بوابة الوفد:
2025-04-27@19:49:34 GMT

سوريا ما بعد الفتنة!

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

أتصور أننى لم أكن مبالغا عندما وصفت فى مقال الأسبوع الماضى ما جرى فى سوريا مؤخرا بأنه فتنة، ومؤدى هذا التوصيف هو الالتباس فى الموقف الذى يعلنه أى طرف مما يجرى هناك، حيث يمكن تسويقه على أوجه مختلفة، ما يتطلب التأنى فى إصدار الآراء أو المواقف بشأن الأحداث هناك. أقول ذلك وفى ذهنى تطورات العلاقة ما بين دمشق وطهران، وفى خلفية المشهد الخاص بهذه العلاقة ذلك المتعلق بحالة إسرائيل على الساحة السورية.

فقد خرج علينا وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيبانى مساء أمس الأول الثلاثاء بتصريح يحذر فيه إيران من «بث الفوضى» فى سوريا، داعيا طهران إلى احترام إرادة الشعب وسيادة وسلامة البلاد.

لسنا فى وضع نحسم فيه ما اذا كان كلام الشيبانى يعكس الحقيقة أم مبالغة، لكنه فى كل الأحوال يشير إلى المسار الذى تتخذه علاقات الدولتين فى ظل التطور الجديد المتعلق بما بعد إسقاط الأسد. فبعد أن كانت طهران حليفا قويا للنظام السورى والذى كان يعتبر فى بعض التقديرات امتدادا لنفوذها فى المنطقة إلى جانب باقى مناطق نفوذها، من الواضح أن «الثورة» السورية أطاحت بهذه العلاقة وتكاد أن ترتقى بها لمستوى العداء.

أى مناقشة لكلام الشيبانى بالنقد أو التوضيح قد تحمل معنى التحفظ على ما جرى فى سوريا، ولكن المنطق لفهم الصورة العامة لما يجرى هناك يقتضى أن نشير إلى أن إيران ربما تكون فى وضع لعق جراحها فى الوقت الحالى، وليس المبادرة بشن هجوم مضاد يتمثل فى بث فوضى فى سوريا فى الوقت الراهن على الأقل. معنى ذلك أن فى موقف وزير الخارجية حالة استباقية تعكس تحفيز مناخ العداء تجاه طهران، خاصة مع تأكيد الأخيرة أنه لم يعد هناك مواطن إيرانى فى سوريا وتوصية مواطنيها بعدم الذهاب إلى هناك بسبب الوضع الغامض حاليا.

طبعا من السذاجة تصور أن إيران ستسكت وتقبل النتيجة التى انتهى إليها وضعها فى سوريا ببساطة، لكن هذا الجانب المتعلق بتصريحات الشيبانى يشير تحديدا إلى ملامح تسخين سورى لملف العلاقات مع طهران فى سكة عدائية يعود جانب منه وهو طبيعى لتحالفها مع الأسد، وآخر ربما يعكس مشهدا من أجندة أكبر ترتبط بوضع إقليمى أشمل.

بمفهوم المخالفة، يمكن تبين صورة من ذلك المشهد فى خلو تصريحات الشيبانى من أى شىء يتعلق بما تقوم به إسرائيل. فإذا كان من حق الشييانى أن يحذر طهران من بث فوضى – لم تتم – فى بلاده، فإنه من الغريب أن يصمت على حالة القضم والتدخل والتفكيك والتدمير التى تقوم بها إسرائيل حاليا لكل ما يتعلق بالشأن السورى. ببساطة شديدة فإننا لو حللنا المشهد من منظور الأمن القومى السورى فإننا سننتهى إلى أنه من بين الأخطار الشديدة الملحة على ذلك الأمن هناك نوعان من الخطر أحدهما مستقبلى يتعلق باستئناف إيران مساعيها لضم سوريا لحظيرة نفوذها الإقليمى أو حتى الانتقام من إخراجها من هناك ببث الفوضى حسب تعبير الشيبانى وهناك خطر آخر أكثر إلحاحا يتعلق بخطط إسرائيل لترويض الموقف فى سوريا حسب مخططاتها الإقليمية وفق شكل الشرق الأوسط الجديد الذى تسعى لإيجاده.

منطق الأشياء يقرر أن مواجهة الخطر الأكبر يجب أن يكون على رأس الأولويات، ولعل غياب مثل هذا المنطق يطرح التساؤلات. للتوضيح نقول إن التوافق فى الاختصام مع طهران من قبل سوريا وإسرائيل ليس شرطا أن يعكس نوعا من التنسيق.. ولكن المشكلة أن وصول الأوضاع فى سوريا إلى هذه الحالة تؤكد وجود هذا التنسيق.. وذلك هو بيت القصيد!

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبد الرازق هذا التوصيف فى سوریا

إقرأ أيضاً:

اختتام جولة مفاوضات ثالثة بين إيران وأمريكا.. تفاؤل وخلافات

قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن أحدث جولة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة اختتمت في سلطنة عمان اليوم السبت، وإن جولة جديدة ستعقد قريبا.

من جانبه، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ثقته في التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه أن يقطع الطريق أمام امتلاك إيران لقنبلة نووية.

وأجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف محادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين استمرت نحو ست ساعات، وذلك بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بالبناءة.

وأشار عراقجي إلى أنّ هناك "خلافات" لا تزال قائمة بين الجانبين.

وأوضح أن "هناك خلافات في القضايا الرئيسية وفي التفاصيل"، مضيفا أن "بعض خلافاتنا خطيرة جدًا، وبعضها أقل خطورة، وبعضها له تعقيداته الخاصة".

وقال عراقجي لمراسل التلفزيون الرسمي الإيراني في مسقط: إنّ "المفاوضات هذه المرة كانت أكثر جدية من ذي قبل".



وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن المحادثات ستستمر الأسبوع المقبل وإنه تقرر بصفة مبدئية عقد "اجتماع آخر رفيع المستوى" في الثالث من مايو أيار.

وقبل اجتماع كبار المفاوضين، جرت محادثات غير مباشرة على مستوى الخبراء في مسقط لوضع إطار لاتفاق نووي محتمل.

وذكر التلفزيون الرسمي "وصلت المفاوضات على مستوى الخبراء إلى مرحلة تفاصيل المطالب المتبادلة والمحددة.. الوفدان يعودان إلى عاصمتيهما للتشاور".

وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات لرويترز في وقت سابق إن المفاوضات على مستوى الخبراء "صعبة ومعقدة ودقيقة"، دون الخوض في تفاصيل.

وركز ترامب في الفترة الأولى من ولايته الثانية على محاولة التوسط في اتفاقات تنهي عددا من أكبر الصراعات والأزمات في العالم، بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا والهجوم الإسرائيلي على غزة وقضية البرنامج النووي الإيراني الشائكة.



وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للصحفيين في عُمان "لا تزال إيران متمسكة بموقفها المبدئي بشأن ضرورة إنهاء العقوبات الجائرة، وهي مستعدة لبناء الثقة بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي".

وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه مجلة تايم نشرت الجمعة "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع إيران"، لكنه كرر تهديده بشن عمل عسكري عليها إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

ورغم تأكيد كل من طهران وواشنطن حرصهما على مواصلة الدبلوماسية، فلا تزال الخلافات قائمة بينهما بشأن نزاع مستمر منذ أكثر من عقدين.

وأعاد ترامب في شباط/ فبراير تطبيق سياسة "أقصى الضغوط" على طهران.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إنه سيتعين على إيران التوقف تماما عن تخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق يتم التوصل إليه، واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتزويد محطتها الوحيدة العاملة للطاقة الذرية في بوشهر بالوقود.

ووفقا لمسؤولين إيرانيين، فإن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على عملها النووي مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامج التخصيب أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين "الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساومة عليها" في المحادثات.

وإضافة إلى ذلك، قال عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن الدول الأوروبية اقترحت على المفاوضين الأمريكيين ضرورة أن يشمل الاتفاق الشامل قيودا تمنع إيران من امتلاك أو استكمال القدرة على تركيب رأس نووي على صاروخ باليستي.

وتصر طهران على أن قدراتها الدفاعية مثل برنامج الصواريخ غير قابلة للتفاوض. وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات أمس الجمعة إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي يمثل عقبة أكبر في المحادثات.

مقالات مشابهة

  • التفاوض بين إيران وأميركا.. دوافعه وتحدياته ومآلاته المتوقعة
  • مسؤول أمريكي: إحراز تقدم في المفاوضات مع إيران بعُمان
  • اختتام جولة مفاوضات ثالثة بين إيران وأمريكا.. تفاؤل وخلافات
  • جولة جديدة من المفاوضات بين إيران وأمريكا.. وترامب متفائل بإبرام اتفاق
  • جولة ثالثة من المباحثات النووية بين إيران والولايات المتحدة اليوم في مسقط
  • ترامب متفائل قبل جولة جديدة من المفاوضات مع إيران
  • إيران: المفاوضات مع الولايات المتحدة تقتصر على القضية النووية
  • ترامب يبدي انفتاحه على لقاء قادة إيران
  • إيران تبدي استعدادها لمفاوضات نوويّة مع الترويكا الأوروبية... وباريس تشترط جدية طهران في ذلك
  • ترامب: هناك خياران فقط أمام إيران وأحدهما سيئ جداً