مصر وسوريا وسنوات الوحدة والانفصال!
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
سلام على سوريا الشقيقة، قمت بزيارة سوريا مرتين خلال حكم بشار الأسد، لم يخل حديث المقاهى المنتشرة حول سوق الحميدية فى دمشق من الحديث الأخوى المتبادل بين المصريين سواء من الزائرين المؤقتين أو من المقيمين مع أصدقائهم السوريين عن أيام الوحدة بين مصر وسوريا، هناك زوجات مصريات لرجال سوريين، وهنا زوجات سوريات لرجال مصريين، وأصبحت العلاقة بين الطرفين المصرى والسورى هى علاقة دم، من أخوال وأعمام وأشقاء وأحفاد.
كانت الجمهورية العربية المتحدة، هو الاسم الرسمى للكيان السياسى المشكل، إثر الوحدة بين مصر وسوريا التى أُعلنت فى 22 فبراير 1958، بتوقيع ميثاق الجمهورية من قبل رئيس مصر «جمال عبدالناصر» ورئيس سوريا «شكرى القوتلى»، واختير «جمال عبدالناصر» رئيساً للجمهورية العربية المتحدة، والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة وفى عام 1960، تم توحيد برلمانى البلدين فى مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة فى القاهرة أيضا، انتهت الوحدة بانقلاب عسكرى فى دمشق يوم 28 سبتمبر 1961، وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى 1971، عندما سميت باسمها الحالى جمهورية مصر العربية.
كانت الوحدة فى تلك الفترة حلماً بالنسبة إلى العرب وجاءت الوحدة المصرية السورية تلبية لرغبات الشعبين المصرى والسورى، فى إطار الجو الدولى الضاغط والأحداث التى شهدها الوطن العربى من تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثى على مصر والحشود التركية على الحدود السورية، وصولاً إلى قيام حلف بغداد بالمؤامرات والدسائس، وبعد تأليف حكومة «صبرى العسيلى» فى سوريا أصر «ميشيل غفلق» أن يتضمن البيان الوزارى للحكومة الدعوة إلى الوحدة السورية المصرية، وقد لاقت هذه الدعوة تأييد مجلس الشعب السورى، وقد قام عدد من قادة الألوية فى الجيش السورى بمفاوضة الحكومة المصرية حول الوحدة، وأعلنت الوحدة ومنح الرئيس السورى «شكرى القوتلى» لقب «المواطن العربى الأولى».
وفى 24 فبراير 1958، ألقى جمال عبدالناصر خطاباً فى سوريا وصف سوريا فيه بأنها قلب العروبة النابض التى حملت دائماً راية القومية العربية وكانت دائماً تنادى بالقومية العربية وتتفاعل من عميق القلب مع العرب فى كل مكان.
اختلفت الأسباب حول انهيار الوحدة بين مصر وسوريا والتى لم تدم أكثر من ثلاث سنوات، ولكن كانت لها إيجابيات مهمة فى أنها مزجت دماء الشعبين التى سرت فى عروق الأصهار والأشقاء والأحفاد، وخلفت حكايات تتردد فى المقاهى والمزارات، وفى مطاعم سوريا والتى انتقل بعضها إلى مصر بعد ثورة 2011، فى سوريا التى أفشلها نظام «الأسد» خلال القتل والسجن والتشريد للأشقاء السوريين، وهرب «الأسد» وبقيت سوريا وبقت العلاقات المصرية السورية، وارتفع صوت مصر يطالب بأن يترك للشعب السورى حق تقرير مستقبل بلاده، واحترام وحدة وسلامة أراضيه، وتحقيق حلم السوريين فى العودة بعد نزوح دام 13 عاماً ليرووا عن فترة إقامتهم فى القاهرة واقتسامهم العيش والملح مع أشقائهم المصريين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب مصر وسوريا سلام على سوريا مصر وسوریا
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية: نحذر إيران من بث الفوضى في سوريا
حذر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني، إيران، من" بث الفوضى في سوريا"، وحملهم "تداعيات التصريحات الأخيرة".
وفي حسابه على منصة "إكس"، كتب أسعد الشيباني: "يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد حذر من "احتمال عودة الإرهاب إلى سوريا على خلفية الفوضى التي تشهدها، ما قد يشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها".
وقال عراقجي في حوار مع الإعلامي عمرو عبد الحميد على قناة "الغد" المصرية: "نحذر من عودة خطر الإرهاب إلى سوريا نتيجة الفوضى، وهو ما قد يشكل خطرا على كافة دول المنطقة". وأكد الوزير الإيراني أن وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا كان في المقام الأول لمحاربة مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" و"داعش" الإرهابيين وغيرهما من الجماعات الإرهابية الأخرى الموجودة في منطقة الشرق الأوسط.
وشارك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي مؤخرا في قمة الدول الثمانية الإسلامية النامية D-8 (وهي منظمة دولية لتنمية التعاون بين الدول الإسلامية تضم 8 دول إسلامية هي مصر ونيجيريا وباكستان وإيران وإندونيسيا وماليزيا وتركيا وبنغلاديش).