بوابة الوفد:
2025-03-10@08:46:20 GMT

الأخطبوط السورى.. أطماع وأزمات

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

رغم تفاؤل بعض السوريين بعد إزاحة الطغيان والظلم وشم نسائم الحرية والتحرر، فإنّ الخوف أنْ يُطل فجأة برأسه «غول الانقسام والانفصال» والعودة للطائفية والدخول فى نفق الدولة الفاشلة، أسوأ من العودة للمربع الأول، وأكثر قتامة وأشد سوادًا، ويبدو بالأفق ملامح «غابرة» كاشفة من بعيد، تقترب وتبتعد حسب الأوضاع على الأرض.

مخاوف لا تخْفى على القيادة الحالية فى سوريا وهى أزمات وتحديات متعددة ومتشعبة تشعب الأخطبوط فى تعددها وترابطها وتعقيداتها.

تشكيل الجيش السورى القوى يُعد صداعًا فى رأس القيادة السورية، وهو من أصعب المهام أمام أحمد الشرع ورجاله، لأنه سيبنى جيشًا جديدًا «نظاميًا» ويستنسخ من سلالات الميليشيات والفصائل مجموعات منسجمة انتماؤها للوطن قبل الطائفية وعقيدة راسخة بالدور الوطنى لجيش أمة متعددة الطوائف والفصائل ومتنوعة الفكر والرؤى والتوجه.

وهذه أزمة الأزمات لأن توحد الفكر بعيدًا عن الطائفية وإبعاد أفكار قديمة متشعبة ارتوا بها أيديولوجيًا ودينيًا لدى بعض الفصائل معضلة حقيقية، ومن الصعب على جندى أو ضابط ميليشياوى يغير جلده سريعًا بعد سنوات تعلم فيها أفكارًا وعقيدة معينة، بخلاف الأنظمة العسكرية نفسها ومدى القدرة على التجاوب مع الهيكلية الجديدة للجيش النظامى وسرعة استيعاب الفكر الحديث فى التسليح والآلات والأنظمة الأحدث.

هو سباق مع الزمن واستدعاء جهد خارق فى الإقناع والاستيعاب لأن الوصول سريعًا لجيش قوى إخماد لمحاولات أعداء الداخل لبث الفتن، وإذا كانت الأمور حاليًا شبه مستقرة ترقبًا وتخطيطًا لما هو قادم، فبعد شهور وأسابيع ستختلف الأوضاع، لا سيما مع جغرافية يتنافس عليها داعش، والتواجد الأمريكى و«حَلْب» البترول السورى بالحسكة، والشمال الشرقى شبه منفصل ويد القيادة فى دمشق بعيدة عنه بحكم المعارك الضارية بين الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» أمام الفصائل الموالية لتركيا، خاصة فى مدينة «منبج» بالريف الشرقى لحلب، وقتل قبل ساعات مدنيين وإصابة آخرين فى انفجار سيارة ملغمة فى هذه المدينة شمال سوريا.

ناهيك عن تحدى الجنوب وتوغل إسرائيل يوميًا فى العمق السورى والوصول لما بعد القنيطرة، وإذا كانت «المسكنات» بأن الوضع مؤقت، فهى سياسة إسرائيلية فى حال تسوية مستقبلية لتكون «المقايضة» على الانسحاب من الأراضى المحتلة حديثًا والإبقاء على هضبة الجولان تحت يدها بدعوى تأمين الحدود الإسرائيلية!

ومع الوقت سيخلق الواقع مستقبلًا تختلف فيه الرؤية الحالية وتتسع الطموحات والأحلام بعد التشبع بالحرية والديمقراطية وتعلو أصوات تحرير كل شبر مغتصب ما يخلق تحديًا جديدًا أمام القيادة.

والسؤال: هل ستترك إسرائيل جارتها تُسلح نفسها بـ«قوة الردع» وإخراجها من الجولان أم ستظل فى رحلة «قضم الأراضى» وإنهاك البلد عسكريًا واقتصاديًا، إذا سلّمنا بأن البلد الشقيق والعريق سيتعافى يومًا!

كلها تحديات تحتاج سنوات وأولويات تحتم الإسراع فى حسمها بأقرب وقت.

وفى حال التعافى، ستبقى أزمة القدر والتدخل التركى وفرض وصايته، واستغلال البلد سياسيًا واقتصاديًا والحد من طموحه فى التحرر وصعوبة الفطام سريعًا، مع تقاطع مصالحه مع دمشق، ما يمنح إسرائيل فرصة قد تفوق ما فعله بشار وجعل الجولان جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل برأسه

إقرأ أيضاً:

قبلان: نريد سلطة تحكم باسم المصالح الوطنية لا مصالح الآخرين

سأل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان هل لبنان دولة وطنية ام مستنقع احقاد ومشاريع توظيفات خارجية؟.

وقال في بيان: "رغم وجع التاريخ ومراحل الإبادة التي تتعرض لها الثقافة والمصالح الوطنية في هذا البلد والتي غرقت بقاع حرب أهلية وفظاعات طائفية ومشاريع وصاية لا نهاية لها هناك من يتلطّى وراء سياسات وطنية تنزف بالأحقاد والمواقف التي تطال صميم مشروع الدولة وجوهر ضمانتها العابرة للطوائف، ومعها لا يبدو لبنان بخير أبداً، وقصة سيادة ووطنية واستقلال وحياد تفضحها مشاريع الآخرين العلنية على أرضنا ودون تحفّظ أو إدانة، واليوم الحديث عن لبنان حديث عن عائلة وطنية تعاني من أحقاد ومشاريع انتقام خطيرة حتى من مواقع يفترض أنها تمثل الدولة، والنقاش هنا يضعنا أمام أي دولة موجودة وأي دولة نريد، وهل لبنان دولة وطنية أم مستنقع أحقاد ومشاريع توظيفات خارجية، وماذا عن أحاديث الظل وسط منطقة تغلي بالأحقاد والمذابح ومشاريع الخراب الدولي".

أضاف: "ثم هل الحياد ودعاية السيادة والوطنية تفترض ترك إسرائيل وعدوانها دون قوة وطنية تليق بسيادة هذا البلد، أم يعني قصّ وريد الحياة عن مناطق الحافة الجنوبية الأمامية ومنع إغاثة بقية الأرض من حقها وناسها وهي التي تلفظ أنفاسها وسط قرى مدمرة ونكران وطني مخيف، كل ذلك وسط مواقف لا تؤمن بالوطنية والمواطن ولا بالعائلة اللبنانية، وما تؤمن به فقط الحقد والتشفي ونزعة الإنتقام التي لا نهاية لها، وأمام واقع البلد ونار الحقد وطبيعة المنطقة ونزيف الشعارات وما يجري بالكواليس أقول: لا قيمة للشعارات والمواقف الإستهلاكية أبداً، وتاريخ لبنان استهلاكي حتى زمن الحرب الأهلية، لذلك الدولة يجب أن تكون ضمانة وطنية بمشاريعها وأولوياتها الوطنية وعلى الأرض بعيداً عن مشاريع الظلّ، وكلمة ضمانة وطنية جوهرية للغاية بالتكوين اللبناني وهذا ما نحتاجه بعيداً عن همروجة الشعارات والمواقف". 

وتابع: "اللحظة للبنان كقيمة وطنية عبر سياسات تعكس قضية الدولة بشعبها وأرضها وسيادتها، وعبر دولة تضعنا فعلاً أمام حارس وطني بأرض الجنوب والحافة الأمامية ومشاريع الإغاثة لأنّ ما يجري وما نعرفه جيداً يفضح الوطنية ويضع الدولة أمام نفوذ خارجي يريد البلد على صورة فرن للأحقاد والإنتقام بعيداً عن جوهر الوظيفة الضرورية للدولة بشقها الوطني والعمراني والإغاثي والسيادي، وما نريده سلطة تحكم باسم المصالح الوطنية لا مصالح الآخرين، والحياد في هذا العالم كذبة، ومصالح لبنان مهددة بشدة، وما يجري بالبلد تمييزي جداً وخطير جداً، وما يقوم به البعض يحتاج لتوضيح، والدولة دولة بمقدار قيامها بوظيفتها السيادية والوطنية والإغاثية بعيداً عن عقدة اللوائح، ولبنان أمام فرصة تكاد تكون مفقودة، وما نحتاجه لبنان الفرصة قبل فوات الأوان".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعتزم السماح لعمال دروز من سوريا بالعمل في مستوطنات الجولان المحتل
  • إسرائيل تعتزم السماح لعمال دروز من سوريا بالعمل بمستوطنات الجولان المحتل
  • الاحتلال يعتزم السماح لعمال دروز من سوريا بالعمل في الجولان المحتل
  • كاتس: الحكومة ستسمح للعمال الدروز من سوريا بالعمل في الجولان المحتل
  • إسرائيل تصدر تصاريح عمل لـ«الدروز السوريين» للعمل في الجولان المحتل
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنسمح بدخول العمال الدروز من سوريا إلى الجولان
  • كاتس: سنسمح قريبًا لعمال دروز من سوريا بالعمل في مستوطنات الجولان
  • إسرائيل تعلن عن استقدام عمال دروز للعمل في مستوطنات الجولان قريبًا
  • قبلان: نريد سلطة تحكم باسم المصالح الوطنية لا مصالح الآخرين
  • فيديو كلمة الشرع من المسجد حول الأحداث في سوريا