موقع 24:
2025-03-20@03:25:27 GMT

الجفاف يهدد غذاء التونسيين وإرثهم الثقافي

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

الجفاف يهدد غذاء التونسيين وإرثهم الثقافي

تواجه تونس أزمة جفاف ونقص في المياه، ستدفع البلاد لاستيراد ما نسبته 95% من احتياجاتها من الحبوب، ما يهدد الأمن الغذائي والإرث الثقافي للمواطن التونسي، بحسب خبير بيئي.

وتشهد تونس منذ أسابيع أزمة خبز تفاقمت إثر احتجاجات نفذها أصحاب المخابز، بعد قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد منع تزويدهم بالدقيق المدعوم، على وقع نقص الحبوب الذي قل إنتاجه بشكل كبير، في الدولة التي تعاني من تراجع كبير في كميات مياه الأمطار خلال السنوات الأخيرة.

ويشتكي مسؤولون ومواطنون في تونس من تأثر زراعة الحبوب وانعكاسها على الأمن الغذائي، وسط تحذيرات من تراجع كميات البذور أيضاً.

مشكلة قديمة

في حديث لـ 24 يقول المهندس التونسي حمدي حشاد، وهو خبير في قضايا البيئة، إن :تونس تواجه للسنة السابعة على التوالي باستثناء عام 2018، أزمة جفاف مرتبطة بتراجع كميات مياه الأمطار، ما أدى إلى نقص كبير في إنتاج الحبوب".

ولفت حشاد إلى أن هذا الأمر "انعكس على الميزان التجاري، وتشكلت بوادر أزمة غذائية تتمثل في طوابير الانتظار للحصول على الخبز، وبعض منتجات الحبوب، في بلد يحتفظ مواطنوه بإرث ثقافي مرتبط بالحبوب يسمى (العولة)".

والعولة مصطلح يطلق على المخزون الغذائي من أصل نباتي، الذي يخزن بشكل خام كالحبوب أو التمر، أو بتحويله إلى مواد نصف جاهزة للاستهلاك.

وفي تونس يعتبر تخزين الحبوب أو تحويلها إلى دقيق أمراً لا غنى عنه لإنتاج الأكلات الشعبية.

وبيًن الخبير البيئي أن "تراجع سقوط الأمطار جعل السدود في أسوأ حالاتها إذ لم تتجاوز سعتها التخزينية 36%، الأمر الذي أثر سلباً على الزراعة البعلية التي تعتمد على مياه الأمطار".

إجراءات حكومية.. قاصرة

وفيما يتعلق بالإجراءات الحكومية لمواجهة هذه الظاهرة، قال الخبير البيئي إن "الدولة منعت بعض الزراعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه سواء من السدود والبحيرات، وتحديد مساحات لبعض المزروعات، وقطع المياه عن الاستعمالات المنزلية لفترات محددة".

غير أن حشاد يرى أن "نتائج هذه الإجراءات محدودة، مطالباً التدخل بإجراءات حقيقية في القطاع الزراعي المسؤول عن 80% من استهلاك المياه، ووضع حد للإهدار الذي يحصل هناك".

وعبر عن استغرابه من "بقاء هذا القطاع الحيوي تحت إشراف جمعيات ومتطوعين ليس لديهم الخبرة"، مشيراً إلى "وجود أحاديث عن توجه لتحلية مياه البحر لسد بعض النقص واعتماد منظومة زراعية أكثر اقتصاداً للمياه".

مع تصاعد أزمة الخبز.. #تونس توقف رئيس نقابة المخابز https://t.co/ONhukQgMGu

— 24.ae (@20fourMedia) August 17, 2023

لكن حشاد أكد أن "الإشكالية الكبيرة هي أن معظم المنتجات الزراعية التي تصدرها تونس تعتبر مستهلكة للمياه، لم يتم اتخاذ إجراءات فيها لأنها مملوكة لعائلات نافذة".

ودعا الخبير البيئي إلى "منع تصدير كل المنتجات التي تستهلك المياه بشكل كبير"، متسائلاً إن "كانت احتياطات تونس المائية مخصصة للاستهلاك المحلي أم للتصدير".

واعتبر حشاد أن "بقاء تصدير المواد المستهلكة للمياه تحت مبرر العملات الصعبة، يعد نوعاً من التبعية والاستعمار الزراعي".

ويختم الخبير البيئي حديثه لـ 24 بالقول إنه "بخصوص الحرب الأوكرانية، فإنها أطلقت رصاصة الرحمة على الاقتصاد التونسي، من خلال طوابير الخبز وانقطاع الطحين والمنتجات الأخرى كالزيوت النباتية"، لافتاً إلى وجود "أزمات أخرى تتعلق بالأرز أيضاً في ظل أزمة اقتصادية داخلية والتغيرات المناخية في الدول المنتجة بشرق آسيا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني تونس

إقرأ أيضاً:

صندوق النقد الدولي يدعم المغرب بـ496 مليون دولار

وافق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على صرف دفعة جديدة بقيمة 496 مليون دولار للمغرب، وذلك في إطار الدفعة الثالثة من آلية الصلابة والاستدامة.

وأوضح الصندوق، في بيان صدر الثلاثاء من مقره في واشنطن، أن الاقتصاد المغربي أظهر قدرة كبيرة على الصمود رغم التحديات، بما في ذلك تداعيات الجفاف المستمر. وأشار إلى أن النمو الاقتصادي من المتوقع أن يتسارع على المدى المتوسط بفضل الاستثمارات الكبرى والإصلاحات الهيكلية المتواصلة.

وبهذا التمويل الجديد، يصل إجمالي المبلغ المخصص لهذا البرنامج إلى حوالي 1.24 مليار دولار.

ونقل البيان عن كينجي أوكامورا، نائب المديرة العامة للصندوق ورئيس مجلسه التنفيذي بالنيابة، قوله إن الاقتصاد المغربي أثبت مرونته في مواجهة الصدمات السلبية، مما يعكس قوة السياسات الاقتصادية وأطرها المؤسسية.

وأضاف أن النشاط الاقتصادي لم يتأثر بشكل كبير رغم الجفاف، حيث سجل نمواً بنسبة 3.2% في عام 2024، مقارنة بـ 3.4% في 2023، بفضل الطلب الداخلي القوي. ومن المنتظر أن يتسارع الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.7% خلال السنوات المقبلة، مدفوعًا بمشاريع البنية التحتية الجديدة وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية، التي تهدف إلى تعزيز النمو، وتحسين القدرة على خلق الوظائف، وتحقيق تنمية أكثر شمولًا.

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، أشار صندوق النقد الدولي إلى تفاقم العجز الجاري بشكل طفيف، مع استمرار معدل البطالة عند مستوى مرتفع بلغ 13%، نتيجة فقدان الوظائف في القطاع الفلاحي.

مقالات مشابهة

  • أزمة غذاء كاملة تضرب غزة.. ونفاد المخزونات يهدد بمجاعة حقيقية
  • الجفاف يضرب صناعة الكاكاو في كوت ديفوار
  • وزير الماء يقول إن المغرب "لم يخرج بعد من أزمة الجفاف" رغم الأمطار الأخيرة
  • صندوق النقد الدولي يدعم المغرب بـ496 مليون دولار
  • أزمة في تونس بسبب نجم الترجي
  • الخميس.. «الثقافة السينمائية» يكرم الأم المثالية لذوي الهمم بمكتبة مصر العامة
  • مجازر تونس والشجرة التي أخفت الجرائم
  • الإمارات تشارك في مؤتمر دولي لمناقشة أزمة المياه العالمية
  • الخارجية تشارك في مؤتمر دولي للتأكيد على قيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية
  • الإمارات تشارك في مؤتمر للتأكيد على قيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية