لماذا تعارض شريحة من الإيرانيين مراجعة العقيدة النووية لبلادهم؟
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
طهران- بعد مضي نحو عامين على المحاولات الإيرانية الرامية إلى تطبيع الحديث عن مراجعة العقيدة النووية لمواجهة التهديدات الوجودية، أعادت التطورات الإقليمية الحديث عن ضرورة تعزيز الردع الدفاعي إلى الواجهة، بيد أن الدعوات لإنتاج قنبلة نووية اصطدمت هذه المرة بمعارضة لافتة داخل البلاد.
وفضلا عن تأكيد الأوساط الرسمية بلوغ الجمهورية الإسلامية العتبة النووية وتوفر التقنيات اللازمة لصناعة القنبلة، سبق أن قال مدير وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز -قبل شهرين- إن إيران قادرة بالفعل على إنتاج قنبلة نووية في غضون أسبوع.
لكن التوجه الأوروبي لتفعيل آلية الزناد، والتقارير الغربية والعبرية عن وجود تنسيق أميركي إسرائيلي لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، إثر تقويض قدرات فصائل المقاومة المتحالفة مع طهران وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، دفع شريحة كبيرة من الإيرانيين للمطالبة بمراجعة العقيدة النووية، حتى أضحى الحديث عن ضرورة حيازة قنبلة ذرية أمرا عاديا في الشارع ومنصات التواصل الفارسية.
ذريعة للحربوتعليقا على تطبيع الحديث في وسائل الإعلام الفارسية عن ضرورة صناعة قنبلة نووية، ردا على التهديدات الإسرائيلية الرسمية بضرب المنشآت النووية، عبّر الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني عن امتعاضه، حيث يرى أن هذا التوجه لا يصب في المصلحة الوطنية وإنما يعطي الذريعة للأعداء.
إعلانوفي كلمته أمام عدد من وزراء الحكومتين الحادية عشرة والثانية عشرة ومساعدي الرئاسة الإيرانية خلال حقبته، حث روحاني، الاثنین الماضي، أصحاب المنابر الإعلامية على "عدم توفير الذرائع للأعداء"، نظرا إلى "الظروف الدقيقة" على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتابع "الحديث هذه الأيام عن تغيير العقيدة النووية يتناغم وإرادة المتطرفين في الولايات المتحدة وإسرائيل، لتمهيد الأرضية لشن الحرب على إيران، حتى يقولوا للرأي العام العالمي إنه في حال عدم التدخل العسكري في بلاد فارس، ستكون الأخيرة على بعد أيام فقط من القنبلة الذرية".
الأوساط الرسمية الإيرانية تؤكد بلوغ الجمهورية الإسلامية للعتبة النووية وتوفر التقنيات اللازمة لصناعة القنبلة (رويترز) سباق تسليحييقرأ الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، الموجة الجديدة من مطالبة بعض الأوساط السياسية بحيازة القنبلة الذرية في سياق تهديد الجانب الأوروبي، الذي يأخذ مهمة تفعيل آلية الزناد على عاتقه هذه الأيام.
وفي حديث للجزيرة نت، يعتقد فلاحت بيشه أن التهديد بتغيير العقيدة النووية لن يجدي نفعا في منع الجانب الأوروبي من المضي قدما في سياسته المرسومة حيال ملف طهران النووي؛ لأن الأوروبيين سبق وتعايشوا طوال الأعوام القليلة الماضية مع التهديد الروسي باستخدام القنبلة الذرية وليس صناعتها.
وحذّر من تداعيات إنتاج القنبلة الذرية في الشرق الأوسط، بسبب الدور البارز الذي تلعبه الأيديولوجيا لدى الأنظمة السياسية في المنطقة، مؤكدا أنه إن لم يُنزع فتيل التوتر في الشرق الأوسط فإن "المنطقة ستكون على موعد مع سباق تسليحي نووي خطير من شأنه إضرام النار فيها".
وبينما یعتقد فلاحت بيشه أنه من واجب عقلاء المنطقة والعالم التحرك سريعا لخفض التصعيد في الشرق الأوسط عبر الدبلوماسية وليس القوة الخشنة، معتبرا أن "من شأن قيام إسرائيل بشن هجوم عسكري على منشآت إيران النووية أن يحوّلها من دولة عتبة نووية إلى قدرة ذرية، وهو ما قد يصعّب على الجميع السيطرة على تداعيات مثل هذا القرار" حسب قوله.
إعلان الفتوى الشرعيةلكن في الوقت ذاته، يعتقد العميد منصور حقيقت بور، القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني والمساعد الأسبق للجنرال قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، أن بلاده لا تحتاج القنبلة الذرية أصلا، واصفا المطالب بتغيير العقيدة النووية بأنها "خارجة عن الأعراف وتصدر عن جهات متطرفة".
وفي مقال تحت عنوان "لماذا لا نحتاج إلى القنبلة النووية؟" نشره في صحيفة "آرمان ملي"، يحض حقيقت بور على عدم استعجال الحديث عن القضايا التي لم تحظ بإجماع في النظام الإيراني "ذلك لأنها تنعكس سلبا على البلد ومصالحه الوطنية" حسب قوله، مذكّرا بأن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يعدّل بعد الفتوى الشرعية التي تحرم إنتاج واستخدام السلاح النووي.
ويؤكد الناشط السياسي الإيراني، أنه لا شك في حيازة البلاد تقنية صناعة القنبلة الذرية لكن تبقى هذه القدرات العلمية والتكنولوجية وإمكانية استخدامها رهن إشارة المرشد الأعلى والسلطات العليا بالنظام الإسلامي.
ويرى حقيقت بور، أن الهتاف بضرورة تعديل العقيدة النووية قد يضر بالمساعي الرامية لحلحلة ملف طهران النووي لدى الأوساط الدولية، متهما المتطرفين بالسير خارج سكة نظام الجمهورية الإسلامية عبر الإصرار على تغيير العقيدة النووية، متسائلا عن انتماءات هذه الشريحة والجهات التي تضبط بوصلة سياساتها.
حسابات سياسيةمن ناحيته، يرى الدكتور فرزاد أحمدي، الأكاديمي الباحث في القضايا الجيوستراتيجية بجامعة "تربيت مدرس"، أن الحسابات السياسية كانت وما زالت "عنصرا معطلا" في سبيل إنتاج طهران قنبلتها النووية، ذلك لأن الجمهورية الإسلامية لم تتعرض عمليا إلى تهديد وجودي حتى الآن.
وفي حديثه للجزيرة نت، يضيف أحمدي، أنه "لو افترضنا جدلا بتعرض إيران لهجوم عسكري، فإن القنبلة الذرية لن تعزز قوتها الردعية، وإنما قد تحوّلها إلى نموذج مماثل لكوريا الشمالية في العزلة، ناهيك أن طهران تفتقر إلى العديد من الأوراق الجيوسياسية التي تملكها بيونغ يانغ، وعلى رأسها موقعها الجغرافي ومجاورتها للحليف الصيني".
إعلانوخلص إلى أن تحوّل إيران إلى قدرة نووية من شأنه زيادة الضغوط الخارجية على الاقتصاد الإيراني، واتساع الهوة بين المجتمع والنظام، فضلا عن تداعياته الإقليمية والزج بالمنطقة نحو سباق تسليحي لموازنة القوة فيها، مضيفا أنه "على ضوء فقدان طهران لحليف إستراتيجي وازن، فإن ذلك قد يبرر تغيير عقيدتها النووية إلى تكوين تحالف عسكري ضدها".
ورغم هذه المعارضة، أطلقت شريحة من الإيرانيين وسم "فقط يك عدد"، ويعني "فقط رقم واحد"، طالبوا فيه بإنتاج قنبلة نووية واحدة فقط لتعزيز الردع الوطني "قبل أن تستطيع القوى المعادية مهاجمة احتياطيات البلاد من اليورانيوم عالي التخصيب، والقضاء على قدرتها الكامنة على إنتاج المواد الانشطارية، بعد أن كانت على بُعد أسبوع فقط من القيام بذلك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجمهوریة الإسلامیة العقیدة النوویة القنبلة الذریة قنبلة نوویة الحدیث عن
إقرأ أيضاً:
جماهير مانشستر يونايتد تعارض بيع الأرجنتيني غارناتشو
قررت جماهير مانشستر يونايتد دعم بقاء النجم أليخاندرو غارناتشو في ملعب أولد ترافورد، بعد أدائه اللافت ومساهمته في فوز "الشياطين الحمر" بهدفين نظيفين على ستيوا بوخارست أول أمس الخميس في الدوري الأوروبي.
وحجز مانشستر يونايتد بطاقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي بفضل أهداف ديوغو دالوت وكوبي ماينو، وصنع غارناتشو الهدف الثاني بتمريرة عرضية لماينو عندما دخل بديلا وكان يشكل تهديدًا مستمرًا بفضل مراوغاته.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 217 ألف دولار في الثانية.. الفرنسي أوغستين أغلى صفقة في تاريخ كرة القدمlist 2 of 2أموريم مدرب مانشستر يونايتد يوصد الباب كليا بوجه راشفوردend of listوارتبط اسم غارناتشو بشكل كبير بالانتقال إلى نابولي أو تشلسي في الآونة الأخيرة، لكن جماهير يونايتد قررت الآن ما يجب على النادي فعله مع الدولي الأرجنتيني.
وكتب أحد المشجعين على منصة إكس "إذا بعنا غارناتشو، فقد يكون ذلك أكبر خطأ للنادي على الإطلاق. لقد بدا نشيطا في آخر 3 مباريات له وبدأ يتكيف مع المنظومة ويقدم مزيدا من التمريرات. لديه الكثير ليقدمه في المستقبل".
وعلق آخر: "يجب أن يبقى. من الواضح أن غارناتشو هو الجناح الأكثر موهبة لدينا، لقد كان رائعًا"، وقال ثالث: "هناك شيئان يجب أن نتعلمهما من مباراة الليلة. يجب أن يبقى ماينو في التشكيلة الأساسية. ويجب أن يبقى غارناتشو في النادي".
وعلق آخر: "لقد لعب غارناتشو بشكل أفضل بشكل ملحوظ في المباراتين الأخيرتين، وعاد إلى أفضل مستوياته. ويبدو متعطشا لاتخاذ القرارات لصالح الفريق، ولديه طاقة عالية. ولا شك على الإطلاق في أننا يجب أن نحتفظ به".
كوبي ماينو يضيف الهدف الثاني لمانشستر يونايتد
#الدوري_الاوروبي#UEL pic.twitter.com/HSWYScQMnG
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 30, 2025
إعلان هل يرحل غارناتشو؟تزايدت الشائعات حول إمكانية رحيل غارناتشو عن ملعب أولد ترافورد قبل نهاية فترة الانتقالات الشتوية الحالية ومنذ تولي روبن أموريم القيادة الفنية ليونايتد، فقدَ غارناتشو مكانه الأساسي في الفريق، لكنه حصل على فرصة لإثبات نفسه في المباراة الأخيرة.
وبعد المباراة، أقر المدرب البرتغالي بأنه يحاول العثور على أفضل مركز يناسب اللاعب الشاب في خطته، لكنه لم يقدم إجابة حاسمة حول مستقبله مع الفريق. وأكد أموريم أنه يسعى جاهدا لدمجه في نظامه التكتيكي مع مانشستر يونايتد.
وشارك الجناح الأرجنتيني في التشكيلة الأساسية لفريقه في مباراة الدوري الممتاز ضد فولهام الأحد الماضي، حيث لعب 81 دقيقة قبل أن يتم استبداله بكوبي ماينو.
وبعد بيع خفيتشا كفاراتسخيليا إلى باريس سان جيرمان، حدد نابولي غارناتشو كهدف رئيسي، على الرغم من أن المدير الرياضي جيوفاني مانا قال إن النادي "بالتأكيد لن يدفع أسعارا خارج القيمة السوقية".
وذكرت صحيفة "توتو سبورت"، عبر موقع "فوتبول إيطاليا"، أن النادي غير مستعد للتخلي عن غارناتشو مقابل أكثر من 50 مليون يورو بالإضافة إلى 5 ملايين يورو كإضافات.