من جديد عاد البابا فرنسيس الأول، بابا الڤاتيكان، إلى إدانة الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، ولكنه هذه المرة وصفها بأنها ليست حربًا، لأنها تتجاوز الحرب التقليدية التى تعرفها الدول، إلى حرب الإبادة التى تترصد شعبًا بكامله.
فمن قبل لم يُفوّت البابا أى فرصة وجدها مناسبة، إلا ودعا فيها إلى وقف الحرب على القطاع، ولكنه فى هذه الإدانة الأخيرة يحرج حكومة التطرف فى تل أبيب بشدة، لأن هناك فرقًا بين أن يُدين أى مسئول دولى هذه الحرب، وبين أن يكون الذى يفعل ذلك هو بابا الڤاتيكان الذى يجلس على رأس الكنيسة الكاثوليكية، وبكل ما يمثله من ثقل ومن مكانة لدى عواصم الغرب.
وهذا هو ما دفع اسرائيل إلى شن هجوم عنيف عليه، ثم إلى أن تصفه بأنه يمارس ازدواجية المعايير، لأنه يبادر إلى إدانة أى إرهاب حول العالم، فإذا قاومت هى الإرهاب الجهادى فى القطاع كما تقول، فإنه يعترض ويدين ويحتج!
وهذا طبعًا نوع عجيب من خلط الأوراق من جانب حكومة التطرف فى تل أبيب، لأن البابا عندما أدان واعترض على مسمع من العالم، أعاد تذكير الإسرائيليين ومعهم الدنيا كلها بأن عدد القتلى والجرحى فى غزة منذ بدء الحرب فى السابع من أكتوبر قبل الماضى وصل ١٥٣ ألفًا!.. وهذا عدد مخيف كما نرى، بل إنه عدد لضحايا حروب بين دول، لا مجرد حرب من جانب دولة معتدية على شعب فى أرض محتلة.
وإذا كانت الدولة العبرية قد فقدت صوابها عندما سمعت بإدانة البابا، فلأنه صاحب نفوذ روحى ضخم لدى عواصم الغرب.. فهو لا يملك سلطة سياسية يستطيع بها التأثير على إسرائيل أو منعها من مواصلة المقتلة التى تمارسها مع الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة، ولكن كل ما يملكه أن يعلن بأعلى صوت أن البابوية ضد ما ترتكبه حكومة نتنياهو على طول الخط.
ونحن نذكر أن الزعيم السوفيتى جوزيف ستالين كان فى أثناء الحرب العالمية الثانية قد سمع أن البابا يقول كذا وكذا، فتساءل بسخرية عما إذا كان لدى البابا دبابات يترجم بها ما يعلنه من آراء إلى مواقف عملية على الأرض؟
ولم يكن البابا يملك شيئًا من هذا طبعًا.. صحيح أنه كان يملك رأيه أو صوته فقط، وصحيح أن صوته كان أقوى من الدبابات والمدافع من حيث مدى تأثيره ووصوله إلى الناس فى أنحاء الأرض، ولكن الأمر يظل فى حالة مثل حالة اسرائيل إلى قوة توقفها عند حدودها وتمنعها من المضى فى هذه العربدة التى طالت لأكثر من السنة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس الثاني يلتقي مغتربي ومغتربات الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء الإثنين، لقاء المغتربين والمغتربات الذي نظمته خدمة مار مرقس للمغتربين والمغتربات بالإسكندرية.
بدأ اللقاء الذي أقيم في المسرح الملحق بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، بعرض فيلم تسجيلي عن تاريخ خدمة المغتربين بالإسكندرية والتي تأسست علي يد القديس القمص بيشوي كامل، بعدها تحدث القمص بيشوي عبد المسيح مسؤول الخدمة، مقدمًا الشكر لقداسة البابا على اهتمامه بالشبان والشابات المغتربين بالإسكندرية، ثم تناول أرشيف ذكريات ٣٥ سنة من تاريخ وإحصائيات الخدمة. كما عرض أحد الخريجين خبرته مع خدمة المغتربين، ثم قدم مجموعة من المغتربات المتميزات وصاحبات موهبة فنية مجموعة من الأعمال الفنية اليدوية.
وقدم فريق كورال تي بارثينوس لأسرة القديسة مريم للمغتربين والمغتربات مجموعة من التسابيح الروحية. وتكلم الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه ومسؤول خدمة الشباب بالإسكندرية والمشرف على الخدمة، عن دروس مستفادة من الغربة.
واختتم اللقاء بكلمة قداسة البابا التي قدم الشكر فيها لكل من شاركوا في فقرات اللقاء وأثنى على الكلمات التي ألقيت، والمواهب والكورال. ثم تأمل في الآية "الرَّبُّ يَحْفَظُ الْغُرَبَاءَ" (مز ١٤٦: ٩) وقدم من خلالها أربعة تحذيرات ومراحل من حياة الاغتراب:
١- مرحلة ملكة الاختيار: بين الحلو والمر والصح والخطأ.
٢- مرحلة التكرار: بين تكرار المواقف الصحيحة أو تكرار الأخطاء.
٣- مرحلة الاستمرار: بين حياة الشبع وحياة الجوع.
٤- مرحلة المرار: وتأتي في نهاية مرحلة للجوع والخطأ.
حضر اللقاء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية وبعض من مجمع كهنة الإسكندرية المشرفين على بيوت المغتربين والمغتربات بالإسكندرية.