لجريدة عمان:
2025-04-01@07:50:12 GMT

معركة قادمة حول السياسة المالية داخل فريق ترامب

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

في الأعوام الأخيرة ظلت نزاعات «حافة الهاوية» تتكرر كلما حاول الكونجرس رفع سقف الدَّين العام الأمريكي وذلك لأن أصوات الجناح اليميني تهدد بإغلاق الحكومة ما لم يستجاب إلى مطالبها.

وها نحن نشهد ذلك مجددا. ففي هذا الشهر حاول مايك جونسون رئيس مجلس النواب الجمهوري تمرير اتفاق مؤقت لرفع سقف الدين بموازنة تبلغ 6.

75 تريليون دولار. لكن محاولته أفشلها الرئيس القادم دونالد ترامب ومؤيدوه بمن فيهم ايلون ماسك وفيفيك راماسوامي. فقد طالب ماسك في غضب على منصة «إكس» بعدم إجازة مشروع قانون هذا الاتفاق وأشعل بذلك مفاوضات اللحظة الأخيرة وسط تهديدات بإغلاق الحكومة.

على المستثمرين أن يضعوا في بالهم ثلاث نقاط. أولا، انتصار ترامب الكاسح في انتخابات الشهر الماضي يعني أن المعركة السياسية المهمة في عام 2025 لن تكون بين الجمهوريين والديموقراطيين في الكونجرس لكن ستدور رحاها داخل الحزب الجمهوري نفسه.

ثانيا، ستكون معركة الجمهوريين مع الجمهوريين صعبة. فرجال من شاكلة ماسك وراماسوامي يريدون إسماع أصواتهم بمهاجمة الجمهوريين في الكونجرس من أمثال جونسون عديم الحيلة.

ثالثا، ستكون السياسة المالية نقطة اشتعال مبكرة في هذه المعركة خصوصا بالنظر إلى القفزة في عائدات السندات هذا الشهر عقب تراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي عن توقعاته بشأن تخفيضات سعر الفائدة في عام 2025.

ستكون واشنطن ميدانا لهذه المعركة. ولكن أيضا منتجع «مارا لا جو» الذي يتخذه فريق دونالد ترامب مقرا له ويعبِّر فيه الآن مرشحوه لمناصب إدارته القادمة عن وجهات نظر مختلفة بوضوح حول كيفية معالجة الدين القومي الحالي لأمريكا والذي يبلغ 36 تريليون دولار.

البعض لا يرى حاجة للذعر بشأن ركام هذا الدين ويحاجون بأن مكانة الدولار كعملة احتياط ستجبر المستثمرين الدوليين على الاستمرار في شراء سندات الخزانة الأمريكية. ترامب كثيرا ما يبدو مناصرا لهذا المعسكر. بل طالب قبل أيام بإلغاء سقف الدين.

لكن هنالك آخرون حوله أكثر توجُّسا مثل ستيف بانون كبير الاستراتيجيين السابق بالبيت الأبيض. سبب ذلك أن وزارة الخزانة سيتوجب عليها إعادة تمويل سندات بقيمة حوالي 9 تريليون دولار في العام القادم وفي وقت يشهد تصاعدا في الضغوطات التضخمية.

تعهدَ ترامب بإجراء تغييرات في السياسة المالية من شأنها إضافة عدة تريليونات أخرى للدين وفي ذات الوقت هدد بإضعاف الدولار وتقويض استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي.

هذا خليط «من السياسات» بالغ السوء ويدرك ذلك جيدا سكوت بيسنت مرشحه لتولي وزارة الخزانة. بل ما هو أسوأ أن صناديق التحوط التي يمكن أن تهرب باستثماراتها لديها دور متنام في سوق أوراق الخزانة الأمريكية. أيضا الصين، التي يمكنها اتخاذ مواقف عدائية، تمتلك رافعة نفوذ في هذه السوق.

علينا فقط أن ننظر إلى قرار بكين مؤخرا بإصدار سندات سيادية بقيمة بليوني دولار في المملكة العربية السعودية. هذا الإصدار ضئيل لكنه «وَخزَة رمزية في العين» بالنسبة لواشنطن ليس أقله لأن العائد على هذه السندات كان شبيها بعائد السندات الأمريكية.

الخلاف الثاني في «مارا لا جو» حول الضرائب. لقد تعهد ترامب مرارا بجعل قانون التخفيضات الضريبية والوظائف الذي سنَّه في عام 2017 تشريعا دائما بإعفاءاته الضريبية الضخمة على الدخل والتركة. من شأن ذلك أن يحقق مكاسب كبيرة للأمريكيين الأثرياء بمن فيهم بليونيرات عديدين في فريقه الرئاسي.

كما يريد ترامب أيضا خفض ضرائب الشركات من 21% إلى 15% في أمريكا وإنهاء الضرائب على مدفوعات الضمان الاجتماعي والبقشيش والعمل الإضافي وتمديد الائتمان الضريبي لرعاية الأطفال.

قيل لي إن بيسنت وآخرين أخبروا ترامب بأن الفجوة المالية التي تنشأ عن ذلك يمكن سدها بالنمو السريع وإيرادات الرسوم الجمركية وخفضٍ في الإنفاق الحكومي بحوالي تريليوني دولار وعد به إيلون ماسك. كما هنالك أيضا دعوات بزيادة الضريبة على المؤسسات الثرية.

لكن سيكون من المستحيل تقريبا إجراء خفض كبير في الإنفاق الفيدرالي بدون تقليص الإنفاق على الضمان الاجتماعي والدفاع والذي يبدو ترامب مترددا في القيام به. كما أن حجم أي ايراد من الرسوم الجمركية غير واضح. وقد يفضل ترامب استخدام الرسوم كوسيلة تهديد جيوسياسي أكثر من أي شيء آخر.

إلى ذلك، من المستبعد أن يسدَّ النمو لوحده الفجوة المالية. ومن الممكن أن تكون تكاليف خدمة الدين أعلى من المتوقع بالنظر إلى إشارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بإبطاء تخفيضات سعر الفائدة.

هذا يدفع ستيف بانون إلى الدعوة لمزيد من الإجراءات الجذرية بما في ذلك رفع الضرائب. فقد خاطب حفل عشاء للجمهوريين مؤخرا بقوله «سيتوجب عليكم رفع الضرائب على الأثرياء... لكي تُحكِموا السيطرة على الدَّين المنفلت.» نعم قال ذلك حقا. والسبب؟ يعتقد بانون أن اغتيال رئيس تنفيذي لشركة تأمين مؤخرا يكشف عن غضب كبير ضد النخبة المتنفذة الآن بحيث إذا ضغط ترامب على الطبقة الوسطى مفضلا عليها الأثرياء سيكون ذلك انتحارا سياسيا من جانبه. ويعتقد أن تجاهل أسواق السندات سيكون خطيرا بالقدر نفسه.

وهكذا، يقول بانون إن على المحافظين الجدد النيوليبراليين تحمُّل العواقب السلبية لسياساتهم. (المحافظون الجدد النيوليبراليون مَن يجمعون بين السياسات الخارجية والاجتماعية للمحافظين الجدد والسياسات الاقتصادية لليبراليين الجدد- المترجم). وهو يعني بذلك وجوب أن تكون الغلبة في إدارة الأمور للقوميين الشعبويين على الجمهوريين التقليديين.

حجة بانون حول الغضب الشعبوي صحيحة تماما. لكن مشكلة ترامب هي أن رفع الضرائب سيروع الجمهوريين «التقليديين» في الكونجرس. كما سيثير سخط العديد من رواد الأعمال الأثرياء الذين دعموا ترشحه للرئاسة.

لذلك سؤال الدين العام الأمريكي (36 تريليون دولار) الذي يلوح في الأفق لا يتعلق ببساطة بمن سيفوز في هذه المعركة: هل البلوتوقراط (الأثرياء أصحاب النفوذ السياسي والاقتصادي) أم الشعبويون؟ إنه يتعلق بما إذا كانت سوق السندات ستظل هادئة إلى أن ينجلي الغبار وتتضح الأمور.

بكلمات أخرى المناوشة التي دارت حول سقف الدَّين قبل أيام يمكن أن تكون مجرد مقدمة وتمهيد لمعارك أكبر في عام 2025. لذلك ينبغي الاستعداد لأوقات صعبة قادمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تریلیون دولار فی عام

إقرأ أيضاً:

تحديثات جديدة قادمة.. قائمة هواتف آيفون المدعومة بإصدار iOS 19

من المتوقع أن تكشف شركة آبل Apple، عن إصدار iOS 19 في مؤتمر مطوري WWDC في يونيو 2025.

وسيكون إصدار iOS 19، متوافقا مع أي هاتف آيفون قادر على تحديث iOS 18، وسيقدم العديد من التحسينات والميزات الجديدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ولكن قد يتأخر الوصول الكامل لهذه المميزات حتى عام 2026.

تصريحات تيم كوك حول ديبسيك تثير الجدل .. هل سيصل آيفون؟آيفون 17 برو .. مواصفات مبهرة وأداء قوي ينتظر المستخدمينتاريخ الإصدار المتوقع والميزات المحتملة لتحديث iOS 19

من المقرر أن تتوافر النسخة العامة المستقرة من تحديث iOS 19 في صيف 2025، مع الإصدار النهائي الذي سيصل إلى الأجهزة في سبتمبر 2025، بالتزامن مع إطلاق iPhone 17، لذا سيكون التاريخ المحتمل للإصدار النهائي هو 16 سبتمبر 2025.

وقد تشمل التحسينات المستقبلية التي سيجلبها نظام iOS 19، المزيد من قدرات الذكاء الاصطناعي Apple Intelligence، حيث يتوقع أن يكون التركيز الأساسي في iOS 19 على تعزيز القدرات الحالية لهذه التقنية.

وبدلا من إضافة ميزات جديدة جذرية؛ سيركز الإصدار على تحسين الذكاء الاصطناعي وتوسيع استخدامه في التطبيقات المختلفة، وسيكون التحسين الأكبر في Siri مع إضافة قدرات محادثة أكثر تقدما، حيث يتم تدريبها باستخدام نماذج اللغة الكبيرة LLMs التي تستخدمها منصات مثل ChatGPT و Gemini.

ومن المتوقع أن يتم تحديث تطبيق الكاميرا مع تصاميم مستوحاة من VisionOS، مع واجهات شفافة وتجميع الصور والفيديوهات بشكل مختلف بناء على السياق. 

كما قد يشهد التطبيق المزيد من التعديلات، حيث تسعى آبل إلى توحيد التصميمات عبر أنظمتها المختلفة.

ولا يتوقع أن يتم تجميع معظم الميزات الكبيرة في iOS 19، بل سيحصل المستخدمون على تحديثات متتالية مع الإصدارات الفرعية مثل iOS 19.1 و iOS 19.2 التي ستتضمن التحسينات والتطورات المستمرة. 


الأجهزة المتوافقة

بالنسبة للأجهزة التي ستدعم iOS 19، يبدو أن آبل ستتخلى عن دعم بعض الأجهزة الأقدم مثل iPhone XS و iPhone XR، حيث من المتوقع أن يتم استبعادها من قائمة الأجهزة التي ستتلقى التحديثات في عام 2025.

وتتضمن طرازات آيفون التي سيكون iOS 19 متوافقا معها، الأجهزة التالية:

آيفون 16e
آيفون 16
آيفون 16 بلس
آيفون 16 برو
آيفون 16 برو ماكس
آيفون 15
آيفون 15 بلس
آيفون 15 برو
آيفون 15 برو ماكس
آيفون 14
آيفون 14 بلس
آيفون 14 برو
آيفون 14 برو ماكس
آيفون 13
آيفون 13 ميني
آيفون 13 برو
آيفون 13 برو ماكس
آيفون 12
آيفون 12 ميني
آيفون 12 برو
آيفون 12 برو ماكس
آيفون 11
آيفون 11 برو
آيفون 11 برو ماكس
آيفون XS
آيفون XS ماكس
آيفون XR
الجيل الثاني من آيفون SE أو الأجيال الأحدث.

مقالات مشابهة

  • واتساب تكشف انهيار أخلاق السياسة العراقية
  • الهلال بين السياسة والدين!
  • انخفاض أسعار النفط رغم تهديدات ترامب
  • «وجعتي قلبي».. إيناس عز الدين تنعي إيناس النجار
  • وسط تهديدات «ترامب».. كيف أصبحت أسعار النفط والذهب؟
  • تحديثات جديدة قادمة.. قائمة هواتف آيفون المدعومة بإصدار iOS 19
  • المنافذ الحدودية: ضبط مخدرات إيرانية في منفذ الشلامجة
  • السياسة الأمريكية تجاه السودان: من صراعات الماضي إلى حسابات الجمهوريين الباردة
  • خبأتها في شال ونعال .. ضبط مخدرات بحوزة مسافرة عراقية قادمة من ايران (صور)
  • تراجع طفيف في مستوى الدين الخارجي لمصر