى الحقد و الإستهداف الخارجي لبلادهم حيث لم يجدوا أحدا من الخارج يقف بجوارهم، ورأوا وضاعة قادة يحكمون أشباه دول من حولهم مثل تشاد وجنوب السودان واثيوبيا وكينيا ويوغندا وافريقيا الوسطى، كلهم تآمروا علينا.

لا خوف اليوم حتى من مبادرة ترامب الأمريكية ، وضعنا أفضل وشروط الجيش هي هي، تجميع الجنجويد في معسكرات خارج “ما تبقى” من مدن دارفور ، أي تفاوض يؤدي لوقف اطلاق النار على الحدود الحالية لن تسمح وتوافق به لا الحكومة ولا الجيش، وقف اطلاق النار المطروح من المجتمع الدولي لن يقبل دون ابعاد ذات هذا المجتمع الدولي لآل دقلو عن المشهد العام نهائيا، ف آل دقلو صحيح من أوجدهم هو البشير بغبائه ولكن من مولهم وسلحهم وضاعف حجمهم هو المجتمع الدولي سواء فرنسا او الامارات بمباركة امريكية، المطلوب هو ابعادهم عن المشهد السياسي والعسكري، بقاؤهم هو أمر لن يقبله السودانيون.
طارق عبد الهادي‎ طارق عبد الهادي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل يبني الحوثيون دولة بوليسية بتقنيات تجسس إسرائيلية؟ أدلة تفضح المليشيا
  • تدشين العمل بسلاسل القيمة للمنتجات الزراعية والحيوانية بمحافظة المحويت
  • الخرطوم اليوم محررة، حرة ،أبية، وسط وضع اقليمي خطير ومضطرب
  • أنباء غير مؤكدة عن إصابة عبد الرحيم دقلو
  • أول دولة أوروبية تصدر مذكرة توقيف دولية جديدة بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
  • مصرع أمير القاعدة في المصينعة.. شبوة تواصل تنظيف أرضها من بقايا الإرهاب
  • «بي جي أي إم»: تطورات التكنولوجيا العميقة تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في الإمارات
  • مجموعة جديدة من العملاء تعمل لصالح جيش الاحتلال شمال قطاع غزة
  • مطالب بسحب الجنسية من مواطنين سوادنيين
  • هل يمكن تسجل سجل تجاري جديد في ضريبة القيمة المضافة؟.. الزكاة والجمارك تجيب