مكتبة الإسكندرية تناقش "مستقبل النظام الإقليمى العربى" في ندوة بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز الدراسات الإستراتيجية التابع لقطاع البحث الأكاديمى، صباح اليوم، ندوة تحت عنوان: "مستقبل النظام الإقليمى العربي" والممتدة علي مدار يومي 25،26 ديسمبر بمقر مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى بالقرية الذكية بالقاهرة، بمشاركة الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والسفير محمد وجيه حجازى، نائب مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، والسفير علاء التميمى؛ مدير إدارة الدراسات الإستراتيجية فى جامعة الدول العربية، وعدد من رموز الفكر والثقافة والخبراء والمتخصصين وعدد من قيادات مكتبة الإسكندرية.
وبدأت فعاليات اليوم الأول من الندوة بكلمات افتتاحية لكل من الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والمفكر السياسي الدكتور علي الدين هلال، واللواء أحمد الشربيني، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية.
وأكد الدكتور أحمد زايد علي أننا أمام ما يمكن اعتباره موضوع الساعة، خاصة فى ضوء التطورات الأخيرة فى سوريا، حيث أصبح النظام الإقليمي العربى فى مواجهة تحديات غير مسبوقة، خلال عمر هذا النظام الذى يمتد لأكثر من 75 عامًا.
وقال اللواء الدكتور أحمد الشربينى إن التطورات الأخيرة فى سوريا وضعت النظام العربى تحت ضغوط غير مسبوقة مضيفا ًأن إنهيار النظام السورى ومعه الجيش الوطنى أوجد فراغًا، تسعى عدة قوى لملئه عبر عدة مشاريع، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سوف يعيد توزيع توازن القوى فى المنطقة ومن هنا تظهر أهمية استدعاء التاريخ فى مثل هذه المراحل المفصلية، كما أكد علي أننا فى حاجة إلى بدائل للحفاظ على هذا النظام الاقليمى العربى، أو على الحد الأدنى منه.
وأشار الدكتور علي الدين هلال إن مفهوم النظام الإقليمي ظهر لأول مرة عام 1970 وعُرف عربيًا لأول مرة عام 1979، وأكد علي أننا فى حاجة إلى أن نجد إجابات للعديد من الأسئلة منها: لماذا تتطور أنظمة إقليمية ولماذا تفشل أخرى، وما هو مستقبل النظم الإقليمية فى ظل نظام العولمة.
وأضاف الدكتور محمود عزت، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، علي أهمية الندوة فى ظل ما يشهده العالم من تحولات جذرية ومتسارعة ألقت بظلالها على المنطقة العربية، وأثارت العديد من التساؤلات حول مستقبل النظام الإقليمى العربي.
وعقدت الجلسة الأولى من الندوة تحت عنوان "النظام الإقليمى العربى: رؤية نقدية" وتحدث خلالها الدكتور إبراهيم عوض عن" النظم الإقليمية فى العالم"، وأشار فى مداخلته إلى أنه لا يوجد إتفاق على مفهوم واحد ومحدد للإقليم، مشيرًا إلى أن الدول النامية رأت فى النظم الإقليمية فرصة لمواجهة النظام الكونى. قائلًا "أنه فى الوقت الذى نجح فيه الإتحاد الأوروبي وتطور رغم أنه مكون من دول كانت تحارب بعضها البعض، ولكنهم رأوا فى الإتحاد ضرورة، فى الوقت الذى فشل فيه النظام الإقليمي العربى لأنهم لم ينتهجوا نفس النهج، يكفى أن نعرف أن ميزانية الإتحاد الأوروبي تبلغ 288 مليار دولار سنويًا، تاتى من الجمارك ومن ضريبة القيمة المضافة للدول الاعضاء، إضافة إلى الاشتراكات.
وتابع الدكتور عبد المنعم سعيد قائلًا: "إن الإقليم العربى عانى نتيجة لما يسمى بثورات الربيع العربى، حيث أصبحنا أمام جيل جديد يرى أن الأنظمة العربية أصبحت جميعها غير صالحة، ولكن لم يكن لديهم رؤية أو مشروع لما بعد، وجاءت تطورات 7 أكتوبر لكي تفجر الوضع الإقليمي العربي وتضعه أمام تحديات داخلية وخارجية.
وتحدث الدكتور حسنين توفيق عن أزمة الدولة الوطنية العربية، وقال إن أزمة الإقليم العربي تتجلى فى أن هناك 7 دول عربية إما متصدعة أو فاشلة أو هشة، وقال "إن ملامح الأزمة بدأت فى الفترة الاستعمارية لكنها تفاقمت على يد النخب العربية بعد ذلك.
وأوضح الدكتور محمد صفى الدين خربوش إننا أمام نظام يتسم بالفوضوية وسوف يستمر هذا الوضع فى الأجل المنظور، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إعادة إنشاء الجيش السوري من ميليشيات مسلحة لأن هذا يتعارض مع فكرة الجيش الوطني.
وناقش الدكتور جمال عبد الجواد عن أزمة "العلاقات العربية "وقال أننا نعيش مرحلة ضعفت فيها مفاهيم الهوية العربية، ومن ملامح ذلك دخول الإقليم فى مرحلة جديدة من الضعف، متسائلًا عن وجود هوية جديدة قد تحل محل الهوية العربية، مستعرضًا الدكتور محمد زايد رؤيته للدول المؤهلة لقيادة الإقليم خلال الفترة المقبلة.
وتناولت أعمال الجلسة الثانية المشروعات المطروحة إقليميا لمستقبل المنطقة والطرق التى يفكر بها الجيران فى الإقليم.
وتناول الدكتور محمد عباس ناجي فلسفة تدخلات إيران فى الإقليم العربي، مشيرًا إلى أن خامنئى قال قبل سنوات نحن نحارب الأعداء داخل سوريا حتى لانضطر لمحاربتهم داخل طهران،
و أضافت الدكتورة شيماء ماجد إن تدخلات تركيا المتكررة أظهرت هشاشة الچنظام الإقليمي العربى وعدم قدرته على اتخاذ القرار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية استراتيجية استر اشتراك الإستراتيجية الدراسات الاستراتيجية الجيش الوطني الدكتور عبد المنعم الفترة المقبلة جامعة الدول العربي جامعة الدول العربية خلال الفترة المقبلة مکتبة الإسکندریة مشیر ا إلى أن الدکتور أحمد
إقرأ أيضاً:
مكتبة القاهرة الكبرى تناقش كتاب "بهانة اليوم"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت اليوم مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك برئاسة الكاتب يحيى رياض يوسف مدير المكتبة، مناقشة مثيرة لكتاب "بهانة اليوم" للكاتبة إلهام قطب، التي تعتبر من أبرز الأسماء في مجال الكتابة والإعلام
الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية متنوعة، تسلط الضوء على عدة قضايا اجتماعية هامة، وتعكس رؤى فكرية وثقافية معاصرة وتناقش القصص في الكتاب موضوعات حساسة مثل الظلم، الخيانة، التحديات الشخصية، وأبرزها صورة المرأة في المجتمع.
تنوعت القصص في مجموعة "بهانة اليوم" بين موضوعات الظلم ونجاح النهاية، مما يعكس قضايا معقدة ومؤلمة يعاني منها الكثيرون في حياتهم اليومية. في بعض القصص، يتم تسليط الضوء على الشخصيات التي تتعرض للظلم سواء من أفراد الأسرة أو من المجتمع، لكن الكاتبة لا تترك القارئ في حالة من التشاؤم. بل تحاول أن تبرز في النهاية أن هناك دائمًا فرصة للنهوض والتغيير، مهما كانت الظروف قاسية.
الظلم في الكتاب يظهر في العديد من الأشكال: سواء كان ظلم الأبناء من الآباء الذين يتخلون عن واجبهم، أو من المجتمعات التي لا توفر الفرص المتساوية لكل أفراده. ومع ذلك، نجد أن الكاتبة تؤمن بأن النهاية يمكن أن تكون بداية جديدة، وأن الأمل يظل حاضرًا رغم الصعوبات التي قد يواجهها الأفراد. بعض القصص في الكتاب تنتهي بنجاح الأبطال في تخطي الصعاب والتوصل إلى الحقيقة، مما يضفي على العمل طابعًا من التفاؤل والاستمرار رغم كل التحديات.
أحد المواضيع الأكثر تأثيرًا في كتاب "بهانة اليوم" هو تمثيل صورة المرأة في المجتمع. إذ تتناول إلهام قطب المرأة في أبعاد مختلفة؛ في دور الأم، الزوجة، العامل، والصديقة، وتستعرض التحديات الاجتماعية التي تواجهها في كل هذه الأدوار. توضح كيف أن المرأة، رغم كل الصعوبات التي قد تواجهها، تمتلك قوة داخلية تمكنها من التغلب على الأزمات والظروف الصعبة.
إلهام قطب تدافع عن حقوق المرأة وتدعو إلى توفير بيئة أكثر دعمًا للنساء في المجتمع. فهي لا تقتصر فقط على تصوير المرأة كضحية في العديد من القصص، بل تظهرها أيضًا كامرأة قوية قادرة على التغيير والتطور. في بعض القصص، نجد أن المرأة هي التي تتخذ القرار، وتغير حياتها وحياة من حولها. وهذا يبرز دورها كمحور أساسي في بناء المجتمع وتطويره
إلهام قطب خصصت جزءًا من الكتاب للحديث عن قضايا جحود الأب وزوجة الأب في العديد من الأسر. حيث تصف بعض القصص كيف يمكن أن يكون الأب غائبًا عن مسؤولياته تجاه أولاده، وكيف تتسبب زوجة الأب في تعميق الفجوة بين الأبناء ووالدهم. هذه العلاقات المعقدة في الأسر المفككة تشكل مصدرًا رئيسيًا للكثير من الأزمات النفسية للأطفال، الذين يجدون أنفسهم عالقين بين الأطراف المتنازعة.
وتشير الكاتبة إلى أن هذا النوع من العلاقات يعكس صورة سلبية عن الأسر في بعض المجتمعات، وتدعو إلى ضرورة تبني قيم الاحترام المتبادل والتفاهم بين الأفراد داخل الأسرة. كما تؤكد على أن الأطفال في هذه البيئات لا بد أن يحظوا بحماية نفسية تضمن لهم نموًا صحيًا وسليمًا.
إلى جانب القضايا الأسرية، تطرقت إلهام قطب إلى ظاهرة اجتماعية معاصرة تتعلق بالزواج بين المطلقين الذين يعيشون معًا في نفس المنزل رغم الزيجات الجديدة. في بعض القصص، يظهر هذا الوضع على أنه نوع من الازدواجية الاجتماعية حيث يحاول الأشخاص الحفاظ على مظهر اجتماعي مثالي أمام الأبناء والمجتمع، بينما الحقيقة مختلفة تمامًا. هذا التعايش بين الزوجين لا يعكس استقرارًا حقيقيًا، بل هو مجرد محاولة لتغطية الفجوات العاطفية والأخلاقية التي تنشأ نتيجة الخيانة أو الانفصال.
تتناول إلهام قطب في كتابها عواقب هذه العلاقات على الأبناء، الذين قد يعانون من فقدان الأمان العاطفي. كما توضح الكاتبة كيف أن المظاهر الاجتماعية لا يمكن أن تحل محل العلاقات الصادقة والمبنية على الثقة والاحترام المتبادل.
تعتبر إلهام قطب أن "نهاية كل ظالم" مسألة لا مفر منها، مهما حاول الظالمون التهرب من عواقب أفعالهم. في الكتاب، يتم عرض أمثلة حية لشخصيات ظالمة في محيط الأسرة والمجتمع، وفي النهاية، تظهر الحقيقة وتكشف الزيف الذي يعشونه. هذه الرسالة تحمل في طياتها دعوة للعدالة والمساواة، وتحث الجميع على التمسك بالقيم الإنسانية.
تؤمن إلهام قطب بأن العدالة في النهاية ستتحقق، وأن كل من يسلك طريق الظلم سيكون له حساب في النهاية، حتى لو تأخرت النتائج. هذه الفكرة تبرز في العديد من القصص في الكتاب، حيث يتمكن الأبطال من استعادة حقوقهم والنهوض مرة أخرى.
اختتمت إلهام قطب مناقشتها بتأكيد أن المجتمع يجب أن يعمل على تعزيز القيم الإنسانية الأساسية، مثل العدالة والمساواة، من أجل تقديم نموذج صالح للأجيال القادمة. وأكدت أن معالجة قضايا مثل الظلم، التمييز، والعنف ضد المرأة تتطلب جهودًا متواصلة على مختلف الأصعدة.، وناشدت إلهام إلى أهمية أن نمنح النساء والأطفال مساحة أكبر في المجتمع لتحقيق إمكانياتهم الحقيقية، وأن نحتفل بالنجاحات الشخصية والعائلية التي تنبثق من بيئات يسودها الحب والاحترام.
"بهانة اليوم" هو كتاب غني بالأفكار والقيم التي تمس الواقع الاجتماعي المعاصر. من خلال تقديم مجموعة من القصص التي تتراوح بين الظلم وتحقيق النجاح، تبرز الكاتبة إلهام قطب جانبًا مهمًا من القضايا الإنسانية التي تؤثر في المجتمع. سواء من خلال تصوير معاناة المرأة أو تحليل العلاقات الأسرية المعقدة، تقدم قطب للقارئ مادة غنية تحفز على التفكير وتدعو للتغيير والتحسين.