يمانيون:
2025-04-28@17:18:34 GMT

كوميديا الشرق الأوسط الجديد والتراجيديا العربية

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

كوميديا الشرق الأوسط الجديد والتراجيديا العربية

د. شعفل علي عمير

حسنًا، دعونا نتأمل تلك الكوميديا السياسية الجغرافية التي تُسمى “تشكيل الشرق الأوسط الجديد”، قد يبدو الأمر للوهلة الأولى كأنه فيلم هوليودي بميزانية ضخمة، حَيثُ تتراقص المتغيرات على خشبة المسرح بتنسيق مدهش يصعب على العقل البشري العادي استيعابه.

في هذا السيناريو، لدينا مجموعة من اللاعبين الأَسَاسيين: النفط، الدين، السياسة، وبعض الزعماء الذين يعتقدون أنهم يستحقون جائزة أوسكار لأدائهم في دور “الزعيم الأبدي”، هؤلاء اللاعبون يتبادلون الأدوار بشكل مدهش؛ فمرة يكون النفط في المقدمة، وأحيانًا تسيطر الدراما الدينية، وفي أحايين كثيرة تسرق السياسة الأضواء بمؤامراتها ودهاليزها الغامضة.

دعونا نبدأ بالنفط، ذلك السائل السحري الذي يعتقد البعض في الشرق الأوسط أنه يمكن أن يصنع المعجزات، يخيل لي أحيانًا أن للمنطقة زواجًا تقليديًّا منذ القدم مع النفط، زواج لم يبنَ على حب متبادل بل على مصلحة مشتركة تتجدد كلما ارتفع سعر البرميل في الأسواق العالمية، ولكن، كما هو الحال في العديد من الزيجات التقليدية، يمكن أن تنشأ بعض المشاكل عند وقوع أزمة اقتصادية أَو ظهور منافس جديد على الساحة.

أما الدراما الدينية، فهي فصل من فصول المسرحية التي غالبًا ما تختار أن تلقي بظلالها الثقيلة على الأحداث، تلك اللحظات عندما يتم استخدام الدين كأدَاة سياسية، يتحول المشهد إلى كوميديا سوداء بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يتحارب الجميع حول من يملك الحق في تفسير النصوص، وكأنه تحد واقعي لأشهر برنامج مسابقات دينية على شاشات التلفزيون العربي.

ولا يمكننا أن نتجاهل قوة الساسة والزعماء الذين يظنون أنفسهم “النجوم الأبدية” في هذه الملحمة، هؤلاء القادة يعيشون في قصورهم العاجية ناظرين إلى شعوبهم من علو، يعتقدون أن بوسعهم التحكم في مجريات الأمور بلمسة إصبع، ومع ذلك، فَــإنَّ الواقع دائمًا ما يحمل مفاجآت، حَيثُ يجدون أنفسهم فجأة في مشهد غير متوقع، وقد فقدوا السيطرة على مسار الأحداث.

وبينما يستمر لعب الشطرنج هذا على مستوى المنطقة، نجد أن القوى الخارجية تجلس في الصفوف الأمامية، تتناول الفشار وتستمتع بالمشهد؛ فهي في انتظار اللحظة المناسبة للدخول في اللعبة، أملًا في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع مصالحها، وكأنها تريد أن تجرح المشاعر “الشرق أوسطية” ليلًا، ثم تضمها إلى صدرها في الصباح الباكر.

في النهاية، تشكيل الشرق الأوسط الجديد يظل كقصيدة أُحبكت بآلاف الأبيات التي لم يفهمها شاعرها، وعلى الجميع في هذه المنطقة أن يتعايشوا مع هذه الدراما الساخرة التي تُكتب بمداد من تقلبات الزمن وتبعات المتغيرات، كما ينقطع الضوء فجأة عند مشاهدة فيلم مشوق في قاعة سينما مكتظة، ربما، وفي يوم ما، سينجح هذا المسرح المتقلب في تحويل القصة الفوضوية إلى سرد متناغم يستحق إضاءة الستار النهائي.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يواصل خطابه التصعيدي .. ويزعم: غيرنا وجه الشرق الأوسط

زعم بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، أن إسرائيل تمثل العائق الأكبر أمام المشروع الإيراني في الشرق الأوسط، متهمًا إيران بتنفيذ "هجوم بربري" ضد كيانه. 

وأشار نتنياهو في تصريحات جديدة تكشف توجهات الاحتلال الإسرائيلي تجاه قضايا المنطقة، مساء اليوم الأحد، إلى أن إسرائيل "نقلت القتال إلى لبنان" بعد دخول حزب الله المعركة إلى جانب المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس، في أعقاب عملية السابع من أكتوبر.

كما زعم أن "القضاء على حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله، شكل "ضربة قاصمة لمحور المقاومة"، وهو ما لم تؤكده أي مصادر رسمية مستقلة حتى الآن.

الدفاع السورية : حزب الله يطلق قذائف مدفعية باتجاه قوات الجيشكيف تستهدف إسرائيل عناصر حزب الله؟أول تعليق من حزب الله على اغتيال حسين عطوي القيادي بالجماعةلبنان.. استشهاد عنصر من حزب الله في غارة إسرائيلية على بلدة الحنية

كما كشف نتنياهو عن توتر متزايد مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، موضحًا أنه رفض مطلبًا أمريكيًا بتقييد العمليات الإسرائيلية في غزة عبر ضربات جوية محدودة فقط، مؤكدًا أن "إسرائيل ليست دولة تابعة" رغم التهديدات الأميركية بقطع إمدادات السلاح. 

وأضاف أن إسرائيل "لم تبلغ الأمريكيين بعملية البيجر"، في دلالة على مستوى الاحتقان بين الجانبين.

وفي سياق آخر، أعلن نتنياهو عن سيطرة قوات الاحتلال على محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مدعيًا نجاحها في فرض حصار خانق على قطاع غزة بهدف منع تهريب الأسلحة.

وادعى نتنياهو أن حماس تسرعت في شن الهجوم، وأن حزب الله فوجئ بتطورات الأحداث، مشيرًا إلى أن الاحتلال استطاع عبر ما سماه "عملية البيجر" أن يوجه ضربة قاسية لحزب الله في لبنان، معلنًا القضاء على قياداته البارزة وتدمير صواريخ وأسلحة كان الحزب قد أعدها على مدار ثلاثين عامًا. 

تصريحات نتنياهو تعكس رؤية احتلالية تستند إلى القوة العسكرية والتجاهل التام للحقوق الفلسطينية والعربية، في وقت تتواصل فيه الجرائم بحق المدنيين في غزة ولبنان، وسط تحدٍ سافر للقوانين الدولية والإنسانية، وإصرار على فرض معادلات جديدة بالقوة في المنطقة.

طباعة شارك إسرائيل إيران رئيس وزراء الاحتلال المشروع الإيراني المقاومة الفلسطينية حماس حسن نصر الله

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة استقبل وفدا من معهد الشرق الأوسط - واشنطن
  • هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 
  • نتنياهو يواصل خطابه التصعيدي .. ويزعم: غيرنا وجه الشرق الأوسط
  • الجبير يبحث مع المبعوث الصيني مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • تأثير الدراما على تشكيل سلوك الأطفال والنشء.. استشاري يوضح
  • الفزي يقترح إنشاء اتحاد شرق أوسطي لكرة القدم لمنافسة أوروبا.. فيديو
  • الشرق الأوسط: ديناميكيات قديمة وآفاق جديدة
  • هنا الزاهد سفيرة الشرق الأوسط لـ ماركة عالمية
  • تقرير: 83% من المقاولات المغربية تنشط في القطاع غير المهيكل
  • أعضاء بالحزب الديمقراطي يطالبون ترامب بوقف الهجمات في اليمن