اجتمع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بوفد القبائل والعشائر العربية في سوريا، وبحث معه التطورات الأخيرة في البلاد وسبل المضي في تحديث المنظومة السياسية والاجتماعية.

وقد أعلنت الحكومة المؤقتة في سوريا، أنها تعمل حاليا على عقد اجتماع موسع لإطلاق حوار وطني شامل بين مكونات وأطياف الشعب السوري.

وأضافت أن الاجتماع الموسع لإطلاق الحوار الوطني الشامل، ستحضره كل الهيئات وممثلون عن الشعب السوري ومكوناته.

ومن المقرر أن تدعو الحكومة السورية المؤقتة للمؤتمر ممثلي التجمعات السياسية والمجتمع المدني والكفاءات العلمية ومستقلين، كما أنها ستوجه دعوات إلى ممثلي الفصائل العسكرية التي شاركت بالثورة السورية.

ومن المقرر أن يضع الاجتماع "أسس النقاش بشأن المرحلة الانتقالية وآلية إدارة شؤون الدولة في الفترة المقبلة".

جاء ذلك بالتزامن مع تحول العاصمة السورية مؤخرا إلى قِبلة للوفود الآتية من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأمريكا والأمم المتحدة، لبناء الجسور مع القيادة السورية الجديدة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الإدارة السورية الجديدة الثورة السورية الشعب السوري القيادة السورية الفصائل العسكرية

إقرأ أيضاً:

الجمهورية العربية السورية.. الواقع والمستقبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد سيطرة هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع على مقاليد الحكم في دمشق.. وبعد أن قامت إسرائيل بالقضاء على ما تبقى من عدة وعتاد الجيش السورى، واحتلال باقى هضبة الجولان، أصبحت الرؤية ضبابية ليس فقط لمستقبل سوريا، بل أيضاً لمستقبل منطقة الشرق الأوسط. فهل تتحول سوريا إلى نظام طائفي على غرار لبنان والعراق أم إلى نظام ديمقراطي يعيش فيه الجميع بأمن وأمان، أم تقوم حرب أهلية جديدة مثل ليبيا واليمن؟.

هذا ما نحاول إلقاء الضوء عليه بعد دراسة الخلفيات المتعلقة بالتاريخ والجغرافيا والتركيبة السكانية والظروف الإقليمية والدولية المحيطة بهذا البلد العربي العزيز على قلب كل مصري.

أولا: تاريخ الدولة السورية، تعتبر سوريا من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية. وقامت فيها إمبراطوريات متعاقبة منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وكانت المسرح الرئيسي لمواجهات كبرى لم تنقطع لقرون كثيرة بين الإمبراطوريات القديمة من الفينيقيين والآشوريين والإغريق والفرس والرومان والفراعنة. ودخل الفتح الإسلامي سوريا في عصر عمر بن الخطاب علي يد خالد بن الوليد وأبى عبيدة بن الجراح، وكانت دمشق عاصمة الدولة الأموية. ثم كانت  مسرحاً رئيسياً لمواجهة الغزوات المغولية والصليبية، والتي كان لمصر  النصر فيها. وأصبحت سوريا ولاية عثمانية سنة ١٥١٧ بعد معركة مرج دابق، واستمرت حتى الحرب العالمية الأولى (١٩١٤-١٩١٨). وبعد الحرب تم إعلان استقلال سوريا عن الدولة العثمانية في ٨ مارس سنة ١٩٢٠ من قبل المؤتمر السوري العام، إلا أن فرنسا رفضت الاعتراف بالمؤتمر، وأصدرت في سبتمبر سنة ١٩٢٠ مراسيم التقسيم، وفصل لبنان عن سوريا. ونالت سوريا استقلالها التام عام ١٩٤٦ عن فرنسا.. وشاركت سوريا مع مصر في حرب أكتوبر المجيدة سنة ١٩٧٣. ثم اندلعت موجة الربيع العربي السوري سنة ٢٠١١، حتى انهار النظام في سوريا وهرب بشار الأسد إلى روسيا.

ثانياً: جغرافية الدولة السورية، تقع سوريا في موقع استراتيجي مهم في جنوب غرب آسيا على الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وتشترك مع دول أخرى في ٦ أنهار هي دجلة والفرات (مع العراق وتركيا)، ونهر العاصي (مع لبنان وتركيا)، وأنهار الخابور والساجور والبليخ (مع تركيا).

ثالثا: التركيبة السكانية لسوريا، يتشابك العرق والدين في سوريا كما هو الحال في بلدان أخرى في المنطقة، مثل لبنان والعراق. وهناك هويات سياسية غير دينية ولا عرقية مثل القومية العربية السورية.

ورغم عدم وجود مصادر موثوقة تحدد معالم التركيبة السكانية الحالية في سوريا، إلا أن المعلومات تشير إلى وجود أعراق عربية وأكراد وشركس وأرمن وتركمان وشيشان وغيرهم. أما من ناحية الأديان فتوجد أغلبية مسلمة من السّنة والعلويين والشيعة، (والأغلبية هم السّنة) ومسيحيون ودروز وأقلية يهودية.

وتشير بعض التقديرات الحديثة (٢٠٢٣) إلى أن عدد السكان في سوريا، قد تجاوز حاجز ٢٩ مليونا. كما تشير  بعض التقديرات الأمريكية، ومنظمات أممية أن حوالي ٧٥٪ من السكان هم من المسلمين السنّة، ويمثل العرب فيهم قرابة ٥٠٪. أما المجموعات المسلمة، غير السنية، فتشكل قرابة ١٣٪ من السكان ومنهم العلويون والإسماعيليون والشيعة. وتشير بعض الدراسات إلى أن نسبة العلويين الذي ينتمي إليهم الرئيس السابق بشار الأسد، تبلغ حوالي ١٢٪، ويشكل الإسماعيليون والشيعة قرابة ٢٪ فقط.

رابعاً: الظروف الإقليمية والدولية، تتشابك مصالح القوى الإقليمية غير العربية، مثل تركيا وإيران وإسرائيل، مع مصالح القوى الدولية خاصةً الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي بشكل معقد جداً، تجعل الموقف السياسي السوري ملبداً بالغيوم ومفعما باحتمالات لا يمكن توقعها أو التنبؤ بها سواء كان على المدى القريب أو البعيد.

فمثلاً، هناك تدخلات من قوى كثيرة تحاول أن تنال نصيباً من التورتة السورية، مستغلة الفراغ السياسي الحالي. وهناك نوايا بأن تتولى الولايات المتحدة مسئولية الأكراد في الشمال والشرق، وإسرائيل مسئولية الدروز في الجنوب والغرب، وروسيا مسئولية العلويين، وتركيا مسئولية الجماعات السنية وهي الأغلبية المنتشرة في معظم مناطق سوريا.

وهناك تخوفات حقيقية عند العديد من الدول العربية في المنطقة خاصة، الأردن، ومصر، بشأن نوايا الشرع المستقبلية ودائرة مستشاريه. لكن التخوف الأخطر هو إنشاء فرع لجماعة الإخوان المسلمين يؤدي إلى إلهام الجماعات الإسلامية التي تسعى لزعزعة استقرار الأنظمة في المنطقة.

الخلاصة من العرض السابق يتضح جلياً أن كل الاحتمالات مفتوحة، أما البلدان العربية في المنطقة، صاحبة المصلحة العليا في استقرار سوريا، وأهمها مصر فما زالت تراقب الأوضاع دون أن تتخلى عن الشعب السورى الشقيق فى هذه الظروف الدقيقة. ندعو الله أن تستقر سوريا وأن تعود إلى الحضن العربي.

مقالات مشابهة

  • الجمهورية العربية السورية.. الواقع والمستقبل
  • قائد الإدارة السورية أحمد الشرع ينوي زيارة السعودية قريبا
  • اتحاد القبائل العربية يرفض تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين
  • القائد الشرع ووزير الخارجية يلتقيان وفداً نسائياً من الجالية السورية في أمريكا
  • رئيس جهاز الاستخبارات التركي في سوريا
  • مصادر للجزيرة نت: قسد رفضت عرضا من الإدارة السورية الجديدة
  • تحرك سعودي مفاجئ و عاجل لرفع العقوبات عن سوريا.. تفاصيل
  • عشائر في السويداء تعلن دعمها للإدارة السورية الجديدة
  • واشنطن بوست: أميركا تشارك معلومات سرية مع الحكومة السورية الجديدة
  • أحمد الشرع : لن نسمح بتقسيم سوريا أو بتهديد المسلحين الأكراد لتركيا