بوابة الوفد:
2025-02-07@07:50:44 GMT

الأخطبوط السورى.. أطماع وأزمات

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

رغم تفاؤل بعض السوريين بعد إزاحة الطغيان والظلم وشم نسائم الحرية والتحرر، فإنّ الخوف أنْ يُطل فجأة برأسه «غول الانقسام والانفصال» والعودة للطائفية والدخول فى نفق الدولة الفاشلة، أسوأ من العودة للمربع الأول، وأكثر قتامة وأشد سوادًا، ويبدو بالأفق ملامح «غابرة» كاشفة من بعيد، تقترب وتبتعد حسب الأوضاع على الأرض.

مخاوف لا تخْفى على القيادة الحالية فى سوريا وهى أزمات وتحديات متعددة ومتشعبة تشعب الأخطبوط فى تعددها وترابطها وتعقيداتها.

تشكيل الجيش السورى القوى يُعد صداعًا فى رأس القيادة السورية، وهو من أصعب المهام أمام أحمد الشرع ورجاله، لأنه سيبنى جيشًا جديدًا «نظاميًا» ويستنسخ من سلالات الميليشيات والفصائل مجموعات منسجمة انتماؤها للوطن قبل الطائفية وعقيدة راسخة بالدور الوطنى لجيش أمة متعددة الطوائف والفصائل ومتنوعة الفكر والرؤى والتوجه.

وهذه أزمة الأزمات لأن توحد الفكر بعيدًا عن الطائفية وإبعاد أفكار قديمة متشعبة ارتوا بها أيديولوجيًا ودينيًا لدى بعض الفصائل معضلة حقيقية، ومن الصعب على جندى أو ضابط ميليشياوى يغير جلده سريعًا بعد سنوات تعلم فيها أفكارًا وعقيدة معينة، بخلاف الأنظمة العسكرية نفسها ومدى القدرة على التجاوب مع الهيكلية الجديدة للجيش النظامى وسرعة استيعاب الفكر الحديث فى التسليح والآلات والأنظمة الأحدث.

هو سباق مع الزمن واستدعاء جهد خارق فى الإقناع والاستيعاب لأن الوصول سريعًا لجيش قوى إخماد لمحاولات أعداء الداخل لبث الفتن، وإذا كانت الأمور حاليًا شبه مستقرة ترقبًا وتخطيطًا لما هو قادم، فبعد شهور وأسابيع ستختلف الأوضاع، لا سيما مع جغرافية يتنافس عليها داعش، والتواجد الأمريكى و«حَلْب» البترول السورى بالحسكة، والشمال الشرقى شبه منفصل ويد القيادة فى دمشق بعيدة عنه بحكم المعارك الضارية بين الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» أمام الفصائل الموالية لتركيا، خاصة فى مدينة «منبج» بالريف الشرقى لحلب، وقتل قبل ساعات مدنيين وإصابة آخرين فى انفجار سيارة ملغمة فى هذه المدينة شمال سوريا.

ناهيك عن تحدى الجنوب وتوغل إسرائيل يوميًا فى العمق السورى والوصول لما بعد القنيطرة، وإذا كانت «المسكنات» بأن الوضع مؤقت، فهى سياسة إسرائيلية فى حال تسوية مستقبلية لتكون «المقايضة» على الانسحاب من الأراضى المحتلة حديثًا والإبقاء على هضبة الجولان تحت يدها بدعوى تأمين الحدود الإسرائيلية!

ومع الوقت سيخلق الواقع مستقبلًا تختلف فيه الرؤية الحالية وتتسع الطموحات والأحلام بعد التشبع بالحرية والديمقراطية وتعلو أصوات تحرير كل شبر مغتصب ما يخلق تحديًا جديدًا أمام القيادة.

والسؤال: هل ستترك إسرائيل جارتها تُسلح نفسها بـ«قوة الردع» وإخراجها من الجولان أم ستظل فى رحلة «قضم الأراضى» وإنهاك البلد عسكريًا واقتصاديًا، إذا سلّمنا بأن البلد الشقيق والعريق سيتعافى يومًا!

كلها تحديات تحتاج سنوات وأولويات تحتم الإسراع فى حسمها بأقرب وقت.

وفى حال التعافى، ستبقى أزمة القدر والتدخل التركى وفرض وصايته، واستغلال البلد سياسيًا واقتصاديًا والحد من طموحه فى التحرر وصعوبة الفطام سريعًا، مع تقاطع مصالحه مع دمشق، ما يمنح إسرائيل فرصة قد تفوق ما فعله بشار وجعل الجولان جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل برأسه

إقرأ أيضاً:

الداخلية تكشف حقيقة فيديو منتشر عن سيارة مشتعلة بطريق سريع

كشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات تداول إحدى الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعى لمقطع فيديو يظهر خلاله إشتعال النيران بسيارة وتصاعد أدخنة كثيفة بإحدى الطرق السريعة والإدعاء بكونها حديثة.

بالفحص تبين أن مقطع الفيديو المشار إليه "قديم" سبق تداوله عام 2019 ويتعلق بنشوب حريق بسيارة محملة بمواد مشتعلة بنفق الأمير بمدينة الخصوص بالقليوبية.

وجار إتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجى تلك المزاعم.

مقالات مشابهة

  • هل التخلي عن “الجولان” هو ثمن التطبيع الدولي مع “حكام سوريا الجديد”..! 
  • الداخلية تكشف حقيقة فيديو منتشر عن سيارة مشتعلة بطريق سريع
  • يا لها من تجربة
  • إلهام أحمد تطلب من إسرائيل لعب دور في سوريا!
  • تفاصيل شكوى لبنان ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن
  • تفاصيل شكوى لبنان ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن.. تضمنت خطف مواطنين من الجنوب 
  • ‏لافروف: مصادر موثوقة تفيد أن إسرائيل تخطط للبقاء داخل الأراضي اللبنانية وكذلك الجولان السوري
  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
  • مؤامرة التهجير تتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني.. المقترح الأمريكي الإسرائيلي يعيد للأذهان ذكريات "النكبة".. والقاهرة حجر عثرة أمام حلم "إسرائيل الكبرى"
  • سيرجي لافروف: هضبة الجولان ستظل أرضا سورية