بوابة الوفد:
2025-04-02@10:41:15 GMT

سوريا ما بعد الفتنة!

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

أتصور أننى لم أكن مبالغا عندما وصفت فى مقال الأسبوع الماضى ما جرى فى سوريا مؤخرا بأنه فتنة، ومؤدى هذا التوصيف هو الالتباس فى الموقف الذى يعلنه أى طرف مما يجرى هناك، حيث يمكن تسويقه على أوجه مختلفة، ما يتطلب التأنى فى إصدار الآراء أو المواقف بشأن الأحداث هناك. أقول ذلك وفى ذهنى تطورات العلاقة ما بين دمشق وطهران، وفى خلفية المشهد الخاص بهذه العلاقة ذلك المتعلق بحالة إسرائيل على الساحة السورية.

فقد خرج علينا وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيبانى مساء أمس الأول الثلاثاء بتصريح يحذر فيه إيران من «بث الفوضى» فى سوريا، داعيا طهران إلى احترام إرادة الشعب وسيادة وسلامة البلاد.

لسنا فى وضع نحسم فيه ما اذا كان كلام الشيبانى يعكس الحقيقة أم مبالغة، لكنه فى كل الأحوال يشير إلى المسار الذى تتخذه علاقات الدولتين فى ظل التطور الجديد المتعلق بما بعد إسقاط الأسد. فبعد أن كانت طهران حليفا قويا للنظام السورى والذى كان يعتبر فى بعض التقديرات امتدادا لنفوذها فى المنطقة إلى جانب باقى مناطق نفوذها، من الواضح أن «الثورة» السورية أطاحت بهذه العلاقة وتكاد أن ترتقى بها لمستوى العداء.

أى مناقشة لكلام الشيبانى بالنقد أو التوضيح قد تحمل معنى التحفظ على ما جرى فى سوريا، ولكن المنطق لفهم الصورة العامة لما يجرى هناك يقتضى أن نشير إلى أن إيران ربما تكون فى وضع لعق جراحها فى الوقت الحالى، وليس المبادرة بشن هجوم مضاد يتمثل فى بث فوضى فى سوريا فى الوقت الراهن على الأقل. معنى ذلك أن فى موقف وزير الخارجية حالة استباقية تعكس تحفيز مناخ العداء تجاه طهران، خاصة مع تأكيد الأخيرة أنه لم يعد هناك مواطن إيرانى فى سوريا وتوصية مواطنيها بعدم الذهاب إلى هناك بسبب الوضع الغامض حاليا.

طبعا من السذاجة تصور أن إيران ستسكت وتقبل النتيجة التى انتهى إليها وضعها فى سوريا ببساطة، لكن هذا الجانب المتعلق بتصريحات الشيبانى يشير تحديدا إلى ملامح تسخين سورى لملف العلاقات مع طهران فى سكة عدائية يعود جانب منه وهو طبيعى لتحالفها مع الأسد، وآخر ربما يعكس مشهدا من أجندة أكبر ترتبط بوضع إقليمى أشمل.

بمفهوم المخالفة، يمكن تبين صورة من ذلك المشهد فى خلو تصريحات الشيبانى من أى شىء يتعلق بما تقوم به إسرائيل. فإذا كان من حق الشييانى أن يحذر طهران من بث فوضى – لم تتم – فى بلاده، فإنه من الغريب أن يصمت على حالة القضم والتدخل والتفكيك والتدمير التى تقوم بها إسرائيل حاليا لكل ما يتعلق بالشأن السورى. ببساطة شديدة فإننا لو حللنا المشهد من منظور الأمن القومى السورى فإننا سننتهى إلى أنه من بين الأخطار الشديدة الملحة على ذلك الأمن هناك نوعان من الخطر أحدهما مستقبلى يتعلق باستئناف إيران مساعيها لضم سوريا لحظيرة نفوذها الإقليمى أو حتى الانتقام من إخراجها من هناك ببث الفوضى حسب تعبير الشيبانى وهناك خطر آخر أكثر إلحاحا يتعلق بخطط إسرائيل لترويض الموقف فى سوريا حسب مخططاتها الإقليمية وفق شكل الشرق الأوسط الجديد الذى تسعى لإيجاده.

منطق الأشياء يقرر أن مواجهة الخطر الأكبر يجب أن يكون على رأس الأولويات، ولعل غياب مثل هذا المنطق يطرح التساؤلات. للتوضيح نقول إن التوافق فى الاختصام مع طهران من قبل سوريا وإسرائيل ليس شرطا أن يعكس نوعا من التنسيق.. ولكن المشكلة أن وصول الأوضاع فى سوريا إلى هذه الحالة تؤكد وجود هذا التنسيق.. وذلك هو بيت القصيد!

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبد الرازق هذا التوصيف فى سوریا

إقرأ أيضاً:

تحرك رسمي في إيران بشأن تهديدات ترامب

استدعى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأميركية عيسى كاملي، القائم بأعمال السفارة السويسرية وراعي المصالح الأميركية في طهران، وقام بتسليمه مذكرة تحذير رسمية بشأن التهديدات الأميركية. وفقا لوكالة أنباء "إرنا" الإيرانية.

وتضمنت هذه المذكرة الرسمية، تحذير إيران من أي إقدام عدواني تجاهها، وتصميمها على الرد بشكل حاسم وفوري على أي تهديد قد تتعرض له.

وبدوره أكد القائم بأعمال السفارة السويسرية وراعي المصالح الأميركية في طهران، أنه سينقل الوضع على الفور إلى الإدارة الأميركية.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بعمل عسكري إذا لم توافق على اتفاق يحد من برنامجها النووي.

والأحد، قال ترامب في تصريحاته لشبكة "إن بي سي" الأميركية: "إذا لم يبرموا اتفاقا، فسيكون هناك قصف، وسيكون قصفا لم يشهدوا مثله من قبل".

كما أشار الرئيس الأميركي إلى أنه يفكر في فرض رسوم جمركية على الدول التي تشتري النفط من إيران كوسيلة لممارسة الضغط على طهران.

من جانبه ، توعد المرشد الإيراني علي خامنئي، الإثنين، بـ"رد حازم" في حال تعرض بلاده لهجوم.

وقال خامنئي في إشارة إلى ترامب، في خطبة عيد الفطر: "يهددون بإلحاق الضرر.  لكن إن حصل ذلك فسيتلقون بالتأكيد ردا حازما" من إيران.

وأضاف خامنئي: "لا نتوقع حدوث أي اعتداء خارجي علينا وإن حدث فسنرد بضربة شديدة وقوية".

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعلق على اوضاع سوريا: من المبكر اتهام إيران
  • الحكومة اليمنية توجه انتقاداً لاذعاً لزيارة غروندبرغ إلى إيران
  • مصدر أمني إسرائيلي: إنشاء قاعدة تركية في سوريا سيقيد عمل قواتنا هناك
  • كيف ستواجه إيران البلدوزر الأميركي؟
  • هل تسير إيران نحو مواجهة محتومة مع ترامب وما هي أوراق المقاومة؟
  • إيران تشكو ترامب للأمم المتحدة وتحذر من أي مغامرة عسكرية
  • هل إيران في مسار تصادمي مع الغرب؟
  • تحرك رسمي في إيران بشأن تهديدات ترامب
  • إيران تحتج ضد تهديدات ترامب
  • كيف رد علي خامنئي على تهديدات ترامب بقصف إيران؟