تسمَّرت الجماهير العمانية أمام شاشات التلفاز وهي تتابع مباراة منتخبنا الوطني مع قطر وقبلها مع الكويت، وخلت الشوارع من ضجيج السيارات والزحام كما تعوّدنا عليه يوميا في محافظة مسقط في الوقت الذي تحتفل الجماهير العمانية هناك في الكويت بعد حضورها لمساندة المنتخب الوطني ورقصت وفرحت في المدرجات وانتقل فرحها إلى سوق المباركية أشهر الأسواق الشعبية في الكويت.
كل هذا الشغف الجماهيري الذي نعيشه هذه الأيام مع منافسات كأس الخليج في دورتها السادسة والعشرين ليؤكد للجميع أن هذه البطولة هي إرث تاريخي لأبناء المنطقة ولا يمكن أن تتخلى عنه مهما كانت الظروف، ويكفي هذه البطولة فخرا بأنها البطولة العربية الوحيدة التي لم تُلغَ أو تتأجل منذ 54 عاما منذ انطلاقتها الأولى.
بطولات كأس الخليج لها طقوس وتقاليد خاصة، والتنافس الشريف بين أبناء المنطقة ليس وليد اليوم، وما يحدث في منافسات البطولة الحالية دليل واضح على أن البطولة لا تعترف بالتصنيف الدولي ولا تعترف بما سبقها من نتائج في بطولات قارية أو إقليمية أخرى.
بعد مباراة الافتتاح بين منتخبنا والكويت ذهب الكثيرون للاعتقاد بأن المنتخبين هما الحلقة الأضعف في البطولة؛ عطفا على المستويات التي قدمتها المنتخبات الأخرى في الجولة الأولى، لكن الوضع تغيّر 180 درجة في الجولة الثانية وأظهر المنتخب الوطني وشقيقه الكويتي بأنهما لا يقلان شأنًا عن المنتخبات الأخرى وقدّما مباراتين أمام قطر والإمارات استحقا عليهما الفوز وكان الردّ منهما قاسيًا على من وصفهما بأنهما الأسوأ في البطولة.
المنتخب الوطني الذي عاش ضغطًا رهيبًا نتيجة الانتقادات التي طالته قبل وأثناء البطولة بسبب نتائجه في تصفيات كأس العالم، لم يلتفت إلى كل ما قيل وكان ردّه واضحا وصريحا في الميدان ويسير حتى الآن برتم تصاعدي من خلال المباراتين اللتين لعبهما حتى الآن، وكان فوزه أمس الأول على قطر -بطل آسيا- له جوانب إيجابية كبيرة نبني عليها الكثير من الأمنيات والطموحات في هذه البطولة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال التنبؤ بما تحمله في قادم الوقت من أحداث ومفاجآت في ظل الأمور المعقدة في المجموعة الأولى التي يوجد بها منتخبنا الوطني.
في مباريات المنتخبات الخليجية في دورات كأس الخليج هناك جزئيات مهمة يجب الاستفادة منها وهي بكل تأكيد خارج كل التوقعات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هناك أفضلية لمنتخب على آخر، ومن يعرف كيف يتعامل مع (عادات وتقاليد) دورات كأس الخليج كما فعلها في السابق المنتخب الكويتي -أكثر المنتخبات تتويجًا باللقب- فإنه باستطاعته أن يكسب اللقب حيث لم يعُد هناك المنتخب الوحيد المرشح للقب، وجميع المنتخبات المشاركة مرشحة ولديها الطموح نفسه لمعانقة اللقب وإن كان هذا اللقب ليس غريبًا عنها باستثناء اليمن.
الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات سوف تكون لها حساباتها المختلفة وربما تعصف بأجهزة فنية وإدارية كما تعوّدنا في دورات كأس الخليج، مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کأس الخلیج
إقرأ أيضاً:
غدا.. "الأحمر العماني" في مواجهة قوية أمام "العنابي" ضمن منافسات خليجي 26
الكويت - العُمانية
يلتقي مُنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم غدًا الثلاثاء بنظيره القطري ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة خليجي 26 المقامة بالكويت على ملعب جابر المبارك الصباح الذي يحتضن مباريات المجموعة الأولى.
وتكتسب المباراة التي تقام في الساعة 6:25 مساء بتوقيت سلطنة عُمان أهمية كبيرة لمنتخبنا الوطني في مشوار التأهل إلى المربع الذهبي للبطولة حيث يمتلك نقطة واحدة بعد تعادله مع المنتخب الكويتي 1/1 في الجولة الأولى وشهدت أيضًا تعادل الإمارات وقطر بالنتيجة ذاتها.
وقال رشيد جابر مدرب مُنتخبنا الوطني في المؤتمر الصحفي : "لقاؤنا غدًا مع المنتخب القطري مهم جدًا بعد انتهاء الجولة الأولى ونحترم المنتخب القطري الذي يمتلك مجموعة من اللاعبين المميزين والمباراة تحتاج إلى مجهود وحضور ذهني كبير جدًا، والفوز فيها خطوة كبيرة للتأهل وبذلك تكون الجولة الأخيرة في وضع مريح مضيفًا أن مباراة الغد لا تحسم الصعود ولدينا ثقة كبيرة في الوصول بعيدًا في هذه البطولة وحظوظنا تتساوى مع المنتخبات الأخرى".
وأضاف : "نعمل على جاهزية اللاعب صلاح اليحيائي للمباراة القادمة وهو لاعب مهم لدينا والحلول التي يمكن أن يصنعها، كما نعمل على تحسين القرار في الثلث الهجومي والقرارات في هذه المنطقة تحتاج لقراءة المهاجم وتحسين اللمسة الأخيرة وهذه المنطقة ليست سهلة في كل المنتخبات".
من جانبه قال اللاعب عبدالله فواز : "طوينا صحفة المباراة الأولى ونركز على الخطوة التالية المهمة أمام المنتخب القطري خصوصًا في ظل تعادل المنتخبات الأربعة في المجموعة، ونحن كلاعبين عازمون على تحقيق أفضل ما لدينا وتحقيق النقاط الثلاث".
وقال مدرب منتخب قطر الإسباني لويس جارسيا : "نحن مستعدون بشكل جيد لمواجهة منتخب عُمان غدًا ونسعى للظهور بشكل جيد وتحقيق الفوز والنقاط الثلاث والمباراة قوية حيث إن المنتخب العُماني قوي وديناميكي ويمتلك مجموعة من اللاعبين السريعين خصوصا في الهجمات المرتدة ونعمل على تجهيز مُنتخبنا للتعامل مع ذلك".
ويجري مُنتخبنا الوطني مساء اليوم مرانه الأخير على ملعب خيطان استعدادا للمباراة حيث سيعمل الجهاز الفني على وضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة والخطة التكتيكية.
ويدير المباراة الحكم العراقي مهند قاسم بمساعدة مواطنيه واثق مدلل وأحمد البغدادي، والحكم الرابع التركي ميلر أوميت، فيما يتولى الصيني فو مينغ تقنية الفار بمساعدة العراقي أحمد كاظم.
وشهدت المواجهات الـ 15 الأخيرة بين المنتخبين في دورات كأس الخليج، فوز المنتخب القطري في 10 مواجهات مقابل فوز منتخبنا في 4 مناسبات، وتعادل المنتخبان في مباراة واحدة، وسجل منتخبنا الوطني 17 هدفًا ، فيما سجل المنتخب القطري 29 هدفًا.
ويلتقي مُنتخبنا في آخر جولات دوري المجموعات مع المنتخب القطري أمام نظيره الإماراتي يوم الجمعة 27 ديسمبر المقبل.