الجفاف يهدد غذاء التونسيين وإرثهم الثقافي
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
تواجه تونس أزمة جفاف ونقص في المياه، ستدفع البلاد لاستيراد ما نسبته 95% من احتياجاتها من الحبوب، ما يهدد الأمن الغذائي والإرث الثقافي للمواطن التونسي، بحسب خبير بيئي.
وتشهد تونس منذ أسابيع أزمة خبز تفاقمت إثر احتجاجات نفذها أصحاب المخابز، بعد قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد منع تزويدهم بالدقيق المدعوم، على وقع نقص الحبوب الذي قل إنتاجه بشكل كبير، في الدولة التي تعاني من تراجع كبير في كميات مياه الأمطار خلال السنوات الأخيرة.
ويشتكي مسؤولون ومواطنون في تونس من تأثر زراعة الحبوب وانعكاسها على الأمن الغذائي، وسط تحذيرات من تراجع كميات البذور أيضاً.
في حديث لـ 24 يقول المهندس التونسي حمدي حشاد، وهو خبير في قضايا البيئة، إن :تونس تواجه للسنة السابعة على التوالي باستثناء عام 2018، أزمة جفاف مرتبطة بتراجع كميات مياه الأمطار، ما أدى إلى نقص كبير في إنتاج الحبوب".
ولفت حشاد إلى أن هذا الأمر "انعكس على الميزان التجاري، وتشكلت بوادر أزمة غذائية تتمثل في طوابير الانتظار للحصول على الخبز، وبعض منتجات الحبوب، في بلد يحتفظ مواطنوه بإرث ثقافي مرتبط بالحبوب يسمى (العولة)".
والعولة مصطلح يطلق على المخزون الغذائي من أصل نباتي، الذي يخزن بشكل خام كالحبوب أو التمر، أو بتحويله إلى مواد نصف جاهزة للاستهلاك.
وفي تونس يعتبر تخزين الحبوب أو تحويلها إلى دقيق أمراً لا غنى عنه لإنتاج الأكلات الشعبية.
وبيًن الخبير البيئي أن "تراجع سقوط الأمطار جعل السدود في أسوأ حالاتها إذ لم تتجاوز سعتها التخزينية 36%، الأمر الذي أثر سلباً على الزراعة البعلية التي تعتمد على مياه الأمطار".
إجراءات حكومية.. قاصرةوفيما يتعلق بالإجراءات الحكومية لمواجهة هذه الظاهرة، قال الخبير البيئي إن "الدولة منعت بعض الزراعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه سواء من السدود والبحيرات، وتحديد مساحات لبعض المزروعات، وقطع المياه عن الاستعمالات المنزلية لفترات محددة".
غير أن حشاد يرى أن "نتائج هذه الإجراءات محدودة، مطالباً التدخل بإجراءات حقيقية في القطاع الزراعي المسؤول عن 80% من استهلاك المياه، ووضع حد للإهدار الذي يحصل هناك".
وعبر عن استغرابه من "بقاء هذا القطاع الحيوي تحت إشراف جمعيات ومتطوعين ليس لديهم الخبرة"، مشيراً إلى "وجود أحاديث عن توجه لتحلية مياه البحر لسد بعض النقص واعتماد منظومة زراعية أكثر اقتصاداً للمياه".
مع تصاعد أزمة الخبز.. #تونس توقف رئيس نقابة المخابز https://t.co/ONhukQgMGu
— 24.ae (@20fourMedia) August 17, 2023لكن حشاد أكد أن "الإشكالية الكبيرة هي أن معظم المنتجات الزراعية التي تصدرها تونس تعتبر مستهلكة للمياه، لم يتم اتخاذ إجراءات فيها لأنها مملوكة لعائلات نافذة".
ودعا الخبير البيئي إلى "منع تصدير كل المنتجات التي تستهلك المياه بشكل كبير"، متسائلاً إن "كانت احتياطات تونس المائية مخصصة للاستهلاك المحلي أم للتصدير".
واعتبر حشاد أن "بقاء تصدير المواد المستهلكة للمياه تحت مبرر العملات الصعبة، يعد نوعاً من التبعية والاستعمار الزراعي".
ويختم الخبير البيئي حديثه لـ 24 بالقول إنه "بخصوص الحرب الأوكرانية، فإنها أطلقت رصاصة الرحمة على الاقتصاد التونسي، من خلال طوابير الخبز وانقطاع الطحين والمنتجات الأخرى كالزيوت النباتية"، لافتاً إلى وجود "أزمات أخرى تتعلق بالأرز أيضاً في ظل أزمة اقتصادية داخلية والتغيرات المناخية في الدول المنتجة بشرق آسيا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني تونس
إقرأ أيضاً:
ختام فعاليات الأسبوع الثقافي الـ37 لأطفال المحافظات الحدودية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اختتمت الأحد فعاليات الأسبوع الثقافي 37 لأطفال المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"، الذي أقيم برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وشهد اللواء دكتور محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، حفل ختام فعالياته بسينما هيبس بمدينة الخارجة، الذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ونفذ بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، خلال الفترة من 7 حتى 13 أبريل الحالي.
أقيم الحفل بحضور حنان مجدي نائب محافظ الوادي الجديد، د. حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ورئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، لاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافي والمدير التنفيذي لمشروع "أهل مصر – أطفال"، جمال عبد الناصر مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، ابتسام عبد المريد مدير عام ثقافة الوادي الجديد، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.
وأعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن سعادته بإقامة الأسبوع الثقافي بمحافظة الوادي الجديد، باعتبارها أكبر محافظات مصر من حيث المساحة، وواحدة من أقدمها، لما تمتلكه من موارد طبيعية عديدة.
مشروع أهل مصر يهدف إلى بناء الوعي بين أبناء الوطنوأكد وزير الثقافة، أن مشروع أهل مصر أحد أهم مشاريع وزارة الثقافة التي تهدف إلى بناء الوعي بين أبناء الوطن وخاصة من أبناء المحافظات الحدودية، تنفيذا لاستراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري.
وتمنى وزير الثقافة، التوفيق والنجاح للأطفال المشاركين، وأن ينقلوا ما تعلموه خلال فترة انعقاد الملتقى لذويهم وأصدقائهم بعد عودتهم محافظاتهم.
من جهته، رحب اللواء محمد الزملوط بالحضور، موجها الشكر لأهالي الأطفال المشاركين على إرسالهم للمشاركة في الفعاليات، ووجه حديثه للأطفال قائلا: "أنتم مستقبل مصر، ويجب أن تضعوا أحلاما وتسعوا لتحقيقها، على خطى الأديب نجيب محفوظ، والعالم أحمد زويل، واللاعب محمد صلاح، فالدولة دائما تدعم النوابغ والمواهب".
كما أشاد المحافظ بمنتجات الورش الفنية وإبداع الأطفال في تنفيذها وإتقانهم لها، مؤكدا دعمه لعدد من المشاريع المنفذة وتمويلها، واختتم كلمته مطالبا الأطفال بنشر الثقافة الإيجابية بين الأهل والأصدقاء، والإسهام في الارتقاء بمستقبل مصر، متمنيًا لهم العودة إلى محافظاتهم بكل الخير.
وفي كلمتها، قدمت الدكتورة حنان موسى، الشكر لمحافظ الوادي الجديد على دعمه الدائم للثقافة، مؤكدة أن هذه ليست المرة الأولى لتواجد المشروع بالمحافظة، معربة عن فخرها بالمنتج الثقافي المُقدَّم من الأطفال خلال الأسبوع، قائلة: "أنتم خط الدفاع الأول للبلاد، وسفراء لمحافظاتكم، ويجب أن تعرفوا حقوقكم وواجباتكم، وأن تستعدوا للدور الذي ينتظركم في المستقبل"، كما تمنت لهم التمسك بأحلامهم والسير بخطى ثابتة لتحقيقها ليكونوا بحق من "أهل مصر".
وقدمت لاميس الشرنوبي الشكر للمحافظ على دعمه واستقباله للفعاليات، معربة عن سعادتها بزيارة الأطفال للعاصمة الإدارية بالمحافظة، إلى جانب عدد من الزيارات الميدانية.
وأشادت بتفوق الأطفال وإنتاجهم خلال فعاليات الأسبوع، قائلة: "أنتم الحلم الأكبر لمصر تحت مظلة واحدة، هي مصر الحبيبة. أطلقنا فعاليات الأسبوع تحت عنوان سفر الأحلام، حيث يرتبط كل حلم بآخر، ونعمل على تحقيقها معا".
تفاصيل فعاليات اليوم الختاميبدأت الفعاليات بتفقد المعرض الفني الذي ضم نتاج الورش الفنية والحرفية المنفذة خلال الأسبوع، وهي ورش: "الرسم بالموسيقى" للفنان وائل عوض، "الأركيت" للمدرب حسني إبراهيم، "الشنط بالخرز" للمدربة منى عبد الوهاب، "الخيامية" للمدرب عماد عاشور، "إعادة التدوير" للمدربة نجوى عبد العزيز، "شنط الشبك" للمدربة نجلاء شحاتة. "الحلي والإكسسوار" للمدربة يارا محمد كمال.
وعلى المسرح، بدأت الفعاليات بالسلام الوطني، تلاه عرض فيلم وثائقي عن الورش الفنية والحرفية والزيارات الميدانية، تصوير تامر النطاط، مونتاج وإخراج إبراهيم يوسف.
ثم توالت فقرات الحفل بعرض نتاج الورش الأدائية والمسرحية، التي بدأت بورشة "المسرح" للمخرج أحمد خليفة، من خلال شخصية "عم بيكا"، وتضمنت أوبريت "انتباه" بأشعار الكاتب محمد ناصف، وصلاح عتريس، وعلاء المصري، وألحان الفنان وائل عوض، إعداد وإخراج أحمد خليفة.
ثم قدمت ورشة "الكتابة المسرحية" للكاتب وليد كمال، حيث كتب الأطفال نصا مسرحيا متكاملا تضمن عناصر البناء الدرامي من البداية، إلى الحبكة، فالصراع، ثم النهاية.
أعقبها ورشة "تحريك العرائس" للمدرب جمال الدين محمد، حيث قام الأطفال بتحريك العرائس وأدوا بها رقصات على أغاني "يا مدد"، و"رقصة التنورة"، و"نعناع الجنينة" لمحمد منير.
ثم ورشة "الأراجوز" للفنان ناصر عبد التواب، حيث قدم الأطفال عددًا من الفقرات باستخدام عرائس الأراجوز.
تلتها ورشة "إلقاء الشعر" للشاعر سعيد شحاتة، وألقى الأطفال خلالها قصيدة "على اسم مصر" للشاعر الكبير صلاح جاهين، ثم ورشة "الغناء" للفنان ماهر كمال، وقدم الأطفال مجموعة من الأغاني منها:
"يا أغلى اسم في الوجود"، "لما بدا يتثنى"، "أعطني الناي وغنِّي"، "كلمة حلوة وكلمتين"، "الحلوة دي"، "أهل مصر"، "أنا دمي فلسطيني".
واختتم الحفل بأوبريت "من كل شبر من أرض مصر"، الذي قدمه كورال أطفال الأسبوع الثقافي.
شارك في الأسبوع الثقافي نحو 200 طفل من محافظات: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر (مدن حلايب، الشلاتين، أبو رماد)، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، إلى جانب عدد من الأطفال من المناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة.
وشمل البرنامج عددا من الزيارات الميدانية لأهم المعالم السياحية والأثرية بمدينة الخارجة، منها: معبد هيبس، مقابر البجوات، مركز التدريب على الحرف البيئية، حديقة 30 يونيو، إلى جانب تنظيم يوم رياضي ترفيهي.
نفذ الأسبوع الثقافي ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي وفرع ثقافة الوادي الجديد.
ويعد مشروع "أهل مصر" أحد أبرز مشروعات وزارة الثقافة الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والمرأة، وينفذ في إطار البرنامج الرئاسي لبناء الوعي الوطني، وتعزيز قيم الانتماء، ودعم الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.