فم ترامب واتهامات «جورجيا» يهددان مستقبل الرئيس الأمريكى السابق
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
أكدت صحيفة الإندبندنت البريطانية، فى مقال نشرته أن الخطر الأكبر على مستقبل الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، السياسى حاليا، هو "فمه" واتهامات ولاية جورجيا، لأن قوانين جورجيا لا تمكنه من العفو عن نفسه حتى لو عاد للرئاسة.
أوضحت، أنه إذا فشل محامو ترامب فى السيطرة عليه وجعله يهدأ فإنه سيجد نفسه فى ورطة حقيقية، مضيفة، أن ترامب عندما كان رئيسا كان يلجأ إلى لغة الغوغاء لا أحد يستطيع كبح جماحه، عندما كان يجد نفسه فى مأزق، فقد وصف محامى ترامب السابق، مايكل كوهين، الذى تعاون مع الحكومة فى التحقيقات بأنه كان "جرذا".
وقالت الصحيفة، إن ترامب سيحاسب بقانون ريكو "قانون المنظمات الفاسدة والتى تمارس الابتزاز"، والذى تم تصميمه لكسر المافيا، ما يعنى أن ولاية جورجيا توجه اتهامات لترامب بأنه كان رئيسا لمنظمة ابتزاز، وترى الصحيفة أن اتهامات جورجيا تبقى هى الأكثر خطورة من بين جميع لوائح الاتهام، لسببين.
الأول، أن ترامب قد تم اتهامه بأنه رئيس منظمة إجرامية فى محاولته لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية، وهذا يعنى أنه ليس هو وحده الذى يواجه التهم، هناك ١٨ متآمرا آخر، واحد أو اثنان منهم معروفون، رودى جولياني، محاميه الشخصى والعمدة السابق لنيويورك، وكذلك ديتو مارك ميدوز، آخر رئيس لموظفى البيت الأبيض فى عهد ترامب.
والسبب الآخر الذى يجعل جورجيا تمثل تهديدا كبيرا لترامب هو أن الاتهامات تهم الولاية فقط وليست اتهامات فيدرالية، يعنى هذا أنه حتى لو فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية وعاد إلى البيت الأبيض سيظل ملاحقا فى جورجيا، لأن الرئيس يمكن أن يعفو عنه نفسه فى الجرائم الفيدرالية، لكنه لا يملك سلطة العفو عن نفسه فى جرائم داخل الولايات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
تحذيرات إسرائيلية من خطر تركي في سوريا واتهامات لأردوغان بأهداف توسعية
حذرت أوساط إسرائيلية مختلفة مما أسمته الدور التركي "الخطير" المتوقع في سوريا من خلال قيادة "محور للإخوان المسلمين" بالتعاون مع قطر، وهو ما يهدد "المصالح الإسرائيلية"، لا سيما بعد توقيع اتفاق الغاز بين "إسرائيل" واليونان.
وقال النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في شعبة التخطيط في جيش الاحتلال وعقيد الاحتياط في جيش الاحتلال عميت ياغور، في مقال عبر صحيفة "معاريف": إنه "بهدوء نسبي في وسائل الإعلام الإسرائيلية، يتم حاليا تنفيذ عملية استراتيجية هامة للغاية وهي سيطرة تركيا مع قطر تسيطر على سوريا، والبدء في تشكيل النظام الإقليمي الجديد".
وأكد ياغور أن معنى ذلك "نموذج الإمبراطورية العثمانية على شكل "أردوغانستان"، أي منطقة قيادية وتأثير لمحور الإخوان المسلمين السني المتطرف، الذي يحل فعليا محل محور المقاومة الشيعي، الذي انهار مع إخراج سوريا من المعادلة، في النهاية، كل فراغ لابد من أن يُملأ، وأردوغان بدأ بالفعل في ملئه بعدد من الخطوات السريعة".
واعتبر أن "مجموعة من التصريحات من كبار المسؤولين الأتراك تعكس التفكير التركي فيما يتعلق بسوريا وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذكر أنه يرى سوريا كإقليم إضافي ضمن تركيا الكبرى، وتحدث مجموعة من كبار المسؤولين الأتراك عن المساعدات التي تعتزم تركيا تقديمها لسوريا الجديدة بما في ذلك الإشارة إلى القضايا الداخلية السورية، مع التركيز على القضية الكردية".
وذكر أن "واحدة من القضايا المهمة تم الإبلاغ عنها مؤخرًا من قبل وكالة بلومبيرغ، هي أن وزير النقل التركي يقول إن تركيا تعتزم بدء محادثات مع سوريا حول تحديد حدود بحرية في البحر الأبيض المتوسط، وهو اتفاق سيتيح، بحسب قوله للدولتين زيادة منطقة نفوذهما في البحث عن الطاقة".
وزعم أنه "من منظور إقليمي يتشكل هنا محور إسلامي سني متطرف من الإخوان المسلمين بقيادة تركيا وقطر في الأراضي السورية، حيث قطر البعيدة هي مزود المال والتمويل، بينما تركيا القريبة (حتى وإن كانت تعاني من وضع اقتصادي صعب) هي المزود باليد العاملة والمشاريع والمساعدات العسكرية".
وقال "من المرجح جدًا أن تشمل خطط أردوغان أيضًا إحياء الحلم التركي وجعل تركيا مركزًا لتسويق الغاز إلى أوروبا (في الوقت الذي وقعت فيه ألمانيا اتفاقًا لتوريد الغاز المسال من قطر) – سيعبر أنبوب الغاز من قطر عبر الأراضي السورية إلى تركيا".
واعتبر أنه في مواجهة هذه التطورات، تقف إسرائيل أمام معضلة بين خيارين: معارضة الحكومة الجديدة في سوريا والتعامل معها على أنها ذئب في ثوب حمل، أي أنها ذات أيديولوجية إسلامية سنية متطرفة ترتدي قناعًا مؤقتًا للحصول على شرعية دولية، أو الاعتراف بالحكومة الجديدة، بهدف التأثير على شكل سوريا المستقبلية كجزء من النظام الإقليمي الجديد، بهدف إيقاف الاستراتيجية لإقامة أردوغانستان".
بدوره، قال المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، آفي أشكنازي، إن "سقوط نظام الأسد في سوريا سيغير خريطة القوى في الشرق الأوسط، مع دخول تركيا مجددًا كقوة إقليمية قد تدخل في صراع مباشر مع إسرائيل".
وأضاف أشكنازي أن تركيا "عملت وتعمل وراء الكواليس في التمرد بسوريا، ولقد استثمرت منذ عام 2011 موارد اقتصادية وعسكرية في غزو سوريا، بهدف الإضرار بالمنطقة الكردية ومنع الرابط بين المنطقة الكردية التركية والسورية".
واعتبر أن "لتركيا طموحات إمبريالية في المنطقة، بما في ذلك السعي للعودة إلى كونها نوعًا من الإمبراطورية العثمانية، في المرحلة الأولى في سوريا".
ونقل عن الخبير في الشأن التركي في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، حاي إيتان كوهين يانروجك، قوله إنهم "بعد أن نجحوا في دفع إيران وروسيا بسرعة من سوريا، فهم يسعون لملء الفراغ الذي نشأ هناك".
وبين أنه "في الأيام الأخيرة، خرجت تصريحات من الحكومة التركية، بما في ذلك من فم أردوغان، تعلن عن النوايا التركية بشأن المنطقة الكردية في سوريا وكذلك بشأن مناطق أخرى في سوريا، بما في ذلك المناطق الجنوبية".
وذكر أنه "من بين الأمور التي أُعلن عنها، أن الأتراك يعتزمون إعادة بناء خط سكة الحديد الحجازي: إسطنبول - دمشق، وتطوير طريق سريع بين تركيا وسوريا، وبناء مطارات تركية وكذلك موانئ بحرية في سوريا، وذلك بالإضافة إلى ضم أجزاء من سوريا، ما سيحرم قبرص من مياهها الاقتصادية ويمنع بناء أنابيب الغاز إسرائيل - قبرص - اليونان".
وأضاف أن "هذه الخطوة ستؤدي إلى تشكيل تحالفين رئيسيين في المنطقة وهما التحالف الإسرائيلي مع اليونان والأردن والإمارات وفي الخلفية السعودية، وتحالف تحالف تركيا وسوريا ولبنان وليبيا"، وهي ترجيحات لحاي إيتان كوهين، يدعمها النظام الأمني الإسرائيلي.
وأكد أنه "في النظام الأمني الإسرائيلي، يراقبون التحركات التركية، ولم يتوقع أحد هذا التحول الذي حدث بسرعة في سوريا.. أبو محمد الجولاني لم يظن أن الدومينو سيسقط بهذه السرعة، كان يهدف إلى حلب وليس احتلال سوريا بأسرها".
ومن ناحية أخرى، قال أشكنازي، في مقال آخر إن "إيران تعرضت في الأسابيع الأخيرة لانتكاسة كبيرة بعد أن تكبد جزء كبير من محورها هزيمة: حماس في غزة، حزب الله في لبنان، نظام الأسد في سوريا، وفي العراق، هي تفقد قبضتها على الميليشيات الشيعية وكذلك في اليمن".
وأضاف أنه "على الرغم من أن إيران تبني قوة الحوثيين في اليمن، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تزايد الإشارات إلى أن الحوثيين بدأوا يبتعدون عن إيران، ويقومون بخطوات مستقلة، بما في ذلك إطلاق صواريخ على إسرائيل، رغم أن إيران تتعرض لضربات في الأيام الأخيرة، إلا أنه لا ينبغي لنا أن نستهين بنوايا إيران وقدراتها ورغبتها في أن تصبح إمبراطورية إقليمية: عسكرية ودينية".
واعتبر أنه "من ناحية أخرى، تعمل تركيا تحت حكم رجب طيب أردوغان بجد لتعزيز مسار إحياء أيام الإمبراطورية العثمانية، سوريا هي المفتاح لتحقيق هذا الهدف، وانسحاب إيران وروسيا من سوريا يفتح الطريق أمام تركيا. قد يتطور هذا الوضع في الشرق الأوسط إلى تحالفين إقليميين: الأول - تركيا، سوريا، لبنان، ليبيا. الثاني - إسرائيل، اليونان، قبرص، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، وفوق الجميع - المملكة العربية السعودية".
وزاد "الآن هناك مفتاحان موضوعان على الطاولة لتحديد ما سيحدث في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد. المفتاح الأول، الذي يعد بمثابة مفتاح غامض، هو الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، دونالد ترامب، الذي من المفترض أن يتولى منصبه في 20 يناير، كيف سيتصرف في المنطقة؟ ما هي أولوياته: الشرق الأوسط، إيران، أو ربما المكسيك ومشكلة الهجرة؟".
والمفتاح الثاني هو "كيف ستواصل إسرائيل عملها في هذه المنطقة، فقد تمكن الجيش الإسرائيلي من قلب الموازين بعد فشل السابع من أكتوبر، ولمحة سريعة على شمال قطاع غزة تعلمنا أن غزة أصبحت جحيمًا، وتم تدمير آلاف وربما عشرات الآلاف من المنازل والمباني على يد القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي".
ومن ناحيتها، قالت الكاتبة الإسرائيلية مايا كوهين إن "الشرق الأوسط يشهد تحولًا جيوسياسيًا مهمًا: تركيا تعمق قبضتها على سوريا من خلال مشاريع بنية تحتية وتحركات اقتصادية بعيدة المدى، وما زلنا لم نستوعب بعد أننا أصبحنا جيرانًا لتركيا".
وقالت كوهين إن "التحرك التركي يتماشى أيضًا مع المصالح الأوروبية: الأوروبيون يتخيلون التخلص من اللاجئين السوريين، لذا يقول أردوغان: إذا كنتم تريدون إعادة اللاجئين إلى سوريا؟ حسنًا، افتحوا خزائنكم، واستثمروا في سوريا الجديدة".
ومن الناحية الاقتصادية، بدأت التأثيرات تظهر بالفعل: "نتوقع أن نشهد ارتفاعًا حادًا في اقتصاد تركيا، والتعاون مع قطر يشكل جزءًا مركزيًا من هذه الاستراتيجية: وتركيا ببساطة قدمت الأمان لقطر، لدينا هنا نوع من الزواج، قطر تزوجت من تركيا، وهي الآن تحصل على أمن كامل".