يخطئ من يتصور أن التاريخ لن يرحم.. ويرتكب جرماً من يستهزئ بحساب الأيام والسنين.. حساب الزمن وتخليد التاريخ لذكرى البشر هو أمر لا جدال فيه.. وهناك من يسجل اسمه بحروف من نور تقديراً لما قدمه من أجل الحق والعدل والحرية والمبادئ والقيم.. وهناك من سيذهب إلى مزبلة التاريخ جزاء ما اقترفت يداه من جرائم فى حق البشر والإنسانية.
المحامى الفرنسى جيل دوفير دخل التاريخ مع الصنف الأول.. وهب الرجل حياته للدفاع عن الحق والعدل والحرية ومواجهة السفاحين الطغاة الذين ارتكبوا أبشع الجرائم فى حق الإنسانية.
رحل دوفير عن عالمنا منذ أيام لكن ذكراه ستظل خالدة فى التاريخ.. ولم لا فهو «مايسترو» إصدار مذكرات اعتقال السفاح نتنياهو ومجرم الحرب جالانت.
وهب محامى القانون الدولى الفرنسى جيل دوفير، أحد أكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية فى المحاكم الدولية حياته للدفاع عن فلسطين وشعبها المظلوم، وتوجت مجهوداته بإصدار مذكرات الاعتقال بحق المجرمين.
قال عنه رفيقه المحامى عبدالمجيد مرارى، إن الراحل «عاش من أجل المبادئ، ومن أجل القضايا العادلة عموماً وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث كان يسعى إلى إصدار مذكرات اعتقال ضد مجرمى الحرب فى أى مكان».
ففى عام 2023، تقدم محامون عن الضحايا الفلسطينيين، بينهم دوفير بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى، بشأن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقى، التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى بحق سكان قطاع غزة.
وأسس دوفير «اللجنة الدولية للمحامين»، وهى شبكة عالمية تضم أكثر من 500 محامٍ وخبير قانونى، ملتزمين بمحاسبة المسئولين عن جرائم الحرب.
وقد لعبت هذه اللجنة دوراً حيوياً فى تقديم قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية وهو ما أدى إلى إصدار مذكرات الاعتقال الأخيرة.
وسبق لدوفير أن تقدم بشكوى برفقة 400 محامٍ أمام المحكمة الجنائية الدولية، نيابة عن الشعب الفلسطينى، قائلاً: «من الواضح لى أنه فى حالة فلسطين لدينا جميع معايير القضايا المتعلقة بالإبادة الجماعية».
وأضاف: «يجب على الحكومات أن تختار المعسكر الذى ستنضم إليه، إذا كانت تدعم حقوق الإنسان أم الإبادة الجماعية.. لا يمكنهم إلقاء خطب حول القانون الدولى وحقوق الإنسان ثم قبول هجوم دون أن يفعلوا شيئاً».
وأضاف: «إذا لم تفعل المحكمة الجنائية الدولية شيئاً، فسيكون ذلك نهاية المحكمة».
كلمات خالدة قالها المحامى الفرنسى جيل دوفير.. كلمات سجلها التاريخ وستظل فى ذاكرة السنين تذكرها الأجيال جيلاً بعد جيل.. وستظل كلماته الخالدة حجة على المجتمع الدولى بأسره كاشفة عن أكبر جرائم التاريخ وهى اغتيال شعب ومصادرة أرض تحت مرأى ومسمع الدول العظمى التى شاركت الصهاينة فى إبادة الشعب الفلسطينى الأعزل.. سيظل التاريخ شاهداً على الجميع.. وأبداً لن تسقط هذه الجرائم بالتقادم وسينتصر الحق يوماً ما.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسالة حب الحق والعدل الحرية المحکمة الجنائیة الدولیة جیل دوفیر
إقرأ أيضاً:
مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد يعزز حماية الشهود والمُبلغين
تضمن مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد مواد تهدف إلى حماية الشهود والمبلغين والمتهمين، مع الالتزام بالاتفاقيات الدولية التي وقّعت عليها مصر.
ونصت المادة (518) على السماح للشاهد بتحديد عنوانه في مقر الشرطة أو جهة عمله بدلًا من محل إقامته عند الإدلاء بشهادته، وذلك بعد موافقة النيابة العامة أو قاضي التحقيق، مما يعزز الأمان للشهود.
كما منحت المادة (519) الجهات المختصة الحق في إخفاء بيانات الشهود إذا كان الإدلاء بشهادتهم قد يعرضهم أو أفراد أسرهم للخطر، مع إنشاء ملف فرعي يتضمن هويتهم الحقيقية.
وأكدت المادة (520) على حق المتهم أو وكيله في الطعن على قرار إخفاء بيانات الشاهد أمام محكمة الجنايات، التي تفصل في الأمر بقرار نهائي.
في سياق المحاكمة، منحت المادة (521) المتهم حق مناقشة الشاهد الذي تم إخفاء بياناته، بشرط الحفاظ على سرية هويته، وذلك وفقًا لإجراءات المحاكمة عن بُعد.
وأقرت المادة (522) عقوبات صارمة على من يكشف هوية الشهود المحميين، حيث تصل العقوبة إلى السجن المشدد إذا كان الفعل مرتبطًا بجريمة إرهابية، وإلى الإعدام أو السجن المؤبد إذا أدى الكشف عن الهوية إلى وفاة أحد الأشخاص.