العدوان الإسرائيلي يُخرج 27 مستشفى و82 مركزا صحيا عن الخدمة في غزة
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
استُشهد 13 فلسطينياً وأصيب آخرون، أمس، فى قصف طيران الاحتلال الإسرائيلى لمناطق متفرقة بقطاع غزة، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» باستشهاد 10 فلسطينيين ووقوع إصابات جراء قصف منزل بمنطقة معن شرق محافظة خان يونس، كما استُشهد فلسطينى وزوجته فى قصف استهدف شقة سكنية بالقرب من أبراج عين جالوت جنوب مخيم النصيرات وسط القطاع، تزامناً مع استشهاد الشاب أحمد المنيراوى فى قصف منزل عائلته بدير البلح.
وقال خليل دقران، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلى أخرج 27 مستشفى و82 مركزاً صحياً عن الخدمة فى قطاع غزة، وأضاف «دقران» فى تصريحات لـ«القاهرة الإخبارية»، أمس، أن الاحتلال دمر جميع سيارات الإسعاف شمال قطاع غزة، مؤكداً أنه لا وسيلة حالياً لنقل المصابين والشهداء إلى المستشفيات.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45.338 فلسطينياً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107.764 آخرين، فى حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وفى الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على مخيم طولكرم لليوم الثانى على التوالى ما أسفر عن استشهاد 8 فلسطينيين، وإلحاق دمار واسع بالبنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن جرافات الاحتلال جرّفت الشوارع فى حارات المخيم وأزقته، وخربت كل ما يقع فى طريقها من جدران وأسوار منازل ومحلات تجارية ومركبات، ما تسبب فى انقطاع المياه والكهرباء بعد تدمير شبكاتهما، وإحداث تشويش فى شبكات الإنترنت والاتصالات، كما أحرقت منزل الأسير الفلسطينى مصعب عبدربه فى حارة الشهداء بعمليات تفجير داخل الحى تسببت أيضاً فى اندلاع النيران بالشوادر التى تغطى شوارعه.
وأضافت «وفا» أن الاحتلال دفع بمزيد من الآليات إلى المخيم الذى فرضت عليه حصاراً مشدداً، وسط سماع أصوات انفجارات وإطلاق الأعيرة النارية بين الفينة والأخرى، تزامناً مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض جداً.
ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلى المواطنين الفلسطينيين من الخروج للتزود باحتياجاتهم اليومية، خاصة الأطفال والمرضى، ما دفعهم إلى إطلاق مناشدات لمساعدتهم فى ظل الظروف الصعبة التى يعيشها المخيم، فى الوقت الذى تمنع فيه طواقم إسعاف الهلال الأحمر من دخول المخيم، وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى بأن طواقمها تعاملت مع إصابة شظايا فى الظهر داخل المخيم، وتم نقله إلى المستشفى، بحسب «وفا».
وفى وقت سابق، أقدمت قوات الاحتلال على تفجير مخزن يعود لعائلة الأسير الفلسطينى فيصل خليفة فى ضاحية اكتابا شرق طولكرم، والذى اعتقلته قبل 10 أيام، واعتقلت شقيقه فراس خليفة، كما قامت جرافات الاحتلال الإسرائيلى بتجريف واسع فى البنية التحتية لشوارع مخيم نور شمس شرق المدينة، وتحديداً فى حيى المنشية وأبوبكر الصديق، وتدمير كامل لعدد من المحلات التجارية والمنشآت الموجودة على طول شارع نابلس المحاذى لمداخله، وفى القدس المحتلة، اقتحم مستوطنون، أمس، المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى، وأفادت مصادر فلسطينية بأن عشرات المستعمرين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية فى باحاته، تزامناً مع عيد «الحانوكا» اليهودى.
من جانبه، أصدر رئيس محكمة العدل الدولية أمراً بتنظيم الإجراءات المتعلقة بطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة الحصول على فتوى بشأن التزامات إسرائيل تجاه وجود أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الأخرى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأفاد بيان المحكمة بأن رئيس المحكمة قرر أن «الأمم المتحدة ودولها الأعضاء، إضافة إلى دولة فلسطين المراقبة، يمكنهم تقديم معلومات حول المسألة للمحكمة فى المهل الزمنية المحددة، وحدد تاريخ 28 فبراير 2025 كآخر موعد لتقديم البيانات المكتوبة».
ومن جهة أخرى، قالت حركة حماس إن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين فى غزة تسير بشكل جدّى، من خلال الوسطاء.
وأضافت، فى بيان نقلته قناة «القاهرة الإخبارية»، أن تأجيل التوصل لاتفاق كان بسبب شروط الاحتلال الجديدة بشأن الانسحاب ووقف إطلاق النار وعودة النازحين، مؤكدة أن الحركة أبدت مرونة، لكن الاحتلال وضع شروطاً جديدة، مما أدى لتأجيل التوصل للاتفاق. فى سياق آخر، شن جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، غارة على البقاع شرق لبنان، وذلك للمرة الأولى منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وأفاد أحمد سنجاب، مراسل «القاهرة الإخبارية» من بيروت، بأن الغارة الإسرائيلية على البقاع تأتى للمرة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن الطيران المسيّر الإسرائيلى يحلق فى سماء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية على علو منخفض، مشيراً إلى «تحليق للطيران الإسرائيلى الحربى والمسيّر فى أجواء مناطق بالجنوب اللبنانى».
وشن الطيران الحربى الإسرائيلى فى أول خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، غارة، الثلاثاء الماضى، على منزل فى سهل بلدة طاريا مجاور لضفاف مجرى نهر الليطانى غرب بعلبك، دون وقوع إصابات، وتقدمت الخارجية اللبنانية بشكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولى بشأن الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت فى بيان: «الخروقات الإسرائيلية تشمل قصف القرى الحدودية وتفخيخ المنازل وتدمير الأحياء السكنية وقطع الطرق»، مضيفة أن الخروقات الإسرائيلية تقوض مساعى التهدئة وتجنب التصعيد العسكرى، وتمثل تهديداً خطيراً للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وتعقد جهود لبنان فى تنفيذ بنود القرار 1701 وتضع العراقيل أمام انتشار الجيش فى الجنوب».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة الاحتلال إسرائيل فلسطين الاحتلال الإسرائیلى وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
ما خيارات حكام دمشق الجدد في الرد على العدوان الإسرائيلي المتصاعد؟
تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد تصعيدها العسكري والسياسي ضد سوريا التي تحاول التعافي من آثار الحرب التي عصفت بالبلاد وإعادة بناء الدولة وفرض السيطرة على كامل التراب الوطني.
ويضيق التصعيد الإسرائيلي المتواصل الخناق على الحكومة السورية الجديدة التي يقودها الرئيس أحمد الشرع، سيما بعد انتقال الاحتلال إلى إثارة النزعات الطائفية بهدف تقسيم البلد المدمر، حسب مراقبون تحدثوا إلى "عربي21".
ومساء الثلاثاء، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية ضد مناطق على الأراضي السورية، استهدفت محيط منطقة الكسوة جنوبي العاصمة دمشق، تزامنا مع توغل بري على عدة محاور في القنيطرة ودرعا.
وعلق وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على الضربات قائلا إن "سلاح الجو هاجم بقوة في جنوب سوريا، كجزء من السياسة الجديدة التي حددناها بشأن نزع السلاح في المنطقة"، مضيفا أن "الرسالة واضحة: لن نسمح لجنوب سوريا أن يتحول إلى جنوب لبنان".
وجاءت الغارات الإسرائيلية بعد توجيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدات إلى جنوب سوريا، مطالبا بمنع انتشار الجيش السوري الجديد في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة.
وقال نتنياهو: "نطالب بجعل منطقة جنوب دمشق منزوعة السلاح (..) لن نسمح للجيش السوري الجديد بالانتشار فيها، كما لن نقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، على حد زعمه.
وردا على نتنياهو، شهدت محافظات جنوب سوريا مظاهرات عارمة رفضا لدعوات التقسيم أو الانفصال، وتأكيدا على رفض مساعي الاحتلال الإسرائيلي فرض نفوذه في المنطقة السورية.
ورفع المشاركون لافتات، كتب بعضها بالعبرية، مثل لا للفيدرالية، إضافة إلى رفضهم توغلات الاحتلال، وأخرى تطالب بالانسحاب من الجولان السوري المحتل.
يتضح أن دولة الاحتلال تعمل على تنفيذ أهداف استراتيجية واسعة النطاق، وفقا لما أشار إليه الباحث محمود علوش، موضحا أن هذا التصعيد يأتي كترجمة للأهداف التي حددها نتنياهو في خطاباته الأخيرة، والتي تضمنت رؤية إسرائيلية لسوريا جديدة تقوم على عدد من المحاور الأساسية.
وبحسب حديث علوش مع "عربي21"، فإن أبرز هذه المحاور هو تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح، إلى جانب العمل على تفكيك وحدة الأراضي السورية وتشجيع النزعات الانفصالية، مع الاستمرار في مخاطبة بعض المجموعات الطائفية داخل سوريا.
ويضيف الباحث أن هذه الأهداف تتماشى مع مشروع "سوريا المفيدة" الذي يهدف إلى جعل سوريا دولة منزوعة السلاح بشكل كامل، وليس المنطقة الجنوبية فقط.
من جهته، يرى المحلل العسكري أحمد حمادة أن "إسرائيل من خلال أعمالها العدوانية ضد سوريا، سواء عبر انتهاك اتفاقية 74 أو احتلال نقاط جديدة، فضلاً عن ضرب الجيش السوري بأكثر من 500 هدف، تهدف إلى الضغط على الحالة السياسية والاجتماعية في سوريا، ومنع التحول الديمقراطي الجديد. وتسعى إسرائيل من خلال هذه الأعمال إلى إثبات أنها القوة الأساسية في المنطقة وفرض رأيها على الدولة السورية الجديدة".
ويضيف في حديثه مع "عربي21"، أن "ما تريده إسرائيل من هذه الرسائل هو إبقاء الدولة السورية مقطعة الأوصال، وعدم امتلاكها قوة أساسية، حتى تتمكن من التفاوض على المناطق الجديدة، وتستمر في تجاهل الوضع الدولي لجولانها المحتل".
رسائل خارج اهتمام الاحتلال
منذ عام 1967، تحتل إسرائيل 1150 كيلومترا مربعا من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة مساحتها 1800 كيلومتر مربع، وقد أعلنت ضمها إليها في عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
واستغلت دولة الاحتلال سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي واحتلت المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية "فض الاشتباك" لعام 1974، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
وفي كانون الثاني /يناير الماضي، كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن أعمال بناء عسكرية وشق طرق يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العازلة التي تفصل مرتفعات الجولان المحتلة عن سوريا، حسب "بي بي سي".
وبحسب تصريحات نتنياهو، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيواصل وجوده في المناطق التي احتلها بعد سقوط نظام الأسد "للمستقبل المنظور". وتشمل هذه المناطق الجانب السوري من جبل الشيخ، والذي يُعتبر النقطة الاستراتيجية الأهم في الجبهة الشمالية لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
ودأب المسؤولون السوريون على التأكيد رفضهم انخراط سوريا في أي حرب جديدة، مشيرين إلى أن الأهمية التي توليها دمشق في المرحلة الراهنة هي لدفع عجلة التعافي في البلاد المدمرة.
وتدين دمشق التوغلات الإسرائيلية والاعتداءات المتواصلة على سيادة البلاد، مؤكدة التزامها باتفاقية عام 1974 التي فضت الاشتباك بين الجانبين وحددت خطوط التماس.
وبالرغم من رسائل الطمأنة التي ترسلها دمشق على لسان كبار مسؤوليها، إلا أن دولة الاحتلال تبدو ماضية في تصعيد عدوانها على الأراضي السورية من خلال العمل على خلق منطقة عازلة تمتد على ثلاث محافظات سورية هي درعا والقنيطرة والسويداء.
ويرى علوش أن "إسرائيل غير معنية بالتصريحات التي يطلقها الحكام الجدد في سوريا تجاهها، فهي معنية فقط بالاستفادة مما تراه فرصة لدفع مشروع ‘سوريا المفيدة’. وحتى لو كان هناك نظام آخر غير النظام الحالي، ستبحث إسرائيل عن مبررات لتنفيذ رؤيتها لسوريا الجديدة".
ويضيف أن "الإسرائيليين يعملون بشكل كبير على تحقيق هذا المشروع، مما يظهر مدى خطورة التهديد الإسرائيلي لسوريا كدولة، وهو يشكل تهديدا لدول المنطقة بأسرها، خاصة إذا ما نظرنا إلى هذا التوسع الإسرائيلي في سوريا من منظور التوسع الإسرائيلي الإقليمي بعد حرب 7 أكتوبر".
وبالتالي، فإن هذا التهديد لا يقتصر على سوريا فحسب، بل يشمل دول المنطقة بأكملها، ما يستدعي ضرورة مواجهته، وفقا للباحث.
في السياق، يسلط المحلل العسكري أحمد حمادة الضوء على الأضرار الناجمة جراء الاعتداءات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها "كبيرة جدا، حيث احتلت إسرائيل نقاطًا جديدة من قمة جبل الشيخ، التي أصبحت مشرفة على المنطقة بأكملها، بالإضافة إلى تدمير بنى تحتية وأسلحة وصواريخ أساسية كانت موجودة في سوريا".
ويلفت إلى أن "هذه الأضرار لا تقتصر على الأضرار المادية والعسكرية فقط، بل تشمل أيضا الأضرار النفسية التي تمارسها إسرائيل على المجتمع السوري والدولة السورية التي تعيش حالة حرب داخلية، من أجل بناء وترتيب أوضاعها".
ويوضح حمادة أن "دمشق ردت أكثر من مرة بأنها ليست معنية بالحرب ولا بالاعتداء على دول أخرى، وأنها متمسكة باتفاقية 1974 لفض الاشتباك. ولكن إسرائيل، للأسف، مستمرة في سياساتها العدوانية".
خيارات دمشق
في ظل الأزمات الداخلية التي تعاني منها الحكومة السورية في دمشق، فإن خيارات الرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل تبدو محدودة للغاية سيما أن الخيار العسكري غير مطروح على طاولة صانعي القرار الجدد في سوريا.
وتركز دمشق على إعادة تجسير العلاقات الدبلوماسية وبناء التحالفات مع محيطها العربي والإقليمي بشكل حثيث، وهو ما يبدو أنه إرادة واضحة للحكومة الجديدة في الجنوح نحو الخيار السياسي في المرحلة المقبلة.
والأربعاء، توجه الرئيس السوري إلى العاصمة الأردنية عمان للقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في ثالث وجهة خارجية له بعد السعودية وتركيا.
خلال الاجتماع، ندد الملك الأردني بالهجمات الإسرائيلية على مواقع في سوريا في حين طالب وزير خارجية المملكة أيمن الصفدي بتدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" بتحرك مجلس الأمن لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
كما نددت العديد من دول المنطقة بما في ذلك تركيا بالهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وتشكل الاندفاعة الإسرائيلية في سوريا تهديدا لتركيا والمملكة العربية السعودية وجميع دول المنطقة، يقول علوش موضحا أنه سيكون على دول المنطقة "التعامل مع حقيقة أن إسرائيل اليوم أصبحت أكثر توحشا على المستوى الإقليمي، وهذا يفرض عليها تشكيل استراتيجية متماسكة قادرة على مواجهة هذا التهديد".
وأضاف أن "الانسجام التركي السعودي في سوريا يزيد من قدرة ومناعة دول المنطقة وسوريا في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي، فضلا عن أن هذا الانسجام يمكن أن يؤثر في تشكيل سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه سوريا".
وبحسب الباحث، فإن "السياسة الأمريكية هي العامل الأكثر أهمية في تحديد السلوك الإسرائيلي في سوريا خلال الفترة المقبلة، لأن نتنياهو يعتمد اليوم على إدارة أمريكية أكثر تماهيا مع مشروع إسرائيل التوسعي في المنطقة. وبالتالي، هناك حاجة لدول المنطقة، لا سيما القوى الفاعلة فيها، للعمل بشكل مشترك لمواجهة هذا التهديد الإسرائيلي لسوريا".
وأشار علوش إلى أن "تركيا تولي أهمية كبيرة لتعافي سوريا من الحرب، كما أنها شديدة الحساسية تجاه مشاريع التقسيم، لأن أي مشروع لتقسيم سوريا يشكل تهديدا للأمن القومي التركي".
ولذلك، تنظر أنقرة بـ"اهتمام كبير إلى ما يجري في سوريا، خصوصا على مستوى التوسع الإسرائيلي، وهي تتعامل أيضًا مع التوسع الإسرائيلي في حقبة ما بعد 7 أكتوبر على أنه تهديد مباشر لها"، يقول علوش.
والخميس، كشفت وزارة الدفاع التركية، عن إتمام الدراسات المعنية بتعيين ملحق عسكري في سوريا، مشددة على مساعيها الرامية إلى دعم قدرات دمشق على الصعيدين الأمني والدفاعي.
وكانت تركيا أول دولة غير عربية يزورها الشرع بعد توليه منصب الرئاسة نهاية الشهر الماضي.
وتحدثت تقارير عن اتفاق محتمل للدفاع المشترك بين دمشق وأنقرة، يتضمن إنشاء قاعدتين جويتين تركيتين في وسط سوريا واستخدام المجال الجوي السوري لأغراض عسكرية، بالإضافة إلى اضطلاع أنقرة بدور قيادي في تدريب الجيش السوري الجديد.
ويرى علوش أن "العلاقات التركية القوية مع دمشق، والتوصل إلى اتفاقية معاهدة دفاع مشترك، يمكن أن يساعد سوريا إلى حد كبير في مواجهة هذا التهديد الإسرائيلي، كما يمكن أن يشكل رادعًا قويًا بالنسبة لإسرائيل. فتركيا دولة قوية، ولا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل حسابات تركيا أو مصالحها في سوريا".
من جهته، يتحدث حماة عن الخيارات المطروحة أمام دمشق، مشيرا إلى أن "الأدوات المتاحة اليوم للدولة السورية هي الدبلوماسية والسياسة، بالإضافة إلى الوساطات مع الدول الصديقة لإسرائيل، بهدف وقف القتال والعودة إلى خطوط الاشتباك السابقة".
والثلاثاء، الماضي أدان مؤتمر الحوار الوطني الذي شهد مشاركة نحو 600 شخصية سورية في دمشق "التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، باعتباره انتهاكاً صارخاً لسيادة الدولة السورية".
وشدد البيان الذي تلي في حضور الشرع، على ضرورة "انسحابه الفوري وغير المشروط، ورفض التصريحات الاستفزازية من رئيس الوزراء الإسرائيلي، ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب السوري، والضغط لوقف العدوان والانتهاكات".
وبالرغم من الضغوط التي يلقي بها العدوان الإسرائيلي على دمشق، إلا أن علوش يرى أن بقدر ما يحمله هذا التصعيد من مخاطر على سوريا والمنطقة، فإنه يجلب أيضا فرصا جديدة.
ويوضح أن هذه الفرص تأتي على الصعيد الداخلي حيث يؤدي التصعيد الإسرائيلي إلى تعزيز التكاتف الوطني حول الإدارة الجديدة، وتنعكس على المستوى الإقليمي من حيث "دعم سوريا ومساعدتها على تعزيز مناعتها في مواجهة مشاريع التقسيم والتهديدات التي تحيط بها اليوم".