سوريا الجديدة.. «الشرع» يعيد هيكلة الجيش بعد دمج الفصائل المسلحة
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
تواصل الإدارة السورية الجديدة إعادة هيكلة الدولة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حيث جرى الاتفاق على حل الفصائل المسلحة ودمجها فى جيش وطنى تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، وفقاً لبيان أعلنته الحكومة المؤقتة، فى إطار المساعى لإعادة هيكلة الوزارة.
وتوصل أحمد الشرع، قائد العمليات العسكرية، إلى اتفاق مع زعماء فصائل سورية سابقين لحل جميع الفصائل ودمجها تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، بحسب ما أعلنته قناة «القاهرة الإخبارية»، نقلاً عن وكالة «رويترز».
وكان رئيس الوزراء فى الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، قال الأسبوع الماضى إن وزارة الدفاع ستخضع لإعادة هيكلة وستضم الفصائل المسلحة السابقة والضباط الذين انشقوا عن الجيش السورى، وكان «الشرع» قد أكد لمسئولين غربيين فى لقاءات جمعت بينهم، أن الفصائل المسلحة لن تسعى للانتقام من النظام السابق ولن تقمع أى أقلية دينية.
من ناحية أخرى، تتزايد وتيرة التوغل الإسرائيلى فى العمق السورى، إذ وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى إلى مناطق مختلفة من محافظة القنيطرة جنوب سوريا، واستمرت التحركات العسكرية فى المنطقة العازلة والمناطق المجاورة لها، بحسب وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، ووصلت قوات الاحتلال، أمس، إلى أطراف بلدة سويسة بريف القنيطرة، كما أقدمت على توغل آخر فى منطقة سد المنطرة، بجنوب سوريا، حيث دخلت آليات وجرافات إسرائيلية إلى المنطقة، وثبتت نقاطاً عسكرية ورفعت سواتر ترابية حول السد.
جاء ذلك بعد تحركات مشابهة فى الأيام الماضية، حيث توغلت قوات الاحتلال بعمق 7 كيلومترات داخل الأراضى السورية، بهدف تعزيز وجودها العسكرى فى المنطقة العازلة على الحدود مع الجولان المحتلة، وأفادت تقارير بأن القوات الإسرائيلية اتخذت من منطقة سد المنطرة نقطة عسكرية جديدة لها، حيث ظهرت فى المنطقة عدة نقاط تموضع لقواتها، حيث رفع الجنود العلم الإسرائيلى على عدد من التلال القريبة من المنطقة، كما وضعت حواجز تمنع الدخول والخروج من الأماكن الخاضعة لسيطرتها. وأبلغت القوات الإسرائيلية أهالى قريتى أم العظام والعدنانية بمواعيد محددة للدخول والخروج من المنطقة التى تخضع لسيطرتها، وفقاً للمرصد السورى لحقوق الإنسان،
ومن جهة أخرى، أنذرت القوات الإسرائيلية أهالى قرية جباثا الخشب فى القنيطرة بمهلة 48 ساعة لتسليم أسلحتهم، يأتى ذلك بعد تحذير سابق يوم الأحد، لسكان مدينة البعث فى القنيطرة بمهلة ساعتين فقط لتسليم الأسلحة التى بحوزتهم، مهددة باقتحام المدينة.
وفى سياق منفصل، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بعد اجتماع مع حكومته، إنه لا يوجد مكان للتنظيمات الإرهابية «فى مستقبل سوريا والمنطقة»، مؤكداً أن تركيا ستتصدى للتنظيمات الإرهابية التى تسعى لاستغلال الوضع الراهن فى سوريا، وأضاف الرئيس التركى: «نشدد على ضرورة إعادة بناء سوريا وسنقف إلى الشعب السورى بكل قوة»، مشدداً على عزم بلاده مواصلة تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ضد من أطلق عليهم «الإرهابيين» فى سوريا دون إلحاق أى ضرر بالمدنيين.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيواجه شرق أوسط متحولاً عندما يبدأ ولايته الثانية الشهر المقبل، وسط تزايد التساؤلات حول مستقبل ما يقرب من 2000 جندى أمريكى متمركزين فى شرق سوريا، حيث استخدمت واشنطن لأكثر من عقد من الزمان مجموعة من المواقع الأمامية لمحاربة تنظيم داعش ومراقبة أنشطة إيران.
وذكرت الصحيفة أن الحقائق الجديدة فى سوريا تؤكد التغييرات الدرامية التى حدثت فى جميع أنحاء المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023، وما تلاه من حروب عقابية فى قطاع غزة ولبنان وهجمات غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل، وأضافت الصحيفة أنه ترامب -الذى هدد مراراً وتكراراً بسحب القوات الأمريكية من سوريا خلال ولايته الأولى وسعى فى الأيام الأخيرة إلى إبعاد الولايات المتحدة عن الاضطرابات التى تجتاح البلاد الآن- لم يكشف عن خططه بشأن المهمة العسكرية الأمريكية هناك.
وأكد مستشارو «ترامب» أن الأولوية القصوى ستكون القضاء على تنظيم داعش الإرهابى، الذى لم يعد يتمتع بالدولة الزائفة الشاسعة التى كان يسيطر عليها ذات يوم، إذ يتزايد القصف الأمريكى على مسلحين تابعين للتنظيم بغارات جوية مكثفة فى الأيام الأخيرة.
من جانبه، قال جيمس جيفرى، الذى شغل منصب مبعوث سوريا خلال ولاية «ترامب» الأولى: «سوف يسأل (ترامب)، لماذا يجب أن أبقى على القوات لمحاربة داعش، عندما يكون كل قتالنا فى الأساس هو قصفهم فى الصحراء؟»، مشيراً إلى أنه سيكون من الصعب الإجابة عن هذا السؤال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشرع سوريا الفصائل المسلحة الفصائل المسلحة
إقرأ أيضاً:
رويترز: فصائل عراقية مستعدة لنزع سلاحها لتجنب غضب ترامب
نقلت وكالة رويترز عن 10 من كبار القادة والمسؤولين العراقيين القول إن عدة فصائل مسلحة قوية مدعومة من إيران في العراق مستعدة ولأول مرة لنزع سلاحها، لتجنب خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ووفقا للمصادر -من بينها 6 قادة محليين لـ4 فصائل مسلحة رئيسية- تأتي هذه الخطوة لتهدئة التوتر في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أميركيون بشكل غير رسمي للحكومة العراقية منذ تولي ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأضافت المصادر أن المسؤولين أبلغوا بغداد أنه ما لم تتخذ إجراءات لحل الفصائل النشطة على أراضيها، فإن واشنطن قد تستهدفها بغارات جوية.
هدف أميركيونقلت رويترز عن عزت الشابندر، السياسي الشيعي الكبير والمقرب من الائتلاف الحاكم في العراق، قوله إن المناقشات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من قادة الفصائل المسلحة وصلت إلى مرحلة "متقدمة للغاية وتميل الجماعات إلى الامتثال لدعوات الولايات المتحدة لنزع سلاحها".
وأضاف أن "الفصائل لا تتصرف بعناد أو تصر على الاستمرار بصيغتها الحالية، وتدرك تماما أنها قد تكون هدفا للولايات المتحدة".
وحسب الوكالة، ينتمي قادة الفصائل الـ6 -الذين أجرت مقابلات معهم في بغداد ومحافظة جنوبية- إلى كتائب حزب الله وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء وحركة أنصار الله الأوفياء. واشترط هؤلاء القادة عدم نشر هويتهم لمناقشة هذه القضية بالغة الحساسية.
إعلان موافقة إيرانيةوقال قيادي في كتائب حزب الله أقوى الفصائل الشيعية -وهو يرتدي كمامة سوداء ونظارة شمسية- إن "ترامب مستعد لتصعيد الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، نحن نعلم ذلك، ونريد تجنب مثل هذا السيناريو السيئ".
وأكد القادة أن حليفهم وراعيهم الرئيسي، الحرس الثوري الإيراني، منحهم موافقته على اتخاذ أي قرارات يرونها ضرورية لتجنب الانجرار إلى صراع قد يكون مدمرا مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
ووفقا لمسؤولين أمنيين يراقبان أنشطة الجماعات المسلحة، تنتمي هذه الفصائل إلى تحالف المقاومة الإسلامية في العراق، الذي يضم نحو 10 فصائل شيعية مسلحة تقود مجتمعة ما يقرب من 50 ألف مقاتل وبحوزتها ترسانات تشمل صواريخ بعيدة المدى وأسلحة مضادة للطائرات.
والتحالف ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي يضم شبكة من الجماعات والفصائل المدعومة من إيران أو المتحالفة معها بالمنطقة، وأعلن مسؤوليته عن عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل والقوات الأميركية في العراق وسوريا منذ اندلاع حرب غزة قبل نحو 18 شهرا.
من ناحيته، قال فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية -ردا على استفسارات حول محادثات نزع السلاح- إن رئيس الوزراء ملتزم بضمان أن تكون جميع الأسلحة في العراق تحت سيطرة الدولة من خلال "حوار بناء مع مختلف الجهات الفاعلة الوطنية".
وذكر المسؤولان الأمنيان العراقيان أن السوداني يضغط من أجل نزع سلاح جميع فصائل تحالف المقاومة الإسلامية في العراق، التي تعلن الولاء للحرس الثوري الإيراني أو فيلق القدس التابع له، وليس لبغداد.
ويقول مسؤولون وقادة إن بعض الفصائل أخلت بالفعل مقراتها الرئيسية إلى حد كبير وقلصت وجودها في المدن الكبرى، بما في ذلك الموصل ومحافظة الأنبار، منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي خشية التعرض لغارات جوية.
إعلانوأضافوا أن عديدا من القادة عززوا أيضا إجراءاتهم الأمنية خلال تلك الفترة، بما في ذلك تغيير هواتفهم المحمولة ومركباتهم ومساكنهم بشكل متكرر.
وتواصل وزارة الخارجية الأميركية حث بغداد على كبح جماح الفصائل المسلحة، وقالت "يجب على هذه القوات أن تستجيب للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، لا لإيران".
وأشار مسؤول أميركي -طلب عدم نشر هويته- إلى وجود حالات سابقة أوقفت فيها الفصائل المسلحة هجماتها بسبب الضغط الأميركي، وشكك في أن يكون أي نزع للسلاح طويل الأمد.
وأحجم الحرس الثوري الإيراني عن التعليق على هذا الأمر، ولم ترد وزارتا الخارجية الإيرانية والإسرائيلية على الاستفسارات.