موقع 24:
2024-06-27@12:57:04 GMT

الجفاف يهدد غذاء التونسيين وإرثهم الثقافي

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

الجفاف يهدد غذاء التونسيين وإرثهم الثقافي

تواجه تونس أزمة جفاف ونقص في المياه، ستدفع البلاد لاستيراد ما نسبته 95% من احتياجاتها من الحبوب، ما يهدد الأمن الغذائي والإرث الثقافي للمواطن التونسي، بحسب خبير بيئي.

وتشهد تونس منذ أسابيع أزمة خبز تفاقمت إثر احتجاجات نفذها أصحاب المخابز، بعد قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد منع تزويدهم بالدقيق المدعوم، على وقع نقص الحبوب الذي قل إنتاجه بشكل كبير، في الدولة التي تعاني من تراجع كبير في كميات مياه الأمطار خلال السنوات الأخيرة.

ويشتكي مسؤولون ومواطنون في تونس من تأثر زراعة الحبوب وانعكاسها على الأمن الغذائي، وسط تحذيرات من تراجع كميات البذور أيضاً.

مشكلة قديمة

في حديث لـ 24 يقول المهندس التونسي حمدي حشاد، وهو خبير في قضايا البيئة، إن :تونس تواجه للسنة السابعة على التوالي باستثناء عام 2018، أزمة جفاف مرتبطة بتراجع كميات مياه الأمطار، ما أدى إلى نقص كبير في إنتاج الحبوب".

ولفت حشاد إلى أن هذا الأمر "انعكس على الميزان التجاري، وتشكلت بوادر أزمة غذائية تتمثل في طوابير الانتظار للحصول على الخبز، وبعض منتجات الحبوب، في بلد يحتفظ مواطنوه بإرث ثقافي مرتبط بالحبوب يسمى (العولة)".

والعولة مصطلح يطلق على المخزون الغذائي من أصل نباتي، الذي يخزن بشكل خام كالحبوب أو التمر، أو بتحويله إلى مواد نصف جاهزة للاستهلاك.

وفي تونس يعتبر تخزين الحبوب أو تحويلها إلى دقيق أمراً لا غنى عنه لإنتاج الأكلات الشعبية.

وبيًن الخبير البيئي أن "تراجع سقوط الأمطار جعل السدود في أسوأ حالاتها إذ لم تتجاوز سعتها التخزينية 36%، الأمر الذي أثر سلباً على الزراعة البعلية التي تعتمد على مياه الأمطار".

إجراءات حكومية.. قاصرة

وفيما يتعلق بالإجراءات الحكومية لمواجهة هذه الظاهرة، قال الخبير البيئي إن "الدولة منعت بعض الزراعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه سواء من السدود والبحيرات، وتحديد مساحات لبعض المزروعات، وقطع المياه عن الاستعمالات المنزلية لفترات محددة".

غير أن حشاد يرى أن "نتائج هذه الإجراءات محدودة، مطالباً التدخل بإجراءات حقيقية في القطاع الزراعي المسؤول عن 80% من استهلاك المياه، ووضع حد للإهدار الذي يحصل هناك".

وعبر عن استغرابه من "بقاء هذا القطاع الحيوي تحت إشراف جمعيات ومتطوعين ليس لديهم الخبرة"، مشيراً إلى "وجود أحاديث عن توجه لتحلية مياه البحر لسد بعض النقص واعتماد منظومة زراعية أكثر اقتصاداً للمياه".

مع تصاعد أزمة الخبز.. #تونس توقف رئيس نقابة المخابز https://t.co/ONhukQgMGu

— 24.ae (@20fourMedia) August 17, 2023

لكن حشاد أكد أن "الإشكالية الكبيرة هي أن معظم المنتجات الزراعية التي تصدرها تونس تعتبر مستهلكة للمياه، لم يتم اتخاذ إجراءات فيها لأنها مملوكة لعائلات نافذة".

ودعا الخبير البيئي إلى "منع تصدير كل المنتجات التي تستهلك المياه بشكل كبير"، متسائلاً إن "كانت احتياطات تونس المائية مخصصة للاستهلاك المحلي أم للتصدير".

واعتبر حشاد أن "بقاء تصدير المواد المستهلكة للمياه تحت مبرر العملات الصعبة، يعد نوعاً من التبعية والاستعمار الزراعي".

ويختم الخبير البيئي حديثه لـ 24 بالقول إنه "بخصوص الحرب الأوكرانية، فإنها أطلقت رصاصة الرحمة على الاقتصاد التونسي، من خلال طوابير الخبز وانقطاع الطحين والمنتجات الأخرى كالزيوت النباتية"، لافتاً إلى وجود "أزمات أخرى تتعلق بالأرز أيضاً في ظل أزمة اقتصادية داخلية والتغيرات المناخية في الدول المنتجة بشرق آسيا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني تونس

إقرأ أيضاً:

ورشة عمل حول الاستثمار الأخضر في ليبيا

شاركت وزارة الحكم المحلي، وممثلون عن الجهات المنتجة للطاقة الكهربائية والنفط والصناعة، وعن مصرف ليبيا المركزي والمؤسسات المصرفية، في ورشة عمل إطار الاستثمار الأخضر في ليبيا، الذي يموله الاتحاد الأوروبي لدعم المؤسسات الليبية والقطاع الخاص في الحوكمة الاقتصادية والتحول الرقمي.

وحسب بيان وزارة الحكم المحلي، تهدف الورشة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الجهات الفاعلة حول الاستثمار الأخضر في ليبيا، حيث يستخدم المشروع الخبرة التي اكتسبتها مؤسسة “خبراء فرنسا” في ليبيا على مدى السنوات الماضية، مع البناء على تحليلات البنك الدولي ودراسات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لدعم التحول نحو اقتصاد رقمي ديناميكي ومتنوع وقطاع خاص تنافسي.

مثل الوزارة في الورشة، مدير عام الإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي، ومدير إدارة النفايات الصلبة والسائلة المكلف، إبراهيم بن دخيل، الذي قدم عرضًا مرئيًا بعنوان “تقييم الوضع البيئي في ليبيا”، مستعرضا التحديات البيئية التي تواجهها ليبيا، بما في ذلك تلوث الهواء والمياه والتربة، وإدارة النفايات، والتغير المناخي.

وشرح بن دخيل، الفرص المتاحة للاستثمار الأخضر في ليبيا، بما في ذلك مشاريع معالجة النفايات ومياه الصرف الصحي، وآفاق الطاقة المتجددة، واهتمام وزارة الحكم المحلي بالجانب البيئي، عن طريق الدعم اللامحدود لبرامج الإصحاح البيئي لمكافحة التلوث وتفعيل المشاركات مع القطاعات، لتحسين البيئة المحلية في البلديات التي ينعكس ايجابياً على الاتفاقيات الدولية التي تلتزم بها.

مقالات مشابهة

  • بركة: المغرب يعيش “حالة طوارئ مائية” بسبب الجفاف
  • صور صادمة لقرية إسبانية بعدما غمرتها المياه لـ30 عامًا
  • المقاولون العرب يهدد بالتصعيد في أزمة مباراة بيراميدز ويطالب بإعادتها
  • ضبط 48 كيلو جرام لحوم وأسماك غير صالحة للاستخدام الآدمي بمركز أبوتشت
  • تونس تعرب عن تطلعها في مساهمة البنك الدولي بالدعم الفني لخطة الإصلاح
  • برلمانيون يشتكون موت العالم القروي بسبب الجفاف وتوجيه المياه للمدن
  • الخبير الأمريكي أدريان كرانز: الذكاء الاصطناعي نفط المستقبل في العالم
  • كارثة بيئية بالمكسيك بسبب الجفاف..تؤدي لنفوق مئات الآلاف من الأسماك
  • ورشة عمل حول الاستثمار الأخضر في ليبيا
  • تونس.. دعوة للانفتاح على سوق حبوب روسيا