هل يفعلها «نور» فى «المتحدة»؟!
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
الشىء المختلف فى تولى طارق نور رئاسة مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أنه فى شخصه يجمع بين شخصين، الإعلامى ورجل الأعمال.. ولذلك يعتبر فى العموم حالة خاصة بين رجل الأعمال المالك لقناة وهو ليس إعلاميًا، وبين الإعلامى الذى يعمل فى القناة وهو ليس رجل أعمال!
لأن رجل الأعمال له غرض وراء إنشاء قناة تليفزيونية ويريد من الإعلامى أن يحقق له هذا الغرض، ومع أن الإعلامى يوافق ضمنيًا فى الغرف المغلقة عند كتابة العقد على تحقيق أغراض مالك القناة ولكن عندما يظهر على الشاشة يحاول أن ينفى هذه التهمة عنه ويحاول استغفال المشاهدين أنه يدافع عن أغراضهم ومشاكلهم.
وكما غنت أم كلثوم من كلمات أحمد رامى «الصبّ (العاشق) تفضحه عيونه وتنمّ عن وجد شئونه».. لا يصدق المشاهدون لا الإعلامى (العاشق) ولا حتى القناة، ويكون لدينا قنوات كثيرة عارية بلا مشاهدين أو إعلانات ويبدأ رجل الأعمال فى تبديل الإعلاميين وخفض أجورهم وفى النهاية يضطر لعمليات بيع الهواء لمندوبى الإعلانات الذين يتحولون إلى إعلاميين وتتحول القنوات إلى «دكاكين» تبيع سلعاً مغلفة بورق الإعلام!
وهذه حالة ليست لها علاقة بصناعة الإعلام، وإن كانت أحد دعائمها، كإعلان وليس كإعلام.. لأن صناعة الإعلام أكبر وأعمق من ذلك، وفى أمريكا مثلًا قيمتها مليارات الدولارات وتأثيرها يمتد من أمريكا إلى العالم كله، ومؤثرة فى السياسة والاقتصاد الأمريكى والعالمى وتستطيع أن تسقط أنظمة حكم وتقيم دولًا من تحت الرماد بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة.. وكانت حرب أمريكا الأولى على العراق حربًا إعلامية لا عسكرية لتقول «أنا الأقوى» فى العالم وتعمدت أن تشاهد البشرية ذلك فى بث حى لأول مرة مع ظهور القناة الفضائية الأمريكية الشهيرة CNN.
وعندما ظهرت فى مصر القنوات الفضائية فى الثمانينات كانت تابعة للدولة وتبث من نفس مبنى التليفزيون فى ماسبيرو، وتستخدم مواده ونفس المذيعين والفنيين.. فلم تختلف كثيرًا عن صوت وصورة القناة الأولى والثانية ثم الثالثة.. فى الشكل وفى تناول القضايا ولم يكن يسمح وزير الإعلام صفوت الشريف، الموثوق فيه من الرئيس مبارك شخصيًا أن يتحدث أحد فى قنواته بصوت «قد» يختلف عن صوت الدولة!
لكن.. طارق نور إعلامى فى الأصل، ودرس الإعلام وفنونه، ومع العلم والعمل والخبرة امتلك رؤية إعلامية وأصبح له وجهة نظر فى الإعلان وقدمه بطريقة فنية واحترافية ومصرية خالصة مع الحرص على مواكبة تطور التقنيات والأساليب الحديثة فى الإعلام، وبعد ذلك كان طارق نور رجل الأعمال الذى غرضه تأسيس صناعة الإعلام.. ومنها قناة تليفزيونية ليست مع الدولة ولا ضدها، ولكنها واجهة لكل ما هو مصرى وعصرى!
ولذلك أعتقد أن رئاسة طارق نور مجلس إدارة الشركة المتحدة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، ليس فى المتحدة فقط ولكن فى الإعلام المصرى ككل، خاصة أن المتحدة شركة مصرية عملاقة، وقدمت فى السنوات الأخيرة منتجا إعلاميا مصريا كان له اليد الطولى فى الدراما المصرية.. وأكاد أجزم أن الدراما التليفزيونية المصرية كادت أن تكون فى آخر صفوف الدراما العربية والتركية بإنتاجها الضعيف فنيًا وتقنيًا، ومع المتحدة رجعت بقوة وتصدرت المشهد الإعلامى العربى وتراجعت التركية إلى الخلف!
ولأن الإعلام ليس مسلسلات فقط، ولا أغانى فقط وإنما سياسة واقتصاد أولا وأخيرًا.. وأصبحت دول كثيرة فى منطقتنا وفى العالم، تستخدمه لتحقيق مصالحها، وتأكيد حضورها وتضخيم دورها، وهو فى الواقع ربما أقل من ذلك.. لأن الإعلام بات يحكم العالم، ويحدد مصائر الدول.. وفى أمريكا لم يتراجع الرئيس جو بايدن عن الترشح لرئاسة إلا بضغط الإعلام.. ودونالد ترامب الذى كاد أن يدخل السجن يرجع لمقعد الرئيس.. بالإعلام!.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الناصية رجل الأعمال طارق نور
إقرأ أيضاً:
لماذا يسعى «ترامب» لاستعادة السيطرة على قناة بنما؟
هدد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بإعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما خلال ولايته الثانية، حيث صرح بأن الولايات المتحدة «تتعرض للخداع» متهمًا الحكومة البنمية بفرض رسوم مرتفعة على السفن، مما آثار ردة فعل من الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو.
وأضاف ترامب أن بلاده لن تسمح «للقناة بالوقوع في الأيدي الخاطئة»، في إشارة إلى النفوذ الصيني المحتمل على القناة، وفقًا لوكالة «رويترز».
تصريحات ترامبفي خطاب له أمام حشد من أنصاره في أريزونا، انتقد ترامب إدارة قناة بنما وذلك خلال حدث في ولاية أريزونا، قائلاً: «هل سمع أحد من قبل عن قناة بنما؟ لأننا نتعرض للخداع فيها كما نتعرض للخداع في كل مكان آخر».
وأضاف أن الولايات المتحدة تنازلت عن القناة «بغباء» عندما سلمت الحكم إلى دولة بنما، واتهم شركات الشحن والحكومة البنمية بفرض رسوم وصفها بـ«السخيفة»، على السفن المارة عبر القناة التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، بحسب وكالة «أسوشيتد برس».
وهدد أنه بمجرد بدء ولايته الثانية: «إذا لم يتم اتباع المبادئ الأخلاقية والقانونية.. فسنطالب بإعادة قناة بنما إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالكامل، وبسرعة ودون سؤال».
وفي خطوة مثيرة للجدل، نشر ترامب صورة على منصة «Truth Social» لعلم أمريكي مرفوع على منطقة ضيقة من المياه، معلقًا عليها «مرحبًا بكم في قناة الولايات المتحدة».
رد الفعل البنميبعد وقت قصير من تهديدات ترامب، نشر الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، مقطع فيديو يعلن فيه أن «كل متر مربع من القناة ينتمي إلى بنما وسيظل ينتمي» إلى بلاده.
وبدون ذكر اسم ترامب، تحدث «مولينو» بشأن الرسوم المفروضة على السفن العابرة للقناة، قائلاً إنها يحددها خبراء يأخذون في الاعتبار التكاليف التشغيلية وعوامل العرض والطلب، كما أشار إلى أن بنما وسعت القناة على مر السنين لزيادة حركة السفن، مضيفًا أن زيادات الرسوم الشحن جاءت في إطار تحسينات للقناة.
وشدد «مولينو» على سيادة الدولة علي القناة، قائلًا: «عندما يتعلق الأمر بقناتنا وسيادتنا، فسوف نتحد جميعًا تحت علمنا البنمي».
ما أثار انتباه ترامب ودفعه للرد علي حديث الرئيس، قائلاً: «سنرى ذلك».
أهمية قناة بنماتعتبر قناة بنما من أهم الممرات المائية في العالم، حيث تسمح بمرور ما يصل إلى 14 ألف سفينة سنويًا، وتمثل حوالي 2.5% من التجارة البحرية العالمية، ما تمثل أهمية كبيرة لواردات الولايات المتحدة من السيارات والسلع التجارية، عن طريق السفن القادمة من أسيا، بجانب الصادرات الأمريكية من السلع الأساسية منها الغاز الطبيعي المسال.
قامت الولايات المتحدة ببناء القناة في أوائل القرن العشرين وذلك لتسهيل عبور السفن التجارية والعسكرية بين المحيطين.
وعلى مدار سنوات، كانت القناة تحت إدارة مشتركة بين الولايات المتحدة وبنما حتى عام 1999، تخلت واشنطن عنها بشكل كامل لصالح بنما بموجب معاهدة وقعها الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر.